الثلاثاء، 24 مايو 2022

قلاع حامية حلق الوادي الاستعمارية في تونس مع رحال الخبر2010م


لقطات مقتطفة من رحلتي لتونس 2010م…


إن موقع تونس الاستراتيجي والمهم هو ماجعلها مطمع للقوى الاستعمارية حتى اليوم…


من ضمن رحلة طويلة لتونس وأماكنها التاريخية والمترامية الاطراف بين الشمال الاخضر المقابل للبحر الابيض المتوسط وبين الجنوب القاحل للصحراء الممتدة جنوبا…
مررت حينها في الشمال التونسي وفي جولة بطرف تونس العاصمة وهو خليج بحري يسمى "حلق الوادي" ويقع شرق تونس العاصمة ويعتبر خط الدفاع الأهم للعاصمة التونسية ثلموقع قرطاج التاريخي.


ومما رأيت تلك القلعة وسط الخليج، "قلعة حلق الوادي" والتي بُنيت في العام 1535م على يد الملك كارلوس الخامس هابسبورغ ملك إسبانيا وإمبراطور الإمبراطورية الرومانية المقدسة، وقد استمرت تحت السيطرة الاسبانية حتى العام 1574 م حين دخلها العثمانيون تحت قيادة سنان باشا الذي أنهى الوجود الإسباني في تونس.


واضحت رباطاً للمكان ، وكانت مهمتها حماية مدخل الخليج "حلق الوادي" الذي يكشف تونس العاصمة عسكريا..

وقد استعمل فيما بعد الحرب كسجن حصين يعرف باسم "الكراكة" .


وقد رأيت مثل تلك القلعة تتكرر بطول الساحل التونسي ، وكمواقع أمامية لدفع أي تسلل أو غزو محتمل ، لما لتونس من مطمع من دول البحر المتوسط .


موقع قرطاج التاريخي الميناء الاهم لمملكة قرطاج قبل الميلاد.. 


وهنا تصور لمملكة قرطاج وهي في حلق الوادي 



ولكون تونس منطقة حروب على مرّ العصور لمطامع قديمة ومعاصرة كونها تحتل موقعاً مميزاً يشرف على البحر وبوابة لأفريقيا ، فقد ظلت تتقاذفها المحاور ومراكز القوى وآخرها ابّان الحرب العالمية الثانية والتي كانت مركزاً لعمليات شمال أفريقيا لدول التحالف .


وبقيت شواهد لتلك الدول ومنها أخيرا أمريكا والتي أوجدت  مقبرة لجنودها وفي أفضل موقع بتونس العاصمة ومن على تلة مرتفعة بل انها مقامة على اثار مدينة قرطاج التاريخية ، وكأنها تريد وضع يدها وبسط نفوذها للمنطقة وحتى بعد رحيلها ، لما للقبور من حرمة والمساس بها يعد تعدياً .


صورة للمقبرة والتي أنشئت على مساحة11هكتار في عام 1960م وتحتوي على(2841) أمريكياً

تم أختيار الموقع في عام 1948م والانتهاء منه في عام 1960م  ودفن فيه (2841) جندياً يمثلون ما نسبته  39% من الذين دفنوا  في بقية العالم غير أمريكا.


ويوجد في المقبرة رخام سجل فيه عدد 3724 اسم ولم يكن لهم رفات وذلك إما أن يكونوا فقدوا بالبحر أو لم يتحصل على رفاتهم ، وعدد الشواهد بالمقبرة 2833 والعدد كما قلنا 2841 قبر فيكون العدد الفارق وهو ثمانية اسماء كانت ضمن من دفن مع مجموعة وبعضهم دفن أخوين سوياً وهم ثلاثة شواهد تحمل ستة جنود إخوة.
فتكون هذه المقبرة قد جمعت 6565 اسماً ممن قتلوا في الحرب ومنهم له شاهد ومنهم من ليس له لفقد جثته .


مجموعة متراصّة من الصلبان التي تمثل الجنود ومنهم ذلك اليهودي والذي علّم بنجمة داوود
ومما رأيت لبعض الشواهد والتي كانت على شكل آخر فجميع الشواهد عبارة عن صلبان بيضاء وتلك القليلة العدد على شكل نجمة داوود وهي تمثل المقتلوين اليهود والذين كانوا ضمن الجنود والضباط أو الاستخبارات  في الحرب ، وكذلك المصلى فقد كان قسمين قسم يهودي وقسم للنصارى.
وسنكمل مقتطفاتنا الترحالية بلقطات من هنا وهناك لرحلات سابقة تكشف عن بعض مكنونات هذا العالم الجميل بكل مايحمل من طبيعة وتاريخ وحياة اجتماعية فريدة من

أخوكم الرحال وائل الدغفق ..

رحال الخبر تونس 2010م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق