الجمعة، 6 ديسمبر 2019

واحة الأحساء واحة وساحة بين مدر ووبر

سوف اضيف سرد تاريخي لمنطقة الأحساء. 
وليكون مسارا لموضوع مميز تاريخي من الدرجة الأولى ويعتمد عليه في تفاصيل جميع الأحدتث التي وقعت بالأحساء تحت عنوان
واحة الأحساء واحة وساحة بين مدر ووبر
سرد تاريخي بالمسار الزمني لواحة الأحساء

#الرحال_وائل_الدغفق 

بسم الله وبه المستعان 
يعتبر أول من سكن الأحساء أو البحرين أو هجر (الأقوام الفينيقية)   وهي (احد فروع الكنعانيين) وانتقلوا منها إلى ساحل البحر المتوسط واستقروا في لبنان وفلسطين 
وعلى أثر هجرتهم استقر مكانهم (الجرهائيون) وهم فرع من (الأقوام الكلدانيه) 
وسكان الإحساء القدامى خليط من قبائل عربية متعددة ترجع أصولها إلى ثلاثة قبائل رئيسية: 
1- قبيلة بني عبد القيس 
2- وقبيلة بكر بن وائل 
3- وقبيلة بني تميم .
واليكم الأحداث التي غيّرت الخارطة السياسية بواحة الأحساء تاريخيا: 

بدايةً أول الهجرة1/1/1هـجرية
دخلت كل تلك القبائل التي سكنت هجر أو مايطلق عليها البحرين وحاليا الأحساء في الإسلام على يد الصحابي )
(العلاء بن عبد الله الحضرمي)  والذي أرسله الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الإحساء فأسلم على يديه بعض سكانها وصالحه الباقون على دفع الجزية. 
وظلت تتبع لمقر الخلافة الإسلامية في الحجاز أو في الشام أو في بغداد .
أحداث عام286هـ 899م
وهي أحداث حدثت في زمن الخليفة العباسي (المعتضد بالله) 
 فقد خضعت الإحساء لبداية حكم القرامطة وإلى رجل يدعى (أبو سعيد الجنابي)  والذي هدد الدولة العباسية آنذاك فزحف على البصرة مع مجموعة من القرامطة والاعراب سنة286هـ 899م وحاول الاستيلا عليها لكن المعتضد منعه ، ثم عاد للأحساء والتي تسمى البحرين .
كما في نفس السنة أسقطت دولة(العيّاش)  من قبل القرامطة في القطيف وكانت دولة العيّاش تحت حكم  (يحيى بن العياش)   والذي سبق أن هاجم معسكر (الأمير السلجوقي كجكينا) 

أحداث عام 317هـ 929م
في هذا العام من سنة 929م تم استحلال القرامطة لمكة وسرقة الحجر الأسود ..
وتم حفظه في الجش بمنطقة مازالت باقية اسمها (الجعيبة)  بالقطيف بمنطقة غرب قرية الجش غرب القطيف. 
ثم بنى القرامطة بجانب مدينة الإحساء والتي خربها القرامطة وبنوا مدينتهم التي أسموها (الهفوف)   وهي المدينة الجديدة على أنقاض مدينة الاحساء وصارت قاعدة لهم .

أحداث عام319هـ 931م
ففي هذا العام بدأ العد التنازلي لسقوط القرامطة بعد أن وضعو والياً بجزيرة البحرين من اصل فارسي ,كان يعتقد أنه المهدي وثم سب النبي محمد واحدث فتنة عجلت بسقوط القرامطة والتي كانت تحت حكم القرمطي (أبوطاهر الجنابي) 

أحداث عام 359هـ 969م
في هذا العام ضمت الدولة الفاطمية مصر تحت حكم المعز وأيضا ماتبقى من حكم القرامطة بعد تهديدها القوي لهم بتسليم الحجر الأسود لمكة. 

أحداث نهاية القرن الرابع الهجري
وهو عام 1000م حيث ذكر ابن خلدون في تاريخه: أن  (الأصغر أبا الحسن الثعلبي)  زعيم بني ثعلب في الإحساء قد تحالف مع  (بني مكرم)  رؤساء عمان لطرد القرامطة، فاستولى بنو مكرم على عمان والأصغر الثعلبي على الإحساء وخطب فيها للخليفة العباسي.. 

أحداث عام466هـ 1073م
تم القضاء نهائيا في عام 1073م على القرامطة وذلك بيد  (عبد الله بن علي العيوني)  من بني وائل وتمكن من إزالتهم بعد أن ارسل وفودا للخليفة العباسي  (القائم بأمر الله)    والسلطان السلجوقي (ملك شاه)    يطلب منهم المدد لمواجهة القرامطة، فرحب به السلطان  (ملك شاه) فقد كانت فرصته لكي يفرض سيادته على الإحساء ومنها على باقي إقليم البحرين، ولكي ينتقم من  (يحيى بن عايش)   جراء مافعله بقائده (كجكينا)  وبجيشه عام 286هـ 

ومن شخصيات المنطقة التي عاشت في الزبنة
والزبنة تل رملي مرتفع يقع شرق الأحساء بين العقير والظهران وعلى الساحل مباشرة. 
منهم (عايش بن زبينة)   بن عوف بن بن عياش بن ثعلبة الى  بن عميرة بن أسد وهم (العمارات) اليوم بعنزة ، وكذلك العيّاش هؤلاء في الدهامشة ، فكلهم عبد قيس ، لان عميرة دخلوا في عبد القيس في الجاهلية وتحالفوا تحت مسمى حلف (العمور) ، ثم جُدد هذا الحلف بعد سقوط دولتهم العيونية في عام 636 هـ ـ تحت مسمى (ضنا بشر)   ، تيمناً ببشر الجارود الجذمي العبدي .
 والزيد لا يزالون الى اليوم في بني عايش ، وكانوا الزيد هؤلاء بالجاهلية قد دخلوا في بني تيم بن ثعلبة كما ساق ذلك بن الكلبي في الجمهرة ـ ولكن الذي يتضح لي أنهم عادوا مرّة أخرى بعد الاسلام الى أهلهم وبني عمومتهم وذويهم العيّاش او بني عايش وذلك من خلال اسم الزيد الذي لا يزال موجوداً الى اليوم وكذلك أسم أحفاد الفاتك عبيد الله بن ضّبيّان بينهم في بني عايش او العياش كما عرفوا اليوم . ولا تزال أرض زبينة الى اليوم بالمنطقة الشرقية ويقال لها (زبنة ظلوم).


ثم تتابع على حكم الإحساء العديد من الأقوام والأسر منهم( العيونيون, آل زامل الجبري , آل مغامس ) 

أحداث عام 927هـ 1520م
في هذا العام خضعت الأحساء ومدنها كالقطيف وتاروت واوال والدمام  للاستعمار البرتغالي فاحتلوها حوالي سنة 1520م… 
ثم تم طلب المعونة من الدولة العثمانية في عهد السلطان (سليمان القانوني)  والذي كان قد أرسل إلى الخليج العربي حملة بحرية بقيادة (محمد باشا فروخ)   الذي استطاع انتزاع الخليج العربي من أيدي البرتغاليين فاحتلت قواته القطيف سنة 1550م ثم زحفت بعد ذلك إلى منطقة الهفوف عاصمة الإحساء فاحتلتها وعين حاكما عليها, وتوالى على حكم الإحساء عدد من الحكام الأتراك كان اخرهم عمر باشا الذي أطاحت به ثورة محلية قادها براك بن غرير زعيم بني خالد سنة 1670م فأسس أسرة حكمت البلاد حتى سنة1795م

(أحداث عام1081هـ 1670م)
 ولم يدم حكم العثمانيين في الإحساء طويلا إذ ثارت عليهم قبيلة بني خالد بقيادة زعيمها (براك بن غرير)  الذي استطاع طرد العثمانيين من بلاده ونصب نفسه ملكا على الإحساء والقطيف سنة 1670م وتمكن أبناؤه وأحفاده من بعده أن يؤسسوا دولة قوية في هذا البقاع مدة من الزمن قاربت المائة عام. 

أحداث عام1208هـ 1793م
 ظهرت الدعوة السلفية التي نسبت للشيخ (محمد بن عبدالوهاب)  وعلى يده مشاركة مع الامام (محمد بن سعود) في نجد فثار نزاع بين آل سعود حماة تلك الدعوة وزعماء بني خالد وانتهى ذلك النزاع بتغلب آل سعود فاخضعوا الإحساء لحكمهم حوالي سنة 1793م  ,وبعد ذلك استطاع آل سعود من أعادت البحرين إلى الإحساء وكونوا من هذا الإقليم وحدة سياسية تابعه لهم فجعلوها ولاية شبه مستقلة ووضعوا عليها عاملا من قبلهم هو عبد الله بن عفيصان واتخذ من البحرين مقرا لإدارته وسكن ايضا (قلعة الدمام)  وسميت قلعة بن عفيصان في احد فتراتها الذهبية .
ومن قاعدتهم في الإحساء بدأوا التطلع للتوسع في بلدان الخليج العربي شمالا وجنوبا.

أحداث عام 1234هـ 1818م
بات خطر تعاون دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب مع الامام محمد بن سعود يهدد أقاليم الدولة العثمانية المجاورة كالعراق والحجاز والشام لذلك جاءت الأوامر من استنبول إلى والي مصر (محمد علي باشا)   بتسيير حملة للقضاء على عرش آل سعود فتمكن ابنه (إبراهيم باشا) من احتلال الدرعية عاصمة الدولة السعودية الأولى سنة 1818م  ثم توجه إلى الإحساء فاحتلها واسقطت حكم ال سعود,  ولم يدم وجود القوات المصرية في الاحساء طويلا إذ انسحبت تلك القوات سنة 1819م بفعل الضغوطات البريطانية. 

 بعد ذلك تلت فترة حكم الإحساء استقرارا محليا على يد بني خالد ولكنهم ما لبثوا أن هزموا مرة أخرى على يد ال سعود ,.

احداث عام 1235هـ 1819م
بعد حروب تدميرية بريطانية ضخمة وبمساندة عمان وفارس ضد رأس الخيمة بقيادة (حسن بن رحمة القاسمي)  والذي مني بخسارة حليفه السعودي بعد انهزامهم من قبل (ابراهيم باشا)  ورغم صمودهم في رأس الخيمة وبسالتهم في غزو موانئ الهند لضرب الاساطيل البريطانية الا ان (حسن بن رحمة)  لم يتمكن من مواجهة كل تلك الجبهات (عمان وفارس وبريطانيا) ولعل السبب الرئيسي هو عدم وجود حماية لظهره في البر لقوات الامام (محمد بن سعود)  الذي كان يشاركه مع امير القواسم (صقر بن سلطان القاسمي)  بدفع الاموال والخمس نظير حلف قوي معه وبسالة القواسم تشهد لها ارضهم في قصص دامية لحرب الايام الخمسة .

احداث عام 1236هـ 1820م
بعد سقوط اخر معاقل ال سعود في الجزيرة العربية وسقوط رأس الخيمة واسطولهم المرعب للغرب واستيلاء بريطانيا على الساحل الخليجي وضع ساحل عُمان أو امارات الساحل المتصالح أو الساحل المُهادن وبالإنجليزية: 
(Trucial States).
وكانت تُعرف قبل ذلك عند الإنجليز بساحل القرصان: 
 (Pirate Coast)
واستمرت معاهدة الخليج المتصالح والاحتلال البريطاني من 1820 حتى 1971م لما يطلق عليه ساحل عمان والامارات العربية حاليا. 

أحداث عام1256هـ 1840م
كانت الأوضاع الداخلية بالإحساء وتطوراتها حتى عام1871م 
والتي خلفت انسحاب  القوات العثمانية من نجد والإحساء سنة 1840م وأخلفت ورائها (خالد بن سعود بن عبدالعزيز)   أميرا للبلاد الذي زحف نحو الإحساء سنة 1841م وأصبحت تحت نفوذه بالرغم من المعارضة البريطانية آنذاك  ولكن أطيح به في نفس العام من قبل (عبد الله بن ثنيان)  الذي اتهمه بالتبعية لوالي مصر محمد علي باشا وهرب إلى الإحساء محاولا اتخاذها مقرا لمقاومته
 وأسرع الثنيان لاحتلال سواحل الإحساء وعين واليا من قبله عليها وتطلع للتوسع في بلدان الخليج العربي ولكن حكمه واجه صعوبات لأن السكان بدأوا يتذمرون من الأعمال التي يرتكبها ضدهم 
 وأسدل الستار عن سياسته التوسعية بعودة (فيصل بن تركي آل سعود)   من منفاه في مصر وتسلم الحكم أوائل سنة 1843م, فعمل فيصل لاستقطاب أتباعه في نجد وتمكن من السيطرة عليها وكان هدفه المرحلي احتلال الإحساء لأنها قاعدة للتوسع في بلدان ساحل الخليج العربية إضافة لمكانتها الاقتصادية وخيراتها العميمة ,ولكي يتمكن من أداء دوره بشكل أفضل في حكم نجد والإحساء أبقى على اتصاله الودي مع الدولة العثمانية مؤكدا تبعيته للسلطان العثماني .
وفي أوائل سنة 1844م بدأ فيصل بإعداد قواته لإخضاع عشائر الاحساء فبدأ بمدينة القطيف ثم الهفوف وحصن الدمام (قلعة الدمام) وقام بتعيين واليا قديرا على الاحساء ,ونَعِمَتْ الإحساء والمناطق المحيطة بها بالسلام تحت حكم فيصل حتى سنة 1865م إذ شهد هذا العام وفاته بعد عهد طويل كرّسه لبناء الدولة السعودية الثانية فكانت الإحساء أهم أقاليم دولته فمنها قارع القبائل المتمردة ومن موانئها انطلق يوسع رقعة نفوذه في عمان والبحرين , لذا نرى تعرض موانئ الإحساء بعد وفاته إلى قصف مدفعي بريطاني احتجاجا على سياسة فيصل التوسعية التي كان قد انتهجها في المنطقة.  

أحداث عام1282هـ 1865م
   كانت هذه السنة وفاة (فيصل بن تركي ال سعود)  وخلف فيصل بعد وفاته أربعة أبناء هم (عبد الله ,سعود,محمد,عبد الرحمن) وكان عبد الله اكبر الأبناء وأقربهم له ويعتمد عليه بتصريف شؤون الدولة وقيادة جيوشها ،فلما أحس فيصل بضعفه في حزيران سنة 1865م قام بتعيين ابنه عبد الله وريثا للعرش بشكل رسمي .
وأدرك عبد الله منذ الوهلة الأولى لاستلامه العرش أن عليه استرضاء بريطانيا فأعلن رغبته في صداقتها واحترام مصالحها في المنطقة .
ومع ذلك شهدت مدة حكم عبد الله حربا أهلية طويلة مع أخيه سعود الذي طلب في باديء الأمر من أخيه إقطاعه إحدى المقاطعات لأدارتها فجوبه بالرفض فحدثت بذلك جفوة بين الأخوين وراح سعود يتحين الفرص للظفر بأخيه وبدأ بإعداد قواته لإخضاع نجد ولما علم عبد الله بذلك سارع بتشكيل قوه بقيادة أخيه محمد لملاقاة سعود وجرت معركة جنوب نجد كانت الهزيمة فيها لجيش سعود الذي فر هاربا إلى بادية الإحساء لتجميع حلفائه ,وفي سنة 1867م كانت قبيلة العجمان قد أعلنت تمردها ووقفت بجانب سعود في صراعه مع أخيه عبد الله الذي قام بأعداد حملة وقبض فيها على زعمائهم وألقى بهم في السجون وقام بتعيين والي جديد على الإحساء, وراح سعود يبحث عن شركاء جدد فحصل على مساعدة شيخ البحرين الذي شجعه للعمل ضد أخيه مما أعطاه زخما اضافيا فاتصل بقبائل الإحساء من العجمان وال مرّه وبني خالد وغيرهم وتابع استعداداته من البحرين لاحتلال الإحساء .وتم له ذلك فوصل لها برا بعد زحفه نحو مدينة الهفوف عاصمة الإقليم فاستولى عليها وأصبح بذلك سعود سيدا للجزء الشرقي من الجزيرة العربية .

أحداث عام 1288هـ 1871م
شهدت سنة 1871م  عودة القوات العثمانية واحتلالها لإقليم الأحساء وبقيت تحت حكمهم 42 عاما حتى سنة 1913م.  
والسبب في وجود العثمانيين بالأحساء في سنة 1871م، هو زحف (سعود بن فيصل)  بقواته من الإحساء قاصدا احتلال الرياض مدينة الحاكم (عبدالله بن فيصل)    فجوبه بقوات أخيه عبد الله محاولا منعه من احتلال الرياض  أو التقدم بإتجاه نجد , لذلك سارع عبد الله بإرسال مبعوث إلى والي بغداد (مدحت باشا)   عارضا عليه مساعدته ويعلن تبعيته للباب العالي وعلى الرغم من ذلك تمكنت قوات سعود من احتلال الرياض بعد هروب قوات أخيه منها. 
وبعد استقراره فيها راح يكاتب رؤساء البلاد في نجد وباقي المناطق لتقديم الولاء له فوفد منهم الكثير لمبايعته فأصبح بذلك سيد نجد والإحساء.. 
وبنفس الوقت تحركت القوات العثمانية إلى نجد لإعادة عبد الله للحكم .
فتحركت قوات عسكرية عثمانية قوامها خمسة أفواج من الفيلق السادس العثماني بقيادة (نافذ باشا)  الذي زحف معززا بقوات شيخ عشائر المنتفق ونقيب أشراف البصرة كما التحق بالحملة شيخ الكويت (عبد الله الصباح)  الذي رافق الحملة بحرا وقاد أخوه الشيخ مبارك قوات كويتية برية
فاحتلت القطيف والإحساء والهفوف دون مقاومة تذكر… 
وتقدمت الحملة بعد ذلك باتجاه مدينة الدمام فاحتلتها ووضعت فيها حامية عثمانية 
وبعد إكمال احتلال الإحساء راح (مدحت باشا)  يضع تشكيلا إداريا للإقليم أصبحت بموجبه الإحساء (متصرفيه)   يطلق عليها اسم (لواء نجد)   وجعلها تابعه (لولاية بغداد)   وعين قائد حملته الفريق (محمد نافذ باشا)   وقسمّ ذلك اللواء إلى ثلاثة اقضيه هي :
1- الهفوف وهي مركز اللواء ومقر إقامة المتصرف 
2- قضاء القطيف 
3- قضاء قطر وعين على قضاء قطر الشيخ جاسم بن ثاني كقائم مقام ويساعده قائد عثماني يشرف على الحامية العثمانية هناك. 

أحداث عام1291هـ 1874م
أسند هذا العام إلى (الشيخ ناصر السعدون)   متصرف البصرة وزعيم قبائل المنتفق مهمة تطبيق نظام الاداره في الإحساء فوقع اختياره على صهره زعيم قبيلة بني خالد ألموالية للعثمانيين وهو (بركه بن عريعر)   لتسلم منصب متصرف اقليم الاحساء. 
ثم عاد (ناصر السعدون)   إلى الاحساء بفعل ألانتفاضة التي اندلعت فيها بزعامة (عبد الرحمن بن فيصل)  أواخر سنة 1874م وتمكن السعدون من قمعها وعين ابنه (مزيد)  متصرفا للإقليم وبعد إقرار النظام عاد إلى البصرة في شباط 1875م فكافأته ألدولة العثمانية وعينته واليا على ألبصره بعد أن رفعت درجتها إلى ولاية في ذلك العام .
   وعمت الإقليم بعد ذلك انتفاضة في العام 1878 /1879م قادها عبد الله بن فيصل مع فئات من السكان تدين بالولاء لآل سعود فحاصر مدينة القطيف وكادت أن تقع بيده لولا الإمدادات ألعسكريه التي وصلت من العراق, ولمصالح مشتركة وقف البريطانيون إلى جانب العثمانيين لقمعها كونهم هم من يحكمون الساحل. 


أحداث عام 1309هـ1891م
ونتيجة الحكم العسكري وفرض المكوس ثار الناس على الحكم العثماني ، وحدثت انتفاضات متعددة قامت بها قبائل اقليم نجد وكان أولها الانتفاضة التي تزعمها (عبد الرحمن بن فيصل)  والد (الملك عبدالعزيز الموحد)  واخو (عبد الله بن فيصل)  الذي مر ذكره سابقا اذ عقد حلفا مع زعماء منطقة القصيم لمقاومة آل الرشيد ، إلا انه انهزم أمامهم في معركة (المليداء) غرب القصيم سنة 1891م مما اضطره إلى التنقل في بادية الإحساء وحاولت السلطات العثمانية استمالته لجانبها فرفض ذلك وغادر الإحساء متوجها إلى قطر ونتيجة للضغوط العثمانية على حاكم قطر تم طرده منها وغادرها متوجها بعد طلبه من الدولة العثمانية النزول في الزبير أو الكويت !!
فتمت الموافقة على مكثه  بالكويت وظل فيها إلى أن تمكن ابنه عبد العزيز من استعادة الرياض سنة 1902م 

 وبذلك كانت النتيجة الأولى للحرب الأهلية بين الأخوين هي ضياع الإحساء من آل سعود فبقيت تحت سيطرة العثمانيين حتى سنة 1913م  والى حين أن استولى عليها الملك عبدالعزيز سلميا لترجع كما كانت. 

أحداث عام 1332هـ 1913م
منذ ذلك العام تم فتح الأحساء تحت الملك (عبدالعزيز ال سعود)  وتم تسليم الواحة بلا قتال باتفاقية انسحاب قام بها العثمانيين وركوب البحر عبر ميناء العقير للبحرين ..
ولماّ أدرك العثمانيون انه لافا ئده من محاولاتهم باستعادة الإحساء بعثوا إلى عبد العزيز وفدا برئاسة طالب النقيب الذي كان يوما متصرف لواحة الأحساء فاجتمع به في مدينة (الصبيحيه)   جنوب الكويت في الأول من نيسان 1914م وانتهى الأمر بأن وافقت الدولة العثمانية على تعيينه واليا على نجد والإحساء وأصدر السلطان العثماني فرمانا سلطانيا  في 15 مارس 1914م ومنحه الوسام ألمجيدي الأول… 

وأسدل الستار عن الحروب والتقلبات الذي داهمت الأحساء لتستقر اليوم ومنذ 107 أعوام من الاستقرار والأمن ولله الحمد
ولعل أهم مدن الأحساء القديمة التي تتبعها اداريا والتي دار الحديث السابق عنها هي كالتالي :
(الهفوف والمبرز والطرف وجواثا والعقير والزبنة والمحرق والخميس والمنامة والظهران والقطيف ودارين والجبيل ومتالع وعتيق )
فما أصبت فمن الله وما أخطأت فمن نفسي والشيطان .
#الرحال_وائل_الدغفق 
#رحال_الخبر1440هـ