الخميس، 14 فبراير 2019

الدراجات الهوائية الأكثر شيوعا في وسط أفريقيا-رحال الخبر1440هـ

*الدراجات الهوائية وسيلة النقل الاولى بلا منازع في دول شرق افريقيا*

✍🏼: يكتبها #الرحال_وائل_الدغفق
#رحال_الخبر

مشاهدات بعيون الرحّال ورؤى رأيتها في جولتي لدول شرق افريقيا اوغندا وراوندا وبورندي والكونغو…
وما أدهشني من تلك المشاهدات  ما لاحظته من استغلال تلك الوسيلة الأرخص والتي تفي بمتطلبات اهل تلك الدول الفقيرة المحتاجة للتنقل والحمل والتجول بين مناطقها الفسيحة…
فشاهدت الدراجة الهوائية بكثرة فهي الوسيلة الأكثر شيوعا هنا ، وأكثر استخداما للنقل ، وتستخدم بكل طرق افريقيا.
*استخدام الدراجات في افريقيا*
وتستخدم بطريقتين…
الأولى :
لحمل الركاب بالخلف عبر مقعد مجهز ووثير ليرتاح المنقول عبر الدراجة بين القرى وحتي بين ضواحي المدن.
والثاني:
لحمل البضائع بأنواعها زراعية واخشاب وكل شيئ ، حتى أنها تحمل أوزان شبه مستحيلة ، ولكن الحاجة أم الإختراع ولايعدم البشر وسيلة في ظل الحاجة وابتكار الاساليب التي تفي بمتطلبات حياتهم اليومية.

*دراجات هوائية بلوحات رسمية*
كنت قد شاهدت تلك الدراجات بشكل كبير أول مرة لكن لم تكن تلك الصورة مثيرة لي الا بعد تكرارها في كل مدينة وكل دولة ازورها ، بل أن تلك الدراجات لها لوحة تسجيل لدى المرور أو البلديات ، ولهم مواقف كمواقف سيارات الأجرة في زوايا الطرق ومنافذ الضواحي، وقد رتبو دراجاتهم بحيث اعدو مقعدا وثيرا بالخلف يجد فيه الراكب الراحة ، أما في مجال نقل المحاصيل الزراعية أو أكياس الفحم التي تعتبر الوقود المثالي هناك والتي يحملها الدرّاج الواحد بنحو اربع أكياس منها ، وتزن الكيس الواحد نحو ٦٠ كلغم .
بمعني أن الدراجة الواحدة تحمل ماوزنه ربع طن… !!

ولو قيل لي ذلك ولم اراه بأم عيني لما صدقته…

*ضريبة طرق للدراجات*
والدراجات بما أنها سيلة تجارية للحمل ، فقد عمدت كل بلدية في الريف بوضع شريط من الحبال يوقف تلك الدراجات الهوائية لتدفع الضريبة لقاء اعمال النقل ويتم انزال الحبل لمرور السيارات العامة، كما في سيارتنا .
لأن الغرض هو ضريبة تتحصل لكل من يستخدم تلك الطرق من وسائل النقل ومنها الدراجة الهوائية لأنها أكثر استخداما.
وعادة تكون الضريبة بقروش رمزية كونهم يحملون ماحملوه باسعار زهيدة اصلا..

*حمل سهل في السهل وصعب في ارتقاء التلال*
وانا بطريقي في ارياف تلك الدول شاهدت تلك الجموع الفرحة بدراجاتها وهي تنقل ماتحمله من حمل ثقيل في الطرق المنحدرة والسهلة ، كما بالمقابل رأيتهم يعانون اشد المعاناة في الصعود وارتقاء التلال وهي كثيرة فينزلون من تلك الدراجات ليدفعوها وبعض الدراجات تكون بسائقين سائق ومعاون وهي مفيدة بالحمولات الثقيلة بحيث لو اتاهم تل مرتفع يقوم السائق بمسك المقود ودفعها مشيا على قدميه كما يقوم المعاون بالدفع من الخلف لصعوبة بعض المرتفعات ولزيادة الحمل، ولايهم الوقت لديهم في التنقل بالدراجة الهوائية دام انها هي الأنسب والأرخص…

ووجدت كم هو فخور صاحب الدراجة بامتلاكه تلك الدراجة وهو يمخر بها عباب الطرق الريفية الترابية منها والمعبدة .

*من وحي استعمال الدراجات اليومية نحتوها من الشجر كلعبة للأطفال*

من جميل ابداع اليد الأفريقية النخت في الشجر ، وهي صفة يبدع فيها الافريقي من زمن لعمل الأواني المنزلية أو ادوات الفلاحة أو حتى بناء المنزل من اغصان الشجر المتوفرة بكثرة هنا والارخص ثمنا.
لكن وصلت يد الابداع لتنحت من اغصان الشجر دراجات هوائية لتكون لعبة للأطفال ووسيلة للتدريب قبل البلوغ فيكون لكل واحد منهم وسيلة للنقل والتحميل.
وقد مررت بمجموعة صبية كانو من المسلمين قد فرحو بلقائي بهم وتصويري اياهم ولدراجتهم التي يلعبون فيها كلهم بالتناوب.
كم كانت لحظات ممتعة وانا ابادلهم الشعور واصافحهم واركب دراجتهم والتعرف على اسماؤهم ابوبكر وعثمان وسالم وعلي…
واخذت هذه اللقطة الجميلة والتي عرضتها لهم فكانت الابتسامة العريضة منهم وتم وداعهم بعد اكرامهم بشئ يسير عندنا كبير لديهم…

*فكرة وقف دراجة لعائلة*
وقد وجدتها من الوسائل المعينة للعائلة بحيث أن يهتدي اصحاب الاعمال الخيرية لوقف تلك الدراجات لرب العائلة لتكون له عونا في عمله وسعرها زهيد ، فكم هو جميل أن تجعل الجمعيات الخيرية تلك الدراجات الهوائية وقفا لكل رب اسرة وليعين بها عائلته ويتوقف عن الطلب والعوز مثلها مثل أن يتم وقف بقرة حلوب أو اثنين من الماعز او اعانة على الفلاحة لتكون ذات عائد مفيد ولوقف الهدر بالتبرعات للأكل والشرب وليكون العمل الخيري مستمر بالتمويل الذاتي عبر تلك الطرق الذكية..

وهذه صفحة من صفحات العمل الخيري الذي لو عمل به سيكون مردوده مميزا ومستمرا واكتفاء ذاتي عن الطلبات المهدرة لأموال الخير..
تحيات أخوكم الرحال وائل الدغفق
بوروندي 1440هـ 2019م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق