تراث وحكايات شعبية وراءها تلكم الأسماء الغريبة والعجيبة لبعض من الأكلات الجزائرية..
✍🏼:رحال الخبر وائل الدغفق
بسبب موقع الجزائر الجغرافي بين اوربا وافريقيا واسيا فقد تأثر المطبخ الجزائري بثقافات متنوعة قديمة مرت على الجزائر، أو التي حكمت البلاد ، فكما هو متعارف عليه أن رجال القبائل البربرية هم من أوائل سكان البلاد.
ويمثل تاريخهم بداية زراعة القمح، والذي يدخل في طهي العديد من الأكلات الجزائرية التي تعتمد على طريقة الطهي الفريدة والقائمة على الطبخ البطيء للحوم والخضراوات، وتسوية الحبوب على البخار، خاصة في مجتمع الصحراء.
بل من الممكن القول أن جميع الثقافات التي مرّت على الجزائر ممكن رؤيتها من على المائدة..
فمن البداية للبربر الى القرطاجيين الى الرومان وحتى الفتح الإسلامي، فقد تأثر المطبخ الجزائري بإدخال كمية من البهارات، كالزعفران والزنجبيل والقرنفل من جزر التوابل بشرق إندونيسيا، ثم جلب الزيتون (وزيت الزيتون)، والفواكه مثل البرتقال والخوخ عبر البحر الأبيض المتوسط من إسبانيا خلال الغزو في القرن السادس عشر، فتوارثت أطباق مختلفة متأثرة بالمطابخ العربية مثل الشكشوكة، والشخشوخة والبرانية، والكسكس.
والاوربية كالحلويات والاخباز المتنوعة، ومن الدولة العثمانية لتتمازج كل تلك الثقافات في شكل ولون جزائري مميز…
فمن طبق [طاجين الحلو] وهو مثال للتأثير الأندلسي، والمتكون من الفواكه الجافة أو الطازجة (الخوخ، المشمش، الزبيب، التفاح، الكمثرى، التفاح، واللحوم والتوابل والزبدة والعسل وماء أزهار البرتقال) ويتم تقديمه عادة للضيوف -ختاما للأكل- حلو المذاق بعد صف من الأطباق اللذيذة، وأحد الأطباق اللذيذة للاحتفال بشهر رمضان.
كما تعتبر مدينة قسنطينة بالشرق وتلمسان بالغرب مراكز الطهي الرئيسة بالجزائر، وذلك لتأثر مطبخهما بالتراث الأندلسي، والاوربي كما أن هناك مراكز أخرى للطهي الجزائري، يمكنك أن تتذوق بها أطباق طيبة مثل مدينة الجزائر العاصمة ، ومدينة العلماء بجاية، وكذلك سطيف، ومدينة العرب الاندلسيين وهران.
ويدخل في مكونات أطباق تلك المطابخ التوابل الجزائرية الشائعة كالفلفل الحار، والفلفل الأسود، الكمون، الزنجبيل، الشمر، الكراوية، اليانسون، البقدونس البري، النعناع، القرفة، والقرنفل، مع ما يميز المطبخ الجزائري باستخدام لحوم الضأن، والبهارات الحارة.
كما استمد المطبخ الجزائري من أكلات خاصة بنكهات عثمانية، حيث استمر الوجود العثماني في الجزائر لثلاثة قرون، ليترك أثره في وصفات جزائرية تجمع بين المكونات المحلية الراقية والوصفات التركية.
كما تُعد مائدة رمضان في الجزائر نموذجا حيا للتأثير التركي، بمختلف الأكلات مثل (الدولما، البوريك، الحلوى التركية، واللقم، والبقلاوة) حتى ذابت جميع تلك الثقافات والتي مرت على الجزائر من فوق مائدتها العامرة.
ومادمنا في المطبخ الجزايري فلعلنا نتحدّث عن أطباق جزائرية عجيبة التسميات غريبة الوصف ولعل ذلك يأتي في جذب المتذوق لها عبر أسمائها التي لاتوجد الا هنا…
اطباق ذات أسماء عجيبة:
فبعض من تلك الأطباق والذي كان يقدم فقط للطبقات الراقية والنبلاء، وفي بعض المناطق ويُسمى
[الباي وجماعتو او القاضي وجماعتو].
وهو طبق مشهور أكثر في الجزائر العاصمة.
وفيه يتم سلق الدجاج مع الحمص والبهارات، ثم تحميرها مع البصل جيدا، ثم توضع في الفرن بعد إضافة البيض.
وتتشكل بطبق مكون من قطعة لحم دجاج في الوسط وكريات لحم مفروم محيطة بها مع البيض المسلوق أيضا، ويقال إن النسوة اخترن هذا الاسم تمجيدا لمهنة القاضي كونها من أرقى المهن وأعلاها شأنا.
كما في الصورة ادناه…
[أصبع القاضي - الطرمبة].
وهي اسم حلوى تصنع على شكل أصابع، وسبب تسميتها القاضي يرجع ايضا لمكانة القاضي بالمجتمع الجزائري التقليدي، ويتم تقديمها في السهرات الرمضانية.
والطبق كما في الصورة ادناه…
طبق [تزدام الأغا]
(التزدام هو الجازدان)
الأغا تعني تمجيد الرجل، والتزدام، هو الكيس الصغير الذي يعلق بخصر الرجال، وكان وسيلتهم لحفظ النقود.
ويقول المثل الجزائري:
"اللي بغا طامو.. يحل تزدامه"
(أي الذي يريد شراء شيء أو يشتهي شيئا يفتح محفظته ليدفع ثمنه).
وهي أكلة متأثرة بالثقافة العثمانية والطبق كما الصورة ادناه .
طبق[ الشخشوخة]
الشخشوخة هي أكلة شعبية جزائرية مشهورة وخصوصا في مدينة قسنطينة ومدينة المسيلة ومدن الشرق الجزائري كباتنة وخنشلة وعنابة وبسكرة وسطيف وحتى مدن السهوب كالجلفة والأغواط، تُطبخ في المناسبات خاصة الأعراس والأعياد وهي عبارة عن عجينة تخلط من القمح اللين والماء والملح تعجن جيدا ثم تقطع إلى قطع صغيرة وتفتح القطعة الصغيرة براحة.
طبق [الزفيطي]
او [البطوط البسكري]
يعتبر الزفيطي او البطوط البسكري، من أكثر الأكلات الشعبية في منطقة أولاد نايل وبوسعادة، يطلق عليه أيضًا اسم المهراس، وهو طبق تقليدي يتناوله سكان الحضنة في المناسبات والأعياد، حيث تعمد ربات البيوت على تعليمها لبناتهن في الصغر، حتى يقدمنه بإتقان.
يصنع طبق الزفيطي من خبز الرقساس المعجون بطحين القمح دون تخمير، ومجموعة من التوابل يشكل فيها الفلفل الحار نسبة كبيرة، كما يضاف إليها الطماطم والثوم والكزبرة والماء، وبعض المناطق مثل بوسعادة وضواحيها يضيفون الزيتون الأخضر.
طبق [رزمة العجوز]
من أشهر الحلويات التقليدية تتكون من عجين محشو باللوز، يربط على شكل
رزمة العجوز وتسمى عندنا (البكشة) وهي عدة العجوز اذا
ربطت ملابسها في قماش.
وهي من أشهر الحلويات التقليدية تتكون من عجين
من أشهر الحلويات التقليدية تتكون من عجين محشو باللوز، ويربط العجين على شكل "الرزمة"
طبق[ مومو في حجر أمو]
وتعني الرضيع في حجر أمه، وهي أكلة تقليدية شعبية شهيرة، تتكون من البيض واللحم المفروم إضافة لمكونات أخرى مثل الزيتون، وسميت بذلك لوضع البيض المسلوق داخل كريات اللحم المفروم بعد خلطه بالبهارات والبقدونس، ثم إدخال المكونات بالفرن، كما يمكن وضع قطعة دجاج في وسط طبق التقديم.
طبق [سكران وطايح من الدروج]
تعني سكير يسقط من الدرج، وهي من بين أغرب التسميات في الشمال الجزائري، وترجع التسمية إلى المكونات غير المتناسقة والشكل الغريب للوصفة، وهو طبق يتشكل من طبقة من الباذنجان المقلي وطبقة أخرى من اللحم المفروم المقلي مع البصل والبقدونس وتعلوه طبقة أخرى من "البشاميل".
طبق [بوسو ولا تمسو]
وهي حلويات تقليدية وتعني تسميتها "قبّله ولا تلمسه" وترجع التسمية إلى هشاشة هذه الحلويات وسرعة ذوبانها في الفم وتفتتها بمجرد لمسها، وتُحضر بخلط الزبدة مع السكر والدقيق مع البيض والخميرة وبشر الليمون، وتُشكل وتُغمس مع عصير الليمون، الذي يُعطيها مذاقا خاصا.
حلوى [مول الشاش]
اسمها مشتق من غطاء رأس دائري يرتديه الرجال في عدد من المناطق الجزائرية.
طبق [الدوبارة]..
الشتوية التقليدية والشعبية، يعتبر الحمص والفول والفلفل الحار أهم مكوناتها الأساسية.
أصلها جنوب الجزائر (الصحراء) ومعروف بطقسه الحار بالصيف.
والوجبة عبارة عن حساء حار لـ"التدفئة" من البرد القارص، الذي تعرفه مختلف مدن شمالي البلاد وبعض المناطق الجنوبية، وأيضا وجبة لـ"ترطيب" الجسم عند أهل الصحراء الجزائرية بالصيف.
أصلها من محافظة "وادي سوف" الحدودية مع دولتي تونس وليبيا، وبأن انتشارها في بقية المدن الجزائرية بدأ من مئات السنين انطلاقاً من صحراء الجزائر.
وتسمى في تونس [اللبلاب] .
طبق[ مْدَرْبَل بالقَرْعَة]
التقليدية الجزائرية
و"القرعة" هي الكوسا،
واسم (المدربل) يعني الشخص الذي لا يعتني بمظهره وهندامه"، ودمج الكلمتين في اللهجة الجزائرية يقصد به أن الكوسا تسبح في المرق أو تكون مقطعة وموزعة على الطبق بشكل غير منتظم.
وهي من بين أغرب أسماء الأكلات الجزائرية التقليدية، التي يفضلها كثير من الجزائريين في مختلف مناسباتهم، خاصة في شهر رمضان المبارك.
وهنا ناتي لنهاية الجولة لمائدة جزائرية باغرب الاسماء واعجبها وقد جربت كثير من تلك الاطباق في رحلتي الاخيرة للجزائر..
وهي ثقافة لاشك تثري ادب الترحال وتضع الجزائر ضمن مسار السياحة والطعام ..
خاصة بتنوع ثقافات الأطباق التي جلبت من أصقاع العالم وتوطنت بالجزائر لتحمل اسماء خاصة بها ولونا من الوان سياحة الطعام العجيب والغريب واللذيذ..
تحياتي ..
#الرحال_وائل_الدغفق
#رحال_الخبر
#رودRK