الربط بين التراث وعلاقته بالمجتمع والتنمية -الرحال وائل الدغفق 1439هـ
علاقة التراث بالمجتمع الاسلامي العربي
العلاقة كبيرة ومتشعبة ومتنوعة بتنوع اهل التراث وافكارهم أو ماينقلونه من دراستهم عبر نشر الوعي للجيل الجديد ونقصد بالتراث (القِيَم والمعتقدات والافكار) الموافقة للدين الاسلامي والتراث العربي ..
فنأتي لأهم نقطة في هذا الأمر وهي نقل القِيَم والمباديء من جيل الاجداد الى جيل اليوم بل الى كل مجتمعنا الحاضر...
وتأتي هذه الخطوة بنقل الصور العظيمة والتي نتشرف باستحضارها للجيل الحديث من الدين والعقائد ويتبعها المراجل والمروءة والكرم والضيافة والشجاعة والبلاغة بالحديث الخ...
وقيم لاتخفى على أحد ولاشك أن الحديث في هذا الأمر سيأخذ منحا كبيرا ولاتتسع الأسطر لذكرها ، لكن هي ومظات ذكرتها مختصرا وربما تنقل وتطرح في مثل تلك المقابلات التراثية لنقل علاقة التراث بالمجتمع.
كما أنه من الممكن أن تكون العلاقة علاقة بالشكل التراثي واثره في ايجاد لغة مشتركة لابناء الوطن كطرق بناء المنازل والحارات وبناء المساجد والمدارس واعمال الخير كالاوقاف وغيرها من ظواهر تراثية تحقق معنى عظيم لقيم وعقائد وترابط المجتمع القديم بالجديد .
فالقديم الذي لاينكره احد ولايعيبه احد وهو المثال المشرف فمن لا أول له لامستقبل لديه.
وقد تخرج افكار اخرى حول هذا الأمر..من خلال مناقشتها عبر الندوات المخصصة...
وربما استلهمت من نقاشات مع بعض المهتمين وايجاد افكار ستظهر وتبرز في العصف الذهني من تلك الندوات ...
ثم نأتي للعلاقة الاخيرة والأهم والتي تهمنا حاضرا اليوم قبل الغد وهي العلاقة المميزة بين التراث والتنمية .
التراث والتنمية
موضوع التراث وعلاقته بالتنمية هو الأهم والأمر الأبرز والذي من خلاله يستقي الساسة والمثقفين افكارهم تجاه التنمية في اي بلد ...
وربما حديثي عام بحيث يشمل كل بلاد العالم وأيضا ربما نفهم منه مايهمنا وعلاقتنا كتراث خليجي بتنمية بلادنا وهذا اللذي أرجوه. ...
التنمية بوجهها الاقتصادي معروفة اما التنمية بوجهها التنظيري والثقافي والتراثي هي التي تهمنا والتي نسعى لفهمها جيدا وخاصة في مسألة تنمية الفكر المجتمعي المتنور لحمل تلك القيم التراثية الفكرية .
بداية نستطيع القول أنه لايمكن لبرامج التنمية النجاح في مجتمع متخلف...!
لان التنمية تتأثر بطبيعة التراث الشعبي (قيم ومباديء ومعارف)، وما يتضمنه تراث مجتمع ما بعادات الناس فيه ومعتقداتهم ونظرتهم إلى الكون والحياة وطريقة حكمهم على الأشياء.
فخطط التنمية التي لا تراعي مثل هذا البعد ستنتهي لطريق مسدود، أو نتائج محدودة مهما توفر لها من العوامل الاقتصادية والسياسية المناسبة.
فالايمان بالتراث والاندفاع نحو التقدم امران متجانسان، فمن خلالهما فقط نضمن انتظام التطور الثقافي والاقتصادي المعني بالتنمية المستدامة.
فالتراث الشعبي طرف أساسي وهام لا يمكن تجاهله في أي برنامج أو خطة لتنمية البلد والمجتمع، خصوصا اذا فهمنا وعرفنا التالي:
أن تغيير ظروف المجتمع نحو الأفضل هو الهدف النهائي للتنمية
فلابد من أن يؤمن المجتمع بعلاقة التراث بالتنمية مشاركا وفاعلا وقبل ذلك مؤمنا به.
بالطبع هناك امور تسبق العمل بالتراث بعد (فلترة) إن صح التعبير (التراث) وحل مشكلاته المرضية والاساطير والخزعبلات الخرافية وأن يكون تراثا صافيا صحيحا موافقا لقيم الدين الاسلامي ومبادئه لتستقر النفوس وتهنأ الحياة الاجتماعية، فيصبح مستعدا للنمو الصحي،
النتيجة النهائية
هي كالتالي:
أن التراث بكل أبعاده ومساراته يشكل قضية مجتمعية أساسية ومعلم مهم يحظر تجاوزه عند دراسة أية قضية أو ظاهرة اجتماعية بما في ذلك عمليات وبرامج التنمية التي نحن بصددها.
وهنا أمر آخر وهو أن مضمون التراث قد يكون ذا اتجاهين الايجابي الدافع للتطور ...
أو السلبي الذي يقف جدارا امام التقدم
او خليطا من هذا وذاك
فلا يجوز أن نتجاوزه مما نراه من تلك الظواهر التي فهمناها من التراث....
فالمهم أن عناصر التراث الشعبي بكل ما يحويه من (عادات وتقاليد وأعراف ومعتقدات) سواء محفوظة ام لا وظاهرة أو مخفية ...
فهي ذات معنى سائد بالمجتمع، مع الاعتراف باختلاف الايمان بها من طبقة مجتمعية لأخرى فلا بد من دراستها ووضعها في الاعتبار عند التفكير والعمل على تنمية المجتمع وتغييره، فعلى ضوء التعرف والفهم الحقيقي لموقف التراث يتوقف النجاح الحقيقي والهدف النهائي لأي برنامج انمائي في المجتمع، فالمجتمع بمجموع أفراده هو الوسيلة والأداة الحاسمة لتنفيذ وإنجاح برنامج التنمية، وهو الغاية منها في نفس الوقت..
هذا وبالله التوفيق
أرجو أن أكون وفقت في نقل صورة فكرة التراث وعلاقته بالتنمية ..
اخوكم الرحال وائل الدغفق رحال الخبر.