الخميس، 30 أبريل 2020

زيمبابوي حضارة منسية وطبيعة افريقية وقصص مروية مع رحال الخبر

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا..

الحمدلله أن يسر لي زيارة هذا الكم من دول العالم وها انا ذا على بلوغ 120 دولة وفي زيمبابوي التي كانت ضمن أهدافي الرئيسية لثلاثة اسباب .
الأول وهو معرفة عدد المسلمين وحالهم ومايتطلبه الأمر من مد العون لهم بشيء نستطيعه وأقله أن نظهرهم اعلاميا في هذا البلد الذي يتوسط أفريقيا..

والثاني زيارة أعظم معلم تاريخي في أفريقيا والذي يعد الثاني بعد حضارة الفراعنة حيث هنا قد كانت ممالك وحضارة لها اثار قد بقيت تحكي عن قصة رائعة لأمم في وسط أفريقيا، وللأسف ظلت في حكم الغائبة والمنسية رغم ضخامة الآثار التي رأيت..

والثالث وهو زيارة ورؤية ثاني أكبر شلالات العالم وهو شلالات فكتوريا،  والذي يعد الثاني حجما بعد الأول والأكبر شلالات أغواتسو بين البرازيل والأرجنتين والثالث بعد فكتوريا شلال نياجارا بين أمريكا وكندا ..

طبعا رحلتي كانت للأستكشاف والأطلاع والمعرفة وقد حصلت على مبتغاي بتيسير الرحمن والحمدلله.. 

زيمبابوي، الأرض المنسية للحضارة الأفريقية العنوان: زيمبابوي، الأرض المنسية للحضارة الأفريقية المقدمة: تعد زيمبابوي واحدة من البلدان الأكثر غموضًا وجمالًا في القارة الأفريقية. فهي تحتضن تاريخًا غنيًا بالحضارات والثقافات المتنوعة التي تعود لآلاف السنين، ومع ذلك، فهي تبقى أرضًا منسية للعديد من الناس. في هذا المقال، سنكشف النقاب عن زيمبابوي ونستعرض لمحة عن تاريخها العريق وثقافتها الفريدة. 

زيمبابوي

تاريخ زيمبابوي يعود للعصور القديمة، حيث كانت المنطقة مأهولة بالسكان الأصليين منذ أكثر من 10000 عام. ومع مرور الوقت، ازدهرت العديد من الحضارات في هذه الأرض، مثل حضارة مونوموتابا وحضارة غريت زيمبابوي. وتعتبر آثار هذه الحضارات القديمة من أهم المعالم السياحية في البلاد، حيث يمكن رؤية القصور الملكية والمعابده الجميلة التي تعكس براعة الحضارة الزيمبابوية القديمة. تعد زيمبابوي أيضًا موطنًا لواحدة من عجائب الدنيا القديمة، وهي شلالات فيكتوريا. يُعتبر شلال فيكتوريا أحد أكبر الشلالات في العالم، حيث ترتفع قطرة الماء لأكثر من 100 متر وتتدفق بقوة هائلة. إن زيارة هذه الشلالات الرائعة تعتبر تجربة لا تنسى وتعكس جمال الطبيعة في زيمبابوي. تضم زيمبابوي أيضًا مجموعة متنوعة من المحميات الطبيعية والحدائق الوطنية، مثل حديقة هوفو الوطنية ومنتزه مانابولز الوطني. تعتبر هذه المناطق المحمية موطنًا للحياة البرية المتنوعة، بما في ذلك الفيلة والأسود والزرافات والطيور النادرة. إن زيارة هذه المناطق توفر فرصة لاكتشاف جمال الطبيعة البرية في زيمبابوي. 


             من مطار موزمبيق(هراري) 
*وصف الرحلة*
سبق رحلتي لزيميبابوي الإعداد والترتيب بعد دراسة الحالة الأجتماعية والسياسية في هذا البلد الذي سبق أن سمعنا عنه الكثير هو وقائده موجابي الذي طرد المستوطنون البيض مؤخرا من ممالكم وحل محلهم المواطنون الزيمبابويين وقد قامت قيامة الدول الأوربية عليه ..
وأظن ان الأمور بقيت على ذلك الأمر لأنني رأيت من خلال زيارتي التواجد الزيمبابوي في كل مكان حتى في المنتجعات البعيدة وهذا شي طيب ان لم يكن فيه تعدي على أموال الآخرين وأن يتم تعويضهم...
بعد تجهيزي لكل ما أردت مع معرفة الأسعار للفنادق والمنتجعات وتأجير السيارة انتهيت للبدء في استخراج الفيزا والتي يستوجب استخراجها قبل الدخول الى زيمبابوي وقد تأكدت حينما دخلت للمطار في هراري أن من ليس لديه الفيزا يعود من حيث أتى.
ومتطلب الفيزا سهلة للغاية وعبر النت يحتاج الأمر أن يكون لديك صورة للجواز في حاسبك الآلي وصورة لبطاقتك المدنية وصورة شخصية وصورة للتذكرة وصزرة لحجز الفندق..
كل ماسبق صور فقط ترسلها عبر رابط استخراج الفيزا الزيمبابوية وخلال دقائق يتم ارسال ورقة الفيزا وأذن بالدخول حسب ماطلبت مرة واحدة أو عدة زيارات وهي بسعر 45 دولار للزيارة الواحدة و80 دولار لعدة زيارات ، وطبعا يتم الدفع بالمطار .
توكلت على الرحمن وأخذت تذكرتي ووصلنا لمطار هراري المتوسط الحال وهو عبارة عن قاعتين قاعة للطيران المحلي وقاعة للطيران الدولي. 
دخلنا عبر القاعة الدولية لأجد امامي محطة لأكتشاف الأمراض الممنوعة وتم الكشف عبر كاميرا خاصة ثم دخلت فوجدت عدة كاونترات وبعد تعبئة نموذج الدخول قدمته للموظف وطلب مني ورقة الفيزا التي طبعتها مسبقا ولو لم أطبعها لمنعت من الدخول...
وتم دفع مبلغ 45 دولار امريكي كرسم للفيزة وتم ختم الجواز ودخلنا لأذهب لاستلام سيارتي التي تم حجزها مسبقا ودفع مبلغ 65 دولار لليوم ، وبالطبع لم أمسى أن أشتري بطاقة للجوال لأفعّل النت والاتصال حسب تعرفة زيمبابوي وكانت الشريحة وحجم 2:5 جيجا بايت بسعر 50 دولار.
اعدت تشغيل هاتفي الجوال بباقة زيمبابوية واخذت سيارتي من المطار وللأسف لم تكن مفتوحة الأميال بـل هي (200 كلم)  لليوم الواحد وهذا لا ينفعني كثيرا فخطتي للمسير تحتاج اميال مفتوحة ولكن نحاول أن ندبرها بعون الله.
بعد استلامي السيارة أتجهت لحجزي بأحد الفنادق وسط العاصمة هراري ، ووصولي سيكون بالمساء ، وسبق لي دراسة الخريطة فلم تبعد المسافة من المطار حتى الفندق غير 15 كلم...

والمسار معي وعبر خرائط جوجل ماب كان المسار واضحا وعبر طرق ميسرة من المطار وحديثة نسبيا حتى وصلت للعاصمة فاذا بالطرق تبدأ بوجه آخر والتنظيم السئ للمرور خاصة أنني في نهاية يوم عمل والزحمة على أشدها لكن يسر الله الأمر حتى وصلت للفندق الذي كان من المفترض أن يكون أفضل مما رأيت ولكن يالله ليلة ونمشيها.

 اخذت الفندق في هذه الليلة وكان سعره 69 دولار ، وأخذت غرفتي بعد أن أوقفت السيارة في كراج الفندق المحمي بالحراسة فسرقة السيارات هنا شكلها أمر عادي.
وصعدت للغرفة فصليت المغرب والعشاء وانشغلت بترتيب خطتي ليوم الغد كما هو مخطط لها ، ثم النوم مبكرا.
استيقظت الفجر وصليت فرضي لأستعد بعدها بعد وقت قصير من النزول للإفطار ولم يكن الإفطار سيئا بل كان جيد .
الحمدلله على تيسيره وبعد وجبة طيبة خرجت من الفندق مشيا على الأقدام للذهاب لصرف مالدي من يور الى دولار أمريكي فهنا في زيمبابوي قد استعاضو بعملتهم الى الدولار ولا أعلم السبب فهذا يفقد البلد القوة النقدية وأن يكون لها اقتصاد مستقل .
     هنا يسار الصورة مسجد للباكستانيين

لكن هم أدرى بمصالحهم وموجابي رئيس زيمبابوي قد يدرك ماهو المفيد حسب ما فعل مع ازاحة البيض(الاوربيين) من التحكم في مصالح إقتصاد الدولة .
          وسط شوارع هراري العاصمة 

ليس لي شأن بهذا فهذا مجرد معلومات قد استقيتها من الأخبار ومايهمني الآن هو أن يكون لدي دولارات أمريكية لكي استطيع الشراء هنا في زيمبابوي .
لم يكن هنا صرافين وكان لابد أن أتجه للبنوك وقد دخلت أحدهم وكان صرف اليورو مقابل دولار وسبعة من مائة.
وأخذت مايكفيني وللأسف عملة الدولار هنا سيئة شكلا للغاية ولايوجد النظيف منها الا نادرا...
ولعل السبب أن العملة يتم تداولها بكثرة قبل أن تغير وهذا سبب وساختها حتى انني لا استطيع أن أقرأ لبعضها رقم العملة..
   العملة المهترئة للدولار والمتداول محليا ولاتكاد ترى منه شيئا 

واخذت أموالي ورجعت الى الفندق لأعمل خروج وآخذ سيارتي وأنطلق للخطة الثانية من رحلتي وهي زيارة الوسط الجموبي لزيمبابوي وهي ماتسمى ماسفينغو. 
        بالطريق من هراري الى ماسفينغو

*الرحلة الى ماسفينغو الأثرية*
بدأت رحلتي اليها عبر هراري العاصمة وتبعد ماسفينغو نحو ثلاث مائة كيلومترا وبطريق مسفلت وتأخذ بالسيارة نحو أربع ساعات مرورا بمدن بسيطة وهي شيفهو Chisholm والتي تبعد نحو مائة كيلو ثم مدينة مفوما mvuma..ثم الوصول الى ماسفينغو   masvingo. 
الطريق جيد والحمدلله وكان هناك نقطتان لجبي الرسوم للطرق كل واحدة تأخذ دولارين للعبور ، كما أن نقاط التفتيش سواء لشرطة الأمن أو شرطة المرور أو شرطة الجمارك والتي توزعت على طول الطريق وهذا أعتبره نقطة طيبة للحماية وأن يكون الطريق تخت ناظريهم، لكن حينما رجعت مشيت قبل الفجر ووصلت الثامنة لهراري ولم أجد أي نقطة تفتيش والظاهر أنهم لايداومون الا التاسعة صباحا.
وكان بالطريق عدة محطات للوقود وهي جيدة كما يوجد استراحتين جميلتين معتنى فيهما من ناحية الخضرة والتنوع في المقاهي والطعام  وهذا شيء جميل .
توقفت في أحدها لتناول الشاي وشراء بعض التسالي وأكملت الطريق حتى وصلت لمدينة ماسفينغو والتي بدا من شكلها وتصميم مبانيها أنها تعود لزمن سيطرة البيض وكان واضحا جدا ذلك من خلال المحلات التجارية واللوح الاعلانية والبيوت التي ليست كما عهدتها في هراري .
والحقيقة أن الأوربيين الذي كانو هنا لم يبخسوها حقها فقد راعو شلك وكأنهم سيستمرون بذلك ولو علمو أنه سيأتي رئيسا كموجابي لما اجتهدو في ترتيب وتنظيم مناطقهم.
 اخذت جولة فيها ومن ثم توجهت نحو المنتجع الذي تم حجزه لليلتين وهو وسط منطقة ومحمية ماسفينغو حيث فيها المحمية التي يتواجد بها المعلم والأثر التاريخي العظيم في أفريقيا وهو هدفي الثاني بهذه الرحلة.
يبعد المنتجع وسط المحمية نحو 25 كيلومتر جنوب مدينة ماسفينغو وعبر طرق جيدة وغابات كثيفة وقرب بحيرة جميلة رأيتها من خلال ذهابي بهذا الطريق المميز وهنا وصلت الى بوابة المنتجع والتي تزينت بنفس طراز الأثر التاريخي من البناء بطوب من الجرانيت المصفوفة والمزينة بالتشكل ذاته الذي تشكلت به المنطقة التاريخية وقلاعها.
دخلت للمنتجع الذي أحسنت أختيارة بفضل الله حيث كان كما توقعت بل أفضل اذ هو جزء من جبل جرانيتي بصخورة البارزة ادوالتي روعي بها الشكل الطبيعي مع بعض الإضافات المميزة لنفس تشكيل المعلم التاريخي لماسفيغو وقد تحكي الصور شيئا مما لا أستطيع أن أصفه.
ودخلت اليهم وكانو باستقبالي فلم يكن حين وجودي الا عائلة واحدة فقط ، نزلت للمنتجع مع إحد الموظفين الذي شرح لي تقسيمات المنتجع من الصالة الرائعة والمطعم والباحة التي تحوي على بركة سباحة مع شرفة مطلة على الغابة وعلى المعلم التاريخي أيضا بالأضافة الى أنها تكون مكانا مميزا قبيل العروب ومشاهدة الغروب الذي يستهوي الغربيين بشكل مهوس بل أنهم يجعلونه وكأنه طقس ديني يمكثون الدقائق بانتظار غروب الشمس وأخذ بعض الصور، وحقيقة غروب الشمس لهم جمال فتان كيف لا وهو آية من آيات الرحمن.
طبعا أنا أيضا لا أفوت ذلك الغروب فهو يرتبط لدي بالجمال بالإضافة لبداية قراءة الورد اليومي وهو أذكار المساء.
وأرشدني لغرفتي التي يطرد فيها الخيل من حجمها وليت معي من يخاويني لكن خوف الاصحاب من أسم افريقيا ارعبهم وبقيت وحيدا احث الخطى لاستكشاف جميل مارأيت منها. 
الغرفة التي اخترت كانت بحق تكفي لعائلة مكونة من ستة أنفار ومساحة كبيرة كما أن المرفق للمياه كبيرا ويشرح الصدر للسباحة والتغيير فيه بشكل اريحي.
اخذت غرفتي وأنزلت أغراضي لأستحم بعد طول الطريق ولا أفوت الغروب فخرجت للشرفة التي ابلغني فيها عامل الفندق وانا بأتجاهها اذ افاجأ بقطيع من الغزلان البرية وهي تتمشى في دلالها المعروف ومشيتها الرشيقة بين غرف المنتجع ، فالمنتجع ليس خارجا عن الحياة الأفريقية بل هو وسط المحمية الرائعة وهناك بين غرفنا الغزلان والقرود وبعض الخنازير البرية أيضا ، واخذت أصورها حتى أكتفيت لأنطلق نحو الشرفة لكي لايفوتني الغروب ووصلت في الوقت المناسب وكان المنظر ساحرا بحق ويستحق أن يؤخذ له وقتا من اليوم لرؤية تلك الآية العظيمة لغروب الشمس..
اخذت أصور وتليت بعدها وردي اليومي فبه وبأسماء الله الحسنى التي تليت ارجو رقية تحميني بأسم الله العظيم الأعظم...

 وبعدها أتجهت نحو البهو الكبير الذي خالني تصميمه الرائه فهو على شكل السقف العريش الذي يبنى به بيوت الأفارق (العشش) لكن بطريقة أضخم بكثي بحيث وكأنه قصر على شكل عشة ...
جلست هناك اتابع رسائلي وبرامج التواصل الأجتماعي التي اشغلننا وأنشغلنا بها مع ارسال بعض مغامراتي بهذه الرحلة للأحباب ممن يتابعون رحلتي بشغف كما أن نصيب الانستغرام وتويتر وسناب شات النصيب الأوفر ولا أفوت أن أضع في اليوتيوب سيرة رحلتي على شكل فديو مع ماأضيف من كتابات مذكرات يومية كهذه التي كتبت هنا وأضيفها الى مدونتي مع تجهيزها لأصدار كتاب أنقل فيه تجربتي للآخرين لعل فيها الفائدة والخير.
اخذت وقتي حتى حانت السابعة مساء وهو وقت العشاء فقد دفعت الحجز مسبقا لتناول طعامي الإفطار والعشاء هنا مع قيمة الغرفة ويسمى بلغة الحجوزات(هاف بورد) وهناك أيضا (الفل بورد) وهو ثلاث وجبات الإفطار والغداء والعشاء،  وبسبب عدم وجود العدد الكافي لأنشاء بوفيه مفتوح كما هي العادة فقد كان الطلب المباشر وقد طلبت اليوم السمك وهنا نظامهم أوربي بتناول الطعام وتقديمة ، فيأتونك بمقبلات اما شوربة أو صحن خفيف من قطعتي روبيان أو غيرها وثم يأخذون الطبق ويأتونك بالطبق الرئيس وثم يأخذونه مني ويأتون بالحلى على طلبك ..
وهو وأن كان مشابها لأي مطعم لكن يختلف بأن يعطى كل صنف وقته وملاعقه بحيث ترص بالطاولة عدة ملاعق منها للحلى ومنها للطبق الرئيس وعدة سكاكين وعدة شوك منها للطبق الأول المقبلات ومنها للطبق الرئيس ومنها للحلى وبترتيب يحتذى فيه الأتيكيت الأوربي حيث يتم استخدام الشوكة باليسار والسكين للتقطيع باليمين وهذا ينافي ماتعلمنا من سنة نبينا صلى الله عليه وسلم  بالأكل باليمين ، ولذا نبدلها و نتناول الشوكة ونأكل باليمين ولاعلينا من اتيكيتهم وعلينا بسنة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام. 
انتهيت من تناول الوجبة لينتهي يومي بعد راحة بالغرفة واخذ احتياجاتي الشخصية من غسيل بعض ملابسي وهي عادة استعملها دوما بسبب أنني لا أحمل الكثير من الثياب والملابس الداخلية ولذا اعمد الى غسيلها ليلا والصباح تكون قد نشفت .
انتهى يومي ونمت قرير العين في رضا الرحمن والله أسأله أن ييسر لي أمري من الغد وأنا وحيدا في هذه الأرض الغريبة علي.

 وبعد نومة هانئة لم يكدرها شئ والحمدلله اصبحنا على نعمة من الله وفضل في صحتنا واسلامنا ومانحن فيه من تيسير والحمدلله. 
صليت الفجر وحتى بزوغ الشمس صلحت لي شاي بالزنجبيل قد أحضرته معي وتمشيت قليلا بالخارج حتى حان وقت طعام الإفطار ، وأفطرت والحمدلله ومن ثم استعديت لبدء جولتي المرتقبة الى أشهر أثر تاريخي في أفريقيا بعد اثار الفراعنة في مصر وهو معلم زيمبابوي ماسفينغو. 
*استكشاف ثاني أكبر معلم تاريخي في أفريقيا*

اليوم أنا على موعد وقد طال إنتظاره ومنذ زمن وأنا أعد له فقد قرأت عن هذا المعلم وحان الوقت لأراه على حقيقته فالرؤية تختلف عن القراءة عنه أو أن يصفه غيرك فبالرؤية تزيل عنك التصور الناقص والرؤية المحدود الى سعة المكان وتماول جوانبه وبعيني المجردة التي تبرز المكان لأصله وتزيل أي غشاوة حاصلة .

وتعرف زيمبابوي أيضًا بمواقع الحجر الصامتة، وهي مجموعة من الهياكل الحجرية العملاقة التي تعود إلى آلاف السنين. هذه المواقع تشهد على مهارة الحضارة القديمة في الهندسة والتنظيم العمراني. تُعد جبل القلعة في زيمبابوي واحدة من أشهر هذه المواقع، حيث توجد بها بقايا مدينة قديمة تم بناؤها من الحجر.

أخذت سيارتي المستأجرة نحو المعلم الكبير والذي لم يكن بعيدا عن منتجعي فهو يبعد أقل من كيلومتر واحد، دخلت اليه لأدفع رسم الدخول وهو 7 دولارات تشمل المرشد السياحي والتاريخي لهذا المعلم ، وبدأت فعلا في الولوج بعد أن عرفنا خريطة الموقع وطريقة السير للمرور على كل أثر في هذا المكان الشاسع...
كان المقرر أن تكون الجولة تأخذ ساعتين وهكذا كانت الا أنني زدتها ساعة لاكمل تعرّفي للمكان بشكل أفضل.
بدأنا شق الطريق مع المرشد لنبدأ من محل بيع الأثار وبيع المرطبات لنبدأ أول نقطة في هذا المعلم وهو عبارة عن جدران مبنية من حجر منحوت على شكل الطابوق وهو من الجرانيت ، كانت الجدران توحي أنها لغرف أو كمطان محمي ويقول المرشد أنها كانت تلك الجدران على ارتفاع سبعة أمتار ولكنها الآن نحو اقل من مترين بسبب استخدام حجارتها للبماء من قبل المستوطنين لهذا المكان وبعد سقوط الممالك التي شيدت هذه الأبنية الضخمة.
ومنها صعدنا نحو الجبل الذي ظننا اننا سنصعد لأجل رؤية شاملة للمنطقة فإذا بي ارى العجب العجاب من حصن يشبه الحصن الذي بالأسف وبحجمه تقريبا وقط شيد على ارتفاع جدرانه بنحو 7 الى 11 متر وبعرض متر ونصف المتر مع وجود مدخلين وكما ذكر المرشد ان احد تلك الأبواب مخصص للطبقة الملكية والآخر لعامة الشعب ومما هالني تلك الأحجار الجرانيتية الماراصة بشكل دقيق وترتيب لايمكن الا أن يكون قد بني بواسطة مهندسين معماريين بدرجة كبيرة من الفهم ومعرفة تحمل تلك الجدران ذات الإحدى عشر مترا الحمل الثقيل والتي ظلت لنحو الف عام عاى شكلها ولم تسقط ، فهذا لايكون عبثا بل أجزم أنه هناك شيئا إكبر من هذه الأبنية لكن لم يكتشف بعد...
 وحسب ماذكر لي المرشد أن الحجارة لها تسمية خاصة ومنها سميت اسم المدينة ماسفينغو منها على لغة أهل زيمبابوي .. .حيث يقول أن الحجر الجرانيتي الواحد يسمى ريغو ومجموعة الحجارة روسيغو وأما مجموع الابنية في هذه المنطقة التاريخية فيسمى ماسينغو وعليه أطلق أسم ماسينغو  للمدينة والتي أخذت أسمها التاريخي من هذا المكان. 
سبق دخولي لتلك القلعة أو الحصن المبنية في قمة الجبل الجرانيتي ممرات مرصوفة بعناية ولها جدران من نفس الحجر المنحوت الجرانيتي والتي تنبيء بأن هذا البناء ليس عاديا بل هو بالضخامة أن جعل له ممرات عبر الجبل ودرج منحوت بطريقة بارعة وهي فكرة أيضا لمنع دخول الأفواج من المهاجمين بل تسمح بدخول الممرات لرجل تلو رجل وبهذا يمكن للمدافعين من صدهم زاحدا واحدا حتى القضاء عليهم .
دخلنا لوسط القلعة والتي يوجد فيها بناء أيضا مع استخدام الحجارة الجرانيتية الضخمة المتواجدة اصلا كجزء من بناء القلعة وجعل تجاويف الصخور ممرات مع اسمادها بالطوب المنحوت لتأخذ طابع التكامل لممرات متسقة وجميلة بطريقة جلية على أن هذا المكان ليس مكانا عاديا اطلاقا.
 اخذنا وقتنا في التجول بين تلك الابنية وكان في وسط القلعة أو الحصن قبر أول ملك لهذه المملكة والمتمثلة بهذه القلعة و الغريب أنه وبعد الحفريات من قبل علماء الآثار وجدو أن هناك ثمانية مقابر ملكية في نفس التتابع ويعود أول قبر لأول ملك للقرن العاشر الميلادي وذلك حسب ماوجد فيه من آثار قرأت عبر الكربون المشع 14 انها تعود لذلك الزمن وهو حسب تأريخ أهل المكان أنه أنشئ من قبل الف عام ولعله أقدم لكن لايوجد سوى هذا الدليل. 
المكان أشبه مايكون وكأنه المدينة المفقودة أو مثل مدينة ماتشو بيتشو بالبيرو والتي بقيت صامدة ليستكشفها أحد متسلقي الجبال فتتصدر الأخبار بكونها واحدة من تلك المدن المفقودة والتي اضحت حديث كل مهتم بالتاريخ وأنها جوهرة حضارة الأنكا المفقودة،  ولال ضير أن أشبه هذه بتلك،  فهنا المدينة المفقودة لحضارة أفريقيا التي نسب أليها الجهل والبداءة أنها هنا وأنا هنا اصرخ بملئ فمي هنا حضارة هنا مدينة مفقودة وجدت فأين الباحثين واصحاب البحث عن حضارات الأمم من هذا الأكتشاف المذهل والذي رأيت ليس نصبا واحدا بل مجاميع أثرية لقلاع وحصون بنيت بهندسة بارعة مع ممرات بديعة وذات خصائص دفاعية لم ارى مثلها في حضارات أخرى وهو مؤشر كبير لحضارة منسية لم تعط الأهتمام الكامل ولعل أهلها بخلو بذلك وأن فعلو فليس من حقهم ذلك والأجدر أن ترعى دوليا ويأخذ أمر بحثها طرقا أكثر اهتماما ودراسة.
ونزلت من الجبل وعبر ممرات أيضا لم تكن بأجمل من سابقيها حتى وصلت للأسفل من طريق غير الذي اتخذناه للصعود وهو كما ذكر لي المرشد أن هناك طريقين الأول يأتي من وسط الممالك والآخر ينزل للوادي والذي به البحيرة وربما كان لنزول الفلاحين وارتياد الحقول واخذ المياه من البحيرة التي لم تكن بعيدة فرؤيتها من فوق الجبل كانت واضحة .
نزلنا لنرى ابنية لاتقل غرابة وسط دهشتنا لتلك الحضارة، وقبل أن نصل للمعلم الاكبر توسط المتحف المكانين لندخله ونتعرف أكثر على طريقة البناء والأدوات التي أستعملت وكذلك رؤية الرموز التي يقدسها أولئك الممالك وهي عبارة عن نحت من الحجر لعقاب النهر والذي يصطاد الأسماك عادة ، كما أنه لايوجد لتلك الممالك أي لغة مكتوبة ولا أي تماثيل سوى ذلك العقاب وبعدد ثمانية لثمانية ملوك لهذه الحضارة زربما كان هذا النحت لرمز المملكة وليس وثنا يعبد ، فحسب ماقرأت عن دراسة انفروجيلوجية لهم أنهم يؤمنون بالله الواحد كما يفعل اليهود والنصارى والمسلمون وهكذا ذكر وبهذه الصيغة...
ويحتاج الأمر أكثر ايضاحا...!
وتعرفنا بالمتحف على طريقة التداول الاقتصادي بينهم وبين الأخرين بواسطة قوالب من النحاس صهرت بشكل قوالب على شكل الحرف x باللاتيني وبأحجام ليتم تداولها كسلعة بينهم وبين الآخرين.
كما وجد في اللقى احدى الدراهم الإسلامية وبعض الحلى من النحاس ومن الذهب كما وجد بعض الأعضاء الذكرية من الخشب المصقول وربما حسبما ذكر أنها لتعليم الزواج وهي موجودة وسط احدى القلاع كتدريب الزواج للفتيان والفتيات..


وأعتبر اكتشافي لزيمبابوي شئ اضاف لحياتي شيئا لم أكن أعرفه عنها فقد عرفت الكثير وسيكون لها أثرا ان شاء الله في مابعد ..
فقد عرفت أحوال المسلمين وكم هم بحاجة للعون والمساعدة وعرفت طرقا لمساعدتهم اسأل الله أن يعفو عنا تقصيرنا ...
وعرفت كم هي أفريقيا غنية بالحضارات التي غيرت الصورة النمطية التي نعرف...
كما كانت لي زيارة لمناطق رائعة أكملت تصوري وفهمي لما تمثله أفريقيا من اكتمال منظومة الدول التي تستحق أن تزار ويتعرف عليها واحتوائها على مكنونات ليس في غيرها ...
وهناك المزيد حول زيارتي لأقطار أخرى كموزمبيق وزامبيا وملاوي وبوتسوانا ولكن هذا ما أستطعت بلوغ بعض ماكتبته لكم ورفعه لمن يريد أن يعرف الى ماوصلت اليه في رحلتي....
فلا يجد الأنسان في تعرفه على الدول ودواخلها الا بزيارة حقيقية تلامس كل ماتريد معرفته تدخل بيوتهم وتحادثهم وتشاركهم طعامهم وتخاويهم في طرقاتهم فترى مالايراه السائح العادي وتنكشف لديك بصائر تنقلها لمن يريد المعرفة فيستفيد الداعية لدعوته والتاجر لتجارته ومحب الاستطلاع ليزيد من معلوماته ولنفسك أيها الرحال لتضيف وتكمل اهتمامك بحال البشر ومنها أحوال المسلمين التي قد قصرنا كثيرا في الأهتمام بها..


 ولعل هذه الأعضاء الذكرية قد وجدت بعضها وبنفس الشكل في معابد وبعض بيوت مملكة بوتان اثناء زيارتي لها وقد ذكر أنها كانت نوع من التبرك بالأخصاب وزيادة الخير للبيت أو لأي شخص وقد رسمت في دور الكهنة وعلى أبواب البيوت والمحلات التجارية وعلق بعضها المصنوع من الخشب كذلك ولعل مارأيته له علاقة بتلك والله أعلم.
ومما يستغرب في هذه المملكة الأفريقية هو عدم وجود زخرفة منحوتة ولا أي كتابة أو رموز نحنت وربما يرجع الى أنهم لم يكن لديهم خط يكتب ولاحتى اوثانا تعبد ومن خلال ماقرأت عن عبادتهم حسبما ذكر في المتحف أن لديهم الله المعبود في السماء كما يؤمن به المسلمون والنصارى ولكن لم تكن العبادة معروفة فقد أندثر كل شئ..

 ولاشك أن مارأيته من حصون وقلاع دائرية يبهر ويعطي لتلك الحضارة مكانة ليست عادية فطريقة البناء وتصميم الأبنية المكتشفة تعطي للزائر انطباع مختلف جدا عما يعرفه عن أفريقيا التي نعرفها عن ذي قبل ، وتقييم المكان بقيمة حضارة ساكنيه ومارأيت ينم عن شئ مغاير جدا عن المعروف وهو يقدم نقلة نوعية في اعطاء هذه الحضارة قيمتها ومكانتها التي تسمو اليه...
ولاشك أن البحث عن قوام تلك الحضارة يستحق المزيد من أكتشاف تلك الحواضر لنعرف عن تلك الحقبة بما يزيدنا معرفة ووضع أفريقيا بمكانتها اللائقة بها.
وإن كانت زيارتي سريعة لهذا المكان الا أنها تركت اثرا كبيرا وتغيير في نمطية المعرفة التي نعرفها عن أفريقيا عموما.
انتهيت من تجوالي بهذا المكان وزدت معرفة وثقافة والممت بشئ من تاريخ متطور لأكمل مسيري نحو مكان آخر من مناطق زيمبابوي التي تعتبر من دول افريقيا الزاخرة بالأماكن المميزة عالميا وقد كان هذا الموقع التاريخي معلم زيمبابوي والثاني شلالات فكتوريا التي تعتبر ثاني أكبر شلالات العالم بعد شلالات اغواتسو بالبرازيل .
بعد انتهائي من ماسفينغو بعد قضاء يومين رجعت الى هراري العاصمة وقد سبق لي الحجز بالطائرة من هراري الى فكتوريا عبر طيران فاس اير الافريقي وبسعر 200 دولار وكانت ىحلتي من هراري الحادية عشر قبيل الظهر ولذلك وجب الخروج من منتجع ماسينغو بعد الفجر وتمام الخامسة اخذت وجبة الإفطار  التي أعدت سلفا بعد ابلاغي لهم أنني سأخرج فجرا، ومن بعد اداء صلاة الفجر الخامسة تماما انطلقت بالطريق الوحيد ذو المسار الواحد وبطول 340 كلم والذي أخذ مني اربع ساعات للوصول الى مطار هراري ..


 *رحلتي الى شلالات فكتوريا*
بعد تجهيز تذاكر الطائرة الى شلالات فكتوريا حيث يقع فيها مطار فكتوريا الجديد ومن هراري أقلعنا عبر مطارها القديم لنصل بعد ساعة الى فكتوريا. 
نزلت عبر القاعة المحلية لنخرج لقاعة المطار العامة وقد وقف مجموعة من الأفارقة الرجال بلباس نصف عاري وهم يلبسون قطع من جلد الفهود ويهوسون بالطريقة التي نعرفها عن الأفارقة أنهم شعب بدائي ويتركز ذلك الفلكلور من قبل الأوربيين وكأنهم يريدون للأفارقة أن يكونو كذلك ..
المهم أنني توجهت لأحد مكاتب ايفيس لتأجير السيارات وتعجبت من أسعارهم المبالغ فيها فسعر السيارة الصغيرة يكلف 125 دولار باليوم طبعا بدون تأمين ، وهذا سعر عالي جدا فظللت اناقش بالسعر حتى لم أجد الا تأجير سيارة موظف المكتب وهي سيارته الخاصة بسعر 70 دولار وكان هذا ماتم وانطلقت الى مدينة فكتوريا وهي تبعد نحو 20 كيلومتر عن المطار بطريق مرتب حتى وصلت للمدينة التي تعتبر متطورة نوعا ما وقد بقيت بعض فنادقها القديمة الطراز والتي تعود للعهد الفكتوري وعهد الاستعمار البريطاني وكذلك بعض الأبنية وغالب المدينة سياحية بالطراز الأول فعدد الفنادق وتنوعها والمحلات وتواجد الأمن بكثرة يدل على ذلك وكذلك تعدد الخدمات التي تخدم السائح والمعلم الرئيسي فيها وهو الشلالات فهناك طائرات الهليكوبتر والقوارب المتنوعة في النهر والقفز من الجسر الذي يفصل بين دولتي زامبيا وزيمبابوي وركوب السيارات المفتوحة ويوجد أيضا بعض المناطق السفاري والتي فتحت للزوار بطريقة سفاري المناطق المفتوحة لرؤية الحيوانات المتنوعة.
ذهبت مباشرة للفندق الذي حجزت وهو يعتبر ذو 3 نجوم ويملكه زيمبابوي ابيض من أصول بريطانية وهكذا في كل المناطق الحية والسياحية والاستثمارية مازال البيض هم من يمسك اكثرها ولهم اليد الطولى بذلك.
أخذت الفندق بسعر 250 ريال مع الإفطار، صليت الظهر والعصر فيه وثم أنطلقت في أول زيارة لثاني أكبر شلالات العالم وكان قريبا جدا وعند نقطة الحدود بين زامبيا كان مدخل الشلال والذي كان رسم الدخول بثلاثين دولار امريكي وبدأت التجول وسط انبهار في جميل ما أبدع الرحمن من خلق سبحانه....
رأيت مارأيت في اغواتسو بالبرازيل في سفرتي لها وتعجبت كما تعحبت آنذاك مما رأيت والحقيقة أن الجمال يتجدد وكأنني أول مرة ارى شلالا بهذا الكم والضخانة مع أنني رأيت الأكبر اغواتسو لكن ليس هذا الوقت هو نفس الوقت ومارأيت قد طوته ايام الزمن وها أنا أمام منظر متجدد لروعة ربانية لانستطيع الا قول سبحانك ربي ما أعظمك..

 يعتبر شلال فكتوريا ثاني شلال بالعالم من حيث الحجم الطولي للشلال ومكان تساقط المياه حيث يصل عرضه ب1735 مترا وهو بعد شلالات إغواتسو الأول بالعالم الذي يصل ذاك الى نحو 2500 متر ويليهما الثالث بالمرتبة شلال نياجارا بين كندا وأمريكا مع أنه يعد الأكبر ككثرة المياه المتدفقة في مجمل سقوطه ..
لاشك أن الرؤية بالعين تختلف إختلافا بينا في وصفه لقرائي الكرام ولن أبلغ شيئا أو أن أوصل لكم ذلك الشعور وأنا أتجول في ثناياه وأرى عظمة الخالق جل في علاه وهي تتجلى في خلقه الباهر العظيم...
لقد كنت أكرر التصوير مرارا في كل مرة لنفس المنظر وكأنني أراه أول مرا وأغير من وضعي لأنال زاوية أخرى واتحرك خطوتين لأرى شيئا يستحق التوثيق لعلي أنال صورة انجح في إيصالها لكم بطريقة أكثر إثارة ...ن ع كل 🎙
وهناك الكثير من الأماكن المتجددة كيف لا وطول المساقط قد تعدت الالف مترا وعلى إرتفاع فوق المائة مترا وأنا اشاهد تلك الصخور البارزة

*تكملة لرحلة زيمبابوي*
بعد زيارتي لمنطقة شلالات فكتوريا بزيمبابوي والانتهاء من الجولة التي استمرت يومان في تلك المنطقة المميزة والتي تعتبر وجهة سياحية رئيسية والتي حملت من جنوب أفريقيا أن جعلت من منطقة شلالات فكتوريا وجهة لها ضمن برامج زيارة منطقة جوهانسبيرغ فهناك رحلات يومية لها بل يوجد لها رحلات دولية من بريطانيا عبر الخطوط البريطانية بريتش ايرلاينز والعديد من الخطوط الأخرى. 
ويعتبر نهر زامبيزا وهو النهر المحوري بين دولتي زيمبابوي وزامبيا ويتقاسمون النهر مناصفة بينهم ، كما أن النهر الهادر هو من يصنع تلكم الشلالات العظيمة والتي تبدأ بالسقوط المهيب في نقطة ترتفع نحو 107أمتار عن مستوى النهر ، وقد استغلت على أمتداد النهر العديد من اماكن الموانئ النهرية والتي تحتوي على  القوارب لاستغلالها سياحيا كمطاعم مستقلة مع جولات نهرية مرتبة سواء في الجانب الزيمبابوي أو الزامبي .
وكما ذكرت من أن المنطقة السياحية فكتوريا قد اهتم بها حتى من ناحية التواجد المكثف لرجال الأمن في الشوارع لكي يأخذ السياح راحتهم يالمشي حتى لو كان مساء، وقد فتحت المقاهي والمطاعم في كل مكان وبطريقة جذابة لتسد حاجة الزوار بأنواع رغباتهم وتطور تلك المقاهي لاستقبال الاعداد الكثيفة التي تمتلأ مدينة فكتوريا بهم.
وهناك العديد من الفنادق المتنوعة الشكل والدرجات وبعضها قد اسهب في التصميم لينافس استقبال الزائرين عن غيره والبعض قد خفض التكلفة ليجذب ذوو الدخول المتوسطة والبعض قد جهل من منتجعاته سبيلا لمحبي الطبيعة والسفاري بحيث تكون كمنطقة وسط الادغال وبين حيواناتها التي تجول في ثناياها كمنتجع بوما الرائع ، والبعض قد كسب شهرة تاريخية وحافظ على تصميمه المميز بطرازه العتيق ليكون مميزا لمحبي الطراز العتيق من الفنادق كفندق ......
وبهذا تشكلت منطقة فكتوريا بالعديد من أنواع الجذب السياحي وكل هذا جلبه لهم الشلالات العظيمة والتي تعد نادرة على مستوى العالم وكيف لا ويعتبر هذا الشلال الثاني بالعالم من حيث الاثارة والحجم والغرابة في شكله وعجيب خلقه وأنت تقف مذهولا أمام عجيب صنع الرحمن جل في علاه.
وحيث أنني انتهيت من خطتي لزيارة هذا الجزء الرائع من زيمبابوي اتجهت للمطار الدولي في فكتوريا لأخذ رحلتي عبره بطيران داخلي الى هراري العاصمة. 
وذلك بعد قضاء يومين ممتعين في جنبات هذه المدينة الميزة بشلالاتها ومناطق السفاري الفسيحة والمدينة وماحملت من تنظيم جميل وأمن قد جعلني في سعة من السعادة والحرية في التجوال في ثنايا تلك المنطقة الرائعة.
وصلت للمطار الدولي و الذي يبعد عن المدينة نحو 25 كيلومتر غربا لنصل أليه وهو المكار الفسيح بقسميه الدولي والمحلي لنأخذ طائرتي لإحدى شركات الطيران التجاري وأسمها ......
وبعد دفع مبلغ 15 دولار كضريبة للطيران تدفع لكل مسافر محلي وأما الدولي فتقدر ب25 دولار. 
وركبنا الطائرة لتقلع من فكتوريا باتجاه العرب نحو هراري ولمدة ساعة لنصل لمطارنا الذي تركته قبل يومين ، ونزلنا لنفس المكار لأخذ سيارة من شركة يورب كار بمبلغ 65 دولار لليوم مع التأمين وكان وصولي مساء لأدخل الى وسط هراري ومنها الى أحد الاحياء وسط هراري وكان حجزي لأحد تلك البيوت التي تسمى جست هاوس (بيوت الضيافة) وهي منتشرة في أفريقيا ودولها وهي ثقافة أنجليزية تبع الاستعمار الانجليزي أستمرت حتى الآن وتكثر في دولة جنوب افريقيا وتنتشر في بقية أفريقيا .
وخلال رحلتي الأخيرة لزامبيا وزيمبابوي وموزمبيق وبتسوانا وجدت تلك البيوت منتشرة فيها.
وتعتبر تلك البيوت بيوتا حقيقية لأناس من بقايا البريطانيين والذين قد تركو غرفة أو غرفتين أو عدة غرف في بيوتهم أو مزارعهم يجعلونها لعابري السبيل تجارة منهم وتكون مقبولة للمسافرين كونها ارخص من الفندق أو لعدم وجود الفنادق في ذلك الزمن وأستمرت بشكلها ولكن تطورت الخدمة بحيث أصبحت تمافس الفنادق سواء من حيث الديكورات أو الراحة والهدوء والسكن بجو البيوت ووسط الطبيعة.
طبعا حاليا توجد تلك البيوت جست هاوس (بيوت الضيافة) في برامج الحجوزات العالمية كبرنامج بوكنج او هوتيل دوت كوم أو غيرها وتعتبر منافسة قوية ضد الفنادق لطلبها الكبير نتيجة تغلبها على الفنادق كما أسلفت للديكور والهدوء والسعر.

الخاتمة: 

على الرغم من كونها أرضًا منسية، إلا أن زيمبابوي تتمتع بتاريخ غني وثقافة فريدة تجعلها واحدة من الوجهات السياحية الأكثر إثارة في إفريقيا. إن استعادة تلك الحضارات القديمة والتعرف على جمال الطبيعة في زيمبابوي يعتبر تجربة لا تنسى. لذا، يجب على العالم أن يتذكر هذه الأرض المنسية ويكتشفها، حتى تحصل على المكانة التي تستحقها كواحدة من أروع الوجهات السياحية في العالم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق