الأربعاء، 22 يناير 2020

تاريخ الشاي من متحف شاي رحال الخبر 1441هـ

تاريخ الشاي
استطلاع متحف شاي رحال الخبر1441هـ

مرحبا بكم محبي المعرفة والترحال ومرحبا بكم في سلسلة إستطلاعات *متحف الشاي*  لصاحبة الرحال وائل الدغفق في مدينة الخبر… 
والمعروف بـ *رحال الخبر* 
نبدأ بسلسلة هذا الشراب العالمي والذي يعد الشراب الأول على مستوى البشرية وتاريخه موغل بالقدم .
فلنبحر عبر ادب الرحلات مع تلك النبتة التي حازت على حب سكان الأرض من غربها لشرقها ومن أين أبتدأت والى اين وصلت.. 
ولكوني مرتحل في فيافي الأرض وجبالها وبين تاريخها وعراقة ثقافة كل مكان ازوره وجدت من المناسب التحدث عن نبتة اصبحت اشهر من كل اخواتها وحازت الفخر بحفظها وتبادل زراعتها وشرب منتوجها في كل العالم بلا استثناء فإلى تاريخها الجميل والنادر. 
أول إكتشاف لنبتة الشاي

اجمعت الكتب والاساطير والرحّالة أن الصينيون هم أول من اكتشف الشاي وحسب الأسطورة فإنّ أول كوب من الشاي تمّ صنعه في سنة 2737 قبل الميلاد، حيث تقول الأسطورة أنه سقطت أوراق الشاي المجفّفة في كوب من الماء المغليّ للإمبراطور الصيني شين نونغ (Shen Nung)،
ثم أصبح الشاي من المشروبات الطبية في الصين لآلاف السنين، وفي القرن الثالث ميلادي، أصبح الشاي مشروباً شعبياً، وأنتشرت زراعته وتجهيزه كمشروب شعبي، كما ظهرت أساليب زراعة الشاي ومعالجته وشربه عام 350 ميلادي. 
ولعل عام800م كان عاما فاصلا حيث تمّ جلب البذور لأول مرة إلى اليابان وجلبه الرهبان البوذيون وزرعو نبتة الشاي أو ما يسمى بنبتة *كاميليا سينينسيس*.
 وفي عام 1810م جلب الصينيون ايضا البذور لجزيرة فورموزا في (تايوان).
ونظرا للوجود الهولندي في تلك السنين في  اليابان وماحولها فقد تمت زراعته في هولندا، بعد جلب بذور الشاي من اليابان في عام 1826م.
وانتشرت شعبية الشاي، بسبب التأثير الثقافيّ الصينيّ في جميع أنحاء شرق آسيا،  واستخدم الشاي للطبقة العليا من اليابانيين.

تاريخ الشاي الحديث في شبه القارة الهندية

 عند الاجتلال البريطاني للهند وماحولها فقد تمّ اكتشاف نبات الشاي عام 1824م، بالتلال على طول الحدود بين بورما، ودولة أسام الهندية، وقدّم البريطانيون ثقافة الشاي إلى الهند في عام 1836م، وإلى سيلان (سريلانكا) في عام 1867م، وقبل اكتشاف الشاي من حدود الهند الشمالية ومن اسام كانوا يجلبون بذور الشاي من الصين، وقامت قبل شركة الهند الشرقية الانجليزية شركة الهند الشرقية الهولندية بإرسال أول شحنة من الشاي الصيني إلى أوروبا في عام 1610م، لذلك يعود الفضل لنشر الشاي في أوربا للهولنديين ثم وفي عام 1669م جلبت شركة الهند الشرقية الإنجليزية الشاي الصيني من الموانئ في جاوة إلى سوق لندن، وبحلول أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، انتشرت زراعة الشاي إلى جورجيا في اسيا ، وسومطرة في اندنوسيا، وإيران، وامتدّت إلى بلدان غير آسيوية، مثل: ناتال، ومالاي، وأوغندا، وكينيا، والكونغو، وتنزانيا، وموزمبيق في أفريقيا، والبرازيل، والبيرو في أمريكا الجنوبية، وإلى كوينزلاند في أستراليا.

أكثر الشعوب استهلاكا للشاي

حينما نتكلم عن الاستهلاك من غير دول المصدر وهي الصين والهند فسنتصور مدى عالمية هذا المشروب فعالميا اكثر الدول استهلاكا للشاي هي تركيا مع ان محصولها للشاي رابع او خامس دولة الا انها تستهلكه جميعه وتستورد الباقي ثم تليها انجلترا وثالثهما ايرلندا .
اما الدول العربية ورغم ان الشاي لم يعرفوه الا منذ مائة عام فقط فتعتبر المغرب اول واكبر المستهلكين ثم مصر ثانيا والسعودية ثالثا. 
انتاج الشاي بالارقام عالميا

أول إكتشاف للشاي حسب الرواية الصينية
ذكرت الروايات الصينية، أن الملك *«شين ونق»* كان مغرماً بكل ما يتعلق بالأعشاب والتداوي بها، ومن شغفه بالحفاظ على صحته، كان هذا الملك يحب شرب الماء الساخن بعد غليه.
وذات يوم ترك الماء الساخن في حديقته، فسقطت بعض أوراق شجرة الشاي في كوبه فتغير لون الماء، فشربه وأعجب به . 
ومن ذلك اليوم اشتهر الشاي، وأنتشر داخل مملكته، ثم زرع في القرن الثامن على نطاق تجاري بالصين. 

انتقال الشاي من الصين لأوربا أول مرة

وصل الشاي أول مرة إلى أوروبا في القرن السابع عشر، وذلك عن طريق الهولنديين عبر شركتهم شركة الهند الشرقية الهولندية.
فهم كانوا أول من أحضر الشاي الأخضر إلى القارّة، وقد كان الشاي في ذلك الوقت من الأغذية باهظة الثمن، حيث كان يُستخدم كعلاج، ولا يباع إلا في الأماكن المخصصة لبيع العقاقير، ثم ما لبث أن تحوّل إلى مشروب يشربه الأغنياء والنبلاء وفي قصور الملوك .

وللتاريخ فقد كانت أول شحنة استوردت الشاي من الصين لتصديرها إلى أوروبا كان في عام 1610م، حين استوردته شركة الهند الشرقية الهولندية ، واستعمل في إنجلترا عام 1660م، واحتكرت شركة الهند الشرقية البريطانية توريده لبريطانيا حتى 1834، ووصل إلى المستعمرات الأمريكية عام 1680، وكان المشروب المفضل، حتى استبدلت به القهوة.

تاريخ دخول الشاي لانجلترا 

 كان في عام 1662، وقيل قبلها بست سنوات لكن الاشهر هو عام 1960م .
فعندما وافق تشارلز الثاني على الزواج من الأميرة كاثرين أوف براغانزا، ابنة جون الرابع ملك البرتغال. 
حيث مهدت هذه الزيجة لكاثرين الطريق لتصبح ملكة إنجلترا واسكتلندا وأيرلندا.
ومن القصص حيث يحكى أن كاثرين عندما انتقلت إلى زوجها الملك تشارلز الثاني في إنجلترا، جلبت معها أوراق الشاي، ضمن مملتكاتها الشخصية، وربما كانت جزءا أيضا من تجهيزات العروس.
فقد جلبت الشاي من هولندا البلد الاقدم في نقله من اسيا والصين لأوربا حيث كان للطبقة النبيلة والارستقراطية من الانجليز والممالك الأوربية ..
وكان من المتعارف عليه شرب شاي بعد الظهيرة وكان تقليدا ملكيا ثم قلّده الكثير كما يفعل في كل مكان.

تاريخ الشاي بالخليج العربي

أول بداية لإنتشار الشاي بالخليج العربي كان من العراق قبل مائة عام تقريبا بسبب كونها الميناء الأول للصادرات الانجليزية لشركة الهند الشرقية عبر موانئ العراق البصرة وغيرها. 
ومن المصطلحات العراقية الشهيرة للشاي: 
الچايخانه والقوري والاستكانة والشكردانة والقهوة…

حيث يعتبر الشاي وفي منطوق اهل العراق (الچاي) -بتعطيش الجيم- المشروب الشعبي الأول في العراق، إذ قلما يخلو اجتماع أو جلسة منه، وهو يستهلك في الصباح بدلاً من القهوة، وبعد تناول كل وجبة.

ولا بد لكل من زار العراق وسار في شوارعه أن يلاحظ زوايا وأماكن مخصصة لشرب الشاي في كل حي تقريباً، يطلق عليها اسم الچايخانه نسبة إلى اسم المشروب باللهجة العراقية (حيث يلفظ حرف چ كحرف ش). 
والجايخانة اسم فارسي استبدل بالقهوة أو المقهى بعرف اهل مصر .
والشاي العراقي له طرق في إعداده، قد تكون "سر الصنعة"  في الچايخانه، من حيث خلط أنواع عدة من أوراق الشاي، وبعضها معطراً. وقد تضاف إلى الخلطة منكهات مثل الهال أو ماء الورد، وفي أحيان، القرفة. أما التحضير فيتم بطريقة "التخدير"، إذ تضاف خلطة الشاي إلى الماء المغلي في الإبريق والذي يسمى باللهجة المحلية "القوري"، ثم يترك ليتخمر ويصبح ذو نكهة قوية.. 
وهناك طريقة بدلا من الغوري وهو السماور وهو وعاء معدني يستخدم خصوصاً لهذا الغرض في اسفله اناء لپلي الماء وفي اعلاه غوري به ورق شاي مركز جداً. 
ويحمّى بالفحم اوسطه وطريقته أن تملأ الكأس (أو الاستكانة باللهجة المحلية) إلى نصفها شاي مرجز من الغوري الذي في الأعلى ثم ماءً ساخناً من أسفل ليتوازن اللون حسب مذاق كل جايخانه ..
 والاستكانة هي الأداة التي يغلب استعمالها لتقديم الشاي العراقي بدلاً من الأكواب أو الفناجين. 
وقيل أن سبب تسميتها بالإستكانه هو اللفظ الانجليزي 
ايست كانeast can   وهو الكوب الشرقي لشرب الشاي ومصدره اذربيجان واواسط اسيا وتركيا ..
ويحب العراقيون بشكل عام شرب الشاي وهو ساخن جداً.
لكن آخرون وكبار السن يلجأون إلى صب جزء منه في الصحن الذي تحت الكأس ومن ثم ارتشافه في انتظار أن يبرد . 
ولتحلية الشاي قصة أيضاً. فالعراقيون يحبون الشاي حلواً، ويخصصون وعاءً لوضع السكر يطلق عليه اسم "الشكردان" (والشكر هو السكر باللهجة المحلية). ولا يُذوّب السكر داخل الاستكانة وإنما توضع قطعة أو مكعب من السكر تحت اللسان ويشرب الشاي المر من دون تحلية، وهي طريقة متبعة منذ القدم، إذ اعتاد العراقيون استخدام كتل من السكر محضرة يدوياً للشاي، تطورت مع الزمن لتأخذ شكل مكعبات. تقول إحدى الطرائف الشائعة في العراق إن عدد النساء اللواتي يمكن الرجل أن يتزوجهن خلال حياته يوازي عدد مكعبات السكر التي يشرب الشاي معها، لكن حذارِ أن تشرب الشاي في العراق من دون سكر، لأنه يعني أنك لن تتزوج على الإطلاق!

"لئن كان غيري بالمدامة مولعاً فقد ولعت نفسي بشاي معطرِ... إذا صب في كأس الزجاج حسبته مذاب عقيق صب في كأس جوهرِ"

تاريخ الشاي في مصر

لم يڤرف الشاي في مصر الا منذ مائة عام فقط فهو في العراق والخليج ومصر والمغرب كان مشروبا حديثا اتى به الأوربيون ليكون شراب الجميع وينافس القهوة… 
ويقال في مصر *شاي منه فيه... منه لله!*
وقبل فهم تلك الجملة  لعلنا نتطرق للشاي في مصر وانواعه المتشعبة، وهو في رأي الشاعر المصري الراحل أحمد فؤاد نجم من أهم النباتات التي خلقها الله للإنسان وأجملها. 

أكثر أنواع الشاي المصري شهرةً

1- *الشاي الأحمر*  أو الكشري، وهو شاي الشرّيبة ذوي المزاج العالي، لا يُغلى في المقهى إنما يوضع في كوب مع ماء ساخن فلا يتغير طعمه ولا يفقد قيمته بالغلي.
وتغمق درجة لونه وتركيزه في مناطق عدة حتى يصل إلى السواد كما في الصعيد، ويطلق عليه في أحيان *"الحبر"*. 

2- شاي الفريسكا
وهو الشاي الخفيف مع سكر زيادة. 

3- شاي الجنايني مع النعناع 
وهو النعناع الذي يقطف من الحديقة . 

4- شاي البوستة
 أو سكر بره، وهو الشاي المنفصل عن السكر. 

ولعله سمي بذلك لتميزه نتيجة إضافة اللبن إليه، ويختلف عن الشاي باللبن الصافي الذي لا يضاف إليه الماء، فيطلق عليه "شاي منه فيه" وهو اللذي عنونا نوعه أول المقال ، وهذان النوعان هما المسموح بهما للأطفال. 
ويعتبر الشاي في مصر مشروب الضيافة الأول، بخاصة بالنسبة إلى الشخص الغريب أو المسافر، ويجب أن يكون ثقيلاً ومشبعاً بالسكر. 
وفي أوقات العمل، هو رفيق عمال البناء والدهان والخشب وغيرهم من مزاولي المهن الشاقة التي تتطلب مهارات يدوية، والحاضر الأول في استراحاتهم ووجبات طعامهم. إياك أن ترفض شرب الشاي عندما يُقدّم لك في مصر، لأنه إهانة كبيرة لمقدمه ويعني عدم ثقتك في نظافته.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق