الأربعاء، 6 أبريل 2022

البيرو وحضارة الانكا بين كوسكو وماتشوبيتشو واسلام يُبعث من جديد مع رحال الخبر1443هـ


الحمدلله والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين… 
ثم أما بعد… 

فالحمدلله أن أتم لي رؤية البيرو وزيارة عاصمة حضارة الانكا في كوسكو والقيام بجولة
 ممتعة في جنبات جبال الانديز ومنها.
فقد كانت وماتزال لغزا في حضارة حرّفت وغيّرت من قبل الغازي والمستعمر الاسباني والذي بدّل فيها كل شئ الانسان والبنيان والاديان.. 

بداية الرحلة 

بداية تم استخراج الفيزا من سفارة البيرو بالرياض بعد توقف كورونا لسنتين بمبلغ 180 ريال ..
وقد ساعدنا اخ اردني وهو بيرو الجنسية يعمل في السفارة لنستلمها خلال اسبوع. 
ومن ثم نجهز الطيران عبر القطرية لمدريد لسبع ساعات ثم الطيران منها عبر طيران يورب اير لاحدى عشر ساعة وتكلفة هذا الخط نحو 6500 ريال. 
وكان هناك متطلبات لاجراءات كورونا تتمثل في اخذ تطعيماتنا الثلاث مع ورقة الـ pcr ويضاف لهم افصاح طبي لدى صحة اسبانيا وصحة البيرو وهي تستخرج عبر النت بسهولة. 
لأنهم يسألون عنها بمطارات الوصول. 

كان الأمل لنا يتسارع بقرب وصولنا لتك المنطقة الساحرة بجمالها من ماسمعناه ورأينا بعض من الصور التي لم تكن تغني ابدا لوطء اقدامنا هنا في ماتشو بيتشو التي كانت حلما لنا وبالوصول اليها… 
ونظرا لبعد المسافة اولا عن الوطن فاخذ طائرة لاكثر من 16 ساعة هو الصعوبة الأولى .
ثم يأتي استلام الفيزا كذلك ليست بسهلة.. 
ثم التحضير للمسير من ليما عاصم البيرو ولألف و300 كيلومتر للوصول الى كوسكو ذات العلو الذي يقدر بـ 3500متر ..
ثم يأتي طريقة الوصول والسير من كوسكو الى اولانتايتامبو بالحافلة لاربع ساعات لنكملها بالقطار لساعتين الى "اقوا سالنتيس Aguas Calientes". 
وثم الارتقاء لساعتين مشيا للوصول للقمّة .
وهي مصاعب متتالية الا لمحب الاستكشاف ورؤية عظمة ملكوت الرحمن في تلك الأماكن التي سخّرها لهم بما عملو وعلمو من فنون حياتية لشعب الانكا والذي بقيت هنا شاهدا لعظمة الانسان الذي علمه الرحمن وسخّره لاستعمار الارض ..
لكن هذا الشعب بعد تسخير الله له وتيسيره الارض وعمارتها بدلا من أن يؤمن بالواحد الاحد كفر بالله وسخّر نفسه لعبادة الاوثان ببناء الاهرام والاصنام المترامية.. 
ولاشك ان ذلك مما يؤسف لكن هكذا الدنيا نتّعض ونعتبر بأمم قبلنا ونشاهد مافعلوه ونتفكر في تبدل الارض بيننا فلا حال دائم ولايبقى في النهاية الا الله العظيم الجبار الواحد القهّار سبحانه جل في علاه. 
وهكذا أمضيناها في أيام لنقضي تلك الخمسة أيام والتي كانت كافية لكل تلك الامور..
واليكم الطريقة تفصيلا لمن يبتغي تلك القرية الحجرية العظيمة في قمم الانديز والتي تتحدث عن حضارة كانت ثم بادت حضارة الانكا..

الوصول الى ليما عاصمة البيرو 1443هـ

فما أن وصلت للعاصمة ليما حتى اخذت فندقا بثلاث نجوم ومنها تجولت في العاصمة الحديثة وخاصشة كورنيشها المرتفع بالرمال والحصى وأظنه نتية جرف الانهار فهو يرتفع من الشاطئ للمدينة نحو 60مترا. 
وقد غطي بشبك من الحديد وتمت زراعته ليحفظ التربة من التساقط. 
وكان وسط العاصمة حديثا مع عشوائية في اطرافها واضحة ولعل افضل مجمع فيها هو (منك mank) وهو مجمع ضخم جامع لكل شيئ من الثياب والاكسسوارات والخضار واللحوم حتى المفروشات وتنوع عجيب وعلى مساحة ضخمة ومنه صرفت عملتهم "السول" وهي تشبه الريال فلكل دولار 3.70 سول .
وايضا اخذت شريحة نت واتصال بمبلغ 5 سول ..
وانطلقت من العاصمة بالسيارة لمسافة 1400كلم وممكن اخذ طائرة بمبلغ 700 ريال ذهاب واياب، لكن حبي لاستكشاف الارض هو مادفعني فذلك..

الوصول لعاصمة الانكا كوسكو cosco.

ثم وصلنا كوسكو بعد صعود قمم الأنديز حتى وصلنا لارتفاع3600 متر لندخل تلك المدينة العالية والتي تشابه في بنائها وجوها واهلها التبت ومملكة بوتان بشكل قريب جدا. 
وهنا تشتبه لدي ما احسست به في التبت وفي كشمير من علو ومرض الارتفاع ، وهو بلا شك يصعّب بعض الامو بتسارع ضربات القلب وقلّ الأكسجين مما يصيبك بصداع والتنبه لأي مرض ولو كان زكام فسيتفاقم في هذا العلو مضاعف بسبب قلّة المناعة المترافقة مع الارتفاع. 
اخذت فندقا للراحة وتمشيت بالمدينة في تصميمها الاندلسي فوق مبانيها الأصلية الحجرية، وقد غيّر وبدّل المستعمر الاسباني بعد أن استولى عليها ونقل متعلمه من بناء لحضارة الاندلس واخذ تلك الثقافة والحضارة الاندلسية ليبني فيها مستعمراته وهي كذلك كوسكو بشرفاتها (الشناشيل) الاندلسية وروعة تصميمها والمرصوفة رصفا متقنا بحجارة من الانكا تكاد تكون جبلا منحوته لشدة اتقنها وجمال بنائها وكل أساسات المدينة تكاد تكون من حضارة الانكا .
وتحولت في بديع تلك المدينة وروعة تصميمها والمرور على ابوابها وطرقها البديعة وتلالها التي تشرف وتحمي تلك المدينة والتي تعتبر من الأعلى مدنا بالعالم مع زميلاتها لاباز البوليفية ولاسا  التبتية . 

الإنكا وعاصمتهم كوسكوCosco.

وطأت قدماي عاصمة الإمبراطورية الهندية لقبائل الكيشوا في كوسكو ذات التاريخ العريق والتي اسست تقريبا عام 1400م ..
وللأسف رأيت تلك الحضارة التي تم ابادتها بوحشية من قبل الغازي الاسباني ، فهذا التاريخ وللأسف مغمور ومنسي. 
فقد اخذ الأسبان الارض والخيرات واستعبد أهلها مع طمس هويتها بشكل مخزي. 

دين الانكا قائم على التوحيد.

فعاصمة الإنكا والذي يعرف عنهم من غير كتابة التاريخ المزور من قبل الاسبان فهم يؤمنون بآله واحد يسمونه (الأب) ويعني منزلة الرب الذي في السماء وهو يتمثل في المثلث الرمز الذي يشير للحياة بالنسبة لشعوب الانكا والمثلث له ثلاثة زوايا والزاوية الاولى تمثل الثعبان وهو مايرمز للإنسان حين يبدأ في الدب على الارض بعد الحياة الاولى له.. 
ثم الزاوية الثاني وترمز للفهد وهذا يمثل الهرولة والسعي والحركة من زراعة ومعيشة في وسط الحياة لكل انسان من الإنكا.. 
ثم الزاوبة الاخيرة وهي القائمة في الاعلى وترمز للأب في السماء والرب في مانفهمه وهو مصير كل حياة هنا الى الرب الموجد لكل شئ.. 
ولعل هذا المثلث يعطينا أن شعب الإنكا ليس وثني ولاله علاقة بالأصنام فلايوجد منها شئ هنا على الإطلاق ومانُسب له من عبادة الشمس فهو من اللغط الذي نسبه اليه المستعمر ليبرر غزوه وتنصيره ليمحي كل تاريخ له. 
ومن العجيب أن غزو كوسكو من الاسبان كان بعدد قليل من الفرسان والسبب أنه كانت حرب وتناحر بين ملوك الأنكا هنا في كوسكو،وخاصة بين آخر أخوين يملكون المنطقة ، وذلك مما سهّل للاسبان السيطرة ومع وجود البارود الذي فتك بكل معارض مما سمح لهم بالسيطرة التامة لكوسكو العاصمة. 

