الأربعاء، 15 يوليو 2020

زيارة تاريخية للشماسية من الرحال وائل الدغفق 1438هـ 2017م



                       

زيارة تاريخية للشماسية 

-كتبه الرحال وائل الدغفق - رحال الخبر 1438هـ2017م


بسم الله الرحمن الرحيم 


الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ...

ثم أما بعد...


الحمدلله أن يسر لنا زيارة أخوة لنا في الشماسية البلدة الطيبة .

بدعوة مباركة مستنيرة

من ابوحكيم الحكيم ابن عثمان اليحيى وهو هنا ذو الثوب الابيض وعلى اليسار سعيد الزيادي. ...




فمن اخوكم الرحال وائل الدغفق رحال الخبر نقدم لكم تقرير زيارتنا لبلدة الشماسية.

كان الهدف هو زيارة ملتقى البهجة والسرور والألتقاء بجمع من اعيان واشبال البلدة الطيبة ، حيث قضينا أمسية رائعة بديعة جمعتنا باخوة أحببناهم عبر الأثير ولم نراهم فأزدانت ليلتنا وابتهجت نفوسنا واكتست سمرتنا ببيت أبوحكيم أولا وثم باللقاء في جال الشماسية وه الضلع المطل والمتنزه الرسمي لبلدة الشماسية ومتنفس لهم في الصيف والشتاء.


كان اللقاء الحميمي بمجلس العثمان العامر بجلسة اخوية بشباب أحببناهم عبر الفضاء الافتراضي ، ولم نعلم كم كنا على خسارة كبيرة كوننا لم نلتقي بهم اولا ...
فقد كانت الرؤية بخلاف الرسائل وجمال الحديث مع الوجه النظر كانت لها رونق وجمال لايحسه الا المبصر بعالم الاخوة والبصير بالمشاعر الفياضة التي افاض بها أهل الشماسية بلقائنا معهم.



ابوخالد سليمان الفوزان ذو الوجه النير والقلب المستنير والخدوم بكل ماتجود به يداه ولسانه...وهو اول واحد بيمين الصورة  ومعي بالصورة الأخرى اثناء دخولنا متحف الشماسية.


وزارنا الحبيب عبدالله اليحيى بازهاره اليانعة بالصورة أعلاه ...
وقد تزين مجلسنا ببراءة قدومهم وجمال أنس ابتسامتهم أبناءه الثلاث....اللهم اجعلهم من حفظة كتاب الله واصلحهم يارب.

ووقد أكمل المجلس ضياء الاخوة من أهل الشماسية مثل ابوعثمان عبدالرحمن العثمان اللبناني الطعم والشماسي الأصل والطريب الأديب الذي فتح لنا آفاقاً في عشق عكار وما ادراك ماعكار...



وقدم المشرف ذو الخلق والروح الطيبة ابوصالح عبدالسلام السعوي فاكملنا بجمال حديثه وروعة سَمْتَهُ

وبديع خلقه..

ولاننسى والد ابوحكيم وإخوانه الذين إزدان بهم المجلس .




كان موعدنا الاول لزيارة المتحف الذي من خلاله ندلف الى تاريخ وعراقة الشماسية التي نرى من خلال صاحب المتحف ابو محمد عبدالله بن براك الدويحس .

صورة ومن خلفي متحف الشماسية


وكان الدخول الى ذلك المبنى الذي صمم على شكل قلعة نجدية وكان الكنز بداخله حيث اللقاء بالتاريخ وعبقه الطيب وسيرة مع المؤرخ ابومحمد عبدالله بن براك الدويحس حيث اخذنا منه تاريخاً حافلا للشماسية لعلي انفرد كرحال(رحال الخبر) في سرده ومن فيه اخذت وعرفت لنسرده لكم فما اخطأنا فمن انفسنا وما أصبنا فمن الله ولنبدأ بالتالي:


من اليمين عبدالسلام العواد وثم عبد السلام السعوي وانا ثم سليمان الفوزان ثم صاحب المتحف ابومحمد الدويحس.


تاريخ بلدة الشماسية وماحولها:
كما اخذنا قبيل اللقاء جولة بمتحف الشماسية الشخصي للمؤرخ ابومحمد الدويحس فأخذنا في سيرة عطرة لأعيان البلدة الطيبة ومحلها القديم المسماة شماس شمال الشماسية بالوقت الحالي، والتي انشأت من أهل الشماس في القرن الثامن الهجري ومنها خرج اهلها لتنتج بلدتين الاولى الشامسية الحالية ثم بريزه والتي تم تسميتها بريدة .



انا وعبدالسلام العواد وابوحكيم العثمان وسعيد الزيادي







انا مع المؤرخ ابومحمد الدويحس في نقاش حول الشماسية





نشوء بلدة بريدة:
بعد نشأت بلدتين من بلدة شماس الاصلية وفي عام 950هجري اتى راشد الدريبي الى بريدة وانشأ سوراً وتقوى به أهل بريده بسبب كبر حجمها وعدم اخذها للزكاة من ماحولها فاصبح الناس يهجرون الشماس وضعفت وبالتالي كبرت بريدة وكبرت ايضا الشماسية وانشأ (خب الشماس)  .
وفي عام 1200هـ جاء حجيلان بن حمد وقتل راشد الدريبي وهو حفيد المؤسس راشد الدريبي، وتغلب على الشماس عموماً واصبح الامير على نواحي القصيم وكانت نهايته عام 1233هجري 1818م على يد ابراهيم باشا فقد اخذه معه الى المدينة المنورة واعدم هناك بسبب عدم استسلامه لغزوة ابراهيم باشا وحربه ضدهم.

بقي ابن حجيلان اميرا ووقعت وقعة وقتله جماعة ابوعليان وثم قتل قاتله بواسطه امه التي تسمى العرفجية دفاعا عن ابنها.


نشوء بلدة الشماسية:
انشأت في مكان يسمى الخربة وهي بقايا واثار تدل على وجود اثار عريقة ، وبها قلعة ذكرها في وجود القلعة بشرفاتها وسورها السميك واسطبل للخيل مما يعد للحروب.

وعمرها اكثر من 400 عام من اليوم يعني اثناء نشوء بلدة بريدة ، ولما توسعو اهل الشماسية ببلدة الخربة الى منطقة قريبة وهي الشماسية الحالية واسمها الهدامة وسميت الهدامة نسبة الى (سنة مواسي) وهي سنة سيل سميت باثره العظيم الذي واسى كل شيء ومنها الهدامة الجديدة التي انهدمت وتوفى اثناءها زوجة امير الشماسية ابن فوزان من الدواسر، وانتقلو الى محل يسمى البلاد في ناحية من نواحي الشماسية.

ايراد سبب نشأة مدرسة الدويحس بالزبيروعلاقتها بالشماسية:
السابق ومنهم حماد الدويحس من عمرو مدرسة الدويحس بالزبير المشهورة

كما تعرفنا على أحد اعيان الشامسية وهو علي بن سابق وابناءه حمد وحماد وفايز وفوزان وحمد بن بن السابق هو من ذهب من الجفرة(جفار الحمد) ببلدة الشماس البلدة الاصلية التي أخرجت بلدتي الشماسية وبريدة، للزبير وافتتح هناك مدرسة الدويحس عام 1180 هجري تقريبا واوقف عليها 2000نخلة بالبصرة ووقف بالزبير ايضا كالمدرسة وجاخورها. وممن درس فيها فراج بن منصور بن سابج(سابق) حيث هربو من نجد عام 1233هجري بسبب ذبح العلماء بنجد من قبل قوات ابراهيم ابن محمد علي باشا والي مصر بعد اسقاطه للدولة السعودية الأولى بعهد عبدالله بن سعود عام1230هجرية 1815م ودرس الشيخ اثناءها بالزبير حيث تخرج الشيخ فراج من مدرسة الدويحس بالزبير واخذ اجازة للقضاء عام 1244هجرية وتوفى بعدها بعامين .

هذا ماتم استحضاره من تاريخ بلدة الشماسية وماحولها من المؤرخ ابومحمد الدويحس جزاه الله خير الذي أكرمنا بنقاش وسرد جميل فتح الله عليه وزاده علما وفضلا.

مهرجان ملتقى شباب الشماسية:



وقد زرنا بعدها اللقاء المهرجاني والذي يشرف عليه وبدعوة منه المشرف بالمجموعة ابوحكيم العثمان ، جئنا للمشاركة فيه وقد استقبلنا اعيان الشماسية جزاهم الله خيرا.



القينا كلمات وشاركنا باسم الرحَالة وذكرنا خواطر وسواليف ترحالية وقد بدأت فيها ذكر ذلك الرجل الرحّال الغريب من أهل الشماسية والذي ينقل عنه ذكر المثل (روحة ابن عساف) لتذكر كمثل لمن يرتحل ولايأتي الا بعد ان يشيب رأسه ويهرم .



 وهنا اسفل صور من خيمة التراث وجانب من الحضور بالملتقى  .




وهو من عائلة العساف ذكر أنه بعمر السابعة عشر انتقل في ما ينتقل منه اهل نجد للإسترزاق وطلب العيش أن انتقل للساحل الغربي للبحر
 الاحمر وتنقل بين الدول ليصل مصر وحتى المغرب العربي. 
وليزيد الخطى الى أمريكا ويجلس فيها عاملاً الى ماشاء الله له أن يجلس ..
ومن ثم اتى الى الشماسية وعمره ثمانون عاماً، وهي من القصص الفريدة والتي تمثل روح الكفاح لأهل نجد في طلب العيش والتنقل في السفر والترحال لكنه للأسف لم يدون مالاقى ورأى من عجيب سفرته فلم تكن الكتابه همته ولا الادب في الترحال هدفه.




وبعد ان القينا مافي جعبتنا تنقلنا بعدها الى معرض المهرجان لنأخذ جولة وبالدوائر الحكومية المشاركة لنستلم هدايا من دائرة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالشماسية وعبر الاخ ابوخالد سليمان الفوزان بعض الكتب القيمة.

وثم ننتقل الى دار ابو حكيم لنتناول العشاء بحضور الاخوة الذين تم ذكرهم اول مقالنا..

وهم سليمان الفوزان وعبدالله اليحيى وعبدالرحمن اليحيى وعلى رأسهم والد واخوة ابو حكيم.


كانت سمرة طيبة ثم بتنا ليلتنا في منزل ابوحكيم لنستيقظ الفجر على صوت المؤذن والامام ابوحكيم في جامع ابن باز القريب ذو اكبر مأذنة بالشماسية اذ يصل طولها نحو 45 متراً.



وبعد صلاة الفجر كانت لنا زيارة في مشب ابوابراهيم الفوزان والد اخونا ابراهيم ابورائد حيث اجتمعنا مع شياب الحي اخذنا نتقهوا معهم وناخذ ونعطي خاصة في مسألة الخبزة(قرص الملة) التي اشتهر بها ابوابراهيم الفوزان على مستوى القصيم جودة واداء وحجم اذ وصلت الى 80 سنتيمتر قطراً وهو تحدي لم يصله احدا بعد ولها قصة هذه الخبزة بسالفة خبزة الجمر.



جانب من مجلس الشيخ علي بن راشد الفوزان وجمع من شيبان الشماسية في جلسة فجرية وسوالف حول الشبة من نار الارطى الطيبة مع فنجال وعلوم رجال وحديث لايمل بجلسة بسيطة لأناس طيبين سعدنا بلقياهم.



وهنا الشيخ علي بن راشد الفوزان على اليمين 

سالفة خبزة الشماسية:
في مناسبة زيارة الملك فيصل رحمه الله للقصيم عام 1393هجري وكان تخييم الجماعة بالمليدا وهي موقعة المليداء المشهورة ومكان المطار الأن، وتشطر جماعة الشماسية وكل مجموعة من ديار القصيم بلوحة تمثل بلدهم مما جعل الملك يطالبهم بكونهم بلدا واحدا وانزال لوح الاسماء لكل بلدة وكون بلدان القصيم تمثل الجميع وشاء الله ذلك اليوم ان يقدم اهل الشماسية شيئاً مميزاً وهو خبزة الجمر او خبز الملة وقرص البر وماتسمى من اسماء عديدة وهي عجين يوضع بالجمر الحار لينضج على شكل قرص يستعمل للفريك وعجنه بالبصل والملح او بالسمن والدبس ..وكان طعاماً مميزا انذاك مع مايستعمل الأن كوسيلة للترفيه .

وقد تولاها شايع عبدالكريم اللاحم وراشد الفوزان ...


واخذت صورة تذكارية بقيت حتى اليوم تتحدث عن زعامة خبزة الجمر لأهل الشماسية حتى اليوم.


مهرجان اكبر وأفضل قرص جمر :
وقد أقيم بالمهرجان مسابقة للخبزة الشماسية الشهيرة واعدت النيران وفرش العجين وتسابق المتسابقون وحين الانتهاء تم اخراج المشاركات والتي كانت ابداع من قبل المشاركين ، والتي اعدت خصيصاً لهذا اليوم بتجهيز مكان مخصص بوضع الرمل والذي لابد منه فهو الأفضل بل هو الوحيد القادر على انضاج الخبزة أما التراب الطيني فيفسد الطبخة.




 اعداد الجمر استعدادا لفرد العجين وهنا اسفل جانب من الحضور من أهل الشماسية


وهنا اسفل فرد العجين على الجمر ثم يسار شويها على الغاز لمنع التصاق الجمر على سطحها ، وهي سر النجاح.

   
وتشب النيران لساعة أو أكثر حتى يتكون الجمر ، وثم تفرد النار ويتم وضع العجين على الجمر الصغير الحجم ، وللبعض يتم شي السطح للخبزة لكي لايلتصق الرماد او الجمر بسطحها اللين ، ثم يضاف بقية الجمر المزاح ليعلوها وبعد ساعة من الزمن تنتهي الطبخة.



وكشفت لنا الصورة المرسلة حجم الخبزة الفائزة والتي فاز بها  المشهور بكل عام وصاحب الخبرة على بن راشد الفوزان .

ولعلي كرحال اوثق بعضاً من معالم الزيارة والتي تشتهر بها الشماسية وتفخر بها مع اخوكم الرحال وائل الدغفق.


معالم تاريخية بالشماسية:
لعل من المناسب ذكر اهم مايميز الشماسية من معالم جغرافية وتاريخية نذكر منها.



وهذه الصورة من سليمان المطير ابوهلال لجوانب من الشماسية

1- مطل الشماسية يسمى (الجال) وهو مطل ومنتزه عام رائع يطل اطلالة رائعة للبلدة زالنفود من جهتها الشمالية الغربية .



وكذلك مقصورة الوزير بالمستوي من تصوير ابوهلال

2-قاع المستوي وهي قاع من الاراضي الطينية المختلطة بالحجارة وذات شعبان مميزة كشعيب النبقي وابونخلة والبرقاء والمستوي.
وهناك مقصورة الوزير، وكمعلم مهم قد بناه المؤرخ عبدالله الدويحس في مابعد شعيب النبقي ليهتدي به كل من حول المستوي وعلامة للطريق بنى البرج وقد كتب على اسمه مقصورة الوزير والوزير صفة اشتهر بها احد اعيان الشماسية المعروفين قد ساهم بمبلغ تكلفته تقريبا.


3- جبل برمة الشهير ويقع على جال شعيب المستوي في طرف المستوي الشمالي ، وهو جبل اسود اللون واضح كمعلم مهم بالمستوي ككل مستدير القاعدة وحاد القمة المخروطية وهو من الرمال المتحولة كجبل العليم بالنفود الكبير ويبعد عن نفود الثويرات بنحو 5 كيلومترات .




4- قصر الفعيم الاثري، وعمره يقال ان له 250 عام ويمثل القصر احد رموز البناء وطريقة البيت الشماسي الاصيل حيث يعطي للزائر تصورا للمعيشة وطريقة حياتهم بشكل مميز فريد.

 

                       صورة من علو لقصر الفعيم من المصور ابو عبدالكريم 900 


5-متحف عبدالله الدويحس بالشماسية ، ويعتبر مصدر من مصادر التراث والقيمة التاريخية لسرد كل ماتريد معرفته عن الشماسية وماحولها وهو احد اهم المعالم المهمة بالشماسية.



وأنهينا زيارتنا المفعمة بكل جميل بزيارة للشيخ ابوريان ابراهيم المطرودي من اهل الشماسية والقاضي بمحكمة حائل والذي شاهدناه ببريدة ليصر على دخولنا منزله العامر في ضواحي بريدة.


وهنا انتهينا من زيارة رائعة لبلد معطاء مميز ولنا لقاء اخر في بلدة اخرى من بلادنا الطيبة 





مع اخوكم الرحال وائل الدغفق -رحال الخبر.

1438هجري 2017م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق