الاثنين، 17 أغسطس 2015

شجيرة الروثة الرعوية النادرة-رحال الخبر

بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين 
والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ثم أما بعد...

نبات الروثة الذي يعتبر من أندر واطيب المراعي للأبل والذي حيكت حوله القصص الطريفة ومنها ..
كان في زمن مضى يأتي المشايخ والمطوعين بنصح الناس ويذكرون لهم الجنة والنار وأن الجنة فيما مالا عين رأت ولا اذن سمعت ولاخطر على قلب بشر ، وحينها كان الحضور منأهل البادية البسطاء ، والذين يحبون حديث الدين ولكن مع مايعرفون من حاجتهم في المرعى وحبهم للأبل التي يسوقونها ومعزتها عندهم .فعندما ذكر الخطيب مافي الجنة من الخير والنعم قام أحد اهل البادية واقفا وقاوقف الخطيب وقال : (يامطوع أنا بأنشدك عن الجنة هي بها روثة للعليا ، فإذا قلت أن بها روثة للعليا ، ترى جاتك البدو حافر عن حافر...) ويقصد البدوي أنه اذا في الجنة نبات الروثة لناقته التي يسمونها (العليا ) فابشر باللي بيجونك من أهل الأبل رجال فوق رجال مع ابلهم يطلبون تلك الجنة . وطبعا لبساطة عيش أولئك ولعظيم مايعرفون من نبت الروثة الذي تطلبه الابل وبشراهة لطعمه اللذيذ فهم يأملون بوجودها بالجنة 
.
ومن هذا الباب فقد كان الاهتمام من الأخ ابو منصور البراك وطلبه الشخصي لي الى البحث عن نبتة الروثة ومايتعلق بها من كل جانب وسؤال المختصين مع بلوغ ابو منصور الصعاب للبحث عن أماكنها، وأيضا لعدم وجود من تحدث عنها منفردة وبالتفصيل .

رحلة البحث الجاد لنبات الروثة من قبل البراك:

لم تكن النبتة بالتواجد الممكن السهل في المنطقة وحتى بالمناطق القديمة التي عرفت فيها ، ولقوة بأس أخونا ابو منصور البراك بمحاولة البحث عنها وخاصة انه سبق أن كان مع ابيه وكان عمره ثمان سنوات ، وهو في منطقة بالشمال من نجد ، حيث وجدها واليوم بعد مرور اربعون سنة يتذكر ذلكالمكان وذلك الشعيب الذي رأها أول مرة ولم تخنه الذاكره في البحث ونأخذ ماقاله عن بحثه عن تلك النبة النادرة حاليا .

الأخ عبد الله المنصور 

يقول الأخ ابو منصور البراك عن رحلة البحث عن ذلك النبت النادر قوله: ( استغليت وجودي بالشمال رحت من الصبح ابحث عن نبته ولي اربع ايام واسئل اهل المنطقه عنها وقالو لي انقطعت لايمكن تلقاه وذكرو لي منطقه وعره جدا وتحتاج الى مشي ممكن تلقاه به وغيره لاتبحث وهي تعتبر نبته رعويه من الدرجه الاولى للابل وتعتبر من اشجار الحمض وقد شاهده وانا صغير وتسمع طاريها عن اهل المنطقه بانها من افضل الحمض لاحضو زهرته صفراء يعتبرون رقم واحد والحمدلله تسهلت وهي نبتت الروثه)

ويكمل القول : ( موقع النبته توجد بالاماكن الوعره جدا ، وطبعا هي نبته تقدر عند اهل الشمال ويعتبرونه من اهم النباتات الرعويه بالمنطقه وخاصه الابل وتم تسمية بعض الاماكن نسبه لها ، ).

تقسيم نبتة الروثة لأقسام النبات:

وقد كان ادراجنا للتقسيم والتعريف الدقيق العلمي لنبات الروثة من الباحث النباتي الاستاذ حميد الدوسري ومنه ننقل هنا ما أكد عليه ووافقه.
ففي كتب التراث العربي القديم يقسمون النبات إلى نوعين، شجر ونجم، فالشجر هو ما قام على ساق، والنجم هو ما لم يقم على ساق، مثل قوله تعالى "والنجم والشجر يسجدان".
وربما سمى العرب كل النبات بجميع انواعه شجرا من باب التوسع اللغوي.

والروثة لها أسمها العلمي الاجنبي (Salsola villosa) كما لها الأسم العامي (الروثة) 



والروثة : شجيرة معمرة ، لها أغصان كثيرة ولها سيقان بيضاء ذات أوراق قوية دائمة تشبه الأشواك، ويعتبر من نباتات الحمض، وتقبل الإبل على هذا النبات ويبحث رعاة الإبل عن الروثة لترعاه إبلهم حيث يبقى هذا النبات حتى في فصل الصيف وهي نبات معمر، وتكون على شكل شجيرة قزمية خشبية ذات سيقان متفرعة، وترتفع نحو 70سم، والأوراق دقيقة، والأزهار صغيرة جدًا، والثمار مجنحة كبيرة.



يعد هذا النبات من أهم نباتات الحمض، وتفضله الإبل والأغنام على غيره في الرعي، وله مكانة عند أصحاب الماشية.
ينمو في الشعاب والفيضات خصوصًا في الحماد والحرة، ويزهر في بداية الخريف حيث تظهر الملقحات اوﻻ  وهي صفر اللون، وفي نهاية الوسم وبداية المربعانية  تظهر الزهور والثمار،  وتبقى الزهور على النبات حتى بداية الربيع.
فروعه صغار ﻻ تصلح ان تكون حطبا، مع ان رائحة دخانها طيبة،،النبات ورقه عصاري ذفر الرائحة، مثل رائحة السمك الخفيفة.
وقد أصبح هذا النبات على وشك الانقراض بسبب الرعي الجائر، وسنوات الجفاف، وتطرف المناخ؛ فأصبح من الصعب رؤية هذه الشجيرات، وإن شوهدت فهي وحيدة منفردة. وتعد هذه الشجيرة عالية المقدرة على التكيف مع التربة الجيرية، وتنبت في بطون الأودية والمنخفضات.



السبب الرئيس في شهرتها  هي انها تكون في اغلب اﻷحوال في اماكن ﻻيوجد بها نباتات حمض، وتقل اهميتها عند وجود الرمث ، والضمران او غيرهما من الحمض، 
وهي النوع الوحيد  من جنسه الذي ﻻ يسبب السلاح وﻻ العطش للأبل التي ترعاه، بينما يسبب العراد والثرمد والخذراف السلاح الشديد ، ويسبب الغوﻻن (العطش الشديد).




اماكن تواجد نبتة الروثة حسب رؤيتها حديثا 


يذكر الباحث النباتي المعروف الاستاذ حميد الدوسري قوله عن الروثة : (منابته المعروفة شمال دائرة العرض 26 درجة شماﻻ،وأيضا شمال الجزيرة العربية وبلاد الشام وتكثر في موسم الربيع والصيف. وهو غير معروف جنوبها.ومن الاماكن التي سميت بها نبتة الروثة لتواجدها أماكن عديدة مازالت تحمل نفس اسم النبتة وهي :عقلة الروثيه في شعيب عرعر، ومشاش الروثه وشعيب روثة عرعر جنوب شرق عرعروفيه الان هجره تسمى ابورواث بين رفحا وعرعر.
وكذلك شعيب أبي رواث: ويقع جنوب شرقي رفحاء،وهو شعيب فحل كبير طوله حوالي ١٤٠كيلو غرب رفحا وسمي بذلك نسبة لكثرة نبات الروثه فيه، وينحدر بالقرب من روضة أم العصافير، وله فروع اهمها مديسيس أبي رواث.
وايضا في الرقعي وفي الشيط وشمال قرية العليا .وتوجد ايضا في منطقة حفر الباطن).



ويذكر الباحث حميد الدوسري أنه أتى شعيب ابورواث لعله يجد بعض من تلك النبتة النادرة وسال عنها فقالو أهل المنطقة أنها انقطعت منه وهذا الحديث قبل حوالي ست سنوات.

ويذكر الباحث عبد العزيز السعيد في كلية الزراعة بجامعة الملك سعود عن نبات الروثة قوله: (تعد الروثة من أهم النباتات الشجيرية في مراعي المملكة العربية السعودية ، وقد كان هذا النبات سائداً في المنطقة الشمالية من المملكة، الا أنه اليوم لايوجد الا في المواقع الرعوية المحمية من الرعي، ورغم أهمية النبات ، إلا أنه لاتتوفر إلا معلومات محدودة عن بيئته الذاتية.)

وتعتبر من النباتات عالية القيمة الرعوية في كل فصول السنة للابل والغنم. واستساغة الإبل للنباتات الطبيعية بعد معرفة أنواعها ودرجات الاستساغة وهي من الافضل للابل
 صورة تجمعني بالباحث ابو عون الدوسري والدخيل

 وحين سؤالنا للباحث حميد الدوسري عن سبب عدم ادراجه الروثة في كتابه يقول: (ولم انشره في الكتاب لعدم معرفة اسمه الفصيح، كلمة الروثة عامية قديمة نوعا ما ولم استطع معرفة اﻻسم الفصيح،ولا أضع في كتابي الا ماعرف فصاحته العربية واسمه ، ويقول: أنني شديد التدقيق في هذه المسألة بأدراج الاسم العربي الفصيح ولن اتنازل عن مبادئي)

وهكذا جمعنا ما استطعنا الى تلك النبتة الفريدة سبيلا ومن خلال المناقشات التي تمت في مجموعة الرحالة الرواد التي اسفرت عن هذا المبحث البسط عن تلك النبتة النادرة والتي يسعى مشتل عنيزة مشكورا لأنباتها من خلال نثر البذور في المواسم لتعود كما كانت تملأ الأرض وليفرح بها أهل الأبل التي سألو المطوع أن تكون بالجنة مثلها ..
ونشكر المحفز لهذا البحث أخونا ابومنصور البراك والذي سعى مشكورا في ابراز هذه النبتة والشكر موصول للباحث ابو عون حميد الدوسري الذي كان معنا نقطة بنقطة ليخرج ماخرج هذا البمبحث لكم .
وتقبلو تحيات أخوكم رحال الخبر- وائل الدغفق ...كتبه في غرة ذي القعدة 1436هـ






الخميس، 13 أغسطس 2015

شجرة الغضى بجزيرة العرب - رحال الخبر


بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين 
الحمدلله الذي سهل لنا البحث والمعرفة من خلال المجموعات المميزة ومنها مجموعة الرحالة الرواد والتي أخصها بالشكر لفائدة استخراج هذا المبحث البسيط عن نقاش سار يوم أمس عن نبات الغضى النبات المزامن لكل حكاية عربية أصيلة لذلك النبات الصحراوي الذي يتحمل شظف العيش بصحاري المملكة والتي اورده الشعراء في قصائدهم وأبياتهم الشعرية يحكون فيها ايام العرب الأولى .
 وأنني انتهز الفرصة لأخذ لب ما ذكر هناك في مجموعة الرحالة الرواد وأضيفها هنا لكي لا تكون تلك النقاشات المميزة مثل غيرها في إدراج واسطر المجاميع فلا يستفاد منها وتنسى كغيرها ، وقد وضعت هنا لها تقريرا موجزا أضفت إليه جزء من بحث الباحثة النباتية الأخت ابتسام المقرن وذلك لمعلوماتها العلمية عن نبات الغضى المميز.
ونبدأ بسم الله في ذكر ذلك الشجر الصحراوي العزيز على قلوبنا .

الغضى لغة  :

الغضى حسب قواعد اﻹملاء العربية تكتب باﻹلف المقصورة، حسب القاعدة التي تقول: ترد اﻷلف إلى أصلها فإن كان أصلها الواو كتبت باﻷلف الممدودة، وإن كان أصلها الياء كتبت باﻷلف المقصورة، ولمعرفة اﻷصل هناك طرق منها تصغير الكلمة مثلا حيث ترد الألف إلى أصلها فنقول : غضية   ...

غضى مالك بن الريب اعتقد أنه كان بالسمينة وهو ماتسمى عرق النقع جنوب شرق قبه حيث حددهها بشعره حينما رثا نفسه بقوله
( ولكن بأطراف السُّمَيْنَة نسوة
**عزيزٌ عليهنَّ العَشيَّة مَابيا)

وهناك بحث مقدم من الباحثة  ابتسام المقرن/ نبات وأحياء دقيقة..

حيث قالت عن شجرة الغضى التالي:

ينتمي نبات الغضى Haloxylon persicum إلى الفصيلة الرمرامية (السرمقية) Chenopodiaceae
هذه الفصيلة كبيرة نسبيا وتضم حوالي 100 جنس و150 نوع معظمها من المناطق الجافة والمالحة حول العالم.
وجنس Haloxylon يتبعه نوعان في المملكة العربية السعودية..
النوع الأول: Haloxylon persicum الغضى (موضوع البحث الحالي).
النوع الآخر: Haloxylon salicornicum الرمث.

الغضى نبات يكثر في مناطق الرمال وعلى شكل عروق ممتدة بامتداد الرياح السارية في تلك الصحراء ..
فعروق الغضا بالربع الخالي عرقين وكلاهما يمتدان من الشرق للغرب بسكل متوازي..
 الأول يمتد من سلوى وحتى جنوب يبرين...
والعرق الثاني جنوب منه على مسافة 100 كيلومتر

فالمتجه من جبه للعليم يرى الارطى  وقبل العليم ببضع كيلومترات ينقطع الارطى ويمكنك مشاهدة الحد الفاصل

وتتابع تفصيلا وشرحا علميا لنبات الغضى بقولها: شجيرات الغضى لها خصائص مميزة مكنتها من التكيف مع بيئاتها القاسية.
 غابات شجر الغضى 

شجرة الغضى والتي ترتفع لأكثر من اربع امتار

فالغضى ينمو في شكل شجيرات كبيرة أو أشجار صغيرة يصل ارتفاعها من 3-4 أمتار ذات قاعدة خشبية وقمة ضعيفة متدلية، والأفرع الحديثة تبدو مجردة خضراء، الأفرع القديمة بيضاء مصفرة.
الأوراق مختزلة جدا أو غائبة تماما. الأزهار مقنبة، ثنائية الجنس على سنابل زهرية جانبية قصيرة.
أجزاء الغلاف الزهري خماسية، حرة أو ملتحمة عند القاعدة.
الأسدية أيضا خمسة، والأسدية العقيمة خمسة، بارزة.
الغلاف الثمري غير متساوي الفصوص.
الأقلام 2-4، المياسم خمسة.
البذور أفقية و متطاولة، توجد ملتصقة بالغلاف الثمري،
صغيرة الحجم وشبه مخروطية التركيب وأقصى قطر لها يصل إلى 2 ملم،
وتبدو على هيئة كأس صغير لولبي مفتول والجزء العريض منها يكون في الاتجاه الأعلى.
يزهر النبات ويثمر من شهر مايو إلى شهر يونيو.
يقاوم نبات الغضى مستويات ملحية عالية وتجمعات المياه ويعيش في التربة الرملية العميقة.
وينمو طبيعيا في المملكة العربية السعودية ومصر وفلسطين والكويت والعراق وإيران ووسط آسيا.
ينمو في المملكة العربية السعودية على الكثبان الرملية في صحاري الدهناء والنفود.
وهي شائعة في المناطق الشمالية وتمتد إلى الجنوب. وغير موجودة في الرمال العميقة للربع الخالي.
وهي شجرة لا تخطئها العين في مروج الصحاري الرملية.
بالإضافة إلى أهميتها الرعوية كنبات علفي، فهي كذلك مهمة لبدو الصحراء المتجولين. 

كما شارك بالنقاش في مجموعة الرحالة الرواد الباحث حميد الدوسري بقوله : أن مناطق انتشار الغضى المعروفة هي شمال افريقيا ، شمال الصحراء الكبرى، وجنوب غرب آسيا ووسط آسيا، وهذه هي التجمعات الكبيرة للغضى.
ونتابع قول الباحث حميد الدوسري حيث يقول:  إنه من خلال بحثي في الغضى، انه يفرز مواد تثبت التربة من حوله وكلما سفت الرياح التراب افرزت عليه موادا وخلال مدة تجد ما حول الغضى اصبح كواما مرتفعة عما حولها.


ويتابع قوله : أن غضى الربع الخالي مهدد بالفناء سريعا ، وخلال فترة قصيرة، نتيجة انخفاض مستوى المياه الجوفية.
فنباتات البيئة المثالية للغضى هي سبخات قديمة زحفت عليها الرمال وغطتها، بأعماق من بضعة امتار، طبعا عروق الغضى ﻻتصل للماء في ذلك العمق، وهذا يعد موافقا لما ذكرته الباحثة ابتسام حول عدم تواجد نبات الغضى بجنوب الربع الخالي نتيجة علو الرمال وبعدها عن المياه السطحية المغذية له.
ويتابع الباحث حميد الدوسري قوله : ولكن في فصل الصيف عندما تشتد الحرارة يتبخر الماء ويصعد البخار خلال الرمل ثم يتكثف في منطقة تكون جذور الغضى ، وبذلك يحصل الغضى على حاجته من الماء، وفي الشتاء ربما يحصل على بعض الماء من المطر ، ولكن المصدر الرئيس هو الماء الجوفي.
وأضاف قوله  وتحذيرة من مصيبة بيئية قريبة الحدوث لنبات الغضى في ماذكر أن في الربع الخالي وفي منابت الغضى  أن المياه الجوفية قد غارت خلال الفترة الحالية ، وهذا سبب اعتقادي بقرب فناء الغضى هناك.
وكما لنبات الغضى من ميزات كذلك لنباتات اﻷرطى ما له خاصية تجميع الماء وقت نزول المطر وتخزينه لوقت الحاجة، ولكن للأسف ﻻ توجد هذه الخاصية في الغضى.



والغضى من أشهر النباتات التي أهتم العرب فيها وذكرت في قصائدهم وشعرهم وحكاياتهم اليومية لما تمثل من وسط بيئي فريد في وسط جزيرة العرب 


مما قالت العرب في الغضى:
اخبث الحيات حية الحماط
واسرع اﻷرانب ارنب الخلة
واخبث الذئاب ذئب الغضى.
وقصدهم ان ذئب الغضى اكثر تخفى وشبه بشجر الغضى نظرا للون الأشهب التي يتشابه في شكله شجر الغضى ةجلد وشعر الذئب. فإذا اقتربت الرحول من وسط شجر الغضى وثب الذئب على الرجل دون ان يميزه عن الغضى .
ولعل شجر الغضى من منابت الرمال فقط ولايتبت بالحجاز الا نادرا ، وكان من المعروف عند اهل الحجاز إذا قدم اهل نجد عليهم يرحبون بها بقولوهم :
( اهلا بأهل الغضى ) كناية عن كثرته عندهم.

مناطق الغضى في نجد

ومن المناطق التي يكثر فيها الغضى منطقة السمينة جنوب شرق قبه ليست من منابت الغضى حاليا فهي تنبت الأرطى ، ولعل هذا يدل على زحف المناطق النباتية بعضها على بعض وسيطرتها على مناطقه ، أو تغير في مقومات معيشة الغضى كما ذكر أستاذنا أبو عون حميد الدوسري كبعد الماء عن جذور النبات .
https://lh3.googleusercontent.com/-vblM-Px850Q/VcwgHlNmMSI/AAAAAAACbvw/wiAQjDK54No/s145-p/20150812214054.jpg

محافظة أهل عنيزة لنبات الغضى واهتمامهم بمراعيه:
ومما يجدر الإشادة به هو محافظة أهل عنيزة على نبات الغضى منذ سنين طويلة مما يدل على الوعي البيئي لمن سن هذا القانون وكذلك استجابة أهل المنطقة للتعليمات الواردة ، وتطبيق العقوبات على المخالفين ، والتي بدأ العمل بها منذ 100 سنة وأكثر وهذا نقلا من الرحال ابو محمد حمد الواصل من سكان عنيزة حيث يذكر تلك القوانين في الحفاظ على بيئة الغضى والتي تتمثل بالتالي:
1/ تخرج السبور وهم المراقبون على الإبل ويصلون لبطين وادي الرشا عند الخرما الشمالية حاليا وذلك لحفظ المراعي ومنع الرعاة والقبائل من النزول ومباشرة الرعي قبل اشتداده ومن ثم السماح للجميع بالرعي أهل البلد وغيرهم . ولذلك شواهد مثل قصة (كريم سبلا) في الشقيقة جنوب عنيزة أو حمى الزغيبية شرق عنيزة .
2/ هناك مراقبون في داخل البلد يفرزون العشب الذي يجلبه الحشاحيش فإن وجدوا به نبوت غضى صودرت كل النقلة بأمر الأمير. وذلك للمحافظة على شتلات الغضى الصغيرة.  كان الحشاحيش يقومون بجرف العشب بالمقشعة وهي شبيهة بالمسحاة ومن خلفهم يقومون بنفض العشب عن التراب وجمع العشب ، وبذلك يجرفون مع العشب نبوت الغضى. كان رجال الأمير بعصى الخيزران يفرزون العشب المجلوب للبلد ويصادرون كل العشب الذي وجد به هذه الشتلات .
3/ كان من أشد الممنوعات احتطاب الغضى في الخبيبة والمصفر وهي من نفود عنيزة المنبت للغضى للبيع أو الاستعمال الشخصي للوقود أو طمام لسقوف الأبنية الطينية . مهما كانت الظروف ويطبق عليه أشد العقوبات من المصادرة والجلد والسجن أحيانا . ولهذا كان أهل عنيزة يحتطبون الأرطى من الشقيقة جنوب عنيزة أو الغضى من صعافيق شرق عنيزة .
4/ في العصر الحديث استمر وعي المنطقة لذلك ، فمنعت الإحتطاب وسعت في تحويل منطقة نفود عنيزة بكامله جنوب وغرب عنيزة (الشقيقة والمصفر والخبيبة)  . لمنطقة رعوية رسمية تحت مظلة وزارة الزراعة . وتطبق العقوبات على المخالفين بكل جدية وصرامة .
5/ في الآونة الأخيرة بسبب تدهور الغطاء النباتي وقيام الإبل برعي براعم الغضى وأوراقه مما أثر على نمو جذوره . فنظم دخول الإبل لمراعي الغضى وذلك بإخراج أحواشها من منطقته . والفائدة الأخرى هي التقليل من انتشار النمل الأبيض (دابة الأرض)  الذي بدأ ينتشر في بعض مناطقه بسبب تنقل الأحواش ونقل النمل الأبيض (دابة الأرض) معه .
جذع شجرة الغضى الأشهب

https://lh3.googleusercontent.com/-TBJuqiPKjsA/VcwgIuHkPfI/AAAAAAACbv8/algjZyYgGZo/s145-p/20150812214004.jpg
6/ هناك جهود شخصية من بعض المهتمين أمثال الأخ سليمان الخويطر باستزراع الغضى ونجاحه في ذلك في مجال البذور والشتلات فتعاون معه المسؤولون بتفريغه لهذا العمل ومنحه أرض واسعة (محميةمصغرة) لتنمية مشروعه . وكذلك بدأت الزراعة في عنيزة بتطوير مشاتلها لهذا المشروع الوطني الكبير .
بتوفيق الله وحفظه أولا أثمرت هذه الجهود بالمحافظة على الغضى بشكل جيد . وبدأت تتنامى هذه الفكرة لدى أفراد المجتمع ككل .

https://lh6.googleusercontent.com/-_yEXpojjWLA/VcwgInUaOEI/AAAAAAACbv4/WneMwMjEh3Q/s292-p/20150812214013.jpg
ومن المواقع التي تعد من منابت الغضى منطقة الغميس شمال وادي الرمة وهي تقع بين عنيزة  و بريدة والخبراء و البكيرية و البدائع تعج بالغضى قديما ويستخدمونه أهل البكيرية بطمام الأسقف (التسقيف) الطينية ويحتطبونه بشكل جائر ففني إلا في الجزء الجنوبي منه وهو المحاذي لوادي الرمة من جهة الشمال. 


ويذكرون أهل القصيم في ما أضعف الغضى في عنيزة  وما حولها مرور السيارات وتعديها على مراعي الغضى وكذلك قلة الأمطار وبالاضافة لوباء بعض الأمراض والحشرات ، ولكن تضل السيارات هي المصيبة الاكبر والرعي والاحتطاب الجائر .
ويتذكر حمد الواصل من أهل عنيزة ذلك الزمن القديم بقوله :
(فيما مضى من الزمن كنا نخرج للغضى وهناك جواد معروفة نسير عليها أما الشباب في الوقت الحاظر فكل واحد له جادة ويتجنب الجواد المعروفة ويمشي على أرض لم توطى من قبل أريح للسيارة مما أثر على تراص التربة ودهس النبوت من الأشجار وملاحظ أن المكان الذي تسير به السيارات لا ينبت أو يضعف فيه النبات بشكل ملحوظ .
والمصيبة العظمى هي قيام الشباب بالتفحيط في البرية وقتله ودهسه لمنابت الغضى والملاحظ حاليا ينبت العشب فقط القريب من الأشجار . ومن المؤكد أن لكل شجرة محيط تنمو فيه ويؤثر عليها أو تؤثر  على ما ينمو حولها من الأشجار للمشاحة على سبل الحياة وهو الماء ).


ومما يلاحظ من أهل البر أن الرمث إذا نبت حول الأرطى مات الأرطى . وإذا نبت الغضى على الرمث أو الأرطى فإنه يهلكهما ويبقى الغضى فهل هذا القاعدة مضطردة أم لا تثبت أصلا .

ووجهنا سؤالنا للباحث النباتي الأخ ابومنصور البراك حيث يجيب بقوله :

(غالب هذه النباتات سبحان الله لاتستخدم ولا تؤكل من الحيوانات وضعها الله لحفظ الارض من التصحر الزائد فهي تحفظ البذور وتمسك الارض والا كان مصيبه تغدي الارض  صلعاء فتندثر البذور لاحظ النبت الربيعي حوله خاصه الحرمل وتذري عنه الهوى وصفق الرياح )


ويكمل حديثه الاخ ابو منصور ويقول : (أن هذا امر طبيعي نبته اقوى من نبته فالقويه تمص طعم الارض الي حوله ، مثل الحرمل نبته ضعيفه ينتشر في مناطق التصحر واذا  تم حماية الارض اللي هو فيها انقطع ،وتقطعه الاشجار الي حوله لاحظ اذا مريت من عند شبك تلقى الحرمل خارج الشبك قوي واخضر وكبير وداخل الشبك المنطقه المحميه غير موجود او ضعيف جدا ، واللي بينهن شبك فقط فسبحان الخالق يعوض الله الارض بنبات اخر مثل الحرمل يمسك البذور والتربه ، وانتشار مثل هذي النباتات تدل على التصحر الزائد مثل الحرمل والعاذر وغيره).


ومن تجربة يذكر حمد الواصل قوله عن حماية أهل عنيزة لنبات الغضى قوله: ( من أعظم ما نفخر به تعاون المجتمع في تفهم الفكرة في حماية الغضى . ولا نعتبره لعنيزة فقط بل هو لكل المجتمع الذي يحافظ عليه ونفخر بمن يساهم في حمايته ونعتبرهم شركاء لنا فيه فلم يخلق لنا ولكنه للجميع ودورنا هو المحافظة عليه .
وبخصوص تعاون البلديات فقد قامت حملات توعوية منذ وقت مبكر للمحافظة على النظافة بتوزيع المنشورات . وكذلك قامت بحملات تنظيف بسيارات للبلدية والزراعة . ولكن وعي النظافة ضعيف ويحتاج للتكرار والقناعة الشعبية من المرتادين . وزعت البلدية على المنافذ الرئيسة حاويات النظافة ودوريا يتم نقلها ولكن من الواعي اللذي يحمل نفاياته لها ).


ويشاركنا الأخ صالح الحميدي بذكرياته عن الغضى بقوله: (علي قول كبار السن ان الغضا بعنيزه والقصيم عموما كان منتشر بكثره ، اي مكان يوجد به رمل كان يكسوه نبات الغضا ، حتي انهم يقولون ان الغضا بعنيزه كان مجاور لسور عنيزه الجنوبي  والغربي ، ونحن صغار ذهبنا برحله بريه الي الغضا لما كان نظيف كانت معنا سيارتان كانا نستظل تحت شجرة غضا نحن وسيارتنا من كبر الشجره.)

من حب أهل عنيزة للغضى بدأوا بزراعته عند منازلهم في واجهة البيت والبعض في الحديقة المنزلية ويلاخظ سرعة نموه . وفي نظري أن نباتات المنطقة هي أفضل ملاءمة للإنسان والتربة .

ويعطينا الاخ صالح بعض الملاحظات المهمة لإنبات الغضى حيث يقول: (إن زراعة الغضى تقتضي  اعطائه  قليل من الماء حتى ينمو ويخضر وبعد أن ينمو يجب قطع عنه الماء ، ويقول إن هذه من تعليمات المشتل الزراعي بعنيزه لما أشكى لهم موت الغضا وهو كبيرفي مستزرعه.)


تكوينات عروق الغضى بالمملكة :

يضيف لنا الباحث التاريخي والجغرافي الاخ عبد العزيز العجاجي قوله عن تكوينات نبات الغضى بالمملكة بقوله: (إن الغضا موجود في أغلب التكوينات الرملية وسوف انقل لكم على عجلة وصف لمشاهداتي لها بهذه التكوينات ، والربع الخالي مثلاً يوجد به منطقة كبيرة جداً من جنوب قلمة الحصان إلى غضا أبا الفرايس وهو بطول 200كم تقريباً من الجنوب للشمال وبعرض مايقارب 60_50 غرب شرق ( وهو أعظم واكبر وأطول غضا شاهدته في حياتي ولايضاهيه إلا شجيرات غضا في نفود المظاهير شمال غرب الخنفة وغضا بوادي ثرف في جبال الظهر شمال الزيته). 

ويتابع القول ابو علي العجاجي : (ويوجد الغضا بمواضع متفرقة عند قلمة جلاب و شرقها وكل هذه المواقع تقع بالشمال والشمال الغربي من الربع الخالي لكن جنوب وشرق الربع الخالي لايوجد به ولا غصن من الغضا فهو لايوجد جنوباً تحت خط العرض 21 جنوباً(وهنا تأكيد ثالث لعدم انبات الغضى بالرمال العميقة والرتفعة جنوب الربع الخالي لبعدها عن المياه السطحية وهوما أكده الباحث حميد الدوسري والباحثة ابتسام المقرن). 
ويتابع الباحث عبدالعزيز العجاجي قوله: (أما النفود الكبير فيتواجد من شمال جبه بحدود 80كم تقريباً وبالتحديد بعد داحورة العليم  وسميت بالداحورة لأن نبات الارطى وغيره من النباتات الصغيرة ( الشعرى) أو الشعره  تدحم وتدحر نبات الغضا ومنها شمال يبدأ شجر الغضا إلى ما بعد الجوف بل كل التكوينات الرملية الشمالي والشمالية الغربية موجود بها الغضا. 
الغضا يوجد بنفود حنجران جنوب رنية وكذلك في نفود الدسم وبالذات عند الظاهرية في منطقة الغابة وهي غابة الغضا)

ومن المفيد ذكر منافع الغضى الاقتصادية 

حيث أوردت الباحثة ابتسام المقرن ذلك بقولها :
1- يستخدم لمقابلة احتياجات السكان من حطب الوقود والفحم النباتي ومنتجات الأخشاب الأخرى.
2- يستخدم كنبات رعوي في المناطق الصحراوية.
3- يستخدم أيضا في تثبيت الكثبان الرملية وكأسيجة ومصدات رياح.
4- يستعمل مسحوق القشرة لنبات الغضى لشفاء الجروح.
وقد اتضح دور جنس Haloxylon في مقاومة التصحر في وسط آسيا، حيث تنبهوا لدوره الهائل في السيطرة على التصحر، وذلك بعدة طرق: بمساعدته في تثبيت الرمال المتحركة، بزيادة معدل الإنتاج الحيوي في المناطق القاحلة، حيث تنتج غابات Haloxylon كميات كبيرة من الكتلة العضوية الصالحة للأكل بالنسبة للخراف والجمال على مدار العام. 

إنبات البذور:

أخذنا ماذكرته الباحثة ابتسام المقرن حول انبات الغضى من البذور وماصادفذلك من عوائق حيث ذكرت : ( فقد عملت دراسة على التكاثر البذري باختبار حيوية البذور وحالات الكمون التي تمر بها واستجابتها لبعض المعاملات المحفزة لإنبات البذور؛ حيث شملت المعاملات: النقع في حمض الكبريتيك المركز لمدة 15 دقيقة. الغلي في الماء لمدة 5 دقائق. الغلي في الماء لمدة 10 دقائق.

تعني هذه النتيجة استجابة بذور الغضى استجابة سلبية لجميع المعاملات، مما يدل على أنها لا تمر بطور كمون ناتج عن قشرة قاسية لبذورها، فقشرة بذورها منفذة للسوائل، مما سهل وصول الماء المغلي والحمض المركز إلى الجنين وتسببا في موته.
وقد يفسر سلوك بذور الغضى في عدم استجابتها للمعاملات بأنها تمر بحالة سكون فسيولوجي داخل البذرة ما يتطلب معاملات أخرى تحدث تغيرات فسيولوجية داخل البذرة، مثل معاملة التنضيد (وهي حفظ البذور في محيط رطب وبارد لفترة من الزمن).
كما يمكن تفسير هذا السلوك بقصر عمر أو حيوية هذه البذور وأنها بدأت تفقد حيويتها؛ لذا يجب أن تتواصل البحوث للتحقق من وجود حالة كمون فسيولوجي في هذه البذور ومن طول بقاء حيويتها. (Al-Khalifa et al., 2004).
وأوضحت النتائج أن البذور بدأت تفقد حيويتها بعد ستة أشهر من جمعها، حيث أن نسبة الإنبات لم تكن عالية بالقدر المطلوب.
وتظل تجربة مشاتل عنيزة هي الرائدة في استنبات الغضى وبكميات ضخمة ونجاحهم هو ما يحفز مناطق أخرى لاستنبات الغضى وغيره من النباتات الحامية للغطاء النباتي ومحاربة التصحر .

 وأشكر مجموعة الرحالة الرواد والمشاركين التي أوردت أسماؤهم بهذا التقرير المختصر عن نبات الغضى بالمملكة واهتمام المجموعة للرحالة الرواد بمثل هذه النباتات البيئية واهتمامهم بكل ما من شأنه الحفاظ على البيئة من خلال النقاش الهادف والبحث المستفيظ من قبل المشاركين الأفذاذ واستميح الباحثة ابتسام المقرن في أخذ مقتطفات من بحثها القيم عن الغضى ومعكم رحال الخبر - وائل الدغفق المهتم بمثل هذه الامور البيئية والمعد لهذا التقرير المميز عن شجرة نحبها وتحبنا شجرة الغضى العربية الأصل والتي تعد من المعالم لجزيرة العرب الغالية .

وتقبلو تحياتي 

رابط بحث الأخت ابتسام المقرن بحث لنبات الغضى لابتسام المقرن

الاثنين، 13 أبريل 2015

استكشافات مميزة لقلاع الجبال بوادي الستار-رحال الخبر

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على نبي الرحمة محمد ابن عبدالله صل الله عليه واله وسلم ...

ثم اما بعد..

الحمدلله أن يسر لنا التجول في أرض الرحمن وتدبر مافيها والتفكر في عظيم شأنها وخلق الرحمن سبحانه الذي ابدع كل شئ، وها نحن اليوم قد اجتمع من كل بلد رجل في موقع مهم ومميز من بلاد جزيرة العرب التي حوت التاريخ والتضاريس والعلم الأحفوري والجيلوجي الذي نفهم من خلالة تكوين الارض والتعجيب من بديع خلق الرحمن سبحانه.



خريطة تمثل مسار الرحلة العلمية بالخط الاخضر المزدوج


منظر من النفوذ لجبل الاصبع وخلفه جبل حمراء جودة


وهذا فديو للرحلة من إعدادي رحال الخبر



وصول المجموعة العلمية لجبل الأصبع:

ها نحن في منطقة وادي المياه أو ما كان أسمها وادي الستار قديما ويطلق عليها محليا وادي العجمان نظرا لكون أغلب من سكنه أو الغالب هو لقبيلة العجمان وإن تشاركت فيه غيرهم من  المرة والعوازم والدواسر والخوالد وغيرهم  .
تجمعنا هنا في بداية الامر في جبل الأصبع عند درب الجودي التاريخي والذي يقطع بين الأحساء ماراً ببلدة جودة وثم يتجه غربا ليصل رماح والرياض وهو أحد أهم الطرق قديما حيث يقطع النفود الكبير صحراء الدهناء..
أجتمع المهتمين بدراسة تاريخ المكان نباتيا وجيلوجيا وتاريخيا كلا من الاسماء اللامعة التالية:




الباحث البلداني الكبير ابوعبدالله محمد الخيال ، والرحال أبوناصر الطعيمي ، والباحث النباتي والتاريخي أوبوعون حميد الدوسري ، والأكاديمي الجيلوجي ابو مروان الثقفي ، والباحث التاريخي ابو عمر الدشاش، وكلا من الرحالة المهتمين والحريصين على البحث والذين لهم باع في رسم الخرائط كالرحال ابو جراح الموسى والرحال ابومحمد الواصل والرحال ابو عبدالرحمن الغفيلي وابوراكان الجليدان وابو طلال الطريري وابواسامة الحميضي .





ابو جراح وهو يعمل القهوة الله يعطيه العافية



جلسة سمر على ضوء القمر وبتصوير ليلي 

كان مبيتنا اول ليلة في ذرى جبل حمراء جودة الكبير وكان موقعا مميزا ذارياً للهواء وحماية عن كل مفاجأة جوية لاسمح الله .

وبما أن الأكثرية قد اتو من الرياض ونجد والقصيم فقد وجب علينا نحن أهل الشرقية تقديم الضيافة ذلك المساء وليكون بداية لجولة متعة تحمل عنوان المعرفة والاستكشاف لتاريخ وجيلوجية الوادي الزاخر بالمعالم التاريخية والجيلوجية والنباتية التي تستحق المعرفة والبحث.



جلسة سمر على ضوء القمر وبتصوير ليلي 


تناولنا وجبتنا بحمدالله وفضله ، وثم سمرة بسيطة تحادثنا فيها بسيطا ثم نخلد للنوم لبداية يوم مليء بالبحث والاستقصاء الجديد ..




تصوير ليلي لمكان مبيت المجموعة اول ليلة 


أصبحنا وأصبح الملك لله والحمدلله...

استيقضنا بعد نومة مباركة وصلينا الفجر وثم دارت القهوة والتمر ولنجلس قليلا حتى اشرقت الشمس لنأكل إفطارا بسيطا وثم نربط الامتعة ونتجهز للجولة الاولى ...
بدأنا مسيرنا الصباح في جولة لدرب الجودي ولنقف على بعض تكويناته وهو أحد الكهوف التي تشكلت بفعل المياه والامطار والرمال لتشكل تجاويف طولية وبعمق الجبل الرسوبي ورسوبياته حسب ما ذكر الجيلوجي ابو مروان أنها رسوبيات المياه الحلوة لأنهار وليست لبحار حسب مايعرفه من تشكيل تلك الطمي المتحجر بالجبل .
دخلنا وتجولنا فيه لبعض من الوقت ورأينا فيه تلك التشكيلات الجميلة وثم خرجنا للمكان الآخر.









صور لبداية دخول الكهف بأحد جوانب جبل حمراء جودة 




من داخل الكهف المتسع والمجموعة داخله.


ارتقاء جبل حمراء جودة :

كنت اليوم دليلهم كوني أعرف مداخل المكان لجبل حمراء جودة ولست أعلمهم ، وثم عبر طرق ضيقة ارتقينا بسياراتنا الجبل من جهته الجنوبية لنصعد في ظهرة جبل حمراء جودة التي كانت مسطحة وقد شملت فياض تتجمع فيها مياه أمطار الشتاء لتكون رياضاً غنية بالنباتات الخضراء الموسمية ، وشملت عدة فياض ، وتوجهنا نحو الشرق من جبل حمراء جودة لنكون على إطلالة مباشرة للحد الكبير للجبل ومطل مثير عالٍ يكشف تلك الشعبان الكثيرة والخارجة من الجبل والتي شكلت فروعا بديعة وشقوقا في الجبل عميقة وهي حماية طبيعية لبعض من الحيوانات المتبقية هنا ، واطلالة على طريق جودة عريعرة ولمنطقة قصر ابن حثلين كما يقال والله أعلم   .







 وبعد المكوث في تلك الهضبة ذات الإطلالة الجميلة واخذ الصور وتصور المكان وتشكيلاته الطبيعية التي تعطي الباحث والرحال تصورا يستطيع من خلالة ربط المكان بغيره واضفاء المعرفة فقد يكون بهذه الجولة فتحاً لغيرها وتفسيرا لتاريخ وطبيعة معينة مستقبلا.

الإتجاه لكهف الرحال الكبير:

رجعنا من الشرق متجهين لمخرج الجبل ومن القمة وبأتجاه الشمال كان الطريق منحدرا لنهبط من علو جبل حمراء جودة الى شعيب الاصبع وعلى محاذاة سفح الجبل اشمالي وبوسط شعيب الاصبع كان لنا جلسة في أحد التشكيلات الرسوبية التي شكلت بجريان المياه والنحت والتعرية بالرمال ذلك الكهف الرائع بتجويفاته الطبيعية وكأنه صالة فسحة ارتكزت على عمودين من الحجر وقد شكل التجويف فسحة تسع لجماعات من الناس وعدة قاعات وظل وارف وارض رملية ناعمة كانت هي مضحى للفريق .











صور لكهف الرحال الكبير والذي لايرى من بعيد فهو على مستوى الأرض


 توقفنا لنعد الشاي ونرتشف بعض من استكانات الشاي المخدر ،ومن داخل هذا المكان المميز دارت السوالف والنقاشات حول المنطقة من قامات لها وزنها وجميل مافيها عطائها بكل تفصيل فرحلة مثل هذه لاشك أنها كنز ومكسب لكل فرد فيها والحمدلله أن الله وفقنا لتلك الرحلة العلمية بتسهيل من الرحمن الرحيم بجو طيب وتوفيق والحمدلله رب العالمين.

الإنتقال لموقع ابو ميركة الدائري:

 انتهينا من كهف الرحال وهذا الكهف الثاني بعد الكهف الاول ولنتجه عبر قرية متالع وثم عريعرة وأم ربيعة لنتوقف عند جنوب حنيذ وبعد شفية بموقع ابو ميركة وهو جبل صغير، وسمي ابوميركة نظرا لتكوينه المنخفس أوهكذا شكله وكل مكان يكون بهذا الشكل يطلق عليه عن العرب ابو ميركة والميركة هي اداة دائية توضع لسرج الابل وشبه ذلك الخفس بتلك الميركة الدائرية لسرج الابل.







صور لموقع جبل ابوميركة الدائري الغريب

وعند الجبل الصغير وهو بشكله الدائري يمثل قطرها بحدود 200 متر وتشكل منخفظ وكانها جبل قد انخفست قمته او  واضحة لعدم وجود دلالات وجراسات ميدانية دقيقة توضح ملابسات شكلها الفريد والمميز ، وذلك بالاستدارة الدقيقة من على هذا الجبل وتوقفنا كثيرا عند هذه الظاهرة ربما نتوصل لشئ ولكن تضل جميع الإفتراضات قابلة للرفض لعدم وجود دليل قاطع لكل الكلام الدائر ، وتستحق أن ترى لتدرس وتكون افادة وفاتحة لغيرها من الظواهر الجيلوجية بالمنطقة خاصة وبالمملكة عموماً.

جولة في قلعة حنيذ أم خرق وعينها الشهيرة:

بعد ان أنتهينا من ابو ميركة توجهنا لقرية حنيذ التاريخية بما تحويه من عين عظيمة قديماوالتي كانت تجري وتسقي لمسافة اربعة عشر كيلومتر حتى منطقة مغطي ، ولكنها حاليا شبه جافة الا من بعض الماء المتوقف تقريبا عند سطحها ،وتوقفنا عندها وعند مجراها الباقي والمتسع والذي يظهر أنها كانت يوما ما عظيمة بتوفي مياهها ، كما ان لقلب العين الذي طوي بالحجر المصفوف صفا جيداوالطوي ليس من عهد جديد بل موغل بالتاريخ ، ومن العين يتجه المجرى الذي بقي بعض من آثارة للشمال على اثر منخفض يتجه شمالا ثم ينكسر شرقا حتى يصل لجنوب منطقة مغطي ويصب في منطقة رضّاء أو رضى وهو مكان منخفض من الارض وبه عيون ماء وأبار قديمة لنا له جولة إن شاء الله تعالى.




عين حنيذ التي عليها الكلام والتي كانت يوما تنبع نبعاص وفيراً


بعد ان أخذنا جولتنا في عين حنيذ وأخذنا المعلومات التي استمدت من الباحث البلداني ابو عبدالله الخيال وكذلك أبو عون الدوسري الذي اعطونا الكثير من المعلومات والاسماء وعن هذه العين التاريخية فشكر الله لهما ماقدما.
انطلقنا بقيادة ابو عبد الله الخيال لنستكشف معه تلك القلعة والتي تعتبر طريقة ومنشأة فريدة في وادي المياه ولها اشباه عديدة اكتشفناها لاحقاً ، فالقلعة ام خرق هي نوع من المنشآت السكانية أتخذها ساكني وادي المياه الجبال العالية قليلا والسوبية والتس يسهل حفرها بثقبها من قمة الجبل ليكون هذا الثقب الأفقي والمطل على نفق عمودي يصل لقمة الجبل هو المدخل والمخرج السري لكل قلعة جبلية رأيناها واول منشآة هذه التي رأيناها في حنيذ.



الاتجاه لجبل حنيذ حيث موقع قلعة أم خرق


الخروج من عين حميذ بأتجاه جبل حنيذ



ارتقاء جبل حنيذ



صعود الجبل الذي لم يكن عالي بل بسيط 


ابو عبدالله الخيال مع أحد الاخوة على المدخل المفترض للقلعة

وللوصول للقلعة التي لم يتبقى منها سوى بعض آثار جدران واساسات سقطت ، فطريقة الدخول عبر نفق يحفر في سفح الجبل ليصل عبر نفق عمودي الى فتحة عمودية رأسية من قمة الجبل لقاعه متصلة بالنفق الافقي وبذلك تكون الحماية كاملة لساكني تلك المنشآت وعدم استطاعة الأعداء الدخول الا من تلك الأنفاق الضيقة والتي عادة تكون محمية من قبل اهلها.



 المدخل الذي يسمح لشخص واحد بالارتقاء



الحفرالتي ملئت نقوشا غريبة وغير مكتشفه


النقوش التي سجلت على الصخور 


وضع المكتشفون السلالم للأرتقاء وأما الأولين فقد حفرو لهم حفر للأرتقاء بين الحجر


نقاش طويل ولم نتعرف على كنهة النقوش ولا فيما وضعت له



ولم تكن تلك الانفاق اللغز الوحيد بل أن هناك حفر شبه دائرية محفورة على جدران تلك المتبقي من آثار القلعة وفي داخل التجاويف الشبه دائرية نقشت نقوشا عجيبة ليست ككل النقوش التي نراها فهي لاتمت للنقش الثمودي ولا المسماري ولا اي من تلك التي نعرفها بل أن ابو عبد الله الخيال مع ابو عمر الدشاش قد أتو اليها مرتين سابقاً وقد جلبو بعض من دكاترة وبروفسير أهل النقوش والفلك في جامعة الملك سعود لعلهم يتعرفون على ماهية تلك النقوش والتي غلب على ظننا انها فلكية ولمزارعين قد نقشوها ، وللأسف لم يتعرف عليها أحد وهي مازالت تمثل شيئا لم يكشف الغطاء عنه .




أحد الابار في حنيذ والتي تدل على ان كان هنا أبار وزراعة

ونواصل مزيدا من التعرف لمثل هذه الاماكن الغريبة والجميلة والتي تشكل صفحة من تاريخ المنطقة يجب الكشف عنه ليكون مرحلة يتم دراستها وأخذ الفوائد والقيم منها ولتكون ثروة معرفية ينتفع بها المنتفعون من محبي التاريخ ودراسات الشعوب الإجتماعية والحضرية والتاريخية .

التجول لمنطقة إله بني تميم رضّاء أو رضى وشجر الاراك:

 بعد أن خرجنا من حنيذ متوجهين على الطريق المؤدي شمالا وبعد عدة كيلومترات بسيطة وصلنا لمفترق قرية مغطي على يمين الطريق ، واخذنا اليميمن المتجه شرقاً لنصل لمغطي القرية البسيطة والهادئة لنخترقها عبر رمال بيضاء وسط رمال البيضاء لنتجه شرقا بنحو 10 كيلومترات ، وكل المنطقة رمال قد نبت فيها العرفج والرمث وبعض نبت الربيع الذي بدا عليه النهاية وكون المطر تجدد قبل اسبوع تقريباً بالمنطقة فقد وجدنا العديد من فطر العرجون الابيض المستدق، وهونبات فطري يخرج بعد الأمطار وينبت في الرمال وهنا قد نبت بشكل كبير وكان معي بالسيارة ابو اسامة الحميضي وقد تفاجأ بالكمية للعرجون وهو من أهل القصيم الذين لايفوتونه ابدا نظرا لحبهم له ووضعهم ذلك الفطر مع القرصان أو المرقوق فيعطيه طعماً مميزاً ولم استطيع أن امنعابو اسامة من التوقف نظرا لحالتة التي ارغمتني للتوقف لكي يأخذ بعضا منها وفعلا قد جمع شيئا جيدا منه.



 المنخفض الذي يقع فيه آبار رضّاء ويعتقد أنه موقع لآله بني تميم 







واستمرينا بالمسير لنصل لمنخفض كبير وسط الرمال وقد ظهرت بعض اشجار النخيل المتناثرة وهي دلالة على موقع أثري أو مستوطنه أو ابار مياه بالمكان نفسه ، وحين وصلنا للوسط رأينا بعض الآبار التي يطلق عليها رضّاء بتشديد الضاء وهي المكاننفسه الذي استدل به الباحث ابو عون الدوسري بمكان رضّاء القديم الذي له علاقة بإله بني تميم والذي وصفه ابوعون بنفس المكان واستدلالاته مكانية ونصية حيث سبق له أن استقرأ النصوص والمكان وبما كان من سابق اسم للسكان المحليين الذي توارثو الاسم اباً عن جد.
تقفنا في ظل أحد تلك النخيل الوارفة الخضراء مما يدل على وجود مياه سطحية كثيرة فالنخيل لاتستطيع البقاء بلا ماء اطلاقاً ، وصلينا صلاة الظهر والعصر جمع تأخير، ونتجه بعدها للشمال براً وبأتجاه ثاج ونحن قاصدين شجرة الأراك القديمة والباقيةحتى اليوم وتبعد عن رضّاء مسافة 17 كلم شمالا.
مررنا بعدة مناطق وقرى صغيرة منها العقيروعرج وقطعنا اسلاك الظغط العالي المته من الجبيل وحتى سدير وحتى وصلنا للشجرة ذات الثلاث فروع والحمدلله تم حمايتها أخيرا من قبل وزارة الزراعة بوضع سياج لها لحمايتها من الابل التي التهمت اغلبها.
أخذنا الصور وتناقشنا حولها لبعض الشيء عن سبب انبات الأراك هنا وهي ليست من أشجار المنطقة علما أنه يوجد بالمنطقة الشرقية ثلاث مواقع لأشجار الأراك الاولى في ميناء العقير والثانية كانت في الراكة بين الخبر والدمام وللأسف ازيلت والثالثة هذه ، ولعل الباحث ابو عون قد كان له رأي في سبب تواجد الاراك وكانه يثبت أنها زرعت قصدا في مواقع قبور قديمة ويقول أن شجرة الاراك من الشج المبارك نظرا لاستخدام عروقه بالسواك فيزرعونه بالمقابر الاسلامية رجاء بركته بزعمهم، ولعل كلامه فيه الكثير من الصحة حول سبب تواجد الاراك هنا.




شجرة الاراك الباقية رغم التهام الابل لأغلبها وهي الآن محمية

الاتجاه نحو آثار ثاج ومزرعة ابو فهد العازمي:

 خرجنا من الاراك متوجهين لثاج وتبعد خمسة كيلومترات فقط وصلناها وكان المساء قد قارب وأوشك وقد سبق لي أن نسقت مع ابو فهد حمد العازمي وهو من سكان مدينة ثاج باللجوء لمزرعته العامرة ولتكون مبيتنا لهذه الليلة إن شاء الله تعالى.



في بيت الشعر لأبو فهد العازمي أكرمه الرحمن





ابوناصر الطعيمي وابو فهد العازمي مضيفنا

ولم يقصر جزاه الله خير فقد كان بأنتظارنا وتوجهنا نحو مزرعته مباشرة خارج ثاج بقليل وقد زرعت ببعض النخيل والأثل وغيرها من النباتات البسيطة فهي جديدة الإنشاء وقد حفربشرقها بئرا ارتوازي ووضع له ماشية وبعض الدواجن والحمام وبني فيها دارا مرافق للحارس والعامل كما وضع خيمة شعر كانت هي موضع جلوسنا ، وقد أحرجنا بتقديم الذبيحة مع اعتذارنا له لكنه وضعها امامنا مرغمين فلم نستطيع الا أن ندعو له بالخير وأن يكرمه رب العزة والجلال جزاء ماقدمه وأن يعوضه الله خيراً من عنده.
اول ماوصلنا للخيمة وجدنا الشاي والقهوة قد اعدتا وطاسة حليب الخلفات قد أعدت وتجهزنا لإعداد العشاء وقسمنا الذبيحة قسمين جزء للشواء وجزء للطبخ وعملنا كلا فيما يخصه وتقدم الشواء لسرعته بالانجاز وتبعه العشاء وجزى الله الذين اجتهدو وعملو وكل له أجره .



انجاز الشواء وسط الخيمة


الكل يهب للمساعدة والعمل جزاهم الله خيراً



راعي السكاكين ابو عمر وهي يقلب الشواء

بعد العشاء اقمنا الصلاة وصلينا وثم جلسنا نتسامر حتى أتى وقت النوم ودلف كل واحد لمرقده ليوم ثاني لاستكشافات أخرى .

جولة لقلاع الجبال المخروقة (السفينة) والنيزك:

 اليوم السبت ويومنا هو منطقة شمال الصرار وكانت لأكتشاف عدة مواقع لكن لم يخدمنا الوقت الا لأثنين منها فقط ، وهي جبل السفينة الذي يحتوي على قلعةأم خرق فوق جبل السفينة والآخر جبل النيزك.

 أحد الجبال المخروقة في شمال الصرار



جبل السفينة السهل الأرتقاء لوسط الخرق في أعلاه

خرجنا من ثاج وبأتجاه الصرار المجمع القروي للمنطقة والذي يبعد 30 كلم من ثاج باتجاه الغرب ، ومنه اخذنا الطريق شمالا بأتجاه النعيرية وبعد مسافة بسيطة وبالتحديد عند درب أم النياشين افترقنا يسارا بأتجاه الشمال الغربي لنتابع الطريق الترابي ونحن ميممين اتجاه جبل السفينة والذي لايمكن الوصول اليه بالاحداثيات نظرا لوجود كمية من الشبوك التي وعت بلا حسيب ولا رقيب بالمنطقة ولذا كان دليلنا ابو مروان الثقفي فهو له اطلاع لهذه المنطقة من قبل وله أهتمامات فأوصلنا عبر طريق بين الشبوك وبين المزارع حتى وصلنا لجبل السفينة، وهو جبل رسوبي أحمر وقد سبقه جبل آخر فيه من الخروق التي رأيناهافي جبل حنيذ لكن لم نستطع الدخول لردم الحفرة أثر التقادم للمكان ووجدنا آثار الأجانب وهم قد سبقونا بأوتاد ضربت في جدار الجبل وبعض من حبال مهترئة .



تجربة أحد الانفاق ولكن بسبب القدم فقد تهدم ولايصلح للأرتقاء


تركنا هذا المكان لنتجه لجبل السفينة الأكثر سهولة فوجدنا عبر الاخ ابو مروان النفق الموصل للخرق العمودي والذي دخلناه أولا زحفا على ركبنا ولمسافة سبعة أمتار لنصل لفوهة عمودية بأرتفاع 15 مترا تقريباً وقد ركب عليها سلما خشبيا مهترئا ايضا وبعض الحبال التي ربطت لتسانده ولعدم وجود بديل فلم يكن بد من الارتقاء على هذا السلم الخطير.!!

الدخول في نفق جبل السفينة السهل الارتقاء



وها انا وسط النفق متجه للقمة

جرب ابو جراح الموسى  الحبال بطريقته فهو مظلي سابق وله دراية بعمل بعض تلك الحبال وكان أول الصاعدين وثم تبعناه صعودا أنا وابوعمر الدشاش وابوعبدالرحمن الغفيلي وابوراكان الجليدان ، وأما ابو عون فقد وصل للفوهة من اسفل وعبر النفق فقط وأكتفى بصعودنا .

وهذا هو النفق الذي من خلاله يتم الارتقاء لسطح الجبل


وبهذا السلم الخشبي العتيق طلعنا وكأن اول شخص هو ابو جراح الموسى وتبعه الغفيلي وثم الدشاش وأنا والجليدان




كان مرتقا صعباً ولكن كان يستحق الصعود والتعرف على طبيعة المكان

وارتقينا للقمة عبر هذا السلم الخطير ، وووصلنا للقمة التي كانت مسطحة تسطيحاً مميزا وكأنها اعدت للسكن ، ورأينا الحدود الحجرية وبعض الغرف أو الابراج المهدمة وبقي بعض من اساسات جدرانها ورأينا فوهة أخرى وربما تهدمت وبنيت الثانية، ورأينا بعض من القلاع القريبة والتي تتشابه مع هذه بالطريقة والهدف.
وقد سبقنا العديد من المكتشفون الأجانبةوالذين بنو السلالم بأنفسهم من قديم وواضح السلم وتاريخه فهو من بقايا الاطفاء في ارامكو ولكنه قوي بحيث صمد كل هذا الزمن ليتحملنا نحن ايضا في ارتقائنا.

وهاهم الشباب يلوحون بعد نجاح الصعود


وهذا أنا أيضا الوح من فوق قمة جبل السفينة




انتهينا وصورنا واخذنا الفكرة حول المكان لنخرج منه نحو الجنوب لمكان جبل صغير الحجم ولكن شكله الغريب وكان أحدا قد فجره وفعلا هذا هو الجبل الذي تعرض لضربة نيزك لكنها صغيرة جدا واحدثت الفوهة وأثرها بقطر 60 متراً تقريبا .
وجدنا آثار الرمال المنصهرة والتي بعثرها النيزك ، كما أن أثر السقوط القوى واضح في انتثار الرمال والصخور بشكل دائري حول نقطة السقوط والتي كانت في طرف الجبل الجنوبي .



ومن فوق جبل السفينة وأكتشاف طبيعة القلاع أم خرق بالمنطقة

وربما هذه الحالة تعطينا فكرة ولو بسيطة عن الدوائر التي نراها بالقمر حين نراه بمكبرات العدسات وكيف حولت النيازكسطحه الى بثور وحلقات بفعل اصطدامها المتعدد لعدم وجود حماية غازية كما في الكرة الارضية ..
وفي هذا المكان نكون قد انتهينا من الجولة العلمية التاريخية الجيلوجية لبعض من أماكن وادي المياه لنقفل راجعين لمزرعة العازمي في ثاج وننهي جولتنا هذه في رؤية آثار ثاج والتعرف على بقية من آثار تعود لآلاف السنين لأقوام سكنو هذه الديار وأقامو حضارة عريقة وبقيت لتحكي شيئا منها لما تبقى على الأرض.
وصلنا لثاج وعند مسجد ابو فهد العازمي وهو إمام الجامع صلينا الظهر والعصر، وثم ركبنا لنزور أول الاماكن وهو لقبر الملكة المجهولة وهكذا أطلق عليها لعدم معرفتهم بأسمها ولا تاريخها ولكن ماوجد في القبر الهرمي من ذهب وأقنعة وحلي يدل على عظمة مكانتها ولذا سميت بالملكة المجهولة.


القبر صغير الحجم والميت يوضع وهو جالس القرفصاء وثم يوضع حوله الحلي والاسلحة والاموال التي ترافقه في حياته الأخرى حسب معتقداتهم ، ولعله حسب مارأيت سابقاً من خلال تجوالي فإنه يوجد العديد من القبور المبعثرة والمنبوشة وقد سبق للأجانب التواجد هنا قبل الطفرة وقد نهبو ما استطاعو اليه ويخبرنا سكان ثاج وحناء كيف أنهم يبيعونهم اللقى والجرار وا\غيرها مما لايعرفون قيمتها مقابل ريالات بسيطة ، الا ان جائت هيئة السياحة والآثار وقد أغلقت المكان بالشبوك ولم تعمل غير ذلك فلا استثمار سياحي ولا تنقيب آثاري فقط شبك وغلق ومنع.
وبعد القبر الملكي توجهنا لمقر المدينة القديمة وأسوارها وبعض من معابدها التي بقي جزء يسير جدا من اساسات المباني ، كما أنه مازالت تتواجد بعض من القبور الهرمية بلا تسوير وهي جاهزة للسرقة والله اعلم.
انتهينا من جولتنا لنتجه للمزرعة لتناول الغداء وبعدها يبدا الجمع بالتفرق فقد قاربت الساعة الثالثة عصرا والبعض لديه طريق طويل لدوامات الغد وبهذا انتهينا وتوادعنا الى لقاء آخر لمناطق أخرى ، فأهل الشرقية للشرقية وأهل الرياض للرياض وأهل القصيم لديارهم...
والحمدلله رب العالمين على تيسيره وامتنانه وفضله الكبير على انجاز هذه الرحلة لموفقة والتي تميزت بكثافة المناطق والعالم المزارة بوقت قياسي والحمدله وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
أخوكم وائل الدغفق - رحال الخبر
الخبر 1436هـ 2015م