السبت، 26 ديسمبر 2020

قلاع وحصون اليمن روعة اساطير تاريخ العرب رحال الخبر

جولة ممتعة لأجمل قلاع اليمن وحصونها المتنوعة بين جنباتها ومن على قممها الجبلية المنيعة من شرقها لغربها مع رحال الخبر نتجول في هذه الأسطر لنعيش تاريخ مجيد للعرب في تلك المنطقة العزيزة لقلوبنا اليمن السعيد.. .. 
ولعلي اتحدّث عن واحدة تلو الأخرى من غير تبيان لأهمية الاولى عن التالية او لغير مسار جغرافي واضح وذلك كونها كلها من الإبداع والجمال والخيال بحيث تكوّن اسطورة للشموخ العربي كل واحدة بذاتها.. 
ونبدأ بواحدة منها كونها حملت أسماً فريداً الا وهو حصن الزكاتين ..
فما هي هذه القلعة والحصن الفريد وماقصّة الزكاتين ..!!
حصن الزكاتين
يقع هذا الحصن الحصين في اقصى شمال شرق مديرية شبام كوكبان شمال غرب صنعاء العاصمة ،ويتبع لعزلة الضلاع الاعلى .
كما ويطل على مدينة حبابة وحصن ثلا التاريخي .
قيل ان عمره يفوق التسعمائة عام ، وانه سمي بهذا الاسم ( الزكاتَين ) بفتح التاء لانه كانت تجمع فيه زكاتان زكاة الضلاع الاعلى
وزكاة الضلاع السفل .

اما من الناحية الأمنية فيعتبر من أعتى حصون المديرية وأمنعها ، وأكثر مما جعله منيعا بشكل الجبل الذي بني الحصن عليه .
كما انه لاتوجد له الا بوابة واحدة من الجهة الشمالية ،ويوجد فوقها غرفة تسمى
الخلوة وهي مخصصة لحراسة البوابة ليلاً ، وتتناوب الأسر الساكنة للحصن عليها بالدور وفق برنامج زمني مرتب له .
وفي منتصف الجبل يوجد طريق للمنطقة ضيقة ومن تحت الحصن ، وهي تؤدي الى بئر ماء كانت تستخدم كإحتياطي عند الحصار .
هذا بالإضافة إلى أحواض الماء في الداخل، والتي تملؤها الأمطار الساقطة على أسطح المنازل ومخازن الحبوب في الأعلى والمطلية بمادة أقوى من الاسمنت تسمى( القضاض ) ولعلها من الجص المخلوط بالرماد كما رأيت بعض منها .
وهذا يدل لإبداع الإنسان اليمني واهتمامه بالمياة كما يهتم بحصاد الحبوب والزراعة  .
ويعتبر الحصن نموذجاً للقرية اليمنية القديمة ففيه تسكن العديد من الأسر، في بيوت هادئة تفصل بينها الشوارع ، والتي تسمح بمرور الدواب محملة بالحبوب وغير ذلك من النقل ،كما يوجد بالحصن معصرتان للزيت، ومخازن كثيرة للحبوب ومساكن منفصلة للحيوانات ،كما يوجد بداخله مسجد صغير بني بطريقة ابداعية جميلة وبه من الروحانية ما يكفي ليجعل الزائر لا يود مغادرته .
ولمنعة هذا الحصن لم يستطع أحداً أن ينال منه حتى مع وجود الأسلحة الثقيلة. 
 فقد تم قصفه عام 1963م  بالدبابات والمدافع من مناطق حوشان والمرازم وثلا ، ولكن دون أثر يذكر .
وقد اهتم بترميمه الشيخ حسين خميس رحمه الله تعالى إلا أنه توفي قبل أن يتمكن من ذلك.

ويوجد طريق مسفلت إليه وإلى قمته حالياً..
وهنا رابط لموقع الحصن بخرائط جوجل ماب👇
الاحداثية
15°32'20.8"N 43°50'43.6"E
الرابط

GRQW+J5 حبابه، اليَمَن

وقريب منه وليس ببعيد يوجد شلال شلال الأهجر في محافظة المحويت من الشلالات الموسمية خاصّة في،شهري جولاي وأغسطس من كل عام وقت الامطار الصيفية..
المكان بديع وغاية في الجمال خاصّة اذا جئت اليه من وراء القرية كما الصورة المرفقة ..

وهو مكان رائع يستحق المكوث فيه ليوم كامل..
انصحكم تمشون من طريق الزبيري وطريق لؤلؤة همدان .فهذا الطريق احسن لكم واغلب الوقت فاضيه.. 
ونظراً لأن الأهجر زينتها بالخضرة التي تكسوها، وحلتها غيولها الدائمة الجريان طوال العام ، ومن أشهرها غيل المعين وغيل ورخان وغيل السنبة والمنبع وغيل الصرحة  إلى غير ذلك من الغيول والعيون. 
وهذا رابط لموقع شلال 👇 الأهجر

FVF4+CR الأهجر، اليمن

وسيتبع بقيّة القلاع والحصون ان شاء الله 

#الرحال_وائل_الدغفق 
#رحال_الخبر

الجمعة، 23 أكتوبر 2020

جريدة الدستور البصريةوالشؤون السعودية والكويتية فيهاد.عبدالرحمن الشبيلي





نقلا من جريدة الجزيرة بتصرف بسيط واضافة الصور من الرحال وائل الدغفق 

جانب من صورة للمحاضر د.عبدالرحمن الشبيلي 

في سردة لتاريخ جريدة الدستور البصرية .


اور الدكتور الباحث الشبيلي قوله : إن تزامن صدورُ أكثر الصحف في الولايات العربية الخاضعة للحكم العثماني في بعض أنحاء الجزيرة العربية، مع إقرار الدستور العثماني الثاني في شهر يوليو - تمّوز عام 1908م، الذي أعقبه بعد عام واحد صدورُ نظام المطبوعات العثماني (يوليو - تمّوز عام 1909م)، وهو قانون فتح الباب لتأسيس المطابع والمطبوعات الأهليّة والحكوميّة في تلك البلدان.

ففي اليمن - التي عرفت الطباعة منذ عام 1877م في أيام السلطان عبدالحميد الثاني - صدرت بعد ذلك بعام واحد جريدة (صنعاء) الرسمية الأسبوعية، وهي أول جريدة يمنيّة، وقد طُبعت في أربع صفحات.

وفي ولاية الحجاز - التي تأسست فيها أولُ مطبعة أميرية عام 1883م - صدرت في مكة المكرّمة في عام 1908م جريدةُ (حجاز)، أولى الصحف فيما يعرف الآن بالمملكة العربية السعودية، ثم لحق بها عددٌ من الصحف الأخرى، في كل من مكة المكرمة والمدينة المنوّرة وجدة.

وفي ولاية البصرة، كان الوضع مختلفاً إلى حدّ ما، فلقد شهدت صدورَ صحيفة مبكّرة كانت الأولى في تاريخها؛ وهي صحيفة (البصرة) التي صدرت - باللغتين العربية والتركية - في مطلع عام 1895م وأشرف عليها محمد علي باش كاتب في أيام الوالي التركي حمدي باشا، ثم تلتها بعد عام 1909م بقية الصحف الأخرى متتابعةً، كما سيأتي.

وكانت السمةُ الغالبة على الصحف المُبكّرةِ الصدور - وبخاصةٍ في الحجاز - هي البدائية والركاكة، وأنها قد تطبع وتحرّر بأيدي فنيين أتراك، وتصدر باللغتين التركية والعربية، ولم تكد تمضي سنوات قليلة حتى تحسّن المستوى التحريري والفني لمعظم تلك الصحف، وهو ما لوحظ على جريدة (الدستور) البصرية، محلِ هذا الموضوع.



وفي هذه المحاضرة، يدور الحديث على أربعة محاور مترابطة الشأن، وهي:

- الصحافة المبكّرة في ولاية البصرة.

- الصحف التي حملت اسم (الدستور) في تركيا والعراق مما له صلة بالبحث.

- النشاط الصحفي لأسرتي الزهير والطباطبائي.

- جريدة (الدستور) البصرية، ومحتواها في الشؤون السعودية والكويتية.

____________________________________


الصحافة المبكّرة في ولاية البصرة:

تشير المصادر التاريخية - وبخاصة ما كتبه فيليب دي طرازي (المتوفّى عام 1956م) في كتابه القديم (تاريخ الصحافة العربية) الصادرِ عام 1913م، وروفائيل بطي (المتوفى سنة 1956م أيضاً) في كتابه المعروف: تاريخ الصحافة في العراق الصادر عام 1955م، والمحامي الصحفي رجب بركات الرديني، المقيم حاليّاً في الأردن(1)، في كتابه (من تاريخ الصحافة العراقية)؛ جرائد البصرة في مئة عام الصادر عام 1990م، وكتاب فائق روفائيل بطي: صحافة العراق، الصادر في بغداد عام 1968م، وغيرها من المصادر - تشير إلى أن البصرة قد شهدت في عام 1889م تأسيس أول مطبعة أميرية، طبعت فيها صحيفة (البصرة) الرسميّة، ثم شهدت الولاية - بُعيد إقرار الدستور العثماني في عام 1908م وحتى انتهاء الحكم العثماني في العراق عام 1914م - صدورَ الصحف القديمة الآتية، مسلسلةً وفق تاريخ صدورها:

في عام 1909م، صدرت صحيفة (الإيقاظ) لصاحبها سليمان فيضي الموصلي، وصحيفة (التهذيب) لأمين عالي باش أعيان، وصحيفة (إظهار الحق) لصاحبيها من أسرة جلميران، والصحيفة الساخرة (مرقعة الهندي) لأحمد حمدي مُلَّا حسين المشراقي، وقد تحوّلت الأخيرة في العام التالي إلى صحيفة باسم (البصرة الفيحاء) للأخوين المشراقي.

وفي عام 1910م، صدرت جريدة (الفيض) بالعربية والتركيـة لمنشئهـا داوود نيــازي، وجريدة (الرشاد) ليوسف السامرّائي، وصحيفة (الآتي) للمحامي عمر فوزي، وفي العام الذي تلاه (1911م)، صدرت صحيفة (التاج)، وهي صحيفة سياسية فكاهية أنشأها محمد نجيب المشراقي، والصحيفة السياسية (المنبر) لأحمد جودت كاظم.

وفي عامي 1912 و1913م، صدرت تباعاً صحيفتا (الدستور) لعبدالله الزهير، و(صدى الدستور) لعبدالوهّاب الطباطبائي، وبهما انتهت حقبة الصحافة الصادرة في ظل الحكم التركي، وخضع العراق بعدها للاحتلال البريطاني.

إن من المعروف، أن صحافة البصرة في تلك الفترة، كانت - بحكم القرب الجغرافي - تلامس شؤون الخليج، وأن العديد من مثقّفي بلدان الخليج - من أمثال هاشم الرفاعي الذي كتب في جريدة (الأوقات) البصرية الصادرة عام 1915م - كانوا يمارسون الكتابة في تلك الصحف، ولذا، فإن من المؤمّل أن تتضافر جهود الباحثين والموثّقين والدارسين في مجال التاريخ والإعلام والعلوم السياسية، لدراسة مخزون هذه الصحف، خاصة وأن منطقة الخليج كانت في تلك الفترة تخلو من أي صحافة محليّة.

النشاط الصحفي لأسرتي

الزهير والطباطبائي:

بالرغم من شيوع شهرة هاتين الأسرتين قديماً وحديثاً في موطنيهما، فإنه لا توجد مع الأسف، معلومات وافية عما يتصل بسيَر شخصيّات منها تصدّت للعمل الصحفي في مطلع القرن الماضي.

تنتمي أسرة الزهير إلى مدينة حريملاء(2) السعودية، التي نزح كثير من أهلها - ضمن من نزح من نجد - طلباً للعلم أو بحثاً عن الرزق في الهند والعراق وإمارات الخليج، وكان ممن هاجر منها حتى منتصف القرن الماضي أفرادٌ من أسرتي الزهير والإبراهيم (الراشد من آل أبو ربَّاع) استقرّوا في جنوب العراق، وتنافسوا على إمارة الزبير.

أما بالنسبة لأسرة الزهير، فكانت هجرة بعضهم منذ نحو قرنين إلى العراق، من سلالة جدهم الأعلى (شيخ الزبير) يحيى الزهير أول نازح منها إلى جنوب العراق كما تقول الروايات، وأصبح من استقر بهم المقام أو ولد هناك أسراً عراقية، ومع اضطراب الأوضاع في العراق وازدهار أحوال بلدان الخليج عاد معظمها إلى السعودية في حدود منتصف القرن الماضي، كما استقر عدد من أفرادها في الكويت، وقد عُرف من هذه الأسرة أربع شخصيّات برزت - على وجه الخصوص - على صعيد السياسة والصحافة في تركيا والعراق، وهم: أحمد وعبدالله وسليمان وعثمان الزهير.

أما بالنسبة لأحمد الزهير، فلم يتمكّن المحاضر من الحصول على معلومات وافية عنه، بالرغم من دوره الريادي في المجال الصحفي بين أبناء الجزيرة العربية خارج بلادهم، وهو في الغالب أحمد بن إبراهيم (بن عبداللطيف بن يوسف بن يحيى) الزهير، وربما تطلَّب الأمر البحث عن سيرته في الوثائق التركية، وبحسب المصادر فهو نائب عن ولاية البصرة في مجلس المبعوثان (البرلمان العثماني) في إسطنبول، وتوفي فيها سنة 1910م.

وكذلك الشأن بالنسبة لعبدالله الزهير منشئ جريدة (الدستور) البصرية، حيث لم يعثر المحاضر على معلومات كافية عن اسمه الثلاثي أو صورته وسيرته، بل إنه لم يجد في الأعداد المعثور عليها من الجريدة نفسها أي معلومات شافية عنه.


عبدالله الزهير منشيئ جريدة الدستور البصرية


وفي المقابل، وجد المحاضر أن بعض الترجمات التركية الواردة في الأعداد الأولى من الجريدة كانت تحمل توقيع شخص يُدعى (عبدالله زهدي) ثم تضمّن العدد الثالث والعشرون إشارة إلى شخص اسمه عبدالله زهدي بك الزهير حضر استقبالاً في منزل طالب النقيب(3)، وقد توقّف المحاضر عند هذه المعلومة، لاحتمال أن يكون نفسه هو صاحبَ الدستور، وذلك لما هو ظاهر من علاقة الزهير الوثيقة بالنقيب، ولسبب معرفته باللغة التركية وقيامه بالترجمة في الجريدة بدءاً من العدد الحادي والعشرين، كما سيرد لاحقاً.

وقد بقي الشك قائماً حول اسم عبدالله زهدي هذا، حيث لم يؤدّ التحري الأوَليّ عن الاسم - عبر التواصل مع أسرة الزهير وعبر الاطلاع على شجرة العائلة، وعلى أسماء الأعضاء العرب في مجلس المبعوثان، إلى غير هذه المراجع والاحتمالات - لم يؤدّ إلى نتيجة، إلاّ أن المعلومات تواترت من الأسرة مفيدةً بعدم وجود اسم زهدي فيها، بينما ترجّح أن اسم صاحب الدستور هو عبدالله عيسى (عبدالله صالح سليمان يحيى) الزهير، وهو وارد في شجرة العائلة، ويعتقد المؤرِّخ والباحث الكويتي المعروف الأستاذ يعقوب يوسف الإبراهيم أن عبدالله زهدي هو لقب مركَّب، كما هو الحال مع سليمان فيضي، فزهدي ليس والده بل لقبٌ مضاف للتمييز عن اسم مشابه، والموضوع بحاجة إلى مزيد من البحث، خاصة وأن العدد الأول، الذي ربما حمل معلومات عن صاحبها، ما زال مفقوداً.

وكان الناشر يحيى الربيعان - في كتابه عن محمد بن لعبون الصادر عام 1996م - نشر صورة لعبدالله عيسى الزهير، المتوفّى في الزبير عام 1932م، وقد رجّحتُها لصاحب الجريدة، فنشرتُها في كتابي: صفحات وثائقية من تاريخ الإعلام في الجزيرة العربية، الصادر عام 2002م، مقرونةً بمقالي عن أسرة الزهير ودورها في عالم الصحافة في العراق وتركيا.


                   الشيخ علي الزهير

 
من جانبه، أضاف الأستاذ يعقوب الإبراهيم في تعليق على الموضوع، بعثه إلى مكتبة البابطين بالكويت، بتاريخ 2 فبراير 2013م، قال فيه:

(إن لقب عبدالله الزهير كان (بك) وليس (باشا) كما ظهر في بعض الكتب، غير أنني وجدت في كتاب بلدية البصرة لرجب عبدالمجيد بركات - من إصدار جامعة البصرة - أن عبدالله الزهير فاز بمئة وأربعة وأربعين صوتاً في انتخابات المجلس البلدي في البصرة، وكان عضواً عن حزب الحرية والائتلاف عام 1911م، كما انتخب عضواً عن الحزب نفسه في مجلس المبعوثان في إسطنبول عام 1912م مع السيد طالب النقيب، وفاز معهما عن جمعية الاتحاد والترقي عبدالوهاب باشا القرطاس، وبالإضافة إلى ذلك كان الزهير عضواً في المجلس العمومي لولاية البصرة عام 1913م، مع كل من يوسف رجب النقيب، وهاشم أحمد باشا النقيب، وعبد اللطيف باشا المنديل(4)، وصالح باش أعيان وغيرهم، وقد تعزَّزَت هذه المعلومات في مذكّرات سليمان فيضي الصادرة عن دار الساقي عام 1998م).

وأما سليمان الزهير، فأصدر في عام 1915م الطبعة العربية من جريدة (Basrah Times) باسم (الأوقات البصرية) وكانت الجريدة - في ظلّ الاحتلال البريطاني للعراق - تصدر بالإنجليزية والعربية والتركية والفارسية، وقيل إن فيلبي شارك عندما كان مقيماً في البصرة في تحرير نسختها العربية، ويوجد لدى مكتبة البابط ين المركزية للشعر العربي بالكويت نماذج من الطبعتين العربية والإنجليزية(5).

وأما الرابع والأخير من هذه الأسرة، فهو عثمان بن يوسف باشا بن قاسم باشا الزهير، الذي أصدر جريدة (المرقب) البغدادية في أواخر عام 1923م.

وقد حصل عدد من أفراد الأُسَر الخليجية على لقب (باشا) وهو تقدير فخري تركي، يعادل لقب (لورد) في النظام الإنجليزي، يمنحه السلطان العثماني للمبرّزين من الجنرالات والسياسيين الذين يقدّمون خدمات للدولة، وتضمن كتاب (الأوسمة العثمانية) لمؤلفه د. سهيل صابان، من إصدار مركز حمد الجاسر الثقافي (2007م)، ومقالٌ نشره عبدالله محمد منصور العبيد في جريدة (القبس) بتاريخ 3 نوفمبر 2012م، معلوماتٍ عن الأوسمة والألقاب التي كانت تُمنح في العهد العثماني، وأسماءَ بعض من مُنحت لهم في الكويت ونجد وولاية البصرة.

وأما بالنسبة لعبدالوهاب الطباطبائي، فهو من العائلة المعروفة في الكويت والبصرة، وكان ناشطاً سياسيّاً اقترن اسمه مع طالب النقيب وعبداللطيف المنديل وغيرهما، عند تشكيل حزب الحرية والائتلاف المعارض عام 1911م، حيث شارك معهما في تأسيس فرع ولاية البصرة.


            السيد عبدالوهاب الطبطبائي الحسني 
ويذكر الأستاذ يعقوب الإبراهيم، نقلاً عن كتاب تاريخ الكويت لعبدالعزيز الرشيد، أن الطباطبائي كان قد غادر الكويت في أعقاب مقتل الشيخ محمد الصباح وشقيقه جراح سنة 1896م.

وبالرغم من كثرة ما كُتب عن ولاية البصرة وعن الزبير بخاصة، فإن المحاضر - كما تبيَّن - لم يعثر على تراجم كافية لهؤلاء الخمسة، كما أن خير الدين الزركلي لم يورد شيئاً عنهم في كتاب (الأعلام)، الصادر في طبعته الثالثة المكتملة في ثمانية أجزاء عام 1969م، وكذا الشأن مع كتاب (موسوعة أعلام العراق في القرن العشرين) الصادر عام 1995م لحميد المطبعي في ثلاثة أجزاء.


____________________________________

الصحف التي حملت اسم «الدستور» في تركيا والعراق:

وفيما يتعلق بهذا البحث، صدرت في عاصمة الدولة العثمانية (إسطنبول) جريدة (الدستور) التركية، التي انبثقت عنها صحف تحمل ترجمات لها بلغات عدة من بينها العربية، وكان أحمد باشا الزهير قد تولّى مسؤوليّة تحرير الطبعة العربية الصادرة بتاريخ 4-10-1908م، وكانت تناصر جمعية الإخاء العربي العثماني وتنطق باسمها.

ولا توجد - مع الأسف - معلومات كافية عن هذه الجريدة التي لا بد أنها موجودة في مكتبات إسطنبول، لكن إقدام شخصية أخرى من أسرة الزهير - وهو أحدُ أبناءِ عمومته عبدالله الزهير - على إصدار جريدة (الدستور) في البصرة بعد أعوام، يحمل على الاعتقاد بأن الثانية نظيرةٌ للأولى، والأمر على أي حال يستدعي القيام بمزيد من البحث والاستقصاء.

أما أهمية هذه المعلومة - بالنسبة لموضوع المحاضرة وللمحاضر - فهي أن المحرر وهو من الأصول النجدية، قد احترف الصحافة قبل عامين من قيام سليمان صالح الدخيل - وهو من بريدة - بإصدار جريدة (الرياض) في بغداد في عام 1910م، وكان العلاّمة الشيخ حمد الجاسر يظن أن الدخيل كان أول صحفي من نجد احترف الصحافة في خارج شبه الجزيرة العربية(6)، وهنا يتبيّن أن الأسبقية الواضحة تحتسب لأحمد الزهير في تركيا، يليه في ذلك صحفي آخر من أصل نجدي، وهو عبداللطيف ثنيّان، الذي أصدر في عام 1909م صحيفة (الرقيب) في بغداد.

وكان مما قاله عبدالرزاق الحسيني عن (الدستور) البصرية في كتابه: تاريخ الصحافة العراقية الصادر عام 1971م في طبعته الثالثة الموسّعة، ما يأتي:

[جريدة (الدستور) جريدة عربية سياسية أنشأها في البصرة عبدالله الزهير في 22 كانون الثاني - يناير 1912م، لتكون لسان حال جمعية الإصلاح التي أسسها في البصرة السيد طالب النقيب، وبعد انتخاب الزهير عضواً في مجلس المبعوثان، تنازل عنها للسيد عبدالوهاب الطباطبائي، بعد أن جعل الأخير اسمها (صدى الدستور)، فلبثت تصدر بانتظام إلى يوم احتلال الإنكليز للبصرة، فباع مطبعتها لتكون نواةً لمطبعة التايمس في البصرة].

وقال عنها كتاب: صحافة العراق (الصادر عام 1985م) لمعدّه سامي بطي من نتاج والده روفائيل بطي:

[.... إلا أن هناك جريدةً جليلةً في الفيحاء - يقصد البصرة - هي (الدستور) التي أنشأها أولاً عبدالله بك في 22 كانون الثاني عام 1912م، فلما أصبح نائباً - والصحافة سُلَّم النيابة في الغالب وقد تكون سُلَّم الوزارة أحياناً - انتقل امتيازها إلى الأستاذ عبدالوهاب الطباطبائي، وهو اليوم كاتب تحريرات البلدية في البصرة، فنفخ فيها حياةً جديدةً، وتضافر على الكتابة فيها نخبة أدباء الثغر - يقصد البصرة أيضاً - وسياسيِّيه، منهم أخوا صاحبها عبدالمحسن وعبدالعزيز والسيد إسماعيل السامرّائي، وكانت لسان حال حزب الائتلاف والحرية، وجلب لها الحزب مطبعة من أوروبا، وهو ما لم يفعله حزب آخر في قطرنا، وأصبحت دار (الدستور) ندوةً لأحرار الكتاب والسياسيين المفكرين.. وقد عُطّلت (الدستور) فصدرت باسم (صدى الدستور).. وبقيت حيّة إلى حين احتلال البريطانيين للبصرة في 10 نوفمبر 1914م].

(الدستور) البصرية ومحتواها في الشؤون السعودية والكويتية:

كان سبب اهتمام المحاضر بهذه الجريدة، أن خير الدين الزركلي أورد في كتابه (شبه الجزيرة في عهد الملك عبدالعزيز) الصادر في عام 1970م في أربعة أجزاء، إشارةً إلى أن الجريدة نشرت في عام 1913م(7) مقابلة مع الملك عبدالعزيز في إثر دخول إقليمي الأحساء والقطيف في الحكم السعودي، أجراها معه في القطيف مثقف نجدي من أهل عنيزة مقيم في البصرة (هو إبراهيم العبدالعزيز الدامغ)(8)، وقد أهداني د. علي أباحسين مدير مركز الوثائق في ديوان ولي عهد البحرين عام 1999م، عدداً من الجريدة (هو العدد 42) كان موجوداً في المركز، لكنه لم يكن العدد الذي نشرت فيه المقابلة.

ومن جانب آخر، كان الشيخ حمد الجاسر نشر - كما سلف - نبذة عن حياة سليمان الدخيل، وقال عنه إنه أول نجدي مارس مهنة الصحافة في خارج الجزيرة العربية، فبدأتُ بعدها في تتبّع النشاط الصحفي المبكّر في الخارج لأبناء شبه الجزيرة العربية في مطلع القرن الماضي، نشرتُ نتائجَهُ في العديد من كتبي التوثيقية، وتبعاً لذلك، كتبت في سبتمبر 2010م على صفحات جريدة الشرق الأوسط(9)، مقالاً بعنوان: الملك عبدالعزيز في حوارات صحفية، وعند إيراد اسم جريدة (الدستور) ذكرتُ أن تلك المقابلة (التي نُشرت في العدد 67 من جريدة الدستور) ربما كانت أول حديث صحفي أُجري مع الملك عبدالعزيز، وقد تبيّن في هذه الأثناء أن الجريدة كانت قد نشرت كذلك حديثاً (في العدد 38) مع الشيخ مبارك الصباح.


احد صفحات الدستور التي صدّرت اول مقال صحفي مع الملك عبدالعزيز بعد فتح الاحساء للصحفي للثنيان 


وظل هاجس البحث عن المقابلة والجريدة، منذ نَشْرِ ذلك المقال يشغل البال، بدءاً من مركز دراسات الخليج العربي بجامعة البصرة أحَدِ مظانّ العثور عليها فيه، وكانت مكتبة الجامعة تعرّضت أثناء الحرب الأخيرة لحريق أتى على بعضها، كما امتدّ البحث عنها في دول الخليج إلى مكتبات شتّى وإلى مراكز التوثيق فيها، وفي الأرشيف العثماني وفي مكتبتي السليمانية وبايزيد الشهيرتين في إسطنبول.

ثم بدأ التعاون بين المحاضر ومكتبة البابطين في الكويت، بُغية الوصول إلى مكتبة (العباسية) في البصرة التي تؤول ملكيتها لأسرة باش أعيان، حيث وعد بعضُ رموزها المقيمين في السعودية وفي العراق، بالبحث عنها متى سمح الظرف الأمني بذلك، وكانت المكتبة مغلقة طيلة السنوات الماضية خوفاً عليها، والمكتبة، كما هو معلوم، أسّستها أسرة الباش أعيان في القرن السادس عشر الميلادي، وتضم كثيراً من المخطوطات العربية والإسلامية.

ولقد أثمرت جهود المتابعة المتواصلة من الأخوين عبدالعزيز وعبدالكريم سعود البابطين ومن المديرة العامة للمكتبة سعاد عبدالله العتيقي، في العثور - عند بائع للصحف والمجلات القديمة في بغداد - على واحد وخمسين عدداً أصليّاً من الجريدة، بما فيها العددان (38 و67) المتضمّنان تباعاً حديثي الشيخ مبارك والملك عبدالعزيز، حيث اشتراها الأستاذ عبدالعزيز البابطين لتستقر تلك الأعدادُ المعثورُ عليها في مكتبة البابطين بالكويت، التي بدأت مرحلة بحث جديدة عن بقية الأعداد المفقودة، والأمل معقود على المكتبة أن تتمكّن - بإذن الله - من العثور على بقية أعدادها، وأن يمتدّ البحث - إذا أمكن - إلى صحيفة (الدستور) التركية الرائدة التي كان يحررها أحمد باشا الزهير في إسطنبول، وإلى جريدة (صدى الدستور).

وباستعراض موضوعات الأعداد الإحدى والخمسين التي صارت في حوزة المكتبة، فإنه يمكن تقسيم المعلومات التي ستعرضها المحاضرة إلى فئات ثلاث: الطابع العام للجريدة، والموضوعات السياسية فيها وكذا الشخصيّات.

كان رجب بركات في كتاباته، وهو من أسرة معروفة في البصرة، من أكثر من تحدث عن جريدة (الدستور) البصرية هذه، وذلك في كتابه السابق ذكره عن جرائد البصرة، وقد استلّ منه مقالاً مفصّلاً نشره في جريدة (الجزيرة) عام 1999م(10).

كانت (الدستور) البصرية، جريدة أسبوعية من أربع صفحات مناصفةً بالعربية والتركية، صدرت في البصرة بتاريخ 22-1-1912م، وظهرت في البداية يوم جمعة، ثم صارت تصدر في كل يوم أربعاء، ثم في يوم الثلاثاء، ثم عادت إلى يوم الجمعة، وذكرت في ترويستها (عنوانها) بأنها (جريدة سياسية أدبية اقتصادية إصلاحيّة)، وكان عبدالله الزهير - كما تقول الترويسة - هو صاحبَ امتيازها ومديرَ سياستها، يعاونه في شؤون التحرير محرر رمز لاسمه بحرفي (أ.خ)، ثم صار عبدالوهاب الطباطبائي بدءاً من العدد الرابع عشر مديراً مسؤولاً عنها، وبقي الزهير صاحب امتيازها فقط، وقد ظهرت افتتاحية ذلك العدد وما تلاه من أعداد باسم الطباطبائي بينما اختفى اسم محررها المجهول، وأصدر الزهير بياناً في ذلك العدد يوضح فيه أنه مغادر إلى إسطنبول، وأنه أسند مهمة الإ شراف على الإدارة والتحرير للأديب الطباطبائي.

عاد الزهير للكتابة فيها بعد العدد الحادي والعشرين، مضيفاً في الترويسة أنه صاحب الامتياز ومسؤول اللغة التركية فيها، ولوحظ في العدد الثالث والعشرين - كما سبق - ورود اسم شخص يدعى عبدالله زهدي بك الزهير ضمن حضور استقبالات طالب النقيب، على أن الاسم المختصر (عبدالله زهدي) وعبدالله الزهير كانا كثيراً ما يردان في ذيل المقالات والأخبارالتركية المترجمة، وكانت الجريدة قد أوردت في بداية العدد العشرين، اعتذاراً لتأخرها عن الصدور بضعة أسابيع بسبب تغيّب محررها التركي، وأنها - بعد إخطار الولاية - قررت الاقتصار على الطبعة العربية، وقد لوحظ في الترويسة إبراز اسم عبدالوهاب الطباطبائي بخط ثلث واضح، وذلك في إثر انتقال طباعتها من مطبعة الولاية إلى المطبعة المحمودية بدءاً من ذلك العدد.

أما في العدد الأربعين، فأضيفت صفة محرر الجريدة مع صفة المدير المسؤول إلى اسم الطباطبائي، وتبادل الموقع من اليمين إلى اليسار في الترويسة مع الزهير، أما في العدد الثاني والأربعين فقد اختفى اسم الزهير من الترويسة وظهر في نهاية الصفحة الأخيرة، وبقي اسم الطباطبائي ظاهراً مع عنوان الجريدة بوصفه محرراً ومديراً مسؤولاً.

وقد غيّرت (الدستور) بعد العدد الخمسين مقر مكتبها في البصرة لتكون قريبةً من المطبعة في محلَّة السِيف، وأعلنت أن ذلك يتطلب تأخير صدورها بضعة أسابيع لغرض التنظيم.

وبعد انضمام الزهير إلى مجلس المبعوثان، كان العدد الثالث والستون آخر عدد ظهر فيه اسمه بوصفه صاحب الامتياز، ثم ظهر العدد الرابع والستون باسم الطباطبائي بوصفه - كالعادة - محرراً ومديراً مسؤولاً، أما في العدد الخامس والستين فظهر اسمه بوصفه صاحبَ الامتياز، خلفاً للزهير.

وكان العدد التاسع والستون هو الأخيرَ بين أيدينا، ويبدو أن الجريدة قد أُغلقت بعد ذلك، بدليل ما ورد على الصفحة الثانية من العدد من تذمّرها من ناظر الداخلية، بسبب ملاحقته القضائية، ومن متابعة الحكم الصادر ضدها.

وبهذا يكون الموجود واحداً وخمسين عدداً من مجموع الأعداد التسعة والستين، ويكون المفقود من الجريدة ثمانية عشر عدداً، من ضمنها الأعداد الأربعة الأولى.

أما حجم الجريدة، فقد صدرت منذ البداية بالحجم المعتاد للصحف، وهو ما يوضّح أن مطبعتي الولاية والمحمودية كانتا مصمّمتين أساساً لهذا الغرض، كما لوحظ أن الصحيفة قد حافظت طيلة صدورها على أربع صفحات دون زيادة أو نقصان، كما لم يُلحظ صدورُ أي أعداد خاصة منها.

وكانت الجريدة منذ بدأت، تعتمد أحياناً في مادتها الإخبارية على ما يردها من تلغرافات، وتنقل موضوعات تحريريّةً من جريدتي (المؤيّد والأهرام)، ويمكن القول بوجه عام، وباستثناء الارتباك في معلومات الترويسة كما سلف: إن الجريدة كانت على درجة مقبولة من جودة التحرير والخلوّ من الركاكة، وكان الانطباع عند المحاضر من قبل، أن (صدى الدستور) كانت جريدة مختلفة إلا أن الكتابات توضح أنها كانت امتداداً لجريدة (الدستور)، وليس من سبيل للتأكّد من ذلك إلا بعد العثور على كامل الجريدتين.

أما بالنسبة للموضوعات ذات الطابع السياسي فيها، فكانت الصحيفة تعبّر - تلميحاً - بلسان حال حزب الحرية والائتلاف في ولاية البصرة بزعامة طالب النقيب، وتنتقد جمعية الاتحاد والترقي التركية، وقد نُشر فيها كثيرٌ من الافتتاحيّات التي تدعو إلى الإصلاح، إلا أن غالب مضمون المادة الصحفية في الجريدة، كان يُمجّد السلطة السياسية العليا للدولة العثمانية، والمعروف أن جمعية الاتحاد والترقي كانت بدأت منظمة سرية في عام 1889م من مجموعة من الطلبة ثم تحولت عام 1906م إلى منظمة سياسية، ثم سيطرت على الحكم بين عامي 1908 و1918م، أما حزب الحرية والائتلاف (فرع ولاية البصرة) فقد تشكّل من شخصيات بارزة، وكان يهدف للإصلاح السياسي، ويدعو لتحقيق حكم ذاتي لا مركزي للعراق.

وبحكم انتماء صاحب الامتياز (الزهير)، اهتمّت الجريدة بأخبار البيئة الخليجية المحيطة، من نجد والأحساء والكويت والبحرين والمحمّرة ولنجة (على الساحل الإيراني المقابل) وبالمعلومات السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية عن تلك المرحلة، وكان في طبيعة ما ينشر فيها من أخبار اجتماعية ما يؤكد عمق التواصل الأسري والاقتصادي بين هذه البلدان المتجاورة برّاً وبحراً.

كما كانت الجريدة على درجة من الحريّة في النقد الاجتماعي والإداري اللاذع، وذلك بالرغم من كون العراق في تلك السنين خاضعاً للحكم العثماني، فلقد طالعتنا الأعداد الأولى - على سبيل المثال - بالحديث عن اختلال الأمن في مدن جنوب العراق، كما ظهرت كلمة التحرير - التي كان يكتبها عبدالله الزهير باسمه الصريح - تنتقد أداء وزير خارجية الدولة، على خلفية توتّر الحدود مع إيران.

وباستعراض نماذج من الأعداد المعثور عليها من هذه الجريدة، نجد أنها كثيراً ما كانت تحمل ثناءً على الزعامة السياسية والمكانة المجتمعية للسيد طالب النقيب، المعروفة أسرته في الكويت والبصرة.

وأورد العدد الرابع عشر أخباراً من الكويت يفيد أحدها بوصول البارجة الإنجليزية التي تحمل نيشان (وسام) نجمة الهند الذي أهدته إنجلترا للشيخ مبارك الصباح، وخبراً آخر يفيد بأن الشيخ مبارك قام بزيارة المدرسة الكويتية (التي سميت المباركية على ما يبدو) والتي كانت تعدّ أول مدرسة نظامية بعد الكتاتيب وافتُتحت أواخر عام 1911م، وكانت مشروعاً قام به المحسنون الكويتيون، وقد أبدى الشيخ مبارك إعجابه بها.

ونشرت الجريدة في عددها الخامس عشر خبراً عن تعيين الحكومة راتباً للشيخ مبارك، وخبراً مماثلاً في عددها الثاني والأربعين عن تعيين راتب للأمير عبدالعزيز آل سعود، وتضمّن العدد التاسع عشر أول أخبار ذاتِ طابع سياسي عن شريف مكة المكرمة، وعن الأمير عبدالعزيز.

كانت الجريدة نشرت الحديث الآنف الذكر للشيخ مبارك الكبير في عددها الثامن والثلاثين (الصادر في الخامس والعشرين من محرم عام 1331هـ الحادي والعشرين من يناير 1913م)، وكان في أساسه عبارة عن حوار جرى بين الشيخ مبارك وقنصلي إنجلترا في البصرة والمحمّرة، وأدلى به الشيخ مبارك - وهو على ظهر بارجته - أمام جمع من أعيان البصرة، من بينهم عبدالله الزهير، الذي استأذن الشيخ مبارك في نشر الحديث في جريدته (نصّ الحديث ملحق في آخر المحاضرة).

على صعيد آخر، نشر العدد الثامن والعشرون خبراً يفيد بأن الباب العالي، قد وافق على قيام الشيخ مبارك والشيخ خزعل بشراء الأراضي وبساتين النخيل من جديد في البصرة ونواحيها.

ودبّج العدد الأربعون الثناء للشيخ مبارك نظير تبرّعه بإحدى عشرة آلاف ليرة للدولة العليّة إسهاماً منه في المجهود الحربي، ونشرت الجريدة في العددين الحادي والأربعين والثاني والأربعين قصيدتين تمجّدان هذه المبادرة من سموه، واحتوى العدد الثاني والأربعون على خبر زيارة الشيخ مبارك للبصرة، ثم تكررت في (الدستور) أخبار الزيارات المتتالية التي كان يقوم بها الشيخ مبارك لكل من البصرة والمحمّرة.

وفي العدد الثاني والأربعين أيضاً، خبر عن قدوم صالح العذل، أحد رجال الأمير عبدالعزيز آل سعود كما وُصف، والمعروف أنه كان ممن حصل على لقب الباشوية، وصدر عن سيرته في عام 2007م كتاب من جزأين، من تأليف ابنه سلطان.

وفي العدد السابع والأربعين، نشرت (الدستور) خبراً من الكويت، يفيد بأن (شكسبير) الذي وصفته بأنه قنصل إنجلترا إلى البلاد النجدية قد قرر السفر إليها، وأن حكومة الكويت قد اتخذت الوسائل لصدّه - لسخونة الأوضاع في نجد على ما أظن - فلم تفلح، وفي العدد الرابع والخمسين نشرت الجريدة خبراً منقولاً من الكويت أن شكسبير وصل بلدة المجمعة قاعدة سدير، وأنه قابل أميرها عبدالله العسكر وقدّم له هدايا من بينها نظّارة وساعة، وتجوٌل في المدينة على مضض من أهلها..إلخ، ويستفاد من العدد الخامس والخمسين أنه عاد إلى البصرة من رحلته الاستكشافية تلك، والمعروف أن الكابتن ويليام شكسبير قُتل في معركة جراب التي وقعت في أثناء رحلته الثانية بين قوات ابن سعود وابن رشيد في يناير عام 1915م.

وفي العدد السابع والأربعين أيضاً، خبر عن قدوم مهندس إنجليزي لحفر آبار ارتوازية في الكويت بناءً على طلب من الشيخ مبارك.

وفي العدد السادس والخمسين، نشرت (الدستور) تفاصيل خبر دخول الأحساء في حكم ابن سعود، ثم أتبعت ذلك في الأعداد اللاحقة بأخبار عن وصول الموظفين الترك الذين كانوا يعملون في ولاية الأحساء، وبنشر تفاصيل دخول القطيف في الحكم السعودي، وأخبار عن أَسْر السعوديين خمسين من القوة التركية التي دخلت ميناء العقير ثم أَمْر ابن سعود بإطلاق سراحهم، وتضمَّن العدد برقية أرسلها ابن سعود إلى سلطان مسقط يقول فيها:

(لقد فتحنا بحمد الله الأحساء والقطيف والعقير التي هي ملك آبائنا وأجدادنا، وأنتم كونوا كما كنتم، ولله عاقبة الأمور).

وقد تضمّنت الجريدة معلوماتٍ مفصلةً أخرى تفيد الباحثين في هذا الموضوع.

ومن الواضح بالرغم من خضوع ولاية البصرة للنفوذ العثماني، أن الجريدة كانت تنشر أخبار دخول الأحساء في الحكم السعودي واستتباب الأمن فيه بكثير من التعاطف، وهو ما اتضح من نشر مقابلة الملك عبدالعزيز السياسية - السالفة الذكر - التي تمّت في القطيف قبل قرن (1913م)، ونشرت في العدد السابع والستين كما سلف، وكان حينها يلقّب بأمير نجد، وتضمنت المقابلة موضوعاتٍ توثيقيةً عن أجواء تلك الفترة، آخذاً بالاعتبار الزمن والظروف التي أُجريَت فيها المقابلةُ بُعيد انضمام إقليمي الأحساء والقطيف إلى الحكم السعودي في نجد، وذلك قبل عقدين من اكتمال توحيد المملكة سنة (1932م).

فلقد أفاض محرر الجريدة - الدامغ - في بداية المقابلة، في وصف الحالة السياسية في الأحساء والقطيف والعقير، مقارِناً وضعها في ظل الحكم التركي في زيارته الأولى بما آلت إليه أمنيّاً واقتصاديّاً بعد دخولها في الحكم السعودي، وهو ما جعل المحرر يفكر في العودة ثانية لزيارة هذه الأنحاء والالتقاء بالحاكم الجديد في أثناء تواجده - أي الملك عبدالعزيز - في القطيف، فحظي منه بحديث أوضح فيه دواعيَ إقدامه على ضمّ الإقليمين، والأسبابَ الموجبةَ لتحريرهما من إهمال قبضة الأتراك، والتشجيعَ والتسهيلاتِ التي لقيها من قبلُ ومن بعدُ من أهاليهما، كما تحدث عن الرأفة التي تعامل بها مع جند الترك، والعلاقة مع لواء البصرة والباب العالي، مبقياً الباب موارَباً لعلاقة متوازنة مع الحكومة التركية، تعترف بموجبها بسلطته على الإقليمين (أُلحق نصّ الحديث في آخر المحاضرة).

واستكمالاً لاستعراض محتوى الجريدة من الموضوعات ذات الطابع السياسي فيما يتصل بالشؤون السعودية والكويتية، نشرت في العدد السابع والخمسين خبرَ الاتفاق بين تركيا وإنجلترا بشأن إمارات الخليج والذي يتضمّن اعتراف تركيا بالحماية البريطانية للكويت وموافقتَها على أن تمدّ بريطانيا خط سكة الحديد من بغداد إلى البصرة.

ونشرت الجريدة في العدد الثالث والستين، خبراً عن وصول أحمد الثنيان آل سعود في طريقه إلى إسطنبول، وهو أحد أقدم المستشارين السياسيين للملك عبدالعزيز، وفي العدد نفسه إعلانٌ عن فقد ختم صادر من حمد الحمّاد الشبل وهو أحد وكلاء الملك عبدالعزيز في البصرة، والمعروف أن في الكويت والعراق عدداً من الوكلاء والممثلين السياسيين للملك عبدالعزيز، وفي مقدمتهم عبدالله بن حمد النفيسي في الكويت وعبداللطيف باشا المنديل في البصرة، وعدد من أسرة الشبيلي والشبل في البصرة، وآل الذكير في البصرة وبغداد.

وتضمّن العدد الرابع والستون تقريراً مطوّلاً منقولاً من بعض الجرائد العربية بعنوان: الكويت وإنجلترا.

وأما بالنسبة للشخصيّات التي ورد ذكر لها في الجريدة مما له علاقة بموضوع المحاضرة، فطالعتنا الجريدة في العدد العاشر بانتقاد تجار البحرين - وفيهم سعوديون من أمثال الذكير - لحثّهم على الإسهام بفاعليّة أكثر في العمل الاجتماعي والخيري، وفي العدد الرابع عشر ظهر خبر في الجريدة يشير إلى أن الوجيه مقبل العبدالرحمن الذكير المقيم في البحرين سعى لجمع ثلاثين ألف روبية لدعم المجاهدين في ليبيا، بعثها بواسطة الحاج سليمان الذكير المقيم في البصرة.

وفي العدد الحادي عشر، أوردت الجريدة خبراً يفيد بعودة عبدالوهاب باشا القرطاس مبعوث ولاية البصرة في مجلس المبعوثان من الإستانة إلى البصرة، وكان القرطاس عضواً في مجلس إدارة ولاية البصرة عام 1909م، وتوفي فيها عام 1922م، وكان قد تزوج من أسرة الزهير.

ورثت الجريدة في العدد الخامس عشر الإخوة الثلاثة فهد وسعود وزيد الخالد الخضير، الذين توفّوا تباعاً في ذلك العام (1912م) وتحدّثت عن مآثرهم.

وخصّصت الجريدة في عددها السادس عشر مقالاً من أربعة أعمدة، عن مآثر الوجيه قاسم الإبراهيم، ووصفته بالمحسن العربي الكبير، مذكّرة بالأعمال الخيرية التي أسهم فيها، مثل سكة حديد الحجاز والمدرسة الكويتية.

ونشرت الجريدة في العدد نفسه خبر وصول الشيخ محمد رشيد رضا قادماً - كما تقول المصادر - من الهند عن طريق الكويت، وهو - كما هو معروف - العالم السلفي وصاحب مجلة (المنار) المتوفّى عام 1935م، كما تضمّن العدد إشارة إلى وصول الوجيه محمد العبدالله البسام قادماً من دمشق، ووصول أخيه الحاج سليمان من الهند، وهما من وجهاء عنيزة بالقصيم.

وورد في العدد الخامس والعشرين ترحيبٌ بزيارة سليمان أفندي الدخيل - السابق ذكره - صاحب جريدة (الرياض) البغدادية، وظهرت له في الأعداد اللاحقة افتتاحياتٌ ومشاركاتٌ تحريريةٌ سياسية.

وفي العدد الثلاثين، ظهر خبر يفيد بأن الأديب عبدالعزيز محمد العتيقي قد بدأ الدراسة في الزبير على يد الشيخ محمد رابح أفندي(11)، والعتيقي كما هو معروف شخصية سعودية كويتية تعليمية تعود أسرته إلى محافظة المجمعة في إقليم سدير (شمال الرياض)، وكان له دور سياسي وإعلامي بارز إبّان فترة دخول إقليم الحجاز في الحكم السعودي عام 1925م، وتضمّن العدد الخامس والثلاثون بياناً بالمبتعثين للدراسة في تركيا وبيروت ومصر من أهالي البصرة والكويت ونجد، وظهر اسم العتيقي بينهم مبتعثاً إلى مدرسة الدعوة والإرشاد بمصر، وقد تضمّن العدد الأربعون تفاصيل المواد الدراسية التي اشتمل عليها برنامج دراسته في دار الدعوة والإرشاد.

ونشر العدد الثامن والثلاثون خبراً مفاده قدوم الشاب يعقوب يوسف الإبراهيم وابن عمه أحمد بن مشاري آل إبراهيم من بومباي، وتجدر الإشارة، بعيداً عن الخوض في الأنساب، أن الإبراهيم في الكويت والبصرة والزبير وفي نجد، هم ثلاث أسر من عنزة أو تميم أو الفضول.

وفي العدد الحادي والأربعين، خبر عن قدوم يوسف بن عيسى القناعي، وعبدالقادر الشيخلي المعيّن معلّماً في المدرسة الكويتية، حيث أبحرا قاصدَين الكويت، ونُشرت في العدد نفسه وفي أعداد لاحقة قوائمُ المتبرعين في البحرين للمجهود الحربي، ومن بينهم أعداد من الوجهاء الكويتيين والسعوديين المقيمين فيها.

وعلى صعيد العمل الخيري، نشرت الجريدة في عددها السادس والأربعين خبراً من الكويت كتبه سليمان العدساني عن تأسيس عدد من الشبّان جمعية عربية خيرية في الكويت برئاسة الشاب ناصر مبارك الصباح الذي طلب في العدد التالي نشر خبر بهذا الخصوص، وفي العدد الخامس والستين، نشرت الجريدة تقريراً يشيد بمساندة الشيخ مبارك للجمعية وتخصيص طبيب لها، مع تكليف الشيخ مبارك لمندوبه محمد السديراوي في بومبي لتوفير كل ما يلزم الطبيب من الأدوية والمعدات.

وفي العدد الرابع والخمسين، نشر خبرٌ يقول إن ياسين الطباطبائي، العضو العامل في الجمعية الخيرية بالكويت ذهب إلى (قصبة سيدنا) الزبير واتفق مع العالم محمد أمين الشنقيطي على التدريس فـي الجمعية، وتوجّهـا إلى الكـويت، وكان الشنقيطي تولّى فيما بعد تأسيس مدرسة النجاة الشهيرة في الزبير، وتوفي فيها عام 1932م.

وورد في العدد الخامس والخمسين خبر أفاد بسفر صباح محمد الصباح إلى الكويت لزيارة عمه الشيخ مبارك بعد إبلاله (شفائه) من مرضه.

ومما يلاحظ في تحرير جريدة (الدستور) في تلك الفترة شيوع ألقاب مثل (جلبي) مقروناً ببعض الذوات، وهو لقب فارسي تركي تفخيمي يعني (السيد) ويعادل كلمة (أفندي) اليونانية، استخدم في العصر العثماني للتدليل على مكانة صاحبه، وقد أطلق على شخصيات مثل أحمد جلبي الصانع وعبدالمحسن جلبي البدر، وسالم بدر القناعي.

______________________________________
الهوامش:

(1) صحفي ومحام من البصرة، التقيت به في الرياض بعد تقاعده، وكان قد تولى بلدية البصرة نحو ثلاثين عاماً، وألّف كتاباً بعنوان: بلدية البصرة، صدر عام 1984م عن مركز دراسات الخليج العربي بجامعة البصرة، وهو متزوّج من أسرة الزهير.

(2) حاضرة جميلة هادئة، تقع على بعد نحو (80كم شمال غرب الرياض) تنتمي إليها جملة من الأسر المعروفة (منها آل ابن عدوان، والمبارك والإبراهيم الراشد من آل أبو الربّاع، وآل الخريّف، وآل صالح بن سلطان، وآل الزهير)، وردت في الشعر الجاهلي، وفي الموروث الشعبي الشفوي المحلي مثل يتردّد كثيراً يقول: (خلّ حريملاء بكبد أهلها)، والمعروف أن الشيخ محمد بن عبدالوهّاب قد استقر فترة في حريملاء قبل نزوحه إلى الدرعية.

(3) زعيمٌ عراقي عروبي، من مواليد البصرة عام 1871م، كان أول وزير لداخلية العراق عند تشكيل الحكومة الوطنية عام 1920م، وتوفي مستشفياً في ألمانيا عام 1929م، ودفن في مقبرة الحسن البصري بالزبير.

(4) شخصية سياسية مرموقة، من أسرة انحدرت من نجد، تولى حقائب وزارية مختلفة، وكان قبلها وكيلاً للملك عبدالعزيز، توفـي بالبصرة عام 1940م.

(5) هو بحسب الأستاذ يعقوب الإبراهيم: سليمان بن عبدالرزاق (بن سليمان بن عبدالرزاق بن يوسف بن يحيى) الزهير، وهذا الفرع يطلق عليه لقب (الشيخ) حيث تعاقب كل من سليمان وأبيه عبدالرزاق وجده يوسف ووالد جده (يحيى) على مشيخة الزبير في فترات متقطعة.

(6) العدد الخامس شباط (فبراير) 1967م.

(7) العدد (67) يوم الجمعة 13 رمضان المبارك عام 1331هـ - 3 أغسطس 1913م.

(8) لمعرفة سيرة الدامغ، انظر مقالات بدأها الدكتور عبدالله العثيمين في جريدة الجزيرة، العدد 9987 في 23-1-2000م.

(9) العدد (11620) في 21 سبتمبر 2010م.

(10) العدد (9947) في 23-12-1999م، وذلك تعليقاً على مقال للمحاضر بعنوان: أسرة الزهير السعودية تمتهن الصحافة في العراق وتركيا قبل تسعين عاماً، نُشر في الجريدة نفسها (العدد 9924 في 30-11-1990م)، وكان بركات نشر قبل ذلك مقالات مماثلة في الصحف العراقية.

(11) شخصية مغربية أسند إليها الإشراف على جامع مزعل باشا السعدون ومدرسته في الزبير.

(12) رشيد بن ناصر بن ليلى شخصية سياسية بارزة من حائل، كان من رجالات ابن رشيد الموثوقين، وحاز على ثقة الأتراك ومُنح لقب باشا، ثم التحق بالملك عبد العزيز بعد ضمّ حائل، وصار عضواً في مجلس الشورى القديم وقنصلاً في دمشق، وهو جد د. ناصر إبراهيم الرشيد، تُوفي عام 1942م في دمشق.

جانب من محاضرة ألقيت في مكتبة البابطين بالكويت وخميسية الجاسر في الرياض

السبت، 17 أكتوبر 2020

قرية وحلوى نهرخوز حلوة قرى أبا الخصيب رحال الخبر1442هـ

قصة ابا الخصيب وقرية نهر خوز وحلوها الشهير..
من تقارير رحال الخبر الترحالية وأدب الترحال ننقلكم الى جنوب العراق في منطقة مميزة..

ونجوب بعد وضع رحالنا  في هذه المنطقة العريقة والتي لها من العمر فوق الالف وثلاث مائة عام ..

انها قرية (نهر  خوز)  في (أبا الخصيب) جنوب البصرة.. 

بداية القول فقد أختط البصرة (عتبة بن غزوان)   في عهد (عمر بن الخطاب) رضي الله عنهم..
 
وبعد بناء البصرة بمائة عام إختطت أبا الخصيب بانهرها البديعة وارضها الخصبة.. 
ولذا تعتبر ابا الخصيب فسيفساء الريف العراقي الجنوبي بما تملك من تنوع حضاري وثقافي وبيئة نهرية زراعية حملت المنطقة لتكون سلّة الغذاء الفكري والزراعي لكل ماحولها.. 
كما سكنها العرب وعشائرهم منذ الازل فكانو نعم من سكن وحفظ الأرض والوطن لتبقى ابا الخصيب منبعاً لكل بصراوي الأصل عربي القومية ومن اهل السنّة والجماعة عقيدة وانتماء… 

سبب تسمية أبا الخصيب! 
ولعلنا نأخذ سبب التسمية لأبا الخصيب مما ذكره الكاتب (حسين بن سعدون ) في كتابه (البصرة ذات الوشاحين) وقوله في ما يلي: 
كان نهر أبي الخصيب المتفرع من شط العرب نهراً عظيماً غزير الماء . وينسب النهر إلى أبي الخصيب مرزوق مولى أبي جعفر  المنصور الخليفة العباسي. على ضفتيه قصور مزخرفة بديعة وأبنية فاخرة وأسواق عامرة، تتفرع منه خمسة عشر نهراً كبيراً، حولها بساتين عظيمة كثيرة، وهذا النهر اعظم الأنهار وأعمرها وأرغبها .


وتسمية النهر كانت باسم (الغصيب) مولى ابي جعفر والذي أسكنه المنطقة بعد أن شيد قرب النهر قصراً ليحافظ عليه. ولهذا فاسم النهر أبو الغصيب وليس أبا الخصيب، وهناك قول آخر: أبو الخصيب سمي بذلك لكثرة ما فيهِ من الخصب والبساتين، وغصيب كان عبداً من عبيد أبي جعفر المنصور، سكن وبنى فيهِ حصناً وآثار الحصن المذكور موجود حالياً في المحل الذي يسمى بريم، وقيل أنه أقطعه هذا المقاطعة في سنة (140) هـ، وحفر فيها نهراً وسمي على اسمه.
وفي تاريخ 16/6/1941 شغل منصب معاون ابي الخصيب (عبد الله محمد الشبل) وهو من مواليد الزبير - خريج ثانوية البصرة ..

وتبعد ابا الخصيب عن البصرة نحو 20 كلم للجنوب. 
تمور ابا الخصيب
ويعتبر نخيل أبي الخصيب من اجود انواع التمور البصرية خصوصاً تمور ( البرحي  والحلاوي ) والذي كسب شهرة واسعة في العالم .. 
             تمر الحلاوي الأشهر في ابا الخصيب

بالأضافة الى أنواع التمور الأخرى مثل (الخضراوي ، الساير ، البريم، الزهدي ، الخستاوي ). وتعد منافذ ابي الخصيب من المنافذ المهمة للتصدير العالمي ،وخصوصاً في منطقة السراجي التي كانت تتجمع فيها التمور للتصدير ،وكما تمتاز بمكابسها الموسمية اثناء جني المحصول والرائجة على طول السنة.  ومن اشهر مكابس التمور والتي أنشأتها شركة (اصفر) وكانت تدار من قبل (الكونت البير أصفر) وتقع في ثلاث مناطق هي :
مكبس الحمدانية في حمدان
ومكبس الرباط في الرباط
ومكبس الحسيبية في الحسيبية،وهي من اوائل المكابس التي شيدت في العراق… 


وكانت عشرات الشركات الاجنبية تدير عمليات التصدير لتحمل التمور للأسواق العالمية في (لندن ، فرنسا ، امريكا ، الهند ، روسيا، ) وكذلك الى دول الخليج العربي .
وفي عام 1913 ولأول مرة  تم تصدير فسائل التمور الى امريكا، وتمت زراعتها في (ولاية كاليفورنيا الجنوبية) وكذلك الى الهند لزراعتها في أقليم البنجاب .
قرى أبا الخصيب
واشهر قرى ابا الخصيب قرية ونهر مهيجران ثم قرية حمدان ثم اليهودي وغيّرت الحمزة والصنقر والسبيليات وابي مغيرة ونهرها ابي مغيرة وقرية نهر خوز نسبة لنهر خوز الآتي من شط العرب.. 
وقرية ابوفلوس وقرية كوت الزين واخيرا قرية المطوعة.. 
وسيكون حديثنا بداية عن قرية نهر خوز بالذات لما تشتهر به من حلوى مميزة اخذت اسم القرية كأسم لها.. 
  من طرق ابا الخصيب وجامع السراجي 

قرية نهر خوز وحلاوتها الشهيرة حلوى نهر خوز

قريةٍ نهر خوز تقع جنوب مدينة البصرة العراقية .
وهناك روايتان لاسم هذه القرية.. 
 الأولى تقول :
أن كلمة ( خوز ) تعني الماء العذب وهي صفة الماء الذي يجري في نهر القرية فسمي نهر خوز أي نهر الماء العذب . 
والثانية فتقول: 
 أن شخصا أسمه ( خون ) أمتلك الاراضي الواسعة على ضفتي نهر القرية فسميت المنطقة والنهر بأسمه ..

ولعل أكثر شهرة لهذه القرية هو ما تشتهر به من صناعة حلاوة نهر خوز  الشهيرة. 


حلوى نهر خوز
 وأول من صنعها وقبل أكثر من مائة عام هو :
( عبد الرحمن أبراهيم محمد ) وورث هذه الصناعة بعد وفاته أولاده الحاج أبراهيم والحاج صالح.
والقرى التي تتبع قرية نهر خوز هي: 
(الدوغة, ابو کو صرة ,الجلعة, والطفيح, ابو الحمد, والطريزاوية)
 الحاج ابراهيم عبدالرحمن صاحب أول حلوى 

وأول من صنعها الحاج عبد الرحمن محمد إبراهيم (1885-1973) والذي أخذ في شبابه ينتج الحلوى في داره بكميات قليلة ويبيعها بنفسه على سكان قريته والقرى المجاورة، ثم توسع في عمله إلى مناطق أخرى، وبعد وفاته توارث أبناؤه وأحفاده مهنة إنتاجها وبيعها، ومنذ ذلك الحين صارت تقترن الحلوى بهذه العائلة.
وأشتهرت الحلوى لكل انحاء الخليج العربي وكان وجهاء البصرة قد اعتادوا في الماضي على تقديم هذا النوع من الحلوى كهدايا رمزية إلى ضيوفهم غير البصريين، وفي حالات أخرى قدمتها السلطات المحلية إلى دبلوماسيين ومسؤولين أجانب خلال زيارتهم المدينة، وكان الزعيم السياسي البصري طالب النقيب يأخذ كميات منها إلى إسطنبول ويقدمها إلى أصدقائه من المسؤولين الأتراك حين كان عضواً في "مجلس المبعوثان" أواخر العهد العثماني.

مقاديرها سرية 
تتكون حلوى نهر خوز بشكل أساسي من زيت السمسم وعصير التمر (الدبس)، ويُمزجان ويُطبخان على نارٍ هادئة، وكانت عملية التحضير تنفذ يدوياً، لكن منذ بداية التسعينيات صارت تُنتج الحلوى بواسطة مكائن من دون إخلال في نسب مقاديرها التي يعتبرها أحفاد الحاج عبد الرحمن من أسرار المهنة، ويبالغون في الحرص على عدم إفشائها إلى حد عدم السماح لوسائل الإعلام بتصوير عملية الإنتاج داخل معملهم الصغير.
وبحسب فاضل صالح عبد الرحمن فإن "الحلوى الجيدة لا ترتبط جودتها بدقة مقاديرها وإتقان تحضيرها فحسب، وإنما بجودة مكوناتها أيضاً، ولذلك اعتدنا منذ عقود على استخدام زيت السمسم الموصلي"، مضيفاً "بعد احتلال تنظيم (داعش) مدينة الموصل عام 2014 توقف إنتاجنا من الحلوى لأيام عدة بسبب عدم توافر زيت السمسم الموصلي لانقطاع حركة التجارة بين البصرة والموصل، ثم اضطررنا إلى استخدام زيت من نوع آخر لحين تحرير المدينة من التنظيم، وعاد زيت السمسم الموصلي ينقل إلى البصرة، واستعادت نهر خوز نكهتها المعهودة".
منافسة تجارية
ومع تنامي الطلب عليها واتساع شهرتها، لم يعد أحفاد الحاج عبد الرحمن وحدهم ينتجون حلوى نهر خوز، فعلى امتداد الطريق الرابطة بين مدينة البصرة وقضاء أبي الخصيب الواقع جنوبها، ثمة لافتات عدة تشير إلى معامل لإنتاج هذا النوع من الحلوى، وكل أصحاب تلك المعامل يزعمون أن حلواهم (أصلية).

والأديب علي أبو عراق ذكر في كتاب (ذاكرة البصرة) الصادر عن وزارة الثقافة عام 2012 أن "البصريين أصروا على أن تكون لهم حلواهم الخاصة، من دون إضافات أو مطيبات أو عطريات، فكانت حلاوة نهر خوز التي ابتدعتها عائلة كانت تسكن على ضفة النهر. وحاول كثيرون من صانعي الحلوى وأصحاب المعامل تقليدها، لكن أسرارها ظلت وقفاً على تلك العائلة التي أغرت الكثير من البصريين وضيوفهم من المحافظات الأخرى والدول المجاورة بالمجيء إلى قرية نهر خوز كي لا تكون الحلوى مغشوشة، فبعد تنامي شعبيتها كثر المقلّدون لها".
وفي احتدام المنافسة وكثرة المنافسين، اضطر أحفاد الحاج عبد الرحمن للصق صورة والدهم صالح عبد الرحمن على علب الحلوى للتتميّز منتجاتهم عن سواها، وللدلالة على أنهم أقدم وأشهر المصنعين، وليس بوسعهم منع الآخرين من إنتاجها، فهي حلوى شعبية لا يمكن احتكارها.

طريقة عمل حلاوة نهر خوز.. 
 المكوّنات :
نصف كوب من دبس التمر. مع كوب من الحليب الجاف. 
كوب من المكسّرات(الفستق الحلبيّ).
ثلاثة أرباع الكوب من الطحينيّة أو ما يطلق عليها اسم "الهردة". نصف ملعقة صغيرة من بهار الهيل المطحون بشكل ناعم.

ويتم خلطهما جيدا بداية بالدبس والرهش( طحين السمسم) ثم يضاف الحليب ويخلط جيدا حتى اضافة الفستق والهيل ويوضع بالثلاجة ليتماسك وثم يقطع ويقدم..
الحاج صالح عبدالرحمن قبل وفاته بمحله بقرية نهر خوز

وفاة الحاج صالح عبدالرحمن رحمه الله 

اليوم الخميس 15 أكتوبر2020 ودعت البصرة وقرية نهر خوز في قضاء ابو الخصيب
 شخصيه و إنسان طيب و ايده طيبه واشتهر بصفة أبوحلاوة… 
وهو صانع اشهر الحلاوه بأبا الخصيب واسمها( نهر خوز)  في البصره  
وهو (الحاج صالح عبدالرحمن) 
صاحب معمل حلاوة نهر خوز الاصلية في البصرة /قضاء أبي الخصيب ...
الى رحمه لله الواسعة… 
وهنا ننتهي من تقريرنا عن قرية نهر خوز بوداع الأخ صالح عبدالرحمن أبوحلاوة.. 
ولنا لقاء بتقرير آخر عن قرى أبا الخصيب.. 

الرحال وائل الدغفق
 رحال الخبر1442هـ

الجمعة، 16 أكتوبر 2020

المنشآت الحجرية بجزيرة العرب ورسوم نازكا الضخمة في البيرو رحال الخبر1442هـ

بسم الله الرحمن الرحيم 
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ثم أما بعد… 
فالحديث عن المنشآت الحجرية كالحديث عن الاسرائيليات فهي موجودة وملموسة لكن تفسيراتها معدومة! 
ولعل مفاتيح تفسير تلك المنشآت والموجودة بكل انحاء جزيرة العرب لم توجد بعد!! 
 
         قبور بتعظيم واضح لها ولمكانتها 


وقدم وجودها يعد بقدم وجود البشر بالجزيرة العربية، وهي ربما تعود للحقبة الاولى أو الوسطى الحجرية. 
كما أختلف المؤرخون في تفسيرها بسبب أن وجودها له عدّة تفسيرات ومعاني تبعاً لأماكنها وترتيب حجارتها وتموضعها بأشكال تفسّر بحسب تصميمها... 

 ووجودها بأماكن معينة كقمم الجبال والمرتفعات عائدة لتنوع الأستخدام بحسب تشكيلاتها.. 

            تشكيلات غريبة التفسير 


ولعل تنوع اشكالها واختلافاتها هو ما جعل من المؤرخين لايتفقون على معنى وتفسير واحد لها. 

فمن تلك التفسيرات مايلي: 

اولاً:
من يفسرها على أنها قبور لعظماء العرب ومن سكن الجزيرة خاصّة تلك الأكوام الدائرية والمذيّلة والأكوام الهرميَة منها.. 
وزاد اقتناع البعض بوجود بعض العظام في بعض تلك القمم الهرمية وليس كلها ..

          يعتقد أنها داوئر ومذيلات لقبور 

ثانيا: 
منهم من يفسّرها على انها مصائد للحيوانات وخاصّة تلك الحجارة المصفوفة على شكل مثلث ينتهي بدائرة وكانه محجر للحيوانات.. 
وتلك الحدود الحجرية الممتدة لمئات الامتار وكانها عملت لحجز وصيد الحيوانات البريّة وتنتهي بحجرة مربعة او مثلثة او دائرية...

      منشآت على شكل مصايد للحيوانات
ثالثا: 
منهم من يفسّرها على أنها دلائل وعلامات للطرق أو علامات لموارد المياه وخاصّة تلك المبنية على شكل جرم( أجرام)  أو خطوط متقطّعة على شكل أجرام على قمم الجبال ..

ولايوجد اتفاق واحد للمؤرخين لعدم وجود ادلة ثابتة وبيّنة لها. 

         قبور هرمية في منطقة وادي المياه 

اما وجودها فهي بكل مناطق المملكة تتواجد
وتكثر بشكل كبير ماحول منطقة خيبر وبشكل ثري جداً..
وقد زرت مناطق ، شتى بالمملكة فرأيت الكثير منها في جبال طويق وقممه ومرتفعات تبوك ومنطقة العلا وحرّات المدينة والعيص وحرّتها وبيشة وشرقها ، وأغلب حرّات المملكة وفي حائل والجوف وحتى الشرقية ، فقد رأيت منها في بعض تلال وادي المياه..

إذاً هي ليست محتكرة بمنطقة بذاتها.. 
لكن بسبب تكوين الدرع العربي والحرّات المتكونة من الاحجار النارية فقد بقيت هناك وبوضوح وبكل أشكالها ، بخلاف منطقة الرف العربي مثل جبال طويق وبعض المرتفعات بالمنطقة الشرقية. 

ولعل المنشآت في الرف العربي قد تكون أكثر تعرّضاً للتعرية بسبب الرمال وهبوبها والتربة الشبة صخرية (رسوبية) فاضمحل اكثرها بالتعرية والتجوية..

الرسوم الحجرية الضخمة في نازكا بالبيرو
من الفريد والنادر وجود شيئ لايماثل تلك المنشآت الحجرية شكلاً لكن تصميمه بواسطة الحجر وكما شاهدتها في امريكا الجنوبية والبيرو بالذات… 


فهناك أشكال وخطوط لحيوانات وشبه بشر رسمت بعناية فائقة، ومن على مساحة تصل إلى 80 كيلو متر في صحراء نازكا القاحلة والتي تقع جنوب دولة البيرو ..
وبالذات بين مدينتي نازكا وبالبا.. 
وهنا خريطة لمواقع تلك الرسوم في نازكا بالبيرو

والعجيب في تلك الرسومات الضخمة أنه ليس لها مثيل بالعالم ، وايرادها هنا لتبيان التشكيل بالصخور للاشكال الحجرية الضخمة وبالطريقة ذاتها من استعمال الحجر ، ولكن ليست كرسوم منشآت المملكة والتي تعد اشكال هندسية وليست لكائنات غريبة.. 
وقد تكون تلك الرسوم في البيرو آلهه لديهم او لتتبع الفلك وقراءته.. 
وهي تتسم بعظمة التصميم الذي لايكاد أن يرى الا من خلال الطائرة لاتساع شكله..

 ولكم ان تتخيلو ذلك الشكل المنقوش على الأرض وهو لنسر كوندور.. 
 والعجيب انه بطول يصل إلى 134 مترًا وهو نفس طول الهرم الأكبر تقريبًا الذي يصل ارتفاعه إلى 139 مترًا.

               رسم لنسر كوندور الضخم 

 فكيف تمكن سكان هذه المنطقة من رسم شكل بهذا الحجم والأغرب كيف حسبوا تلك الحسابات الدقيقة للمسافات بل والأعجب كيف تمكنوا من رؤية النتيجة النهائية لتلك الرسومات، فلا يمكنك مشاهدة الشكل بالكامل إلا من الجو وعلى ارتفاعات عالية نظرًا لاتساع مساحته…

ويقال أنها لها علاقة بالفلك وتوقيت نزول المطر وقيل أنها آلهة شكّلوها حسب اعتقاداتهم.. وهكذا. 

                  وهنا صورة عنكبوت
                وهنا صورة ورسمة قرد 

ولتتبع تلك الرسومات في البيرو فهنا موقع لأحد تلك الرسومات في صحراء نازكا بالبيرو 
وهو نسر نازكا الضخم 
Nazca Condor
11350، بيرو

https://maps.app.goo.gl/ozunmofN6spToaic7

هذا والله اعلم.. 
رحال الخبر وائل الدغفق.
اسمي (وائل - wail)  بالمسماري

الأحد، 20 سبتمبر 2020

البانيا بين بحرين الادرياتيكي والايوني وبحيرتين أوخريد وسكيوتاري، تاريخ واسلام مع رحال الخبر

ومضات عن البانيا.. 



البلدة القديمة فى بيرات وسط ألبانيا تعد من أفضل الأماكن السياحية بها وهى من ضمن مواقع التراث العالمى , يرجع تاريخها للقرن السابع عشر حيث المبانى الحجرية القديمة وبنيت على منحدر وأطلق عليها إسم مدينة الألف نافذة نظرا لكثرة نوافذها المتلاصقة .


– تمتلك ألبانيا العديد من الينابيع الساخنة التى يذهب إليها الكثير من الناس لعلاج الأمراض خاصة الأمراض الجلدية لإحتوائها على عناصر مختلفة مثل الكبريت .


– بحيرة كومانى من أجمل بحيرات ألبانيا وأعمق بحيرة تكتونية بالعالم.


-  والعين الزرقاء من اهم عيون المياه الطبيعية فى ألبانيا واجملها .

– غالبية الألبان مسلمون حيث تصل نسبة السكان إلى 70% وعدد السكان 3 ملايين نسمة. 

– الشيوعية أثرت على البلاد لفترة من الزمن وخاصّة علي خوجة الديكتاتوري الشيوعي .

– أعلى نقطة فى ألبانيا في جبل كوراب korab يصل إرتفاعها إلى 2751 متر وهى بمقاطعة ديبرا على الحدود مع مقدونيا ..

– ألبانيا يوجد بها عدد كبير من المخابئ العسكرية تصل إلى نحو 750000 ألف مخبأ من بقايا العهد الشيوعي.

– تطل ألبانيا على البحر الأدرياتيكى والايوني من الغرب.

– مساحة ألبانيا تزيد عن 28 ألف كيلومتر مربع .

– عدد السكان فى ألبانيا يزيد عن 3 مليون نسمة .

– ألبانيا تشتهر بسواحلها البحرية الجميلة كما يوجد بها أعمق بحيرات تكتونية وأهمها بحيرة أوخريد وشكودير (سكيوتاري)  .


– الغابات تشكل ثلث مساحة ألبانيا ، وفيها العديد من الحيوانات البريّة كالدببة , والذئاب والقطط البرية والوشق وغيرها من الحيوانات .



– الإسلام هو الديانة الأولى بألبانيا وتأتى الديانة المسيحية فى المرتبة الثانية .


ـ تيرانا هى عاصمة ألبانيا ومن أهم مدنها 

شكودر ودوريس والباسان وبيرات وفلورة وسارنده… 

– المعجنات والمخابز من أهم الأطعمة الأساسية فى ألبانيا ومن اشهرها معجنات (بيرك) مكونة من سبانخ وجبنة ..


– تمتلك مدينة تيرانا مساحات خضراء واسعة وميادين فسيحة .


ــ من أشهر ميادينها ميدان تايوان Taiwan مفعم بالحياة والنوافير والمطاعم الفاخرة.. 


– برج الساعة في العاصمة تيرانا من أشهر المعالم السياحية فى ألبانيا ويرجع تاريخه للقرن الثامن عشر 


_ برج السماءSky Tower لتناول العشاء ودورانه لـ 360 درجة ومشاهدة تيرانا من جميع الزوايا وأجمل وقت مع غروب الشمس. من أغرب الأشياء التي يمكنك القيام بها في ألبانيا ولكنها بالتأكيد تستحق ذلك!


السلام عليكم ورحمة الله ...


رحلتنا الى البانيا وكوسوفا

وصولنا لتيرانا

بداية كان وصولنا الى البانيا عن طريق عاصمتها تيرانا والتي تحور اسمها من طهران الى تيرانا مع الزمن ومن مطارها الحديث الكبير وصلناها عبر الخطوط التركية التي تعد الأنسب للوصول اليها.


طبعا الدخول للسعوديين بدون فيزا من شهر مايو شهر 5 الى نهاية سبتمبر شهر 9.

والإجراءات سريعة كما كانت محلات إيجار السيارات متواجدة وبأسعار طيبة كما يوجد محل فودافون لشراء شريحة البانية بسعر رخيص جدا ولمدة شهر نت مفتوح مع مكالمات بسعر 40 ريال .


جولة بسيطة حول تيرانا

وصلنا لفندقنا المميز والذي سعر الليلة فيه 64 يورو وهو على نهر تيرانا وقريب من المركز.

وحول المركز وصرف اللاك عملتهم التي تساوي 30 لاك كل ريال .

تجربة أسعارهم الطيبة

فمن الشكل الأسعار الرخيصة أننا دخلنا لأحد محلات المعجنات والحلويات فأخذنا مالذ وطاب منها فمن المالحة الى الحلوة واكياس للمجموعة لتكون طعاما أثناء السفر ، ولكم التخيل في سعر ذلك الكم منها بل أن العجيب أنهم يحسبونها بالكيلو وليس بالشكل والعدد فخرجنا ب10 ريالات فقط ..!

وأما سعر الشريحة للأتصالات مع نت مفتوح كما ذكرت لكم أنفا  ولمدة شهر على شركة فودافون ودقائق كثير للاتصال فهي بسعر 40 ريال فقط ...

ياللهول هل نحن في اوربا...!!

لكن يحق لي التعجب فبعد زيارتي للنرويج وسعر علبة الماء هناك ب 15 ريال والهمبرغر بمائة ريال يحق لي التمتع والاندهاش في اسعار البانيا ..


وتنقلنا بين طرقات المدينة التي لاتهتبر من المدن المزدحمة وتحيط بها الجبال من الناحية الشرقية واجزاء من الجنوب والشمال.

ويتواجد أحد أفخم المقاهي والمطاعم حول حديقة رينيا وهو مطعم تايوان ومميز بجلساته وتنوع خدماته.

كما أنني اذ أصف تيرانا أو البانيا فهي كتركيا قبل 20 عاما ...

وهناك اصلاحات وترميمات وانشاءات حديثة كثيرة بالمدينة كالجسور والطرق واعادة بناءها .

الإنطلاق نحو الشمال لمدينة شكودر

 الطريق اليها ياخذ ساعة أوله طريق سريع مزدوج ثم عند نقطة مفترق كوسوفا يكون طريق واحد .

والخدمات بالطريق رائعة من محطات ومطاعم ومقاهي مميزة.

ووصلما مدينة الشيخ الصالح الألباني رحمه الله فشكودرا تعد مسقط رأسه وهي مدينة مميزة بمساجدها وهوائها الاطيب من تيرانا.

اتخذنا أحد أقدم فنادقها وهو بيت يعود تاريخه الى عام 1695م أي عمره أكثر من ثلاث مائة عام وهو تحفة في البناء والتصميم وأسمه Hotel Tradita.

وقضينا ليلتنا فيه .

يوم في شكودر بلد الرجل الصالح


أصبحنا يومنا في شكودر ، واصبح عليكم من شذى شكودر shkoder ذات الغالبية المسلمة وهي مسقط رأس الشيخ الالباني رحمه الله في البانيا بعد رحلة ممتعة وخيالية للنرويج عاصمة الشلالات العالمية ...

قضينا اليوم والبارحة في جنبات هذه الدولة الجميلة والبسيطة والتي تتطور في خدماتها شيئا فشيئا ..

فالجو حار هنا حيث تصل درجة الحرارة في شهري جولاي وأغسطس نهارا الى 35 درجة وبالليل نحو 28 ..


زيارة محمية وجبال ثيثtheth


اتجهنا الى أحد أجمل المناطق في البانيا والى منطقة  ثيث theth وهي ذات غالبية نصرانية ، ومحميتها الشمالية الجبلية الجميلة التي زرناها فهي أبرد حيث تصل الحرارة بالنهار نحو 25 درجة وقضينا وقت ممتع في جنباتها .

حيث الجبال البيضاء العالية مع أشجار كثيفة من الصنوبر وأشجار التوت البري ومزارع المواطنين بمزارعهم البسيطة وهم كلهم من الديانة النصرانية هنا.

وللعلم فإن البانيا غالبتها اسلامية وتصل نسبة المسلمين الى نحو 70% من عدد السكان ...

والطريق الى هناك من شكودر ياخذ ساعة عبر 75 كيلومتر بطريق مسفلت ولكن في قمة الجبال يتوقف ليبدأ طريق ترابي وعر جدا لاتستطيع ركوبه سوى سيارات الدفع الرباعي .

تجولنا في تلك الأماكن الممتعة مع براد الحو الجميل وزسط تلك القرى المتناثرة في ثنايا الجبل والتي يسكنها النصارى.

وجلسنا في ظل أحد أشجار الصنوبر لنعد قهوتنا ونحن مستمتعين بالأجواء والمناظر البديعة حولنا.


الرجوع الى شكودر والعشاء على نهر دراين


رجعنا نحو شكودر في المساء ومرورا ببحيرة سكادار  Lake Skadar والتي كان منظر مغيب الشمس علبها رائعا ومنها نحو شكودر ميممين وجهتنا نحو نهري هيانا ودرين drin لتواجد المطاعم الجيدة والمطلة على النهرين مباشرة .

ولننعم بوجبة دسمة لأربع أشخاص بسعر 60 دولار فقط وكانت الوجبة اسماك ولحوم  مع المقبلات فياللرخص هنا بعد أن سلختنا أسعار رحلتي للنرويج الجهنمية ...


ومن المتعة تناولنا ذلك الطعام الشهي الرخيص مع ما كان يتمتع به المطعم المميز بإطلالة رائعة على نهر درين drin ولم يكن وحيدا فأغلب المطاعم السياحية كانت على جنوب شكودر وعلى ضفتي نهرين يحدان مدينة شكودر احدهما من الشرق وهو نهر درين والثاني من الغرب وهو نهر هويانا والمتفرع من بحيرة سكادارسكو الضخمة وكلا النهر والبحيرة تعتبر حدا حدوديا بين البانيا وجمهورية الجبل الأسود .

قضينا ليلتنا الثانية في شكودر وسنتحرك بأذن الله اليوم السبت نحو الشمال الشرقي لألبانيا وربما تتسهل أمور دخولنا لدولة كوسوفا والى عاصمتها بريشتينا prishtine. 


الطريق الى كوسوفا


اليوم بعد الانتهاء من شكودر قررنا المسير الى كوسوفا من البانيا ومن شكودر بالتحديد الى كويزفا والتي تبتعد 3 ساعات عبر طرق سهلة ويسيرة مزدوجة .

بدأنا الانطلاق من شكودر جنوبا ومن قلعتها الحصن على تلة كبيرة تشرف على نهري هويانا ودرين وعلى مفترق الطرق وتعتبر ذات موقع حصين بشموخها فوق تلك التلة المرتفعة لنأخذ صورت لها وتنطلق قافلتنا عبر طرق ضيقة جنوبا حتى وصلنا الى قلعة مشابهة لقلعة شكودر وبنفس التصميم وعلى نفس ارتفاع التلة وكأنها توأم لقلعة شكودر وهي قلعة استان لزة وهي أحدى المناطق التاريخية .

مدينة استان لزة تعتبر مفترق طرق وأكملنا المسير نحو الجنوب لنصل الى نهر لومي مات lomi mat وبعده مفترق الطريق الى الشرق الى كوسوفا Kosova. 

الطريق مزدوج ومميز ويمر على مناطق رائعة وأنهار وبحيرات مع دخول نفق كاليماش ذو الستة كيومترات والذي اعدته دول أوربا كخدمة لدول البلقان.مع الطريق الطويل بين كوسوفا والبانيا ويعد هذا الطريق منفذ مهم لدولة كوسوفا للبحر والى ميناء دوريس Durrës التلباني كون كوسوفا ليس لها ميناء بحري وهذا الشريان هو أحد أهم طرقها والذي يصل كوسوفا بالبحر. 


الوصول الى حدود البانيا مع كوسوفا


وصلنا الحدود البسيطة والمتناسقة بين الدولتين وسهولة التنظيم فهناك محطة حين الدخول لكوسوفا مدارة من قبل الدولة الكوسوفية وبالرجوع هناك المتفذ المدار من قبل دولة البانيا وسرعة الانجاز وأنت في سيارتك كما هو الحد الفاصل بين البحرين والسعودية لكن هنا يتميز بوجود ادارة واحدة لكل اتجاه خلاف الحاصل بين البحرين والسعودية كون كل دولة لها جوازات وجمارك وازعاج.

أكملنا المسير  ومنذ بداية الطريق والدولة ظاهر عليها التظيم والترتيب والتطور مقارنة بالبانيا الجارة.

فهنا بدأت المجمعات اليكانبة والاهتمام بالطرق وكءلك المجمعات التجارية ، ولمسافة بسيطة وصلنا الى العاصمة بريشتينا المميزة والتي ظهرت بشكل جميل وواضح تطورها رغم عدم وجود موارد للدولة تعينها ولعل الشعب ونوعيتهم في الرغبة بالتطور والتنظيم وأغلبهم مغتربين ويدرون دخلا كبيرا لبلدهم هو ما كان الفارق المميز عن جارتهم الدولة العتيقة البانيا.

دخلنا الى فندقنا الجميل نارتيل  Nartel Hotel المميز ذو الاربعة نجوم وهو على الطريق الدائري لبريشتينا .

توقفنا لنصلي الظهر والعصر ومنه ننطلق لاكتشاف المدينة الجميلة بريشتينا. 

سرنا في طرقات المدينة المنظمة وأول ماشد انتباهنا مبنى ذو طراز حديث بقبب غريبة الشكل عجيبة ورائعة ودخلنا اليه لنتعرف عليه اذ هو المكتبة الوطنية لكوسوفا 

National Library of Kosovo 

وبصراحة التصميم يعد من أغرب التصاميم المستوحاة من قبب الجوامع القديمة والتي تحوى بريشتينا أقدم مساجد البلقان وهو ماسنزوره الآن بعد مكتبة كوسوفا الرائعة.

مساجد بريشتينا الموغلة بالقدم


وصلنا لمسارنا التالي وهو أحد أقدم مساجد بريشتينا بل هو أقدم مساجد كوسوفا والبلقان قاطبة 

وهو (جامع السوق واسمه بالالبانية Xhamia e Çarshisë) 

 جامع سوق البازار وهو أقدم مساجد البلقان عموما اذ يصل عمره الى نحو 650 عاما بمأذنته الرشيقة الدقيقة العالية المتميزة وحين وصلناه كان معد للترميم ولكن سنحت لنا فرصة للدخول ورؤية منبره العتيق الخشبي ومحرابه الرخامي مع رسومات يدوية زينت قبته واطرافه كما يحوي خارجه لسبيل يجري في وسط نافورة سداسية تحتاج الى اعادة ترميم .

والمسجد الآخر الذي يعتبر الثاني في التاريخ وهو (مسجد جامع السلطان محمد الفاتح) . 

وهناك مساجد كثيرة أيضا.

وبين المسجدين مررنا على سوق البازار القديم للخضار زالذي سمي المسجد الأقدم بأسم هذا السوق مسجد البازار .

وكوسوفا تعتبر أعلى بلد ذو غالبية مسلمة في البلقان بل حتى أكبر من البانيا العريقة ونسبة المسلمين هنا تصل الى نحو 95% .


جولة في المدينة القديمة


بعد جولة بين مساجد المدينة الاثرية والسوق الشعبي للخضار توجهنا نحو وسط المدينة ومن مبنى ادارة الحكم في بريشتينا ذو الطوابق المتعددة وعبر ساحة وممر للمشاة فسيح يسمى (نينا تريزا  Nënë Tereza)  ، وهو ممر للمشاة تتناثر حولة المطاعم والمقاهي ويعتبر الشارع الحيوي للمدينة وأكثر محلات التسوق فيه.

مررنا لأحد أشهر المطاعم هناك وهو (مطعم بشات Pishat)  الرائع وتناولنا هناك طعام الغداء المميز لما الأربعة بسعر 60 يورو الله يديم الرخص...

فالوجبة كانت كبيرة ومتنوعة من بداية بالمقبلات والمعجنات والصلصات وانواع الاطباق من لحوم ودجاج وفطر ومعكرونة ايطالية وتلاها طبق الحلى مع الشاي اللذيذ...كلها للشخص ب15 يورو...

هذا ربما مايميز دول البلقان عن اوربا..

انتهينا من سهرتنا الرائعة حيث مكثنا في سوالف بين الربع وتناول الطعام لنخرج الى الفندق متعبين نطرح أجسادنا على الفراش الوثير لنستعد ليوما آخر من أيام رحلتنا الممتعة بين جنبات البلقان.


بعد قضاء يوم ممتع في بريشتينا والتجول فيها وبعد مبيتنا في أحد فنادقها الحديثة من الممكن أن الخص لكم قرائي الأكارم شيئا بسيطا عنها.


نبذة عن كوسوفا


كسوفا وعاصمتها بريشتينا من دول البلقان التي أنفصلت عن البانيا كونها منطقة وعرق واحد وبعد الحرب الصربية اليوغسلافيا أنفصلت لتكون دولة بلاحدود بحرية وسط البلقان الكبرى تحت ادارة الأمم المتحدة .

وتتعامل باليورو وأغلب سكانها يعملون في دول أوربا ، ومن حالتهم التي رأينا فهم يختلفون عن البانيا الأم بالتطور والتغيير سواء في الطرق أو المدن أو العلاقة بين أطياف المجتمع الكوسوفي.

البلد ليست غالية وصغيرة الحجم

وتتحدث كوسوفو  الالبانية ويتنقل اهلها بين دول البلقان بالبطاقة المدنية ولايحتاج المسافر السعودي اليها لأي فيزا مسبقة كما البانيا أيضا.

تعتبر رخيصة ووقود السيارات أرخص من البانيا وهناك خط سريع يخدم البلدين من بريشتينا الى وسط البانيا بطول 200 كلم ياخذ ساعتين ونصف مع وجود منفذ واحد لكل بلد في الوسط ويوجد نفق بطول 6 كيلومتر حديث وكل هذا تم بواسطة الاتحاد الاوربي كتطوير للبلاد بعد الحرب.


أهم مدن كوسوفا

 أهم مدنها بريشتينا العاصمة وتليها في الجمال بل تفوقها بلدة بريزرين الجنوبية التي تقع على سفوح جبال شار "Sharr Mountains" National Park.

وتليها مدينة ميتروفيتسا (بالألبانية: Mitrovica وبالتركية: Mitroviça)

وهي مدينة وبلدية في شمال كوسوفو. منذ انتهاء حرب كوسوفو في 1999 قسمت المدينة بين الغالبية الألبانية في الجنوب والغالبية الصربية في الشمال.

هذه أكثر ثلاث مدن في كوسوفا.


زيارة منطقة نوفو برودو Novobërdë


تعد زيارة هذه المنطقة لما لها من جمال الريف والقرى المتناثرة في شرق بريشتينا والتي تبعد نحو 40 كيلومتر منها ، وهناك في اعلى تبة توجد قلاع قديمة أيضا زرناها ورأينا بعض المناظر المميزة في تلك الانحاء .


التوجه لزيارة مقدونيا


كوننا قريبين من مقدونيا قررنا أن نجرب الدخول اليها عبر منفذها وتم الدخول وختم الجوازات ولكن للأسف لم يكن معنا تأمين (الورقة الخضراء) وهي تأمين يشمل دول البلقان بأضافة 50 يورو فتم ارجاعنا للأسف.


التوجه لجبال شار ومدينة بريزرين


من الجنوب اخذنا الطريق المحاذي للحدود المقدونية ومررنا بأجمل المناطق الطبيعية في كوسوفا وهي جبال شار والمحمية الطبيعية الضخمة "Sharr Mountains" National Park.

وكانت المنطقة تتميز بجمال الخضرة وتنوع الانهار والشلالات والقرى والخدمات خاصة بالطرق من مقاهي ومطاعم والطريق سهل وميسر .

مررنا بعدة مواقع مميزة بجمالها مثل (Kulla e jetimit جولا يتيمت) ومعناه برج اليتيم. 

وقربه منتزه (بريفيللا Prevalla)  الرائع فيه عدة خدمات كفنادق ومطاعم والعاب اطفال متنوعة وجلسات رائعة على العشب الاخضر اليانع.

اخذنا مسارنا على الطريق وعند فندق شيري Hotel "Sharri" الكبير توقفنا لوجود مكان ذو اطلالة رائعة ومطعم لنتناول الغداء فيه .

وبعد الانتهاء من الغداء خرجنا للطريق نفسه نزولا من جبل شار لنقف في أحد القرى ذات الطابع التركي وهي قرية(مشنيكوفا Mushnikovë)  فحين رأينا المسجد ذو المنارة الشامخة توقفنا لنصلي الظهر والعصر في ذلك المسجد الرائع والابيض المميز بين خضرة يانعة وأنهار جارية وقرى اسلامية تشرح الصدر برؤية نسائها المحجبات وابتسامة اطفالها البسيطة...

بعد أداء الصلاة توجهنا نحو الطريق الى بريزرين prizren  وهي وجهتنا الرئيسية.

والطريق اليها ممتع بتعرجاته الجبيلية والنتوئات الحجرية التي زادته جمالا مع وجود النهر المنساب ومرافق لنا في رحلتنا وبوجود المطاعم المتعددة في جانبي الطريق وبعض الآثار التاريخية هنا وهناك بين برج ومطحنة تستخدم مياه النهر وقرى متناثرة تبعث على الراحة.

وصلنا الى بريزرين والتي تقع وسط وادي كبير وتحيط بها الجبال وقد أقيمت فوق التلال المطلة قلعة عثمانية قديمة ومايميز بريزرين هو شموخ المآذن البيضاء المستدقة ذات التصميم العثماني الرائع.

وأجملها مآذنة جامع سنان باشا الذي يتوسط المدينة الحي وحوله الفنادق والمقاهي والمطاعم والاسواق وقد وقف أمامه بناء يمثل السلطة التركية لما تمثل هذه المدينة من انتماء تركي لغة وعرق لأغلب من فيها.


تاريخ بريزرين


بلديه بريزرن لا تزال أكثر مدينة في كوسوفو يوجد بها تنوع عرقي وثقافي ويوجد الكثير من البوسنين والصرب والأتراك والألبان والروم بالإضافه إلى الغجر.

يصل عدد السكان فيه نحو 200 الف نسمة، وعدد كبير من صرب كوسوفو يقيمون في القرى الصغيرة والمناطق المحميه، أو المجمعات السكنية. 

 يتكلم معظم السكان اللغة الألبانية والصربية بطلاقة وكذلك التركية منشرة بكثرة حتى ممن هم ليسوا من أصول تركية فالعديد منهم يجيد اللغة التركية.

وبريزرن (بالألبانية: Prizreni) مدينة تاريخية تقع في إقليم كوسوفو جنوب صربيا والذي يدار اليوم من قبل الأمم المتحدة بمايسمى إدارة الأمم المتحدة لأقليم كوسوفو، لكن في الواقع الإقليم يدار بما يشبه الحكم الذاتي.

كانت تتبع بريزرين الدولة العثمانية حتى عام 1912 وخلال حرب البلقان الأولى استولى عليها الصرب وأصبحت بريزرن ضمن مملكة صربيا.  خلال الحرب العالمية الأولى تم غزو مملكة صربيا من القوات النمساويه المجرية في 1915، واحتلت المدينة إلى أن تم أستعادتها من قبل القوات الصربية عام 1918. في عام 1929 ومع تكون مملكة يوغسلافيا أصبحت بريزرن جزءا من أقليم فاردار بانوفينا.


في الحرب العالمية الثانية وفي عام 1941، استولت قوات المحور الإيطالية والألبانية على المدينة وتمكنت يوغوسلافيا الاشتراكية من تحريرها عام 1944، خلال فترة يوغسلافيا الاشتراكية ظلت بريزرن ضمن إقليم كوسوفو التابع لصربيا. ومع انحلال الإتحاد اليوغسلافي عام 1990 ظلت بريزرن ضمن صربيا إلى أن بدأت حرب أقليم كوسوفو حيث أنها اليوم تدرا من قبل الأمم المتحدة ولكنها لم تنفصل عن صربيا وتبقى جزءأ من الأراضي الصربية إلى أن يتم تقرير مصير الأقليم.


المدينة رائعة الجمال مع تطور مميز وهي إسلامية مع اقلية مسيحية وقد تطورت بعد الحرب كثيرا واعطى مكانها الاستراتيجي جمالا يضاف لما فيها فالنهر الذي يتوسطها وهو نهر بيستريتشا Bistriça مع الجبال المحيطة والجسور والقلاع وللمساجد كونت نسيج مميز..

ومع الخدمات السياحية اعطت للمنطقة رونقا سياحيا جاذبا .

كما أن مياه السبيل وهي المياه المتدفقة للشرب النقية الخارجة من ينابيع الارض قد ملأت البلدة والسبيل تقليد عثماني اسلامي في المناطق التي يعمرها العثمانيون ولايوجد ذلك السبيل في غير المناطق الاسلامية وقد يكون طابع وبصمة للمنطقة الاسلامية اذ يمثل السبيل وسقيا الماء تقليدا متوارثا اسلاميا يتمثل في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله خير الصدقة الماء....

خرجنا من المدينة الرائعة بعد قضاء ليلة وجولات فيها للتوجه منها نحو العودة الى البانيا باذن الله .

توجهنا نحو الطريق السريع ومنها الى الحدود لنعبر الى البانيا وندخل الاراضي الألبانية لنتوجه الى تيرانا العاصمة ليتبقى لدينا جولة وجزء أخير من رحلتنا البلقانية وهي العاصمة تيرانا والتي سنسردها لكم تباعا وجعلناها اخيرا لنكتشفها على مهل.… 

دخلنا الى البانيا وعبر الطريق السريع الى تيرانا،  حيث وصلناها العصر لنجد فندقنا الذي تم حجزه وسط تيرانا العاصمة .


وقوف السيارة خطأ ومخالفة مزعجة

اخذنا الفندق لنأخذ الغرف ونسيت أن اقف السيارة بمواقف الفندق مما اوقعنا بشرك المرور فقد كلبشو السيارة مما اضطرنا لطلب مساعدة الفندق في ايجاد الطريقة لفك القفل عن العجل..

ولكن ليس هناك من يساعد ولكن الحمدلله مساعدة الفندق اعطونا العنوان لقسم تسديد المخالفة بمبلغ 3000 ليك مايعادل 40 يورو ولكن نحتاج لسيارة تاكسي وهذا مشوار آخر فأجر التاكسي 1000 ليك .

المهم دفعت المبلغ وبعد ساعة تم فتح القفل والى مرآب الفندق مباشرة.

اخذنا بعدها جولة حول وسط المدينة ومنها أول هدف جامع ادهم بيك التاريخي.

بعد انتهائنا من جولة ممتعة واكتشاف جزء من اراضي المسلمين وكيف الله نجاهم من سنوات الضياع الى التثبيت وكشف عنهم الغمة سواء في صربيا الكبرى يوغسلافيا سابقا أو البانيا التي حكمها الدكتاتور أنور خوجة قبل 35 عام وكيف أحيا الله الأرض والعباد وأشرفنا على افتتاح مسجد بالقرب من بحيرة اوخريد وبجانب قصره المشيد بعد أن منع الصلاة والاذان واليوم يصدح المسجد بمآذنه بالله أكبر بفترق 35 عام فقط على جبروته فسبحان الله مقلب القلوب والاحكام...

جامع ادهم بيك التاريخي

وهنا في وسط تيرانا جامع أدهم بك، والذي بدأ العمل به في 1789، وانتهى في 1823. ويتمتع هذا الجامع بشهرة خاصة لأنه الوحيد الذي تم الحفاظ عليه خلال العهد الشيوعي بسبب قيمته الفنية وليس الدينية، حيث إنه يتميز برسوم جميلة تغطي مدخله وجدرانه الداخلية وكامل قبته من الداخل.

وكان العهد الشيوعي قد عبر في البداية عن نوع من التساهل، حيث لم يهدم سوى عدد محدود من الجوامع بحجج مختلفة، لكنه تشدد فجأة بعد «الثورة الثقافية» في 1966 - 1967 وأصدر في صيف 1967 «مرسوم منع الدين» الذي أغلق بموجبه كل الجوامع والكنائس في البلاد، واعتبر كل ممارسة للشعائر الدينية (ولو في البيوت) مخالفة يعاقب عليها القانون الجديد.

المسجد جدا رائع بزخارفه النباتية ويعتبر تحفة ولعل جماله هو مامنع الشيوعيون من هدمه وجعله كفن تراثي منع الصلاة فيه مدة لكن ابى الله الا أن يعود كما كان وأفضل من تواجد الشباب في اداء الصلاة فيه كما رأينا والحمدلله ...

جولة في جنبات أهم المعالم وسط تيرانا

لعل من الغريب وهو نوع من محاولة لهدم الدين الاسلامي واعادة البانيا الى العهد ماقبل الاسلام مما رأيت من تكريم السكندر بي وهو فارس الباني قد قاوم العثمانيين ويعتبر من النصارى الذين سكنو البلاد وقد انتهى أمرة وفني وبقيت البانيا مسلمة ذات غالبة واضحة لكن هكذا الدكتاتورية المتمثلة بأنور خوجة حاولت ازالة كل ماهو اسلامي كما امره اسياده الروس ولكن امر الله غالب ولاغالب الا الله ...

وهناك تواجد لمبنى الأوبرا والمسرح الوطني وحدائق وسط المدينة للنزهة كما يوجد العديد من المباني ايام حقبة الشيوعية وهي تتوسط ميدان الكسندر وقد حولت كوزارات حكومية .

انهينا جولتنا اليوم في حديقة رينيا Parku Rinia وهي من الحدائق الجميلة وللأسف فقد بنيت فيها اجمل مبنى ككنيسة بلونها الابيض ومنارتها التي تظهر الدولة وكأنها دولة مسيحية مع عدم تواجد أي جامع كبير يمثل الاغلبية المسلمة في البانيا رغم سماعنا عن مشروع مثل ذلك لكن جوبه بمعارضة من قبل بعض اثار بعض الشيوعيين والنصارى الذي مازالو يمثلون الوجه الشاحب لألبانيا. 

ميدان تايوان Taiwan

وصلنا لأحد المراكز السياحية وهي تايوان سنتر Taiwan Center ويعتبر مجمع للمطاعم والمقاهي في وسط تيرانا .


وجدنا فيه مطعم للأسماك لذيذ يقع في مبنى مميز وسط الميدان والنوافير حوله .


يستحق الجلوس فيه لما يتمتع بمنطقة حيوية ورؤية اهل المدينة وهم يتجولون مع اطفالهم في مكان حيوي.. 


ثم انتقلنا لمنطقة مميزة وهي اعلى برج ومطعم يسمى برج السماء skye Tower  وهو فندق اقيم في اعلاه هذا المطعم الدوّار ، والمطعم يلف 360° ..


مكان مميز وأفضل وقت لزيارته قبيل الغروب لرؤية الغروب من على قمته ورؤية جوانب تيرانا كاملة اثناء دورانه.. 

من داخل المطعم الدوار 

احد اطلالات المطعم 

وفي اليوم التالي كانت لنا جولة لجنوب البانيا .

بداناها في الميناء الأهم دوريس ..

وشاهدنا أحد أجمل مساجد البانيا الحديثة وهو جامع رضا بجرامي Xhamia ''Riza Bajrami''..

المسجد بمآذنه الاربع الشامخة

وتم بناء المسجد عام 2013م وتم الافتتاح عام2015م  على مساحة 130 متر ، بينما تبلغ مساحة كلا المبنيين المدرسة والمسجد 486 مترًا مربعًا.  المسجد الذي يحتوي على 4 مآذن شامخة ، والذي تم بناؤه في المنطقة الريفية بين الشاطئ وشكوزيت في دوريس ، ليس مجرد كائن عبادة ولكنه يجذب السياح أيضًا.


وسُمِّي الجامع باسم والد الإخوة "رضا"، كما يتبع الجامع مركز اجتماعي سُمِّي باسم والدة الإخوة "علمية"، وتَم وضع الجامع تحت إدارة المشيخة الإسلامية في جمهورية "ألبانيا"

صورة بانوراما من داخل المسجد 


الوصول لمدينة بجين beqin

وتم الوصول لمدينة بجين beqin  والتجول فيها ومشاهدة أهم معلم فيها وهو برج الساعة Clock Mosque تم بناؤها في عام 1666م من قبل عبد الرحمن باشا الألباني ويشبه مسجد أدهم باي في العاصمة الألبانية تيرانا. والمسجد يقع في وسط ساحة البلدة القديمة بجين.. 


والواقعة على الطريق الرئيسي بين دراس وإلباسان.
في وقت ماضي دمرت أجزاء منه من النار، وكان بناؤها في 1830م من قبل كافير صادق باشا.
 وله مئذنة وقبة دمرتا مرة اخرى لكن هالمرة من الشيوعية في عام 1970م ومن قبل الدكتاتور الشيوعي أنور خوجة


ثم مؤخرا المسجد أعيد بناؤه في عام 1992.

الوصول لأقدم مدن البانيا بيرات

مدينة بيرات في ألبانيا تستحق اسم جوهرة البانيا الخفية ، وبالتأكيد تستحق اهتمامًا أكبر مما هو عليه الحال حاليا، حيث تفتخر بالحصن المثير للإعجاب، والمركز التاريخي الحائزة على حماية التراث فيها من قبل مشروع حماية التراث العالمي لليونسكو. 


وستعبر التاريخ مع الهندسة المعمارية العثمانية ذات الطراز الفريد بابنيتها الخشبية مع الحجارة.. 

كما تتميز هذه المدينة المرتفعة الواقعة في جنوب وسط ألبانيا بـ 2500 عام من التاريخ ، والتي منحتها آثارًا خلابة ومناطق سكنية غريبة ومعالم محفوظة، ولذا تكمن جاذبية بيرات في الهندسة المعمارية والمشهد الجبلي الذي يؤوي المدينة.


وتسمى مدينة الالف نافذة وهي تطل على زائريها بمبانيها وكأنها تلّة من البيوت المتراصّة فوق بعضها ويظهر نوافذها بشكل لافت ومميز.. 

ومن القلعة تجد أجمل المناظر لكل المدينة ونهرها البديع بشكل ساحر والافضل زيارة القلعة قبيل الفجر او قبيل المغرب لمشاهدة الشمس وهي تشكل لوحة بديعة للمكان ..




احياء مانجاليم وغوريكا

يقع هذان الحيان القديمان واللذان يقعان بالقرب من القلعة على جانبي نهر أوسومي، فعلى الجانب الشمالي يوجد مانجاليم ، وهو حي اسلامي ، بينما يقع كريستيان جوريكا النصراني على الضفة الجنوبية. وتتألف كلتا المنطقتين من أزقة ضيقة من المنازل الحجرية البيضاء القديمة والأبواب الخشبية ونوافذ مطلة على النهر..