بعضنا جعل السعادة وكل السعادةبالسفر!! 
وبالتالي فمن المؤكد والمقابل لهذا المفهوم هو ..
أن التعاسة كل التعاسة في المكث بالبلد!! 

هل هذا يعقل!! 
 فقد جعلو من السفر هدفا لحياتهم,  بل ربطوه بالسعادة وان التعيس من لم يسافر! 
 ماذا تعتقدون لو سيطر هذا الفكر بشبابنا!! 
 أمر خطير يحتاج تدخل نفسي واجتماعي لكي لايستفحل

لابد أن نعي ونفهم ويفهم شبابنا أن السفر له اداب وقيم كما أن له اهداف وعبر , إن لم يعيها المسافر قد يفسد ويهلك من حيث يريد الخير والمتعة والسلامة ..

فكما تسافر لتأخذ من الغير.. 
فأنت تمثل قيمة حضارية باسم بلدك ومنها يكون عطائك بقدوتك وكونك سفير بلدك وتمثل ذلك بما يكون منك كقدوة بظاهرك ومبطنك.. 
 فالسفر على هذا أخذ وعطاء… 


لسنا في صدد حكر السفر..
 لكن لابد من توجيه الشباب فكما تتم محاسبة المقصرين داخليا,  فلابد من محاسبة المقصّرين المسافرين خارجياً, وهم الحلقة الأضعف في عظم تأثيرهم على سمعة البلد كافة. 
  وهناك أمثلة لمسافرين اساءو لبلدنا واحرجو سفاراتنا بتصرفاتها الغير مسؤولة فهل نجد علاج لأمثالهم…


ولاشك في أن بعض السفر متعة وهو تجديد للنفس بالتغيير ..
وأيضا هو فائدة متعدية تجارية كانت أو علمية.. 
وهو تغيير نحو الأفضل بالمقارنة فيما تراه.. 
 ولاتنسى أنه بالمقابل فيه خسارة مادية لشخصك أولاً, ولبلدك بخروج أموالك اليهم… 
لكن إن حقق السفر اهدافك التي رسمتها ونجخت في تنفيذ خطتك للسفر التي اردت لها النجاح,  فهو لاشك مقابل مجزي ومكسب مرضي… 
وإن لم تحقق الخطة والتنسيق والمكاسب التي اردتها فستكون بالتالي وبالا ًعليك وعلى بلدك بضياع وقت ومال بلا نفع… 



وكوني أدعي أنني(خبير سفر) بحكم خبرتي ذات الأربعين عاما بالسفر,  ارجو ان تسمحو لي بابداء نصيحة عامة, وأدعو من هذا المنبر الى كل مسافر للإهتمام بأهم عنصر في مايسبق إتخاذ قرار السفر وهو: 
(التخطيط) نعم التخطيط الدقيق اساس كل سفرة ناجحة .
وأعلم أن لكل ساعة تقضيها خارج منزلك محسوبة ومدفوعة التكاليف.. 
بسبب كون العداد بدأ من خروجك من باب بيتك, فكل ساعة محسوبة تكاليفها عليك من مل مايلي: 
التذاكر للسفر واستخراج الفيز والرسوم والمشاوير لتلك الترتيبات ,ومن ثم حجز الفنادق , وحجز وسائل التنقل من سيارات وقطارات وسيارات اجرة , كما أن الطعام وتكاليفه ورسوم الدخول للترفيه وغيرها كل تلك مع مصروفات عابرة غير محسوبة , يتم جمعها ويتم تقسيمها على مجموع ساعات رحلتك… 
 وستعرف أن كل ساعة تقضيها خارجا لها قيمة فهل خططت جيدا لصرف كل ساعة بما تستحقه من صرفك لهذا المال .


بعضنا بسيط في سفره يحتاج لتنظبم ليغنم ويكسب في سفرته لكن تواجهه عقدة السؤال من الخبراء فأياك الخجل والسؤال… 
وإياك بأن تبادر السفر دون سؤال الخبراء بالسفر لينتج تخطيطا مرتبا جميلا ذا مكسب .
والحمدلله أن خبراء السفر كثر والتواصل بهم ليس صعبا فعبر تويتر أو الانستغرام تجد من يخدمك ويساعدك بالتخطيط معك من البداية الى النهاية… 
وستحد المتعة بالتفاصيل مع أهل الدراية ولكل تفاصيل رحلتك من الطقس وجودته والأمن وسلامته الى نوع السكن وملائمته ومناطق الزيارة التي ترغب , وغيرها من تفاصيل تسد أي ثغرة في رحلتك لتكسب الوقت والمال والتوجيه الصحيح..


ونصيحتي لك أيها الباحث عن السعادة … 
اياك أن تجعل من السفر معنى للسعادة أو غاية مناك ومطلبك.. 
فالسعادة إن ربطت بوقت فهي الى زوال فتنقلب بعدها الى قلق وتعاسة.. 
وان ربطت السعادة بالسفر ,فهو صرف مال وتعب ومتابعة وتدقيق فهي بالتالي كدر ومشقة.. 

 فمن كذب عليك وقال أن السفر سعادة!
 الم يكن السفر ذا نصب وعذاب!! 

ولو تغيّرت الوسائل الحديثة وسهّلت الأسفار مع تنوع الوجهات… 
 الا أنه يبقي السفر (نصباً) وقطعة من العذاب كونك تركت المستقر والمستودع والآمان(المنزل) والأحباب.. 


وماهذه الخواطر عن السفر إلا حديث نفسي وددت بثها للشباب الذي أغرم بالسفر ..
وخاصة اننا مقبلون على مفهوم جديد يفرض نفسه هو ربط السعادة بالسفر… 
وربما للحظر الحاصل بسبب فيروس كورونا كوفيد19 , واثر الحظر في ترسيخ ذلك المفهوم للإنطلاق نحو السعادة.. 
لذلك يجب على مفكري بلادنا التصدي لمثل هذا الأمر… فالسعادة لم تكن يوما هروب من الواقع ولا أن تكون خروج من بلدك وراحة منزلك الذي هو أمانك ورضا نفسك ولا خو بعدك عن أهلك وأحبابك… 

وأعلم أن السفر حادث والبقاء اصل , ولامقارمة بين الظرف الزماني الخارج عن المألوف عن الإستقرار والمستودع .


دعوتي لك ايها المسافر, ارتحل وسافر وتمتع وأكسب واعطِ وخُذ…
 لكن إعلم أن كل ذلك مؤقت زائل ,لأن السفر حادث عابر مؤقت متنقل .
والبقاء بالمنزل أصل باقي حاصل مستقر ..
فهل يتساوى الباقي على العابر ام يستوي المستقر على المتنقل لاتستبدل الأدنى بما هو خير وأبقى… 
لامانع مت أخذ حاجتك من السفر والتمتع بوقته وحين سفرك , لكنك الى بلدك راجع وباقي فتذكر. 


اخيرا وليس آخرا… 
لاشك في ان في بعض السفر سعادة وبعض منه راحة ومتعة وكثيرٌ باقي يحتاج لمتابعة وترتيب وصرف وخسارة… 
ولاتنس نصيب بلدك من السفر جزءاً منه… 
 فبلادنا تستحق أن نضع فيها بعض ميزانية أسفارنا… 

ارجو أن وفقت بخاطرة مبدأها خطأ أن السفر سعادة… 
فما أصبت فمن الله وما أخطأت فمن نفسي والشيطان والسلام…