السبت، 8 أكتوبر 2022

قصة نجاح حياة متفائز-متقاعد- لرحال وجد نفسه.


قصتي بعد التقاعد ..

 ✍🏼: وائل الدغفق 

مقدمة مذكرات متقاعد ،ومسيرة حياة تنتظر الحياة الاضافية…

كما هو حال أغلب كل أنسان طبيعي على وجه البسيطة وكما هو معتاد لغير من تيتّم او فقد والديه وعاش طفولة مختلفة بعض الشئ.. 
فقد ولدنا وعشنا سنين الطفولة وامتعها في حياة أسرية ممتعة بين احضان الاب والام والأخوة والاقارب.. 
ثم تبعها الدراسة بمراحلها المتنوعة، وثم تلاها العمل والزواج وتكوين العائلة والعمل لتأسيس بيت السعادة..
لتتخلله تكاليف اجتماعية مالية واجتماعية منها جميل ومنها مرهق ومتتالية.. 
ومن خلال هذه الحياة المثقلة بالتكاليف والمسؤلية تجاهي وتجاه كل من اعول ومن أعمل لديه انبثق في خضم المعاناة نور قبس وأمل كنا نرتجيه.. 
وبانتظار الحياة الحقيقية الحرّة والمفعمة بالنشاط والعطاء لنفسي وذاتي من ذلك القبس البعيد.. 
فهل سيكون ذلك قبسا حقيقيا يجدد  نفسي ويعيد لها ما أثقل كاهلي..!! 
هل ساجد ما أحلم به أم هو مجرد خيال… 
لا احب الخيال وإن كان ينقذني من حقيقة ما اعيشه.  ولا ادعي التخطيط للخيال لكن هناك أمل..! 
وهناك كان التحول والتغيير.. 
هناك وجدت ما أريد.. 
إنه حياة ما بعد الخمسين..! 
انه التقاعد ياسادة.. 
إنها معادلة صعبة… لانها لاتأتي جاهزة ..
بل تأتينا من خلال…. 


التخطيط للتقاعد والتقاعد الحرّ ولانجاح بلا تخطيط. 

كما نعلم أن التقاعد هو طلب الحرية، ولكن نجاح هذا الطلب لايتأتى هكذا… 
بل ان عدم التخطيط له جيداً يصيب التقاعد في مقتل.. 
 فكيف نوفق بين التقاعد المنظم والمرتب والذي أغدّ إعداداً جيدا وسد كل فجوات الخطأ ليستقيم ويكافئ طالبه بالنجاح.. 
وليس كمثل من ابدل الشئ بذاته مثل (استمرار العمل بعد انقضاء عمل) وبين العمل بحرية الاختيار (اختيار حياة منظمة جديدة ناجحة لحياة اسعد)..

لاشك ان ما سأكتبه وخاصة بعد هذه المقدمة البسيطة هو العمر الجديد الذي كَتَبَهُ الله لي  فعشته… 
بكل تفاصيله وروعته وجمالياته.. 
ففيه الصحة والرياضة والإستكشاف والعبادة… 
فاسميته حياة المتفائز… 

 "يموت فائزا"
وليس مثل حياة المتقاعد
 "يموت قاعدا"
هي حياة بعد حياة "الزامية المسار" الى فصلٌ في العيش "بحرية الاختيار"… 
فلسفة ربما تفهم من خلال سرد قصة نجاح لمتفائز - متقاعد - مثلي.. 
والسلام….!! 



قد اغالي وابالغ في ما سأقوله : 
(فمن أجمل المواقف التي قد يعيشها الأشخاص مواقف النجاح سواء أكان هذا النجاح تعليميّاً، أو نجاح وظيفياً ، أو في مشروع خاص عمل ما ، أو حتى شخصيّاً واجتماعيا عند تغيير نمط الحياة، أو حلّ مشاكل اسرية وفي محيط منزله وبلدته وهي من الأشياء التي كانت تشكّل له همّ وكدر ، ومن جميل ماسأذكره تلك التفاصيل العالقة في ذهني والتي لا بدّ من أن أوثقها وأسردها بقصة نجاح لتكون واحدة من سلسلة  الحياتية والنجاحات التي تم تحقيقها في حياتنا لنتشارك بها مع الآخرين.


خطوات قصة نجاح حياتي الاضافية للمتفائز- المتقاعد- اقدمها كسلسلة خبرات حياتية 
لمئات من القصص التي نبوح فيها لتكون عبرة ومثال حيّ متنوع... 

"ماقبل المعاناة"
صيغة مبالغة لوصف الحالة التي كنت فيها ، خلال كوني موظفاً متردداً باداء روتينياً، والذي يشبه غده أمسه… 
ولاجديد خلاله الا بمشاكل وحلول تضفي لتلك العاناة فواصل تؤكد اننا بشر… 
واستمرار التكرار المُملّ ، فلاجديد بما اراه بالأفق والذي اضحى بلا لون ولاطعم ولانكهة… 
فحينما تكون حياتنا تراتبية باستقامة ممتدة ، بل حتى بوجود المشاكل المكررة والحلول المقولبة فتصبح الحياة ذات معاناة… 
ومع عدم قدرتنا على التفاعل مع المحيط حولنا في تجديد مانحن فيه تزداد المعاناة .

معرفة أين تقع المعاناة للبحث عن حلول… 

لاشك انني بصدد كتابة تجربة نجاح لمتفائز ، ولايأتي النجاح الا بوصف الحالة التي سبقت ذلك النجاح… 
اولا لست من الذين ينكرون فضل الله لي في ماكنت فيه بالعمل الوظيفي الجيد، وصفة اجتماعية عرّفتني باناس فاعلين متفاعلين لحياة ذات عطاء بما اخذناه لتستمر الحياة. 
ولست احاول لبس عباءة البؤساء نكرانا لجميل اعطاني الله واعطانيه المجتمع لأكون من لبنات البناء في ماحولي.. 

كما لست استدرّ عطف من يقرأ ماسأكتبه بمعاناة مزيّفة.. 
انما هو وصف لزمن عملت من خلاله بوظيفة ، وكنت اعيش فيها بثلاث مراحل.. 

- مرحلة النشوة والعطاء.. 
- ومرحلة النجاح والبذل.. 
- ثم مرحلة التكرار والملل ..
أو ابيّنها بالتالي :
- الصحّة والراحة النفسية
- والفراغ واشغالها بما أهواه
- والبعد عن الروتين المميت المقيت.. 

فليست معاناتي مالية او اجتماعية اكثر من كونها روتين مكرر يغلق امامي الابداع والتجديد والحياة الحيّة الكريمة.. 

ومع أن حياتي الوظيفية والمالية والاجتماعية من نجاح لنجاح والحمدلله… 

ليس الخلل في وظيفتي ولا حالتي المادية ولا في حياتي الاجتماعية الشخصي منها ومايلامس من حولي.. 
فأين الخلل في ماكنت فيه..!! 
وبحثت عن الخلل والذي كان يكمن في ثلاث… 
 التكرار والروتين الذي افقدني لذة النشاط والعطاء وكوني آلة يسدها آلة أخرى.. 
وثانيا لتغلغل مرض خفي في نفسي يتجسّد بهموم جسدية وبتوقع تنازلي للصحة مع تكدّس الشحوم عليها… 
وثالثاً لتنتقل الحالة لضعف النشاط البدني والهزال والسأم المتزامن مع قلّة النشاط… 

 وتناوبت علي تلك الثلاث لأعرف  نفسي وارصد من خلالها مشكلتي… 
ولابدأ في إيجاد الحلول لها لحياة ماكتب الله لي أن اكون فيها حيّاً نشيطا معطاء كما كنت في مرحلتي الوظيفة.. 

"ومن هنا كانت نقطة التحوّل"

فكما يمرّ الناجحون وعلى الأغلب بمواقف معيّنة تشكّل تلك المواقف بداية لنجاحهم، وهي بلاشك تكون نقطة التحوّل الجذرية التي كان فيها تقرير المصير للتحوّل… 
ولاشك في حياتنا نجد أن الحيد عن مسار حياتي مستمر سيواجه من نفسي ومن حولي ردّ عكسي.. 
ووجدت النقد اللاذع والنصائح في ما وجدته من حلّ لنفسي ومسار لحياتي… 
ومن هذه النقطة بدأ التحول لقصة نجاح فكيف كانت.! 

تتبّع مسار التغيير

بدأت في تتبّع مسار التغيير الذي بدأتَ ألاحظ مساره خطوة بخطوة… 
وليس ملاحظة النسار الذي حصلت لانتقاد واسع باتخاذه فقط… 
بل ماشعرت به من تغيير ومتعة في ذلك المسار مع ماشعرت به من تحسن كامل في ثلاث جهات مصيرية لحياتي تمثلت في: 

-مرحلة النشوة والعطاء بعد الصحة والراحة النفسية.. 
-ومرحلة النجاح والبذل في فراغي واشغالها بما اهواه.. 
-ثم مرحلة التكرار والملل والبعد عن الروتين المميت .

فنجاح المرحلة الاولى وهي الصحة والراحة تكمن في مابدأته في الاشتغال بصحتي والعمل على النظر لما حملته من كمّيات من الشحوم منشغلا عنها وعن عذاها بسنيّ عملي وانشغالي عن صحتي،فبدأت بالتخفيف وممارسة الرياضة وهذا أكسبني ثقتي في نفسي وعطاء لجسدي لم أكن التفت اليه سابقاً… 
مع استمرار للتوجه الصحي بالطعام وكمياته ونوعيته والبعد عن مايفسد صحتي لأنال ثقة نفسي ولياقتها لأتجه لنجاح المرحلة التالية وهي… 
الفراغ واشغالها بما اخواه من عمل يزيد من كوني انسان فاعل بهذا المجتمع. 
ولا أخفي متابعي الأحبّة في قصة نجاحي ، في أن خططي لهذه المرحلة بدأت من قبل الوظيفة ولم أكن ابدا بعيدا عنها في تخطيط مابعد التقاعد ..
لذلك لم تكن خطتي للتقاعد قد بدات مؤخرا بل من قبل الوظيفة لذلك كان التخطيط مرتباً ومعدّ سلفاً وهو ما مكنّي من ما أنا عليه اليوم في هواية مفيدة لي ولغيري اشبع فيها ما لم اقدر أن أُكمل أثناء عملي… 
فحين استلمت شهادة المتفائز -المتقاعد-  كنت قد بدأت ما بعده مبكراً ومافترة التقاعد الا للتوسع والانجاز الأكبر وفي التدوين لما أنجزت في كتب أدب الترحال.. 
وأما المرحلة الأخيرة وهي (الروتين المميت ) فكانت كابوساً بدأ في سنوات العمل الخمس الأخيرة، وهي ماجعلتني اقرر للتفائز -التقاعد- وبداية مرحلة نجاح حقيقية في حياتي القليلة ولتثمر عن عطائي الحقيقي لها. 

ولا ابالغ أنني قد حققت انتصارا في الاختيار لمرحلة التفائز -التقاعد - خاصّة بعد لوم الكثير لي لإختياري ..
ثم تحوّلهم للثناء الأكبر في ماكنت فيه من تقاعد خصوصاً حينما وجدو ثمرة ما أنا فيه من راحة وعطاء وصحة وكل ذلك بعد حصولي على مرحلة التفائز -التقاعد-… 
"النجاحات الحقيقية بعد التقاعد"

منذ تقاعدي وحتى اليوم لم اتحسّف على لحظة واحدة من حياتي بعده… 
ولم أكنّ لحياتي الاخيرة هذه الا شكراً لله على ما أعطانيه من قوة لاتخاذ القرار وبعد ماوجدت نتيجتها الإيجابية في حياتي الجسدية والعملية لي ولغيري من خلال ماقمت به من تخطيط مسبق لتنظيم الرحلات الجماعية لمجموعة من المتقاعدين لأبين لهم الوجه الحقيقي لفوائد السفر والاستكشاف والحريّة بالإنطلاق نحو العالم الفسيح وكسب المعلومة واكتشاف الذات والتفكر بملكوت الرحمن… 
مع نجاحي في تدوين خبراتي الترحالية والتي تضمّنت كتباً لأدب الرحلات ستملأ ارفف المكتبات بخبرات عربية قلّ نظيرها.. 
وماذكرت ماذكرته الا لتحفيز كل حالم بالحريّة والعمل الحقيقي والعطاء لنفسه ولغيره من خلال التفائز -التقاعد- وخوض تلك التجربة لكن بعد التخطيط الجيد لها.. 
والتخطيط أساس كل عمل ولا أفضل من أن تزيد الأهتمام بالتخطيط لأهم مرحلة في حياتك وهي مرحلة التفائز الحرّ والعمل الحقّ والعطاء للخير ..
واعطيك قارئي العزيز فائدة في السفر وكونه علاج نفسي وبدني لكل من الملل أو الخرف المبكر.. 

السفر علاج نفسي وبدني للملل والخرف المبكر.. 

نعم خذها مني كرحال متمرّس وخبير ولا ادعي ذلك فتجاربي خلال الـ(45) سنة كفيلة بنقل مارأيت من نتائج لأضعها بين يديك قارئي العزيز ..
ومن رحال الخبر أقدم لك علاجاً ناجعاً نفسياً للملل وعضوياً للخرف والذي يجيئ لبعض الناس مبكرا… 
وعلاجه كما أعتقد وبما فتح الله علي من أمور ربما غفل الكثير عنها هو السفر وبأنواعه العديدة… 
فهناك وفي حياتي واختياري للسفر وجدت العلاج الفعّال والناجح سواء للخرف أو الملل والذي يصيب الإنسان المعتاد على روتين واحد…
وكل ذلك في السفر والتنقل ورأيت فيه عجائب وفوائد جمّة.. 
كما أنني أرى أهمية السفر لعلاج حالات نفسية بحياة الإنسان، وليس لها حد ولا نهاية كما أنها ستعود اليك بشكل عطاء لصحتك الجسدية والذهنية والنفسية ، هذا اذا ماكان فيها عطاء علمي وتجاري وخبرات حياتية .
"فالسفر ليس مجرد تجربة جديدة لرؤية الأماكن والأشخاص والثقافات الجديدة، بل هو أسلوب جديد للحياة".
فالسفر يعطيك الفرصة لتغيير الجو، والخروج من الروتين اليومي الذي يشعر كثيراً بالملل والضغوطات النفسية...
والسفر يعزز الصحة النفسية لأنه يعيد تجديد النشاط الذهني ويعطي الفرص للاسترخاء والاستراحة من الضغوطات العملية.
كما أنه مفيد لكبار السن في عدم وصول الخرف اليهم بسبب تجديد السفر والنظر والاستكشاف لنهاياتهم العصبية وتجديدها بحيث يسفر عن تجديد لذهنهم واستمرار نشاطهم وتوقدهم لحياة مستمرة ما ادامها الله بصحة وعافية ..
لكن لا تقتصر قيمة السفر على الصحة النفسية فقط، بل يعزز أيضاً الصحة العقلية وكذلك الصحة الجسدية عندما تقوم بممارسة النشاطات الرياضية الجديدة والمختلفة عن عاداتك اليومية. 
والأهم من ذلك كله هو القيمة التعليمية والثقافية والمعرفية التي يوفرها السفر ، فهو يسمح للمسافر بمقابلة أنواع متعددة من مختلف القوميات ومجرد التحدث إلى الذين يعيشون وفق تقاليد وثقافات تلك البلدان يثري وينمي الفكر ويجدده ، مما يساعد على فهم مظاهر الحياة والثقافات الأخرى بشكل أفضل وتحقيق مبدأ الاستعمار بالارض عبر نقل وتبادل الأفكار بين البشر .
وقبل ذلك ومن المهم التخطيط للرحلة والسفر وبعناية لتحقيق أفضل انطباع ممكن واستفادة كبيرة تنقلها عبر قلمك أو عدسة كاميرتك لمن هو بالجانب الآخر من العالم. 
والتأكد من جدولة الرحلة باقتصاد لتتكرر الرحلات، من اختيار الفنادق المعقولة ، إلى إعداد خطط الرحلة يومًا بيوم ليعطيك امكانية الاستمتاع بالزيارة وبحرية كاملة وهذا يساعد على منح المسافر تجربة سفر كاملة الاستكشاف والمعرفة والمتعة.
لذا، إن كنت ترى نفسك في حاجة لتجربة شيء جديد وتحقيق متعة حقيقية، فلا تتردد في التخطيط لرحلة سفر جديدة ليس بالضرورة خارج البلاد بل المهم خروج من محيطك ومن حولك ، وقد يساعدك على تحقيق تجربة لاتنسى. 
والسفر هو استثمار في نفسك وفي مستقبلك، ولن تنسى تفاصيلة والتي تعود اليك بفوائد جمّة… 
حاول دائمًا تكرار تجارب السفر لتحقيق المتعة لشخصك ولمحيطك والتي لا يمكن أن تحصل عليها بشكل آخر."
وليس هناك شك في ان القراءة المستمرة ومتابعة المقالات والبحث والكتابة احد اهم العلاجات والاكثر فائدة مقارنة بالسفر ..
ورأس كل ذلك هو المحافظة على الصلاة في وقتها وتتابع الاذكار وقراءة القرآن باستمرار يومي يعد العلاج الأفضل من كل ماذكرت..
لكن مجالي وخبرتي وحب الناس للترويح ممزوجا بالفائدة ذكرت ماذكرته.. 
وفق الله الجميع وزادكم من فضله وحماكم من كل ملل وخرف بذكره والالتجاء اليه…
وماكتبته ماهو الا شئ من ذكريات مسيرتي التي وفّقني الله اليها وبارك لي والدي عليها لأنعم بالسلام والحب والعطاء لنفسي أولاً ولغيري لكل الناس.. 

الرحال وائل الدغفق
#رحال_الخبر1444هـ
#رودRWK