الأحد، 13 فبراير 2022

الدروب التجارية القديمة شرق الجزيرة العربية وبالخليج العربي للعالم اعداد الرحال وائل الدغفق-رحال الخبر 1443هـ


إعداد وترتيب رحال الخبر-وائل الدغفق
الدروب التجارية في جزيرة العرب 

وخصوصا بالمنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية… 

مجرد أن نعرف أهمية المنطقة المحاذية لسواحل الخليج العربي قديما وحديثا وتنقل القوافل التجارية في ممرات ودروب، شقت طريقها إما براً أو بحراً لتمد جسور التجارة الأولى بين الشرق والغرب ، ولتكون شواهد تاريخية لعلاقة الإنسان قديما للبيع والشراء.
وسواء على ظهور الإبل أو عبر عربات تجرها الخيول والحمير إلى سفن شقت عُباب الخليج العربي، لتنقل البضائع بين الأقطار المواجهة للسواحل.
ولنعلم اهميتها فقد انتقلت تلك البضائع من شواطئ الهند الغربية الى الخليج العربي وصولاً إلى جنوب الجزيرة العربية والبحر الأحمر فمصر والقرن الإفريقي.
وكانت القوافل البحرية تحمل التجارة البينية بين تلك الأقطار… من التوابل والذهب والفضة والأخشاب والأحجار الكريمة كاللؤلؤ والمواد الغذائية من زيت الزيتون والأقمشة والقطن والحبوب والتمور بين موانئ الخليج من البصرة شمالا لمسقط وجوادر جنوبا .

والجزيرة العربية كانت ملتقى القوافل البرية القادمة من اليمن باتجاه الشمال مرورا بالحجاز ونجد من جهة ومن مسقط للاحساء الى دارين والبصرة من جهة أخرى ...
 الدرب الاول والأشهر بين ساحل الخليج واليمامة (نجد) 

درب الجودي
بداية قد اشتهر بيت لصناجة العرب الشاعر الأعشى ميمون بن قيس وهو من بلدة منفوحة وهي حاليا حي من احياء الرياض البيت القائل :
يمرون بالدهناء خفافا عيابهم

ويرجعن من دارين بجر الحقائب


            درب الجودي من دارين الى اليمامة

وفيه يصف الأعشى القوافل المتجهة من اليمامة الى فرضة جزيرة دارين وعبر صحراء الدهناء الخالية الوفاض، لتعود لليمامة محملة بالبضائع من العطور والأطياب خاصة المسك والعنبر والعود الأزرق والأفاويه المتنوعة.
ودرب الجودي يفدأ من دارين لمنطقة الدرعية بالشرقية فجبل جودة بوادي الستارين ثم رماح وروضة خريم لتحدر من العرمة على البويبات فالرياض وبلداتها القديمة منفوحة والاعشى وووادي حنيفة..
 ولعل وجود الموانئ التجارية الثلاثة والمتمثله في [ميناء جزيرة دارين وميناء العقير و عينين] الأخير في (الجبيل)، واللاتي تمثل حلقة الوصل بين أسواق الشرق الأقصى كالهند وبلاد فارس مع شرق الجزيرة واقليم اليمامة، مثل :

درب مزاليج 
وهو درب يصل بين اقليم اليمامة واقليم الاحساء الغني بثرواته الزراعية من جهة الشرق و مينائه العقير المشهور في ثنايا التاريخ. 
ودربه وعر برمال مزعلات التي تجعل من القوافل تبعد عنه صيفا وتتخذ من الجودي ممرا مريحا.. 
                    دربي مزاليج والجودي 

درب الكنهري
وهناك درب مطروق آخر يسمى درب الكنهري ينسب الى عوينة كنهر (كنهل قديما) يبدأ من ميناء عينين (الجبيل حاليا) مغربا الى معقلا ومن ثم يتصل مع درب الجودي في رماح متجها الى اقليم اليمامة.
 
                   درب الكنهري تفصيليا 

تفصيل درب الجودي بالمحطات بداية من دارين

أولا: أهمية ميناء جزيرة دارين
وكما ان دارين تعتبر «المحطة الاولى» لخروج القوافل لوسط الجزيرة بنقل البضائع الآتية بحرا من فارس والهند وافريقيا ، فلنعرف عن دارين وأهميتها. 
بداية كلمة «الداري» تنسب للعطار وأتت من نسبتها لدارين .
صورة لنقعة بلط للسفن في دارين اخذت الصورة عام1350هـ 

وهي بلد ينسب العطر إليها - كما قال ابن خلدون :
«دارين : هي من بلاد ينسب إليها الطيب , كما تنسب الرماح إلى الخط , بجانبها , فيقال : مسك دارين ورماح الخط.» 
يرى بالصورة قلعة الفيحاني على السيف في مدينة دارين 

وقال الشيخ حمد الجاسر في المعجم الجغرافي للمنطقة الشرقية : «ولقد كانت دارين أشهر موانئ البحر العربي الشرقي , ومنها تصل بضائع الشرق إلى مختلف أنحاء الجزيرة , من الأقمشة و أنواع الطيب و الأفاويه والأسلحة كالرماح والسيوف وغيرها , لأنها تقع على ساحل تصل إليه السفن بسهولة ويسر , لعمقه , ولقلة الحواجز الصخرية التي تعوق سير السفن , أو تسبب لها الضرر عند الاصطدام بها بالنسبة للموانئ الأخرى القريبة منه.»

 المحطة الثانية لدرب الجودي من بعد دارين وبعد اجتياز واحة القطيف والظهران وقرى الخط وشرق البيضاء تصل القوافل وهي… 
«مناهل درعية» الشرقية وهي ناحية جميلة تنتشر فيها صيران النخيل، قريبة الماء، اندثرت آثارها بعد أن غادرها المريديون الى حجر اليمامة عام 850 هجرية تقريبا. 

«فالمحطة الثالثة» لتواصل القوافل السير تسمى
«منهل صلاصل»
وهو الواقع في الجوف الذي احتكم فيه حيان من العرب عند الخليفة الراشد عمر بن الخطاب، وقضى به عمر رضي الله عنه لبني عامر بن الحارث من عبدالقيس… 
قال عنه ياقوت الحموي في معجم البلدان مانصه :
«هو ماء لعامر في واد يقال له الجوف به نخيل كثيرة ومزارع جمة.»
وبعد صلاصل تتجه القوافل «للمحطة الثالثة» وهي
«آبار جودة»
وهي التي نسب لها هذا الدرب لأهميتها، لأنه لا يوجد مناهل بعدها في الصمان أو الصلب أو الدهناء حتى ترد منهل رماح، ماعدا بعض ملازم المياه او الدحول.
ومابعد رماح الأمور سهلة.. 

يقول الشيخ حمد الجاسر في المعجم الجغرافي للمنطقة الشرقية : «وجودة من أشهر مناهل الطف - المنطقة المرتفعة الواقعة غرب وادي المياه ( الستار قديما ). وتقع جودة جنوب عريعرة وشرق جبل يدعى حمراء جودة , في جانب منخفض من الأرض , ممتده من الجنوب إلى الشمال بين جبلي مشيهب وحمراء جودة إلى قرب عريعرة. وفيها عدد من المناهل

طرق حديثة نسبيا للوالد والجد رحمهم الله وموتى المسلمين[نقلتها مشافهة منهم]

ولننقل الدروب حديثا او لنقل قبل انشاء الطرق… 
 فقد كان الوالد عبدالعزيز بن عبدالله الدغفق رحمة الله المتوفي عام 1436هـ عن عمر 95 عام ، يحدّثني عن سفراته بداية من الزبير الى الكويت ومنها للرياض أو للظهران بداية عمله في أرامكو ،وكان ذلك عام 1365هـ وعبر أحد طريقين … 
اما الطريق البحري بالخليج العربي وعبر سفن السنبوك أو الجالبوت من فرضة الكويت الى فرضة الجبيل.. 
أو الدرب البري عبر سيارات بارويجن او عنتر (انترناشيونال) من الزبير لسنام عبر الحماطيات لخباري وضحى فالقرية السفلى ثم رماح فالبويبات للرياض، او المسير عبر الكويت ثم الزرقاني فرأس مشعاب ثم السفانية وابوحدرية للجبيل ثم الظهران بمحاذات الساحل. .. 

وأما جدي الحاج عبدالله بن ابراهيم الدغفق رحمه الله والمتوفي عام1382هـ فقد ركب طريق الحاج البصري من الزبير للحج عام 1350هـ وهو طريق يخرج من البصرة والزبير عبر صحراء الدبدبة الرملية ، ليصل الى القرية السفلى وهي أول مناطق أرض الصمان ، ومنها عبرها حتى هجرة الارطاوية وآبارها الغنية ثم الى الزلفي وشقراء ثم عفيف الى الطائف فمكة المكرمة..
 
#الرحال_وائل_الدغفق 
#رحال_الخبر 
#رودRK