مائة عام من التخطيط المحبوك الاوربي بقيادة بريطانيا استطاعت النيل من أقوى قوى عالمية قضت مضاجع اوربا لمئات السنين..
سبحان الله كيف كان للتخطيط الغربي التفكير جيدا للنيل من الدولة العثمانية ..
وكيف ساعدت الدولة العثمانية الغرب لوأد نفوذها بيدها.
جائتني الفكرة ، بعد قرائتي لحدث في مثل هذا اليوم للاخ ابو منذر عن "معركة نافارين" والتي هزمت فيها قوات التحالف الانجليزية الروسية الفرنسية مجتمعة قوات الاسطول العثماني المؤلف من قوات "ابراهيم باشا" .
وهو قائدا لأسطول مصر تحت ولاية محمد علي والذي للتو انتهى من تدمير الدولة السعودية الأولى، واسطول الخليفة العثماني محمود الثاني مع اساطيل جزائرية تتبع الباب العالي.
والحبكة السياسية حصلت أن اقنع الانجليز الخليفة محمود الثاني بقمع ثورة اليونان، واستمع لها وثم اقنع الفرنسيين محمد علي بالضفر لولاية كريت وقبرص ، لتوسيع حكمه، وبعد دخول القوات العثمانية المصرية الجزائرية لليونان واخمادهم للثورات ووصولهم لاثينا ، وبالطرف الآخر قامت روسيا بتحريض وجمع اليونايين للقيام بتأجيجهم ضد احتلال الدولة العثمانية ، بحكم ان الروس سادة وحماة المذهب الارثوذكسي ، ثم بقيت جحافل واساطيل القوات العثمانية المصرية في ميناء بيلوس المطلة على خليج نافارين وهو خليج محمي حماية طبيعية .
كما هو بالصورة المرفقة اعلاه.
وفي صبيحة يوم ٢٩ربيع الاول١٢٤٣هجرية ٢٠اكتوبر١٨٢٧م دخلت قوات التحالف مجتمعة الروسية والانجليزية والفرنسية لخليج نافارين وهي لاترفع اعلام الحرب لتقضي في معركة سريعة وتباغت اساطيل القوات العثمانية والمصرية والجزائرية لتهزمهم هزيمة نكراء مخادعة ويتحقق من تلك الهزيمة بوادر التفكك للقوى العثمانية فتسيطر اليونان بانفصالها عن الدولة العثمانية.
واستغلت فرنسا سقوط اغلب سفن الاسطول الجزائري في فخ نافارين ليحاصرها شارل العاشر وبعد ثلاث سنوات يستحلها لتبقى حتى اليوم تابعة لفرنسا.
فسبحان الله كيف جرت الأمور على الدولة العثمانية بتدرج وتخطيط واضح من قبل الانجليز، فمنذ ١٨٢٠م حيث بدأت بتقويض حكمها في الخليج العربي بايعاز السيطرة والاستيلاء على الدرعية وهزيمة الدولة السعودية الاولى التي كانت تحمي ظهر القواسم سلاطين البحر…
لتهزم بذلك انجلترا طرفين القوة العثمانية وسفن القواسم وسيطرتهم على الخليج العربي لتكمل قصتها في نافارين بعد سبع سنوات فقط لخلع اليونان من النفوذ العثماني
وبعد ٣ سنوات من نافارين للسيطرة على الجزائر.
لم تنتهي نكبة العثمانيين لوأد القوة السعودية بقيادة ابراهيم باشا لتنحسر عليهم في طمع محمد علي وبقيادة نفس القائد ابنه "ابراهيم باشا" الذي اسقط الدولة السعودية الاولى ليتولى محمد علي بعد خسارته في نافارين للتحول للاستيلاء على لبنان وثم دمشق ويحارب قوى الجيوش التركية التي لم تقف امامه حتى دخل الاناضول وسيطر على الاسكندرون ووصل الى قونيا ليهزم الجيش الاخير لقوى الاستانة ليفتح له الطريق حتى العاصمة اسطنبول وذلك عام ١٨٣٣م.
ومن هنا بدأت تنخر في الدولة العثمانية بوادر السقوط لتستنجد باوربا…
فلاتستمع لها الا روسيا وبالدخول الى العاصمة لحماية الاستانة(اسطنبول)..
فكيف كان اعداء الامس حماة اليوم..!!
وتمت اتفاقية كوتاهية ١٨٣٣م ١٢٤٨هجري بين جيش مصر بقيادة محمد علي والسلطان العثماني بعد تدخل فرنسا وبريطانيا لتوقف قوات محمد علي من التوغل في الاناضول لتنفصل الشام عن الاناضول، وتتدخل فرنسا مع محمد علي وانجلترا مع تركيا لتستفيد من تلك الحروب في الاستيلاء على مصر والشام في وقت متأخر.
هكذا كانت تلك الايام الاخيرة من عهد الدولة العثمانية فبأيديها قتلت نفسها.
ومنذ عام ١٨٢٠م وغزو الدرعية توالت النكبات عليها ولمائة عام ، حتى تلاشت الدولة العثمانية كليا.
كتبه اخوكم الرحال وائل الدغفق رحال الخبر ١٤٣٨هجرية