الخميس، 3 يناير 2019

جولة رحال الخبر لقرية أم رضمة ذات التميز التضاريسي والتاريخي

*جولة رحال الخبر لقرية أم رضمة*
من الجميل التعرف على مواقع مهمة في جزيرة العرب وخاصة مافيها تاريخ وطبيعة مختلفة ..
وها انا اليوم أزور مركز ام رضمة التاريخية والتضاريسية المميزة…
فاذا لدينا هنا في أم رضمة تميز من ناحيتين (تميّز تاريخي وتميز تضاريسي).

فلنتحدث عن ذلك الجمال والتميز بشئ من الأختصار لنوسع افاق المعرفة لتاريخ من مواقع في بلادي…

*ميزة ام رضمة التاريخية*
لعل موقع ام رضمة والذي سجله التاريخ كوقعة "معركة أم رضمة" أو "معركة المسعري" تلك المعركة التي حدثت بعد معركة السبلة الشهيرة ولكن هذه بقيادة ابن فيصل الدويش وليس هو.
حدثت يوم الأربعاء11 سبتمبر 1929م / 7 ربيع الثاني 1348هـ.
بين قوات حركة الإخوان النجدية المكونة من قبيلة مطير ، وقبيلة العجمان بقيادة عبدالعزيز بن فيصل الدويش الإبن الأكبر لفيصل الدويش شيخ مطير من جهة وبين قوات مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها  بقيادة "عبدالعزيز بن مساعد بن جلوي" أمير "منطقة حائل" تسانده أكثر من 4 قبائل من جهة آخرى.
وحدثت بالذات عند آبار "أم رضمة" ، وهنا في أم رضمة انتهت المعركة أيضا وبإنتصار مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها وقتل "عبدالعزيز الدويش" وجيشه، وهم مدفونون في مقبرة ام رضمة وعددهم نحو500 شخص.

وسبب خسارة الدويش ان عبدالعزيز الدويش صغير السن( 25سنة) لم يستمع لنصيحة النائب والاكبر سنا وخبرة منه "فيصل بن شبلان" والذي لم يتحرك لأم رضمة لمعرفته بالكمين ونجا مع 150 من جيش الاخوان
مع ذكر ما استولى عليه الدويش قبل المعركة على قطعان كبيرة من الجمال تعود لشمر والعمارات، واستولى أيضاً على قافلة سعودية  تحمل زكاة من حائل قدرها 10,000 ريال.
وقد قتل جميع جيش الدويش بسبب تحكم وتمركز "بن جلوي" وجيشه في منخفض ام رضمة وصخورها الطبيعية حولها .

*التميز الثاني التضاريسي*
وام رضمة تتميز باحتوائها على منخفض يجمع مياه الأمطار بالشتاء لترتوي نتيجة امتلاءها بالمياه كل ابارها العديدة والتي تحمل علامة الدهشة لطريقة حفرها وسط تلك الصخور القوية، كما أن اسمها اخذته من الرضم الصخر الصلب الذي تتواجد القرية وسطه دون تواجده بالمناطق حولها. 

*أم رضمة اداريا*
وتتبع ام رضمة حاليا وبالنسبة كإداريا لمحافظة "رفحا" التابعة للحدود الشمالية .
وتقع ام رضمة جنوبا شعبة نصاب حوالى 25كم بطريق معبد جديد
وتبعد عن رفحا 150كم تقريبا وعن لينة 95كم عن طريق الحدقة بطريق معبد،
وعن الحفر 135كم تقريبي .

*منطقة أم رضمة وقت الربيع*
وبما أن ام رضمة تعتبر وجهة سياحية برية ربيعية لذلك لابد التحدث حول اهم مايميزها وهي "اهم الفياض" حول ام رضمة وهي:

(فيضة الهرارة شمال الهجرة 10كم)
و(فيضة أم نصلة شرقا عنها)
وكذلك (فيضة الشيخ جنوبا بشرق) وكذلك مجموعة من الفياض الصغيرة حولها وحتى الحدقة جنوبا
أما أهم الأودية التي تمر عليها…
فهي (شعيب غنيم) و(شعيب مديسيس) و(شعيب مغطي) وكلها تنحدر لجهة الشمال الشرقي باتجاه الحفر..
واليكم صور بعض مما التقطته عدستي لمركز أم رضمة تحياتي #رحال_الخبر

الاثنين، 31 ديسمبر 2018

قرية كمزار كما رآها الرحال-رحال الخبر1439هـ

*قرية كمزار كما رآها الرحال*..

كمزار قرية عربية من قرى منطقة رؤوس الجبال والتي تسمى رأس مسندم...
ذات الطبيعة الوعرة القاسية وطرق الوصول لقراها صعبة لذلك يستخدمون البحر في النقل كونه الوسيلة الأفضل والأسهل.
وهي حلقة وصل بين منطقة الأعاجم في بلاد فارس والبلوش وباكستان وبين جزيرة العرب.
يسكنها قبائل الشحوح وهم عرب أقحاح يرجع أصلهم لأزد العربية المهاجرة من بلاد زهران ...
وقد سكنو هذه الديار في رؤوس الجبال وسكنو أيضا في المنطقه الشرقية المقابله لراس مسندم و هي منطقه بلاد فارس والتي تسمى حاليا ايران.
وقبائل الشحوح انتشروا في المناطق العمانيه و مناطق القواسم وايضا في منطقه بلوشستان قديما وبلاد فارس .

*الطريق الى كمزار*
والطريق الى كمزار لايكون الا عبر البحر وقد استأجرنا احد القوارب من مدينة خصب عاصمة رأس مسندم ذهاب ورجعة بسعر 700ريال واخذ نصف ساعة للذهاب ومثلها بالعودة مع اخذ المرور بجزيرة التلغراف وهي جزيرة حجرية ناتئة صغيرة قد استعملت من قبل الانكليز في أن تكون محطة لكيبل التلغراف الآتي من الهند لآمارات الخليج العربي مع مرورنا على بعض القرى حولها وصد صادفتنا اسماك الدلفين التي تسبح بمجاراة القارب هي والسلاحف في بحر صافي جدا ومرورنا على المنحدرات السحيقة للجبال الصعبة المراس وقد اتخذت طيور الغاق الأسود( اللوهة) اعشاشها واتخذت تجاويف الصخور مسكنا لها.
وفي طريقنا مررنا على ثكنة عسكرية عمانية كبيرة تطل على الواجهة الشمالية لسواحل رأس مسندم .
كان وصولنا لكمزار وهي بالحد الأبعد ونهاية الرأس المسمى رأس مسندم وتعتبر هي الوصلة للبنادر الفارسية والبلوشية ليس بينها وبينهم الا مضيق بحري يسمى (مضيق هرمز) وفيه نقطة تعتبر الأعمق في الخليج العربي اذ يصل العمق لمائة متر.

*وصف لقرية كمزار*
قد زرت القرية وتجولت في أزقتها الضيقة ومنازلها المتراصة ذات الأربعة آلاف نسمة تقريبا يهجرهاسكانها في القيظ ليسكنو العاصمة "خصب" ثم يعودو إليها في الخريف من كل عام .

*سبب تسمية كمزار*
الأول للمسعودي .. الذي أشار في كتابه مروج الذهب حول تفصيل الأسم كم زار هذه البلد من بشر ..؟ ،و أوضح أن بطرح هذا السؤال البسيط ستجد نفسك أمام المعني الأقرب لأسم البلد .
وهناك رأي آخر حول التسمية ،و لكن يرفضه أهل القرية ..تقول رواية أن كمزار أسم مركب يُعود لملابس أهل القرية الذين سكنوها قديماً و كان يرتدون قبة برأسهم ،و إزرار يغطي جسدهم ،و كان يطلق على ذلك كمه ووزار ،وأهل القرية رفضوا هذه الرواية .

*حقيقة لغة كمزار*
قرية كمزار عربيه وهي واحدة ضمن قرى عديدة في رأس مسندم وويوجد فيها تلك اللغة التي أشتهرت فيها "اللغة الكمزارية" وليست كمزار فقط من يتحدث أهلها اللغة الكمزارية بل هناك العديد من القرى كذلك ، وأما الأصل فأنهم كلهم يتحدثون اللغة العربية.
واللغات التي تكونت فيما بعد وكما نسمعها ويطلق عليها اللغة الكمزارية فقد حدثت بفعل العلاقه المستمره من التجارة والعمل المشترك بينهم وبين البحاره من اهل فارس و ايضا اهل باكستان و ايضا الهنود وبعض المصطلحات الغربية.
كما هو حاصل مدن الخليج العربي ، فهناك الكثير من الكلمات التي يتحدث بها اهل الخليج مأخوذة من اللغه الفارسيه او اللغه التركيه او اللغه الهنديه و بعض اللغات ايضا الانجليزيه ، وهذه من عادات اهل السواحل من هذه الامور باختلاط الكلمات ، وربما تكون كمزار قد زادت في مفرداتها الاجنبيه عن لغتها الام وتميزت بتلك اللهجة الخليط مع سرعة الحديث حتى يظن الظان أنها لغة جديدة.
وللمعلومية كما زرتهم سابقا أنهم يتحدثون لغتين ...
واحده للعرب كما نفهمها وكما تحدثنا معهم...
ولغة مختلطة المصطلحات يتحدثون فيما بينهم مع أهل البحر ، وقد دققت في بعض من تلك الكلمات في لغتهم فوجدتها عربية القوام قد أختلطت بمصطلحات غير عربية مع السرعة في نطقها.
ويرجع أصل تلك اللغة الخليط لحاجتهم وأستخدامهم لتلك المصطلحات ليفهمو البحارة القادمين من مناطق غير عربية وبسبب تواصل هذه القريه مع مناطق قريبه منهم في بلاد فارس و الهند وباكستان كما أن التجاره المستمره بينهم أوجدت تلك اللغة ، وأيضا فإن سكان كمزار يعتبرون حلقه الوصل بين البنادر (البندر هو الميناء) الاخرى الغير عربية .

*خطر إبراز اختلاف اللغة*
من العجيب كما هو الحاصل في كل المناطق العربية محاولة التشرذم والتفكك والنيل من لحمة البلد الواحد وذلك بإبراز المختلف فيها وهو في كمزار قد استخدمت اللغة للنيل من سيادة البلد وهي ذريعة للاستقلال عن عمان والنيل منها وللأسف قد ينحر المخدوعين لتلك الأصوات كون لديهم لغة غير عربية ويطالبون بالإنفصال عن عمان نظرا لهذا الفارق، وربما هي أفكار فارسية أو نتيجة طلب الإمارات بها ...
لكن في الغالب أنها نزعة انفصالية استخدمت اللغة مفارق ونتيجة لتلك المطالب ولكن عمان بساطتها وقوتها لا تسمح لتلك الأصوات من النيل من عروبة رأس مسندم وأهله ..

*قبور ومساجد القرية*
أما قبورهم في بيوتهم فهذا ليس صحيح ، فقد زرت القرية وقطعتها تجوالا من الساحل للجبل فما رأيت الا بيوتا ومساجد والمقابر التي رأيت اما بعضها مسور أو بعضها بلا أسوار نتيجة إحاطته بالمنازل.
وربما ضيق المكان الذي توجد فيه قرية كمزار هو ما جعل كل شئ قريب من بعض فطرقهم ضيقة والوادي يشق أرضهم نصفين والجبال تحيط بهم.
لذلك كل شي قرب بعض ويوجد في القرية مدرسة ومبنى الادارة المحلية مع مسجدين واضحين المعالم يشاهد منارتهما من بعيد ويوجد مقبرتين في القرية إحداها قرب المسجد وفيها ضريح مقبب وهي مسورة سور بسيط ، والأخرى قديمة على جال الجبال ولم ارى أي قبر داخل منزل في كمزار.
هذا مختصر لما رأيت وشاهدت في زيارتي لكمزار التي حيكت حولها الاساطير ولعل الرحالة ينقلون ماشاهدوه وماعايشوه نقلا بسيطا يصلح كونه دليل عن كل المشاهدات للآخرين.
وهي امانة وتزكية للترحال نحاول من خلال التدوين تزكية رحلاتنا لدول العالم…
اسأل الله العون والرضا والاستعانة به من كل صعب المنال والبعد عن كل شر وظلال ونيل الفوائد الطوال بسفراتي وتجوالي والترحال.

مع تحيات اخوكم
#الرحال_وائل_الدغفق