الثلاثاء، 21 ديسمبر 2010

سحر الربع الخالي



سحر الربع الخالي
لا أغالي إن قلت أن الربع الخالي من أروع الأماكن على وجه الأرض ..
أنه سحر الهدوء ..السعة ...الصفاء...
قد يعتقد الكثير إن أسم صحراء الربع الخالي تعطي مدلولا على أسمه صحراء جرداء وربع خالي!!
لا ...أنه مكان فريد وجدت فيه ما لم أجد في غيره..
أن راحة النفس وانا انظر على تلك المساحات العظيمة من الرمال التي ليس لها حدّ ، وتشكيلاتها الطبيعية المتعددة فتلك تسمى عروق وتلك يطلق عليها الشقوق والقعد والكراسيع وتشكيلات ليس ها أول ولا آخر من المناظر التي تأخذ بذي اللب ..
إن أرض الربع الخالي ليست خالية من الحياة ففيها أنواع كثيرة من الحياة النباتية كأشجار الغظا ، وشجر الحاذ ، وشجيرات النصل والزهر والهرم والمرخ وشجر الأرطى أو ما يطلق عليه العبل ومنه جائت تسمية أحد أشهر الأماكن لموارد المياه بالربع الخالي وهي منطقة العبيلة والتي تظهر في نشرت الأحوال الجوية.
يكمن سرّ تولعي بالربع الخالي هو تلك المساحات العظيمة وهي رمال متتالية بتشكيلاتها المتنوعة والتي تشكل عائقاً وصعوبة تعطي للربع الخالي مهابة وخوف من عبورة وبلوغ منتهاه ..
يستحيل أن نتم اجتياز الربع الخالي بلا استعداد واستعداد مكثّف فيحتاج إلى الاستعداد النفسي والبدني والمعدات المميزة من سيارات الدفع الرباعي والصحبة والأدلاء الذين يسهلون المرور على الدروب السهلة ..
الربع الخالي يكمن سحره في خصوصيته وصعوبة بلوغه ..
أن ارض الربع الخالي أو ما يطلق عليها عند أهله الرملة سكنها العديد من حضارات بائدة كقوم عاد وثمود ولكن لم تكتشف إلى الآن واليوم يسكن الربع الخالي العديد من القبائل العربية كالمرّة والدهم والصياعرة وبني كثير وبني راشد والمناهيل والمهرة ..
يعتبر أول من عبر الربع الخالي من الرحّالة الأجانب هو وليفرد ثيسجر وقد سمى نفسه بأسم (يقوب بن لندن ) والذي عبر بواسطة أدلاء من بني راشد وبني كثير من مدينة المكلا بحضرموت إلى أبو ظبي قبل خمسون عاما ..
مازال إلى اليوم سحر الرب الخالي وعبوره يحتل قلوب الرحّالة وأهل البر لما له من تحدي وصعوبة العبور والاجتياز .
أن مئات الكيلومترات وسط بحر من الرمال كفيلة بردّ أقوى الرجال ولكن اجتيازه يعتبر شهادة عالية التقدير يتقلدها كل من يتمكن من ذلك والفوز برؤية الأرض البكر والتي تعتبر من الأراضي البكر النادرة المتبقية بالعالم المزدحم اليوم.
تحياتي رحّال الخبر وائل الدغفق