هندسة معمارية فريدة للأنكا.

ولعل مايستحق الإشارة اليه من حضارة الإنكا هندستهم العجيبة في البناء وبحجر صلب من الجرانيت حيث بقيت مبانيهم ومن قبل الاسبان حتى اليوم رغم الزلازل التي دمرت كثير من الكنائس والتي بنيت بعد الغزو أما المباني لشعب الانكا بقيت بلا تأثير.. 
ومعظم المباني الحديث للمسنعمر الاسباني بنيت بأساسات باقية من حجر الإنكا ..
ولاحظت من خلال البناء استعمال تصاميم فريدة قد اشار لي سلمان المرشد السياحي المسلم في كوسكو اليها، وتتمثل في دوائر من الحجر المركزي في كل جدار وكأنه مسامير لتثبيت الجدر مع ميلان بناء الجدران بزاوية بسيطة ليشد بعضه بعضا.. 
واكبر مثال في بقاء بعض تلك المباني ولخمسة قرون هو قرية ماتشوبيتشو والتي زرتها وبقيت الابنية لم تتأثر عدا الأسقف الخشبية التي تحللت بفعل الأمطار والرطوبة والحشرات ..
وشعب الانكا كان يمثل منطقة شاسعة تدخل فيها دول مثل بوليفيا والاكوادور واجزاء من البرازيل وكولومبيا ..

النسيج الأجتماعي لقبائل الأنكا في البيرو.

وجدت أن النسيج الأجتماعي في البيرو والذي ينحدر من حضارة الأنكا يتكون من القبائل الهندية في البيرو وماحولها من بوليفيا والاكوادور وينقسمون الى ثلاث بطون إن صح التعبير. 
اولا غالبية الشعب والذي يتكون من قبيلة (الامبر)  من الكيتشوا وهم الشعب العامل وطبقاته العاملة فهو يكوّن تقريبا 60% من القبائل عموما. 
ثم ثانيا: يأتي مكوّن والبطن الثاني لقبيلة (ايمارا)  وهو يمثل طبقة التجار والمتنفذين ويمثلون مانسبته 20% من قبائل الانكا. 
ثم ثالثا واخيرا المكون الملكي لقبائل الأنكا وهو قبيلة(بوكينا) ويمثلون مانسبته 10% من الشعب وهم الاغنياء والملوك ومنهم القائد للانكا (مانكو كبا)  ويعني القائد الاعلى .

وكل لتلك القبائل لغة عدا ان لغة الملوك وهم البوكينا بدأت بالانقراض.. 
ولعل الاقدم كمدينة وحضارة في البيرو خاصة حضارة الانكا هي في كوسكو ومنذ القرن14 وتعتبر عاصمة حضارة الأنكا الشاسعة والمترامية الأطراف في دول الجوار كبوليفيا والأكوادور واجزاء من البرازيل وكولومبيا. 
اما مدينة ماتشو بيتشو التاريخية فهي ليست قديمة فقد انشأت عام 1520 وانقرضت باول القرن16..
ولعل التأخر في اكتشافها عام 1911م هو ما أعذاها تلك الأهمية وكذلك عدم تغيّر مبانيها من قبل الاسبان وبقيت شاهدة على العصر الذهبي للأنكا...

ولمن اراد الجولة في ماتشوبيتشو فعليه ان يعلم أن الطريق من اواسكلين للقمة والزيارة ثم النزول للمدينة والتي تقع على جال نهر اوروبامبا تقريبا (3) ساعات للسريع و5 ساعات للمتروي..


المبيت في كوسكو استعدادا لرحلة ماتشوبيتشو.

وبعد مكوثي ليلة فيها في أحد فنادقها القديمة والمجددة للراحة ثم من الغد توجهت لحجز القطار المتوجه الى مدينة "اقوس سالنتيس Aguas Calientes" ذهاب واياب بمبلغ 100دولار. 

انطلقت الصباح من بدري لمحطة قطار كوسكو والمسمى "بيرو ترين  perutrin" ومن ثم اخذنا الحافلة التي اقلتنا لساعتين نحو مدينة (اولانتايتامبو)  لنستقل منها القطار ولساعة ونصف بالقطار لنصل الى مدينة (أقوس سالنتيس) . 
وصلت المحطة الاخيرة واتجهت للسكن لكي أضع اغراضي وارتاح قليلا لأبدأ المسير للقرية الحجرية ماتشو بيتشو ..

بداية ارتقاء جبل ماتشبيتشو
في يوم غائم جزئيا اتمنى من الله أن يكون مشمسا حين اكون في القمة ، فلا أجمل من شمس ساطعة واضحة لكل معالم الارض ورغم حرارتها الا أنه لاغنى لنا عنها في رؤية جمال خلق الله الذي يكون أكثر ابداعا بها لوجود الظل الذي يجعل من الرؤية كالزجاج صفاء وخاصة أن المنطقة متناهية الصفاء بوجود الكثافة الخضرية اليانعة وعدم وجود العوالق مما يتيح لنا التمتع والتفكر بشكل أكبر وكيف لا ونحن في وسط أغنى غابة في البيرو وهي شبه استوائية كثرة الانهار والرطوبة الباردة مع قمم غاية بالروعة وهواء عليل.. 
بعد حجز دخول القرية بمبلغ 135سوليز soles التي تعادل 37 دولار تقريبا 140 ريال ..
وكان حجزي قبل ليلة عبر النت ويعطيك الموقع عدة فترات من الساعة 9 الصباح وحتى 3 عصرا وافضل لكل من يزورها ان يتجنب السبت والاحد ثان يحجز اخر فترة الساعة 3 ليبقى هناك حتى الاغلاق 5:30 ليستمتع بقلّة الزوار كما حصل معي. 

بداية الانطلاق 
انطلقت وبعد إفطار غني من مدينة اواسلنتيس Aquas Calientes لاجهز حذائي وحقيبة الظهر مع بعض الشكولاته والتمر الباقي عندي والماء مع طارد الحشرات ان احتجته.. 
والعصا قد قطعتها من احد تلك الأشجار الكثيفة والتي لاتجد فرجة الا شيئا يسيرا تتخذ من خلاله طريقك للقمة.. 
سرت على طريق ممهد وبطريقي وجدت مزرعة لتربية الفراش الملون العجيب ، وقربه محل للتخييم حتى وصلت للجسر المعلق وقبله مطعم ومقهى للراحة. 
حين وصولي للجسر اعتير انني قد قطعت 2 كيلومتر من مدينة اواسلنتيس ..
ليبدأ بعد الجسر الطريق بالضيق والممر بالصعود لنحو 500 متر عبر ممرات جبلية بين درج حجري ملتوي وممرات للمشاة ، ولمسافة 4 كيلومتر صعودا مرهقا مع جو رطب وهو مازاد الجهد واذهب القوة.. 
وصلت لبداية الدخول لمدينة الانكا وقد استغرق مني المسار نحو ساعة ، وللمشي المعتدل يأخذ نحو ساعة ونصف ..
وعندها يتم السؤال عن التذاكر عند الجسر وعند القمة وبوجود جوازك كون الحجز باسمك حسب جوازك. 

الوصول لقمة ماتشوبيتشو.

بعد الدخول ضمن بوابة المدينة التاريخية والتي يسبقها فندق فاخر لمن يحب زيارة المدينة عدّة مرات لقرب الفندق للآثار ويتصل الفندق بمدينة القطار اسفل بمسار الحافلات لمن لايستطيع الصعود مشيا، وبدأنا اخذ المسار الايسر للصعود بعد البوابة، والاتجاه للقمة لرؤية القرية بشكل أوسع ومن أعلى، ولتكون بداية الاستكشاف ، ثم لنتدرّج بالنزول اليها لندخلها من البوابة الرئيسية المنحوتة.
 
شاهد هذا الفديو من تصويري للقمة مع حيوان اللاما
https://youtu.be/DFjIG_UpEkQ

وتجولت في تلك القرية التي انشأت عام 1520م وتم هجرها بعد مائة عام ..
ويجب ان نعرف بداية أن منزلة مدينة "كوسكو cosco" هي الاقدم وقد سبقت ماتشوبيتشو بمائة عام. 
وهي من احتلها الأسبان وأقامو عليها تصاميمهم الخاصة ، والتي أغلبها على طريقة البناء الاندلسي من الشناشيل الخشبية المزخرفة الموضوعة على البلكونات الخشبية والمزخرفة مع الاقواس للممرات اسفل وكأنك في قرطبة وقبلها دمشق التي كلنت مصدرا للمعمار الاندلسي ..
ثم أكملت جولتي لقرية ماتشوبيشو من الداخل عبر المرور لمبانيها المتنوعة والتي تحتوي على منازل متنوعة بعضها لعلية القوم من قبيلة البوكينا وهم قادة شعب الكيشوا ومنهم القائد "مانكو كبا" .
وقد تم اكتشافها عام 1911م.
ثم بعض المباني الدينية المتعلقة بالجبال المحيطة وبالفلك حسب ماشرح لنا ، وقد رأيت مكانين فلكيين أحدهمها مستطيل مع نوافذ بثلاث اتجاهات شمالي وغربي وجنوبي والمبنى باتجاه الغرب وهو كما ذكر لي لمنازل القمر .
والأخر في وسط القرية وعلى شكل دائري لمنازل الشمس.. 
مع وجود مصاطب متعددة للزراعة لكنها مصنوعه من الحجر وبعناية فائقة وبهندسة فذّة مع وجود خزانات للمياه تقدر كما ذكر لي بـ 16 بركة حجرية وتحجز مياه الامطار.. 
وغالب بناء القرية من الحجر عدا الأسقف من جذوع الأشجار والأعشاب. 
كما يوجد حولها وبمسار نحو ساعة لكل واحدة من تلك القمم الجبلية رموزاً دينية من الحجر مثل "بوابة الشمس" و"هويانا بيشتو" و "الحجر السري" ..
انتهيت من زيارة القرية والتي استمرت نحو ساعة كاملة مع رؤية حيوان اللاما الجميل والذي زيّن تصويري للمكان واعطى للقرية الحجرية الصمّاء حياة ورونق ..
وعندها بدأنا بالنزول بعد راحة بسيط عند المقهى وبجانبه الفندق ذو اربع نجوم الذي كان اجرته وقت وصولي نحو 100دولار لليلة وارى ان سعره طيب. 
طبعا يوجد باصات للنزول وبسعر 55 سوليز للاتجاه الواحد ولكن المتعة في الطريق الجبلي.. 
يعني لمن لايريد ان يرهق نفسه يستطيع الوصول الى هنا بدون بذل اي جهد.. 

حيوان اللاما ليس واحدًا بل اربعة انواع. 
أولا:  نوع يسمى "اناكو" وهو اكبر فصائلها والاكبر حجما وتستخدم للحمل لاكياس الغذاء ومستلزمات الانكا لارتقاء الجبال. 
ثانيا:  تأتي "اللاما" وهو اسمها ثانيا من حيث الحجم بعد الاناكو، كما تستخدم ايضا للحمل والارتقاء بها للجبال وحمل مقتنيات الانكا. 
ثالثا:  تاتي بالدرجة الثالثة لاما "الباكو" وهي تستخدم كلحم وغذاء لشعوب الانكا مع استخدام بعض ويرها للغزل.. 
رابعا واخيرا: تأتي لاما "البيكونيا" وهي الاصغر حجما وافضل وبراً والذ لحما ويعتبر وبرها الاجود ومنه تنتج كوسكو اجمل الفراء والانسجة من وبرها لتبيعة باغلى الاثمان للسياح..

النزول لقرية اواسلنتس محطة الصعود.

نزلت لقرية اواسلنتيس بصخب نهرها اوربامبا الذي يمنعك من سماع شئ بهديرة الذي لاينقطع، حتى قطار السكك الحديدية والذي جلبنا الى هنا لانستطيع سماعه الا صفارته فقط. 
وقرية اواسلنتيس ليس بها سيارات مطلقا فهي وسط وادي ضيق والحافلات المجلوبة اتت عبر القطار واغلب مواصلاتهم المشي عدا البضائع يستخدمون عربات كهربائية لنقل كل شئ هنا. 
ولذلك ستسعد بعدم وجود اي وسيلة للنقل هنا عدا القطار. 
واظن قد حان الوقت لتناول طبقا لذيذا ثم النوم استعدادا لقطار العصر الذي ينطلق الساعة 3:20 للرجوع الى كوسكو.. 

أشهر الاطعمة في البيرو.
لعل الطعام المفضل في البيرو والدارج في كل مكان هو طبق الدجاج المشوي ويسمونه (بوليو الابراسا).
مثل الشواية لدينا، وهو طبق يعتبر الطبق الشعبي للفقير والغني. 


أما الطعام المفضل في ليما وبمناطق السواحل عموما هو مايطلق عليه أسم (سيبيجه) وهو طبق السمك المضاف له ليمون مع الفلقل فقط بدون طبخ ، وبالمناسبة هو طعام ايطالي جلبه المستعمرين ليكون طبق سواحلي بأمتياز هنا. 

الاسلام في البيرو.. 
لعل البيرو من أقل الدول تعدادا للمسلمين فيها بالمقارنة بدول البرازيل والارجنتين كأكبر تجمع ومايليها من دول يعتبر الاسلام كعدد مقبول ككولمبيا وترينداد والبرجواي والاورجواي. 

كما أن البيرو فيها ثلاث تجمعات للمسلمين. 
اولا:  بالعاصمة ليما Lima الساحلية ، وهي الاكثر تعدادا وتنظيما ومساجدا وكونها المقصد التجاري واكثر تجمع سكني ..
ثانيا: تأتي مدينة بيورا Piura الساحلية ايضا بالشمال تبعد العاصمة 1000 كلم وفيها تعداد لابأس به ..
ثالثا:  تأتي كوسكو Cosco وهي على قمم الانديز ترتفع نحو 3500 متر عن سطح البحر وفيها مايقارب الف مسلم تقريبا ..
ولكن ينقصهم تجمع كمسجد وان كانو قد حاولو بمساعدة منظمة واميwami الاسلامية ومقرها في العاصمة لكن لم يستمر العون وهاهم اليوم وبقيادة الجزائري كمال دراج المتزوج من البيرو وهو سبب في اسلام اخيه سلمان والذين التقيت بهم وقد اخبروني عن المصاعب التي لديهم لكنهم بشّروني عن دفع عربون بخمسة الاف دولار لحجز ارض طيبة ليقام مقرا لمسجد ومدرسة تحت ادارة سلمان وكمال سويا.. 
لم يسعني ذلك الخبر الا سعادة ولا انسى ان أشكر اخي عبدالرحمن الفايز الذي اوصلني بهم لاتواصل مباشرة وأقف لآمالهم وتطلعاتهم نحو الاستمرار وسط جو يساعد في دخول للمسلمين بشكل كبير فشعب البيرو مسالم مسامح عاطفي يقبل الاسلام بكل لطف وهذه فرصة نسأل الله لها الاستمرار والنماء بدعواتكم.. 
وهناك عقبات قد تكون مالية ، وتتمثل في حيازة الأرض اولا ثم بنائها والمتابعة في تسيير شؤنها .
ولكن ليس صعبا لمت استطاع ذلك في البذل لمساعدتهم خاصة في هذا البلد النائي.. 
كان تعرفي على مسلمي كوسكو عن طريق الاخوة كمال دراجي الجزائري والذي له 15 عام هنا واخيه سلمان من البيرو ومن كوسكو اصلا وقضيت وقتا معهم خاصة مع اسرة سلمان زوجته المحجبة، واحد ابنائه (محمد صلاح الدين) عمره 7سنوات وردد معي الفاتحة وقصار السور وهو متلهف لحفظ القرآن مع حرص والدته في ذلك.. 
ويعتبر محمد صلاح الدين أول مسلم من كوسكو يولد من والدين مسلمين وهذا شيئ يفخر وتاريخ يكتب للوجود الإسلامي في أقصى الارض..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق