السبت، 8 أكتوبر 2022

قصة نجاح حياة متفائز-متقاعد- لرحال وجد نفسه.


قصتي بعد التقاعد ..

 ✍🏼: وائل الدغفق 

مقدمة مذكرات متقاعد ،ومسيرة حياة تنتظر الحياة الاضافية…

كما هو حال أغلب كل أنسان طبيعي على وجه البسيطة وكما هو معتاد لغير من تيتّم او فقد والديه وعاش طفولة مختلفة بعض الشئ.. 
فقد ولدنا وعشنا سنين الطفولة وامتعها في حياة أسرية ممتعة بين احضان الاب والام والأخوة والاقارب.. 
ثم تبعها الدراسة بمراحلها المتنوعة، وثم تلاها العمل والزواج وتكوين العائلة والعمل لتأسيس بيت السعادة..
لتتخلله تكاليف اجتماعية مالية واجتماعية منها جميل ومنها مرهق ومتتالية.. 
ومن خلال هذه الحياة المثقلة بالتكاليف والمسؤلية تجاهي وتجاه كل من اعول ومن أعمل لديه انبثق في خضم المعاناة نور قبس وأمل كنا نرتجيه.. 
وبانتظار الحياة الحقيقية الحرّة والمفعمة بالنشاط والعطاء لنفسي وذاتي من ذلك القبس البعيد.. 
فهل سيكون ذلك قبسا حقيقيا يجدد  نفسي ويعيد لها ما أثقل كاهلي..!! 
هل ساجد ما أحلم به أم هو مجرد خيال… 
لا احب الخيال وإن كان ينقذني من حقيقة ما اعيشه.  ولا ادعي التخطيط للخيال لكن هناك أمل..! 
وهناك كان التحول والتغيير.. 
هناك وجدت ما أريد.. 
إنه حياة ما بعد الخمسين..! 
انه التقاعد ياسادة.. 
إنها معادلة صعبة… لانها لاتأتي جاهزة ..
بل تأتينا من خلال…. 


التخطيط للتقاعد والتقاعد الحرّ ولانجاح بلا تخطيط. 

كما نعلم أن التقاعد هو طلب الحرية، ولكن نجاح هذا الطلب لايتأتى هكذا… 
بل ان عدم التخطيط له جيداً يصيب التقاعد في مقتل.. 
 فكيف نوفق بين التقاعد المنظم والمرتب والذي أغدّ إعداداً جيدا وسد كل فجوات الخطأ ليستقيم ويكافئ طالبه بالنجاح.. 
وليس كمثل من ابدل الشئ بذاته مثل (استمرار العمل بعد انقضاء عمل) وبين العمل بحرية الاختيار (اختيار حياة منظمة جديدة ناجحة لحياة اسعد)..

لاشك ان ما سأكتبه وخاصة بعد هذه المقدمة البسيطة هو العمر الجديد الذي كَتَبَهُ الله لي  فعشته… 
بكل تفاصيله وروعته وجمالياته.. 
ففيه الصحة والرياضة والإستكشاف والعبادة… 
فاسميته حياة المتفائز… 

 "يموت فائزا"
وليس مثل حياة المتقاعد
 "يموت قاعدا"
هي حياة بعد حياة "الزامية المسار" الى فصلٌ في العيش "بحرية الاختيار"… 
فلسفة ربما تفهم من خلال سرد قصة نجاح لمتفائز - متقاعد - مثلي.. 
والسلام….!! 



قد اغالي وابالغ في ما سأقوله : 
(فمن أجمل المواقف التي قد يعيشها الأشخاص مواقف النجاح سواء أكان هذا النجاح تعليميّاً، أو نجاح وظيفياً ، أو في مشروع خاص عمل ما ، أو حتى شخصيّاً واجتماعيا عند تغيير نمط الحياة، أو حلّ مشاكل اسرية وفي محيط منزله وبلدته وهي من الأشياء التي كانت تشكّل له همّ وكدر ، ومن جميل ماسأذكره تلك التفاصيل العالقة في ذهني والتي لا بدّ من أن أوثقها وأسردها بقصة نجاح لتكون واحدة من سلسلة  الحياتية والنجاحات التي تم تحقيقها في حياتنا لنتشارك بها مع الآخرين.


خطوات قصة نجاح حياتي الاضافية للمتفائز- المتقاعد- اقدمها كسلسلة خبرات حياتية 
لمئات من القصص التي نبوح فيها لتكون عبرة ومثال حيّ متنوع... 

"ماقبل المعاناة"
صيغة مبالغة لوصف الحالة التي كنت فيها ، خلال كوني موظفاً متردداً باداء روتينياً، والذي يشبه غده أمسه… 
ولاجديد خلاله الا بمشاكل وحلول تضفي لتلك العاناة فواصل تؤكد اننا بشر… 
واستمرار التكرار المُملّ ، فلاجديد بما اراه بالأفق والذي اضحى بلا لون ولاطعم ولانكهة… 
فحينما تكون حياتنا تراتبية باستقامة ممتدة ، بل حتى بوجود المشاكل المكررة والحلول المقولبة فتصبح الحياة ذات معاناة… 
ومع عدم قدرتنا على التفاعل مع المحيط حولنا في تجديد مانحن فيه تزداد المعاناة .

معرفة أين تقع المعاناة للبحث عن حلول… 

لاشك انني بصدد كتابة تجربة نجاح لمتفائز ، ولايأتي النجاح الا بوصف الحالة التي سبقت ذلك النجاح… 
اولا لست من الذين ينكرون فضل الله لي في ماكنت فيه بالعمل الوظيفي الجيد، وصفة اجتماعية عرّفتني باناس فاعلين متفاعلين لحياة ذات عطاء بما اخذناه لتستمر الحياة. 
ولست احاول لبس عباءة البؤساء نكرانا لجميل اعطاني الله واعطانيه المجتمع لأكون من لبنات البناء في ماحولي.. 

كما لست استدرّ عطف من يقرأ ماسأكتبه بمعاناة مزيّفة.. 
انما هو وصف لزمن عملت من خلاله بوظيفة ، وكنت اعيش فيها بثلاث مراحل.. 

- مرحلة النشوة والعطاء.. 
- ومرحلة النجاح والبذل.. 
- ثم مرحلة التكرار والملل ..
أو ابيّنها بالتالي :
- الصحّة والراحة النفسية
- والفراغ واشغالها بما أهواه
- والبعد عن الروتين المميت المقيت.. 

فليست معاناتي مالية او اجتماعية اكثر من كونها روتين مكرر يغلق امامي الابداع والتجديد والحياة الحيّة الكريمة.. 

ومع أن حياتي الوظيفية والمالية والاجتماعية من نجاح لنجاح والحمدلله… 

ليس الخلل في وظيفتي ولا حالتي المادية ولا في حياتي الاجتماعية الشخصي منها ومايلامس من حولي.. 
فأين الخلل في ماكنت فيه..!! 
وبحثت عن الخلل والذي كان يكمن في ثلاث… 
 التكرار والروتين الذي افقدني لذة النشاط والعطاء وكوني آلة يسدها آلة أخرى.. 
وثانيا لتغلغل مرض خفي في نفسي يتجسّد بهموم جسدية وبتوقع تنازلي للصحة مع تكدّس الشحوم عليها… 
وثالثاً لتنتقل الحالة لضعف النشاط البدني والهزال والسأم المتزامن مع قلّة النشاط… 

 وتناوبت علي تلك الثلاث لأعرف  نفسي وارصد من خلالها مشكلتي… 
ولابدأ في إيجاد الحلول لها لحياة ماكتب الله لي أن اكون فيها حيّاً نشيطا معطاء كما كنت في مرحلتي الوظيفة.. 

"ومن هنا كانت نقطة التحوّل"

فكما يمرّ الناجحون وعلى الأغلب بمواقف معيّنة تشكّل تلك المواقف بداية لنجاحهم، وهي بلاشك تكون نقطة التحوّل الجذرية التي كان فيها تقرير المصير للتحوّل… 
ولاشك في حياتنا نجد أن الحيد عن مسار حياتي مستمر سيواجه من نفسي ومن حولي ردّ عكسي.. 
ووجدت النقد اللاذع والنصائح في ما وجدته من حلّ لنفسي ومسار لحياتي… 
ومن هذه النقطة بدأ التحول لقصة نجاح فكيف كانت.! 

تتبّع مسار التغيير

بدأت في تتبّع مسار التغيير الذي بدأتَ ألاحظ مساره خطوة بخطوة… 
وليس ملاحظة النسار الذي حصلت لانتقاد واسع باتخاذه فقط… 
بل ماشعرت به من تغيير ومتعة في ذلك المسار مع ماشعرت به من تحسن كامل في ثلاث جهات مصيرية لحياتي تمثلت في: 

-مرحلة النشوة والعطاء بعد الصحة والراحة النفسية.. 
-ومرحلة النجاح والبذل في فراغي واشغالها بما اهواه.. 
-ثم مرحلة التكرار والملل والبعد عن الروتين المميت .

فنجاح المرحلة الاولى وهي الصحة والراحة تكمن في مابدأته في الاشتغال بصحتي والعمل على النظر لما حملته من كمّيات من الشحوم منشغلا عنها وعن عذاها بسنيّ عملي وانشغالي عن صحتي،فبدأت بالتخفيف وممارسة الرياضة وهذا أكسبني ثقتي في نفسي وعطاء لجسدي لم أكن التفت اليه سابقاً… 
مع استمرار للتوجه الصحي بالطعام وكمياته ونوعيته والبعد عن مايفسد صحتي لأنال ثقة نفسي ولياقتها لأتجه لنجاح المرحلة التالية وهي… 
الفراغ واشغالها بما اخواه من عمل يزيد من كوني انسان فاعل بهذا المجتمع. 
ولا أخفي متابعي الأحبّة في قصة نجاحي ، في أن خططي لهذه المرحلة بدأت من قبل الوظيفة ولم أكن ابدا بعيدا عنها في تخطيط مابعد التقاعد ..
لذلك لم تكن خطتي للتقاعد قد بدات مؤخرا بل من قبل الوظيفة لذلك كان التخطيط مرتباً ومعدّ سلفاً وهو ما مكنّي من ما أنا عليه اليوم في هواية مفيدة لي ولغيري اشبع فيها ما لم اقدر أن أُكمل أثناء عملي… 
فحين استلمت شهادة المتفائز -المتقاعد-  كنت قد بدأت ما بعده مبكراً ومافترة التقاعد الا للتوسع والانجاز الأكبر وفي التدوين لما أنجزت في كتب أدب الترحال.. 
وأما المرحلة الأخيرة وهي (الروتين المميت ) فكانت كابوساً بدأ في سنوات العمل الخمس الأخيرة، وهي ماجعلتني اقرر للتفائز -التقاعد- وبداية مرحلة نجاح حقيقية في حياتي القليلة ولتثمر عن عطائي الحقيقي لها. 

ولا ابالغ أنني قد حققت انتصارا في الاختيار لمرحلة التفائز -التقاعد - خاصّة بعد لوم الكثير لي لإختياري ..
ثم تحوّلهم للثناء الأكبر في ماكنت فيه من تقاعد خصوصاً حينما وجدو ثمرة ما أنا فيه من راحة وعطاء وصحة وكل ذلك بعد حصولي على مرحلة التفائز -التقاعد-… 
"النجاحات الحقيقية بعد التقاعد"

منذ تقاعدي وحتى اليوم لم اتحسّف على لحظة واحدة من حياتي بعده… 
ولم أكنّ لحياتي الاخيرة هذه الا شكراً لله على ما أعطانيه من قوة لاتخاذ القرار وبعد ماوجدت نتيجتها الإيجابية في حياتي الجسدية والعملية لي ولغيري من خلال ماقمت به من تخطيط مسبق لتنظيم الرحلات الجماعية لمجموعة من المتقاعدين لأبين لهم الوجه الحقيقي لفوائد السفر والاستكشاف والحريّة بالإنطلاق نحو العالم الفسيح وكسب المعلومة واكتشاف الذات والتفكر بملكوت الرحمن… 
مع نجاحي في تدوين خبراتي الترحالية والتي تضمّنت كتباً لأدب الرحلات ستملأ ارفف المكتبات بخبرات عربية قلّ نظيرها.. 
وماذكرت ماذكرته الا لتحفيز كل حالم بالحريّة والعمل الحقيقي والعطاء لنفسه ولغيره من خلال التفائز -التقاعد- وخوض تلك التجربة لكن بعد التخطيط الجيد لها.. 
والتخطيط أساس كل عمل ولا أفضل من أن تزيد الأهتمام بالتخطيط لأهم مرحلة في حياتك وهي مرحلة التفائز الحرّ والعمل الحقّ والعطاء للخير ..
واعطيك قارئي العزيز فائدة في السفر وكونه علاج نفسي وبدني لكل من الملل أو الخرف المبكر.. 

السفر علاج نفسي وبدني للملل والخرف المبكر.. 

نعم خذها مني كرحال متمرّس وخبير ولا ادعي ذلك فتجاربي خلال الـ(45) سنة كفيلة بنقل مارأيت من نتائج لأضعها بين يديك قارئي العزيز ..
ومن رحال الخبر أقدم لك علاجاً ناجعاً نفسياً للملل وعضوياً للخرف والذي يجيئ لبعض الناس مبكرا… 
وعلاجه كما أعتقد وبما فتح الله علي من أمور ربما غفل الكثير عنها هو السفر وبأنواعه العديدة… 
فهناك وفي حياتي واختياري للسفر وجدت العلاج الفعّال والناجح سواء للخرف أو الملل والذي يصيب الإنسان المعتاد على روتين واحد…
وكل ذلك في السفر والتنقل ورأيت فيه عجائب وفوائد جمّة.. 
كما أنني أرى أهمية السفر لعلاج حالات نفسية بحياة الإنسان، وليس لها حد ولا نهاية كما أنها ستعود اليك بشكل عطاء لصحتك الجسدية والذهنية والنفسية ، هذا اذا ماكان فيها عطاء علمي وتجاري وخبرات حياتية .
"فالسفر ليس مجرد تجربة جديدة لرؤية الأماكن والأشخاص والثقافات الجديدة، بل هو أسلوب جديد للحياة".
فالسفر يعطيك الفرصة لتغيير الجو، والخروج من الروتين اليومي الذي يشعر كثيراً بالملل والضغوطات النفسية...
والسفر يعزز الصحة النفسية لأنه يعيد تجديد النشاط الذهني ويعطي الفرص للاسترخاء والاستراحة من الضغوطات العملية.
كما أنه مفيد لكبار السن في عدم وصول الخرف اليهم بسبب تجديد السفر والنظر والاستكشاف لنهاياتهم العصبية وتجديدها بحيث يسفر عن تجديد لذهنهم واستمرار نشاطهم وتوقدهم لحياة مستمرة ما ادامها الله بصحة وعافية ..
لكن لا تقتصر قيمة السفر على الصحة النفسية فقط، بل يعزز أيضاً الصحة العقلية وكذلك الصحة الجسدية عندما تقوم بممارسة النشاطات الرياضية الجديدة والمختلفة عن عاداتك اليومية. 
والأهم من ذلك كله هو القيمة التعليمية والثقافية والمعرفية التي يوفرها السفر ، فهو يسمح للمسافر بمقابلة أنواع متعددة من مختلف القوميات ومجرد التحدث إلى الذين يعيشون وفق تقاليد وثقافات تلك البلدان يثري وينمي الفكر ويجدده ، مما يساعد على فهم مظاهر الحياة والثقافات الأخرى بشكل أفضل وتحقيق مبدأ الاستعمار بالارض عبر نقل وتبادل الأفكار بين البشر .
وقبل ذلك ومن المهم التخطيط للرحلة والسفر وبعناية لتحقيق أفضل انطباع ممكن واستفادة كبيرة تنقلها عبر قلمك أو عدسة كاميرتك لمن هو بالجانب الآخر من العالم. 
والتأكد من جدولة الرحلة باقتصاد لتتكرر الرحلات، من اختيار الفنادق المعقولة ، إلى إعداد خطط الرحلة يومًا بيوم ليعطيك امكانية الاستمتاع بالزيارة وبحرية كاملة وهذا يساعد على منح المسافر تجربة سفر كاملة الاستكشاف والمعرفة والمتعة.
لذا، إن كنت ترى نفسك في حاجة لتجربة شيء جديد وتحقيق متعة حقيقية، فلا تتردد في التخطيط لرحلة سفر جديدة ليس بالضرورة خارج البلاد بل المهم خروج من محيطك ومن حولك ، وقد يساعدك على تحقيق تجربة لاتنسى. 
والسفر هو استثمار في نفسك وفي مستقبلك، ولن تنسى تفاصيلة والتي تعود اليك بفوائد جمّة… 
حاول دائمًا تكرار تجارب السفر لتحقيق المتعة لشخصك ولمحيطك والتي لا يمكن أن تحصل عليها بشكل آخر."
وليس هناك شك في ان القراءة المستمرة ومتابعة المقالات والبحث والكتابة احد اهم العلاجات والاكثر فائدة مقارنة بالسفر ..
ورأس كل ذلك هو المحافظة على الصلاة في وقتها وتتابع الاذكار وقراءة القرآن باستمرار يومي يعد العلاج الأفضل من كل ماذكرت..
لكن مجالي وخبرتي وحب الناس للترويح ممزوجا بالفائدة ذكرت ماذكرته.. 
وفق الله الجميع وزادكم من فضله وحماكم من كل ملل وخرف بذكره والالتجاء اليه…
وماكتبته ماهو الا شئ من ذكريات مسيرتي التي وفّقني الله اليها وبارك لي والدي عليها لأنعم بالسلام والحب والعطاء لنفسي أولاً ولغيري لكل الناس.. 

الرحال وائل الدغفق
#رحال_الخبر1444هـ
#رودRWK

الاثنين، 15 أغسطس 2022

جمهورية باكستان الاسلامية تراها بعيون رحال الخبر1444هـ

جمهورية باكستان الإسلامية 

اسمها يأتي من قسمين:
"باك" فارسي يعني الطاهر.
و"ستان" هندي يعني الارض.
وجمعهما يعني: "الارض الطاهرة".
تقع باكستان في جنوب القارة الآسيوية. ويحدها شمالا(كشمير وجامو وممر كاراكورام، ومن الجنوب يحدها بحر العرب. 
ومن الغرب ايران وافغانستان اما الشرق كله للهند. 

بداية التأسيس:
حصلت كلا من الهند وباكستان على استقلالهما في أغسطس عام 1947 من بريطانيا.

 وقد حلت البلد في المرتبة الخامسة في قائمة أكبر البلدان في العالم من حيث عدد السكان بعد الصين ثم الهند وأمريكا ثم إندونيسيا ، فعدد سكانها اليوم 220 مليون نسمة.
كما أنها ثاني أكبر عدد للمسلمين كدولة بالعالم بعد إندونسيا وتأتي الهند ثالثة.

وفي باكستان الكبرى قوميتان البنغال والبنجاب إحداهما أساسها شيخ مجيب الرحمن ، فهو رئيس حزب (رابطة عوامي) الذي يضم أغلبية البنغال في باكستان.
وحين اجريت انتخابات برلمانية في سنة 1970م فاز حزب عوامي بالأغلبية و يحق له رئاسة الوزراء لكن باكستان الغربية (باكستان) رفضت ذلك وأدت تداعيات الأحداث إلى حدوث حرب أهلية تدخلت فيها الهند بأمر بريطاني لصالح البنغال ليتم انشقاقها عن باكستان الشرقية (بنغلاديش).
وتعداد سكان بنغلاديش 150مليون نسمة.

لذلك انشقت الدولة الإسلامية الكبرى باكستان لقسمين بايعاز بريطاني استكمالا لخضوع القارة الهندية وتشتيت القوة الاسلامية وإضعافها هناك منذ 1970م.
فقد كانت كلتا الدولتين قبل الفصل دولة قوية بتعداد 450 مليون مسلم ، وأغلبهم من أهل السنة والجماعة.

كما أن باكستان فيها أكبر مساحة جليد خارج منطقة القطبين بالعالم. 
لعل افضل اشهر السنة لزيارة باكستان هي (مارس وابريل ومايو) فهو الافضل كونه الربيع ..

وأهم المدن السياحية في باكستان 6 مدن هي… 

1-هضبة اسلام اباد
تقع المدينة فوق هضبة بوتوهار على ارتفاع 400 م، مما يوفر لها إطلالات مذهلة مع التلال المكسوّة بالخُضرة التي تحيط بها، كتلال مارجالا، لذلك هي من أهم الاماكن السياحية في باكستان .

2- مدينة لاهور
تقع على ضفاف نهر الراوي، ويطلق على لاهور قلب باكستان ومركزها الثقافي، العالمي، والتاريخي.
تضم العديد من المعالم التاريخية كالقلعة الملكية، وحصن لاهور، وحديقة شالا مار ، والمسجد الملكي التاريخي، ومسجد وزير خان. ومسجد بادشاهي وهو من أهم معالم السياحة في لاهور. 

3- مدينة ملتان
تقع على ضفاف نهر تشيناب، وتلقب بمدينة القديسين، وهي مركز اقتصادي وثقافي رئيسي جنوب البنجاب.
ولتاريخها الطويل والممتد من العصور القديمة فهي من أقدم مدن باكستان ، تضم العديد من المعالم والمباني الأثرية الفخمة ذات طابع معماري فريد، مثل برج الساعة، والقلعة ، وبوابة دلهي. 
مع المنتزهات الرائعة، والمتاحف، ومراكز التسوق المميزة. 

4- مدينة كراتشي 
العاصمة القديمة لباكستان، مدينة ساحلية ..
وميناء الدولة الرئيسي ويعرف "بميناء كيماري" ، وهي صناعية  ذات تاريخ عريق تضم الآثار القديمة المشهورة مثل مسجد طوبي، وتتميز بأسواقها الفريدة التي تقع في منطقة صدر، ومنطقة كليفتن الشاطئية المميزة، بالحدائق، والمراكز التجارية.

5- مدينة بيشاور
عاصمة مقاطعة خيبر بختونخوا، موقعها استراتيجي ، ملئ بالتضاريس المتنوعة والتاريخ النابض بالحياة.
ما بين المتاحف، والمساجد الأثرية، والمنتزهات، علاوةً على الأماكن التاريخية من حصون وقلاع، فهي من المدن الثرية. 

6- مدينة حيدر اباد
تقع في السند وعلى ضفة نهر أندوس، واحدة من أقدم المدن في شبه القارة أسست عام 1768م، وتشتهر حيدر أباد بتراثها الأثري حيث تضم العديد من المعالم التاريخية التي تجذب إليها السيّاح، والتي من بينها المتاحف والمباني الأثرية

المسافات بين مدنها: 
إسلام أباد إلى كراتشي1141كم.
اسلام اباد إلى راولبندي 14 كم.
ملتان إلى فيصل أباد 205 كم.
ملتان إلى لاهور 313 كم.

المناطق الطبيعية الأجمل في باكستان

1- وادي هونزا Hunza Valley
يعد وادي هونزا الجوهرة المخفية ، ويقع في مقاطعة جيلجيت بالتستان ويبعد عن اسلام اباد 600 كلم .
وهو وادي منعزل يقع بين جبال الهيمالايا وسلسلة جبال كاراكورام المحاذية للصين وشمال كشمير. 
وادي خصب وأراضي زراعية تجذب السياح بمناظرها الخلابة وموطن لشعب ودود ومضياف.
يسود جبال هونزا الهدوء والعزلة. 

2- وادي سوات
وصفت ملكة بريطانيا إليزابيث وادي سوات بأنه "سويسرا" باكستان.
ويقع الوادي بمقاطعة خيبر بختونخوا، ونظرًا لجماله الخلاب، وطقسه اللطيف، وسكانه الطيب المضياف، يعد سوات قطعة من الجنة على الأرض، تمامًا مثل هونزا.
ويشتهر الوادي بحياته البرية الطبيعية. من غابات مورقة، وجبال عالية شاهقة، وبحيرات جميلة.
يمكن للسياح ممارسة الرياضة والرحلات والتخييم والتزلج على الجليد أو قضاء بعض الوقت في الاسترخاء في الطبيعة.

3- أودية ناران كاجان Naran Kaghan. 
تعد هذه الاودية من بين أهم الأماكن للسياحة بمقاطعة خيبر باختونخوا. ومكان مثالي لمحبي الطبيعة. بأنهارها المتدفقة ومساحات ممتدة للمروج والجبال الثلجية والبحيرات الخلابة ذات مياه كريستالية وكذلك أنهارها. 
مثل بحيرة Saiful Malook وبحيرة Lulusar وبحيرة Aansoo (بحيرة Tear) وبحيرة Dutipatsar. يجذب وهذا الوادي وجهة رئيسة للزيارة خلال فصل الصيف، ويفضل أن يزار من مايو حتى سبتمبر.. 

4- وادي شقران
والمنطقة عبارة عن تل صغير في منطقة كاجان.
تمتلئ بالفنادق والموتيلات الفاخرة ومكان مثالي لقضاء الإجازات العائلية. على غرار منطقة ناران كاجان، تمتلئ شقران بالسياح في الصيف.
ويعد مرج Siri Paye أحد أفضل  مناطق شقران.

5- وادي سكاردو Skardu Valley
نموذج السياحة في شمال باكستان، ذو مناظر خلابة وعاصمة منطقة بالتستان.
هنا جمال الطبيعة الوعرة ومياه الينابيع العذبة والبحيرات الزرقاء والجبال الصخرية.
ويعتبر الوادي مركزًا حضريًا رئيسًا له أهمية استراتيجية كبيرة، حيث تربط سكاردو باكستان بالصين وأفغانستان والهند.
ويصل ارتفاع المنطقة إلى 2286م ،  وتقع خلف قمم سلسلة جبال كاراكورام ويسكنها شعب "بالتي" المضياف.  

6. شيترال كلاش
شيترال بلدة صغيرة تقع تحت جبال هندو كوش.
ومعلم سياحي فريد يسكنها مجتمع ودود ومضياف له خصوصية باللباس والثقافة عمرها الف عام وموقع تراثي لليونسكو. 
عدد سكان شعب الكلاشا خمسة آلاف شخص، ما زالوا يعيشون حتى يومنا هذا كما كانوا يعيشون منذ عدة قرون.
ترتدي النساء الزي التقليدي بقبعة صغيرة، واللباس الأسود مع تطريز ملون.
ويعملون بالمحاصيل الزراعية وتعطي المنطقة لمحة عن أسلوب حياة الثقافة القديمة.

7- فيري ميدوز Fairy Meadows
فيري ميدوز موقع جميل لسلسلة جبال نانكا بربت ، وهو يقع في منطقة ديامر في جيلجيت بالتستان. يبعد عن اسلام اباد 450 كلم .
وتنعم فيري ميدوز بجمال لا مثيل له، وهي بسهولة واحدة من أجمل الأماكن في باكستان. مع ارتفاع ما يقارب الخنسة الاف متر. 
ستصل لهذا المكان ذو البحيرات الخضراء المورقة، وإطلالة رائعة على جبل نانكا بربت  المغطى بالثلوج.

8- بحيرة عطا آباد Attabad Lake
تسبب انهيار الأراضي عام 2010 في إقامة سدود على نهر هونزا فى المنطقة.
ونمت مياه هذا السد الطبيعي إلى عمق أكثر من 300 قدم ووصل إلى أكثر من 21 كيلومترًا.
وتحوي بحيرة عطا أباد مياهاً زرقاء فيروزية متلألئة بين عدد من الجبال الصغيرة، وهي نموذج مهم للسياحة وأصبحت البحيرة مصدر رزق لأهالي عطا أباد، مع وجود بيوت ضيافة وفنادق صغيرة قريبة. يمكن للسياح الاستمتاع بالتزلج على الماء وصيد الأسماك وركوب القوارب والعديد من الأنشطة الترفيهية الأخرى.

9- منطقة مري
منطقة المزارات السياحية وهي من أهم المصايف في باكستان، تبعد 60 كلم عن العاصمة الباكستانية اسلام اباد، ومصيف العاصمة ومن خارج البلاد.

10- كشمير باكستان
عاصمة السياحة في باكستان، حيث تزخر كشمير باكستان بالعديد من الوجهات السياحية الرائعة، التي لم تنل الشهرة الواسعة التي تستحقها حتى الآن بسبب طغيان الهند على كشمير الهندية. ومن أهم الأماكن السياحية في كشمير حصن ياهو ومدينة جامو وسلاسل جبال الكراكورم.

الاقتصاد الباكستاني… 

مع كون باكستان من دول العالم الثالث، الا أنها تعتبر رابع مصدر للثروة الفردية عالميا بعد الولايات المتحدة والهند وبنغلاديش.
وهي دولة نووية متقدمة للاستخدام المدني والعسكري.
ومع كل ذلك فهي شريك اقتصادي وعسكري ، وقبل ذلك إسلامي قوي للمملكة العربية السعودية.
والحياة رخيصة في باكستان بسبب تدني عملتها والامن كذلك متدني لمن لايحترس.. 
ومعهم النقل ليس بالمستوى الجيد ويفضل التنقل بين مدنها بالطائرات.. 
ولاتقربها في مابين شهر جون وحتى سبتمبر.. 
فجوها حار في تلك الشهور ..

تحياتي رحال الخبر1444هـ

الأحد، 31 يوليو 2022

جزر (الآزور) روعة المكان وجمال الطقس بين خضرة يانعة ومياه رقراقة وشواطئ فيروزية مع رحال الخبر1443هـ

جزر (الآزور) البرتغالية: 



لماذا اخترت رحلتي لجزر الأزور:

في زاوية بعيدة من المحيط الأطلسي، حيث تلتقي زرقة السماء بزرقة البحر دون أن يميز بينهما نظر، تتناثر جزر كأنها حبات لؤلؤ نُثرت بعناية على صفحة الماء... هناك، في تلك العزلة المزهرة، تقع جزر الأزور — السرّ الجميل الذي لا يبوح به الدليل السياحي سريعًا، بل يتركه لمن يُحسن الإنصات لنداء الطبيعة وعبق التاريخ.

لم تكن هذه الرحلة صدفة، بل اختيارًا دقيقًا يشبه انتقاء بيت من الشعر في دواوين العرب والتي سطّرت بكل فنّ بيتا وجمعت كل علوم الدنيا . 

وبسبب مانعيشه في عالم مزدحمًا بالصخب، جذبتني الأزور بما فيها من سكون أخضر وماء عذب رقراق ، وبراكين خمدت دون أن تنطفئ نار الجمال في محيطها بينابيع استشفاء من علل المدن وتلوثها ، بل وجدت فيها أُناسٍ يعيشون ببساطة القرون الماضية دون أن يغادروا دفء الحاضر.

اخترت الأزور لأنها ليست فقط محطة على الخريطة، بل عتبة عبور نحو دهشة الإنسان الأولى حين واجه الجبال والضباب والبحر للمرة الأولى. فيها كل شيء يبدو وكأنه خرج من حلم، ولم يعكر صفوه إلا فرط الواقعية التي تعيشها هناك دون تكلف ، ووجدت اجمل وصف لها ويلائمها وصفها بالارض البكر.


فلتكن هذه الصفحات سردًا لحكاية رحلةٍ تبحث عن البدايات في مكانٍ يشبه النهايات... حيث تختلط الأرض بالنار، والريح بالزهور، والرحّالة بنفسه، فيُعيد ترتيب أسئلته من جديد.


حين تعبر حدود المحيط

حين وطئت قدمي أرضًا توصف بأنها أقصى امتداد لأوروبا غربًا، أدركت أنني لم أصل إلى مجرّد جزيرة، بل إلى عتبة أخرى من العالم. هناك، في منتصف المحيط الأطلسي، حيث لا يجاورك سوى البحر والغيوم، تقف جزر الأزور كفواصل خضراء بين قارتين، وأقرب ما تكون لأوروبا من جهة، ولأحلام العابرين من جهة أخرى.

لم تكن المسافة شاسعة كما توقعت؛ فقط أربع ساعات من الطيران تفصلك عن الساحل الأوربي، لتصل إلى جغرافيا معتدلة في حرارتها، ناعمة في سكونها، كأنها خُلقت لتمنح المسافر فسحةً من التنفس بين قارتين.


في هذه الجزر البركانية، وبالتحديد في جزيرة ساو ميغيل sao miguel– القلب النابض للأرخبيل – تجد أرضًا خصبة تشبه صدر الأرض حين يهدأ بعد حمّى البركان. رطوبة ناعمة تلف المكان، وألوان خضراء تتدرج بين سفوح الجبال وبحيرات الحمم الراكدة، أما المفاجأة التي لا تراها في أي مكان آخر بأوروبا، فهي أن هنا، على هذه الأرض الأطلسية النائية، تُزرع شجرة الشاي الصينية – "كاميليا سينينسيس" – في مزارع فريدة تُعد الوحيدة من نوعها في القارة كلها.

ولأن ساو ميغيل جزيرة غنية بالتنوع والمفاجآت، يكتفي بها كثير من السياح عن سواها من الجزر الثمان مع زيارة عاصمتها بونتا ديلغادا Ponta Delgada..  . 

ففي الجزيرة ما يكفي لرحلة كاملة من الاكتشاف أنهار دافئة، براكين نائمة، ضباب دائم، وسكينة تُشبه الهمس.

هكذا تبدأ الرحلة... من جزيرة قد تبدو للوهلة الأولى بسيطة، لكنها حين تُصغي لها، تفتح لك فصولًا من الدهشة لا تنتهي.



📖 رحلة الأزور ولقاء المجتمع المسلم… 

حين وطأت قدمي مدينة بونتا ديلغادا في جزيرة ساو ميغيل، أدركت أن المجتمع المسلم في الأرخبيل صغير جداً، لا يتجاوز عددهم حوالي اقل من 300 شخص بين البرتغاليين والمغاربة والأفارقة المهاجرين عبر جزر الأزور ، وربما أغلبهم يعيشون في ساو ميغيل العاصمة والأكثر حياة ونشاطا.

           المسجد الوحيد في ديليغادا 

إلا أن الأثر واضح لوجود المسلمين هو ذلك المسجد الوحيد (مسجد دي بونتا دليغاتا Mesquita de Ponta Delgada)  ، وهو المسجد الوحيد في الأزور، تُقام فيه صلاة الجمعة باللغتين العربية والبرتغالية  .

وهنا موقعه :

https://maps.app.goo.gl/svG8YfrPUeES1W5b8

كانت بدايات لقائي بالمجتمع في هذا المركز الإسلامي المحلي، حيث وجدت المسلمين بين البرتغاليين والمغتربين من المغاربة يرحبون بالمسافرين أمثالنا  وبحرارة، كما يحرصون على أداء صلاة الجمعة جماعة، ويتبادل بعضهم الحديث عن تحديات الحصول على الطعام الحلال في هذا الجزيرة النائية.


🕌 زيارتي "مسجد بونتا دليغادا"وخطبة الجمعة

المسجد في بونتا ديلغادا بسيط ومتواضع بني في شقة بالدور الأعلى لمبنى تجاري ، لكنه مركز محوري للمجتمع المسلم. أُلقِيَت خطبته مرتين، بالعربية أولاً ثم بالبرتغالية، حتى يفهم الجميع الرسالة والدعاء. 

 بعد الصلاة، جلسنا مع الإمام الأفريقي اتوقع من موزمبيق كونها مستعمرة برتغالية وبعض الزوار، واستمعنا إلى قصص المسلمون  القادمون من البرتغال أو من موزمبيق والسنغال والمغرب العربي، وبعضهم من بنغلاديش وباكستان ومدغشقر ، وكيف لهم أن يُنَظِّمو أنفسهم في مجتمع كاثوليكي في الأصل ويكوّنو ذلك المجتمع الفريد المتسامح مع الكل. 

🍽️  وجود مطاعم الحلال.  

وقد وفّرت منصة حلال للحجوزات Halalbooking في الأزور بعض المطاعم لتقديم اطباق الحلال ، ويُعد فيها اطباقً حلالاً ، مع اعتماد كبير على المأكولات البحرية والخيارات النباتية. 

زرت ذلك المطعم، وكان منظر البحارة المحليين يعلقون الأسماك الطازجة على الرصيف أمام البحر – والمطعم يوظف هذه الأسماك في طاجينات بحرية حلال، مع إرشادات واضحة بأنه لا يُستخدم الكحول في الطهي.

في بونتا ديلغادا، هناك فندق Azores Inn ‑ Family Suites Hostel الذي أدرج في منصة  Halalbooking كخاصية تقدم طعامًا حلالًا عند الطلب، وتوفر غرفاً خالية من الكحول ومرافق مناسبة للعائلات المسلمة والنزلاء الباحثين عن بيئة أقل مكونات محرمة. 

 مكثت فيه ليلة؛ لم تكن الرفاهية بقدر حاجتي إلى وضعي بثقة أثناء السفر كمسلم.

والمسلم يبحث عن الطبيعة وروحها وفي الأزور يجدها من خلال ذلك المجتمع الصغير..  

 وجزر الأزور من أجمل مازرت كطبيعة وكأنها جنة برية، ببحيرات Sete Cidades والينابيع الساخنة في Furnas، وتلال بوريقانا الخضراء، والشواطئ ذات الرمال السوداء على جزيرة فايال، والطبيعة التي لا يعرف عنها الكثير .

 وككل رحالة مسلم يصلها يجد مايبحث عنه كالصفاء والسكينة والطبيعة مع تلك المناظر الخلابة ، لكن في نفس الوقت يجد أنه أمام تحدٍ بسيط  حول إيجاد مأوى وطعام متوافق مع دينه (حلال) ، وفي الوقت نفسه يستمتع بروعة المنظر.

وهذا ما رأيته هنا في إجتماع تلك الروح المتمثلة بالمجتمع المسلم وامتزاجها بالطبيعة الغالبة للجزر لتتكامل في تناسق وروعة ببركة وجود الحلال ومجتمعه …  

في نهاية الرحلة، تركت هذا المجتمع المسلم الصغير بشعورٍ رائع رغم قلة عدده، لكن ما أدهشني صموده واستمرار وجوده كمجتمع مسلم… 

وهنا أقف وأتعجب من ما تنبأ به النبي ﷺ عبر الوحي الذي بلغه وبقوله : " ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل، عزا يعز الله به الإسلام وذلا يذل الله به الكفر " وهذا ما رأيته في ترحالي لأغلب دول العالم ، فلم تكن ارضا في العالم لم يبلغها الإسلام ، ليس بلوغ رحال أو متجول فقط بل بلوغ هذا الدين بما يتمثله بمساجد للمسلمين، ومطاعم ، وفندق يراعٍ احتياجات الحلال للمسلمين ، كل ذلك في قلب ذلك المحيط الأطلسي والبعيد عن كل مدنية بطبيعته الساحرة.

فسبحان ربي كيف حفظ هذا الدين ونشره ويسّر للمسلمين اداء حقوقه وواجباته في ديار ندر وجود الإسلام فيه والمسلمين. 

 وإن كان ما رأيته للمجتمع المسلم ، في أنه لا يُحتسب بالمئات لكنه موجود ويقدّر خصوصية المسلم لطعامه وشرابه ، وبقعة لأداء صلاته والاجتماع بأخوانه ، وسماعه للأذان، كما ويُقدّر الذين يبحثون عن واحة إسلامية ومنبع روحه وبثّه للتسامح والدعوة وهي فئة صغيرة بصغر تلك الجزر النائية. 

وقصتي التي أسردها الآن كرحّال، سأرويها لمن يرغب في رحلة مختلفة، طبيعية وساكنة، لكنها ترحّب بكل إنسان ، مسلم أو كائن ماكان لكل روح تبحث عن مكان يُشعرها بالقيمة والقبول.

الآزور ارض البراكين



حين تتنفس الأرض من تلك البراكين التي صنعت جنّة الازور… 

في جزر الأزور، الأرض لا تزال تحتفظ بنبضها... ليست ساكنة كما تُخيّل لك، بل نائمة على وقع ذاكرة نارية، صاغتها البراكين ببطء، وأعادت تشكيل ملامحها عبر آلاف السنين.

كل شبرٍ من هذه الجزر، وبالأخص جزيرة ساو ميغيل، يروي حكاية خروج الأرض من جوفها... صخور بركانية متكسّرة، فوهات عميقة تحوّلت إلى بحيرات عذبة، وسكون أخضر نبت من رماد ساخن. هنا، لا تنبع الحياة من المطر فقط، بل من النار التي هدأت وأهدتنا مروجًا ساحرة.


وتقف بحيرات ساو ميغيل كأيقونات للجمال الخام: فرناس، دو فوغو، الأزول، فردو، وسانتياغو... كل واحدة منها مرآة لسماء الجزيرة، غافية داخل فوهة بركان، تُشبه حلمًا رطبًا لا يستيقظ.

ومقارنةً بجزر بركانية أخرى كـ آيسلندا، التي تغلب عليها الصخور الجرداء والطحالب العطشى، فإن الأزور ورفيقتها ماديرا تنفردان بوجود التربة الطينية الغنية – وهي هبة الطبيعة التي تسمح بنمو الغابات، وتمنح الأرض خصوبتها وبهاءها. لذلك تجد أن الأزور تختزن حياة كاملة في قراها، حقولها، وأشجارها المتعددة... كأنها نسخة خضراء ناعمة من صخرٍ حاد.

ولأن البازلت البركاني هو حجر الجزيرة، فقد تحوّل من كتلة نارية إلى عنصر معماري فني. وكما شاهدت تلك الفنون المعمارية من تلك الصخور الخفيفة، محكمة، تُنحت وتُزيَّن بها بوابات البيوت، وتُبنى منها الكنائس والمآذن، وكأنها توثق للتاريخ بلغة الحجر المحروق.

لكن أعظم مشاهد البراكين هنا، تكشفها مدينة فرناس – Furnas، الواقعة في الوادي البركاني النابض. مدينة قامت حول ينابيع كبريتية تصل أعماق بعضها إلى أكثر من 650 مترًا في بطن الأرض، وبتدفق تلك الينابيع كوّنت تلك المياه بحيرة فرناس بطول 2500 متر وعرض 1500 متر بلونها الاخضر ورائحتها النفاذة..  

واستخدمت بركها للاستشفاء بمياه الكبريت المشع حرار من باطن الارض واثره العلاجي والسكون النفسي.


في هذا الوادي، يتعانق الدخان برائحة الكبريت، وتنسكب المياه الساخنة في برك علاجية يلوذ بها الباحثون عن الشفاء، والفضوليون المندهشون. أما بحيرة فرناس الخضراء، بطولها الممتد لأكثر من كيلوين ونصف، فتبدو من بعيد كعينٍ بركانية خضراء تنظر إلى السماء عبر غابة كثيفة.

ولعلّ أغرب الطقوس القديمة في فرناس، ما يزال قائمًا حتى اليوم: طهي الطعام في باطن الأرض. توضع القدور المحكَمة تحت التربة الحارّة، وتُترك لـ 8 ساعات في حرارة البخار الكبريتي، لتخرج بعدها وجبة تقليدية فريدة...


 مطبوخة بالنار القديمة، دون أن تلمسها شعلة واحدة.

           الطبخ المدفون بتراب البراكين 


              بحيرة فرناس الكبريتية

وتعتبر وجهة سياحية يأتيها الكثير للتمتع ببحيرتها وللاستشفاء في بركها.  


البحيرات التي تهمس بصوت الأرض

في جزيرة ساو ميغيل، لا تحصي البحيرات بعددها، بل بمشهدها؛ فكل واحدة منها تحفة معلّقة بين الضباب والخُضرة. قد تُعد بالعشرات، لكن هناك خمسٌ منها تستحق الانتباه كلّما صعدت جبلًا أو عبرت دربًا ضيقًا نحو الأعالي:
فرناس، دو فوغو، أزول، فِرْدي، وسانتياغو.

وإن كانت بحيرة فرناس هي الأكثر شهرة من حيث الينابيع الكبريتية ومياهها النابضة من جوف الأرض، فإن ثلاثية أزول وفردي وسانتياغو تُشكل لوحة بانورامية مذهلة، تستقر وسط فوهة بركانٍ خامد، كأن الطبيعة وضعتها هناك عن قصد، لتُغري العين وتقود القلب إلى التأمل.

               بحيرة أزول وفردي 

بحيرتا "أزول" و"فِردي" على وجه الخصوص، يفصل بينهما جسر أشبه بأنشودة حجرية، يُخيّل للمار فوقه أنه يعبر من لونٍ إلى لون، من ضوءٍ إلى ظلّ... فالأولى تميل إلى الزرقة، والثانية إلى الخضرة، في مشهد لا تفسير له إلا انكسار الضوء على عُمق الأرض وروح الماء.


وما يُميز معظم هذه البحيرات أنها بنتُ السماء، تتكوّن من مياه الأمطار، عدا فرناس التي تشكّلت من الينابيع الساخنة، ما يجعلها أقرب إلى مرآة باطن الأرض، لا سطحها فقط.


 الشاي... حين يُروى من ضباب الآزور

لم يكن وصولي إلى الأزور عفويًا، بل محكومًا بشغفٍ قديم: البحث عن نبتة الشاي حيثما نبتت.
وفي هذا الأرخبيل المنسي، في أقصى أوروبا غربًا، اكتملت لديّ خارطة الشاي، بخيط أخضر يصل بين القارات والجبال والغابات.


زرت مزرعة ومصنع "غوريانا" Gorreana، في الشمال الشرقي من جزيرة ساو ميغيل، وهي ليست فقط الأقدم، بل الوحيدة في أوروبا بأسرها التي تنتج الشاي منذ أكثر من 150 عامًا.
في تلك الأرض الرطبة، وأمام صفوف الشجيرات اللامتناهية، أدركت أني أقف أمام تاريخٍ ناعم مغسول بالندى، تشرب من ضوء الأطلسي وتنفث عطرًا في كل ورقة تُقطف.


مصنع "غوريانا" لا يقدّم فقط تجربة زراعية، بل رحلة داخل مراحل ولادة الشاي: من الذبول، إلى الدرفلة، إلى الأكسدة والتجفيف... لتُفرز الأوراق إلى أنواعها الشهيرة:
بيكو أورانج، بيكو، وبروكن بيكو.
ولكل منها طابع ومذاق، حفظتُها في أرشيفي الخاص، وستأخذ مكانها في متحف الشاي بالخبر، بوصفها محطة أوروبية استثنائية في سجلّ الشاي العالمي.


ثم اتجهت بعد ذلك إلى مزرعة "بورتو تي" Porto Tea، وهي أصغر مساحة، لكنها كانت أغنى من حيث الأصالة والبذور. اقتنيت منها شتلات نادرة، سترافقني بإذن الله إلى موطني، لتُزرع هناك كجسر رمزي بين الجزيرة البركانية ومتحف الشاي في أرض الخليج.


ولعلّ وجود هذه المزارع هو أحد الأسباب المحورية لرحلتي إلى الأزور. فبعد أن قطعت رحلاتي عبر العالم من الصين إلى كوريا واليابان، ومن سيلان إلى جورجيا، ومن جبال ريزة إلى وديان كينيا ورواندا، وحتى شواطئ البحر الأسود في روسيا وأذربيجان... كان لا بد أن أضع نقطة الختام هنا.

وهكذا، اكتملت الدائرة... واكتمل طواف الشاي.

رائع، أتابع معك بنفس النَفَس الأدبي السلس، لنكمل الفصل الخامس من تقريرك عن جزر الأزور، مستلهِمًا من وصفك الساحر للجغرافيا والبصر والطبيعة، ومضيفًا عليه الترتيب والموسيقى اللغوية التي تُبقي القارئ مشدودًا حتى النهاية:


من شرفة السماء إلى قلب الماء

حين يتعلّق الأمر بالأزور، فإن النظر ليس مجرد فعل بصري... بل هو انغماس.
هناك، تُشاهد الأرض وكأنك تراها من مرآة معلقة في السماء. جبال تنقلب إلى شرفات، وسهول تُفتح على اتساع البحر، ومدنٌ صغيرة بيضاء ترقد مثل حبّات لؤلؤ وسط بساط أخضر من الحقول.

على طول الطريق، سترى علاماتٍ بنية اللون، رُسم عليها رمز ناظور، كأنها تقول: "قف هنا، فهناك مشهد لا ينبغي أن يفوتك".
وما أكثر تلك المشاهد... لكن أجملها في نظري، هو المطلّ الشاهق الذي يُشرف على بحيرتي أزول وفِرْدي.


هناك، يتكثف الجمال بين الأزرق والأخضر، بين البركان الذي سكن، والطبيعة التي لم تنم.

ومن تلك المطلات البانورامية، يبرز مطل الجروف البحرية "دو سالتو دا فرينيا" (Miradouro do Salto da Farinha) كقصيدة حجرٍ وماء، تتدلّى منه الشلالات كخصل شعر منسدلة من رأس الجرف، تطلّ على بحرٍ لا ينتهي، وغابةٍ تتنفس ندى الصباح.


تسلك نحوه ممشى بسيطًا، لكنه كافٍ لأن يُعيد ترتيب شعورك بالدهشة.


الشلالات... حين تصنع الحكاية

ولأن الأزور لا تكتفي بالجمال من علٍ، فإنها تدسّ في قيعانها أسرارًا أخرى حثثت الخطى لاشاهد شلالات تنبثق من قلب الحجارة، وزرت طواحين ما تزال تدور كما دارت قبل قرون.
هنا تبدأ الرحلة إلى وادي "ريبيرا دوس كالديرويش" Cascata da Ribeira dos Caldeirões، وذاك ليس اسمًا لمعلمٍ عابر، بل مرورٌ في ممرٍ خياليّ، يشبه حكايات الطفولة التي كنا نسمعها عن الغابات المسحورة.

استمريت بالمسير لممر يمتد بطول كيلومتر واحد فقط، لكن ما فيه يكفي لعناق الطبيعة كاملةً.
تراه بالقرب من قرية "أشادَا" Achada، في قلب جزيرة ساو ميغيل، وهو مناسب لكل الأعمار، ويستغرق المشي فيه نحو نصف ساعة، إلا أن وقع جماله يطول لساعات في الذهن.

الشلال الأول تُباغتك رؤيته وأنت على الطريق، ينحدر من ارتفاع لا يتجاوز المائة متر، لكن هديره وبياض مياهه يجعلانه يبدو أعلى من ذلك.
أما إذا تابعت سيرك في المسار، فستصل إلى شلال ثانٍ، أكثر عزلة وسحرًا، تقف بقربه طواحين حجرية قديمة، تدور بهدوءٍ على مجرى الماء، وكأنها تحفظ نبض الأرض.

ما يُثير الدهشة أن هذه الطواحين كانت تُستخدم لطحن الحبوب، ولا تزال آثارها قائمة، بأقواسها، وقنواتها المائية الضيقة، ونوافذها المغطاة بالطحالب، التي تُنبت التاريخ في كل زقاق.

وبالرغم من أن شلالات الأزور كثيرة يصعب حصرها، إلا أن هذا الوادي، بمائه وهوائه وأثره البشريّ القديم، يظل الأجمل والأغنى، والأقرب إلى جوهر الجزيرة.

بالطبع، إليك إعادة صياغة لزيارتك إلى عاصمة جزر الأزور – بونتا ديلغادا، بأسلوب سردي أدبي يجعل منها رواية سفر، تسرد التجربة لا كوقائع فحسب، بل كحكاية عاشها قلبك، ودوّنها بصرك. تمت إضافة جوانب عن العادات الاجتماعية، أسلوب الحياة، الطعام، وبعض الرتوش التجميلية التي تغني الأثر وتعزّز الصورة:


رواية في قلب المحيط كتبتها حين صافحت العاصمة

كان دخولي إلى بونتا ديلغادا، عاصمة جزر الأزور، كمن يطأ مدينة خرجت لتوّها من كتابٍ قديم.
هواء البحر المشبع بالملح، والحجر البركاني المكحّل على جدران المنازل البيضاء، والساحات المرصوفة بأحجار سوداء وبيضاء، كل شيء فيها يتحدث بلغة الهدوء المحترِف، لغة جزيرة تعرف كيف تعيش بعيدًا عن ضجيج العالم، ولكن قريبة جدًا من روحه.

في الساحة الكبرى للمدينة، حيث تعانق كاتدرائية سان سيباستيان السماء برشاقةٍ غوطية، وقفتُ لحظة صمت. لا يُشبه المكان غيره، ولا يشبه الزمان الذي فيه إلا ذاته.
الحياة هنا تُقاس على إيقاع البحر، لا على عقارب الساعة.

الأزقة القديمة، التي كانت ذات يوم ممرًا لعربات الخيل، ما زالت تضيق عمداً على السيارات، كأنها ترفض أن تفقد نَفَس القرون الماضية.
وقد تحوّلت الأرصفة المصغّرة والممرات الضيقة إلى مسرحٍ دائم لحياة الناس:
سيّدة مسنّة تسقي زهورها في شرفة مطلة على البحر،
صبيان يلعبان الكرة تحت ظل أشجار التين،
ورجل يرتّق شباك الصيد بصبر، كأن كل عقدة فيه صلاة.

في الصباح، كان السوق يعجّ برائحة الخبز البرتغالي التقليدي، والمعلبات اليدوية من تونة الأزور، ومربى الأناناس المحلي – وهو أناناس لا يُشبه غيره، يُزرع في بيوت زجاجية ويتخمّر تحت شمسٍ صبورة.
وعلى المائدة، لا تغيب عنهم أطباق الحساء الساخن، وأسماك التونة الطازجة المشوية، أو طبق "كوزيدو" التقليدي الذي يُطهى تحت الأرض بحرارة البراكين، وخاصة في مدينة فورناس المجاورة.

أما الناس، فهم هادئون كجزرهم، يحيّونك بابتسامة وادعة، لا تتكلّف، ولا تطلب مقابلاً.
الكرم عندهم ليس فعلاً طارئًا، بل طبعٌ يخرج من الملامح قبل الأيدي.
تغلب عليهم الروح القروية البسيطة، مع فخر خافتٍ بهويتهم الأزورية التي يميّزونها عن البرتغال الأم، ولكن دون أن يتمردوا عليها.

في بونتا ديلغادا، يمتزج كل شيء بلطف:
الحكم الذاتي، والميناء المفتوح على المحيط، والفنادق الحديثة، والطواحين العتيقة، والباعة الذين يعرضون حلوى "بول دي ميل" برائحة القرفة والعسل، جنبًا إلى جنب مع علب التونة البركاني والمعتّق.

وخارج العاصمة، تنفرج الأرض في مدن صغرى كلّها تحكي وجهاً آخر للجمال:
"فورناس" مدينة الينابيع الساخنة؛
"ريبيرا غراندي" بسوقها الشعبي ومقاهيها الريفية؛
"فيلا فرانكا دو كامبو"، أول مستوطنة عمرها من عمر الاكتشاف؛
وحتى البلدات التي تحمل أسماء تهمس أكثر مما تصرخ، كـ أجوا، كابيلاس، وفينيس دي لوز.

وبينما كنت أتمشى على رصيف الميناء عند الغروب، مرّت أمامي عائلة أزورية – الجدة، والأب، والأم، وطفلان – وكلهم يرتدون الأبيض، يضحكون، يتحدثون بصوت منخفض، كأن المدينة تفرض عليهم أدب الحضور فيها.

عندها فقط فهمت:
أن الأزور ليست مكانًا تزوره... بل لحنًا تعيشه.
مدينة بونتا ديلغادا ليست مجرد عاصمة... بل قلبٌ نابضٌ بهدوء، يعزف للبحر أغنية لا تنتهي.


رائع جدًا، ما جمعته يشكّل ثروة معرفية وميدانية فريدة، ويستحق أن يُروى كملحمة سفر لا كقائمة معلومات.
سأعيد صياغة هذا الفصل بأسلوب سردي أدبي يكمل روايتك عن جزر الأزور، متنقّلاً بك من جزيرة إلى أخرى كأنك تتنقّل بين فصول كتاب، أو تجتاز مشاهد متتابعة في فيلمٍ وثائقي ساحر. إليك الجزء المكمل للرواية:


الجزر التسع... حينَ نطقت الأرض لغات الطبيعة كقطار بعربات ملئى بالزهور. 

كنت قد استقريت في ساو ميغيل، جزيرة الحكم والتجارة، وعرين العاصمة بونتا ديلغادا، لكن شيئًا في داخلي لم يكن ليهدأ...
فالأزور، كما علمت، ليست جزيرة واحدة، بل تسع جُزر متناثرة وسط المحيط، كل واحدةٍ منها تشبه أختها في الجمال وتخالفها في الروح.

أولاها – ساو ميغيل – الأم الكبرى، تمسك الدفّة وتقود الأرخبيل برحابتها (759 كم²)،
وفيها تصحو صباحًا على نداء الشاي، وتنام على غناء البحر.
لكنني كنت أسمع نداءً آخر...
نداء من قمة شاهقة تشقّ السماء.

بيكو – جبين البرتغال العالي

أبحرت إلى جزيرة بيكو، التي ترفع رأس البرتغال عالياً إلى 2351 مترًا.
ما إن اقتربت من شواطئها، حتى بدا لي جبل بيكو وكأنه حلم تشكّل من بخار البحر.
كان الصعود إليه كأنك تصعد من الحاضر إلى الميثولوجيا.
أرضها من صخرٍ حديث العهد بالانفجار،
لكن مدينتيها – مادلينا وساو روكي – تتنفسان الحياة كأن الزمن مرّ عليهما خفيفًا ولطيفًا.

تيرسيرا – الحنين المرصوف

في جزيرة تيرسيرا (403 كم²)، كانت برايا دي فيتوريا مدينة تحكي بيوتُها عن بحارةٍ رجعوا ولم يرجعوا.
أما هورئسيمو، فكانت أشبه بفاصل موسيقي طويل بين فصلي التاريخ والطبيعة.
تيرسيرا جمعت في هندستها الرصينة ما بين الأرستقراطية البرتغالية والروح الأزورية الرخية.

ساو جورج – سيفٌ أخضر في قلب الماء

أما ساو جورج، تلك الجزيرة الضيقة الممدودة مثل سيف أخضر (246 كم²)،
فقد كانت من أكثرها درامية.
جروفها تنحدر بشكل مفاجئ، فتشعر أن الأرض فيها تتهجّى سقوطها نحو البحر.
رائحة الحليب، ومزارع الأبقار، وطعم الجبن المدخّن...
كل شيء فيها ينتمي للريف الذي لم يبلغه التمدّن بعد.

فايال – فوهة الذاكرة الحية

ثم كانت فايال (173 كم²)...
ويا لها من جزيرة.
مدينة هورتا فيها تحتفظ بتاريخ مكتوب على جدران مينائها من رسومات البحّارة حول العالم.
لكن أكثر ما شدّني كان بركان كابيلينيوس...
حيث الأرض نفسها تتذكّر لحظة ثورتها عام 1957، وتحكيها عبر فوهةٍ ما زالت تنفث من الذاكرة رمادًا هادئًا.

فلوريس – حدائق الله السرّية

أبحرت غربًا، إلى الجزيرة التي يصفها أهلها بأنها جنة عدن.
فلوريس (143 كم²) لم تكن جزيرة، بل قصيدة نَديّة تكتبها الأمطار.
شلالات تنساب كخيوط الضوء،
وأشجار باسقة،
وطبيعة خضراء كما لو أن الأرض هنا لم تخطئ قط.
بل حتى الطيور، بدت وكأنها فنانة تستعرض ألوانها بلا خوف…
ولم أجد ثعبانًا واحدًا، ولا عنكبوتًا يؤذي.
أرضٌ للسكينة، إن كان لها موضع في الأرض.

سانتا ماريا – المغارات الطينية والضوء القديم

في أقصى الجنوب الشرقي، ترقد سانتا ماريا (97 كم²).
هنا، شاهدت مغارات بركانية عجيبة تشبه تلك التي قرأتها عن خيبر...
مغارات كأنها ثقوب في الذاكرة، تُفضي إلى حكاياتٍ قديمة.
كان الضوء يدخلها بخجل، لكن الأرض تستجيب له بعرضٍ صامت من الجمال.

غراسيوزا – الجزيرة المتنفسة

رغم صِغرها (62 كم²)، فإن غراسيوزا كانت تتنفّس حرفيًا من فوهة بركانها النشط،
أرضها تشهق وتزفر كبراكين نائمة.
لكنها لم تكن خطرة...
كانت كالعجوز الحكيمة التي تتذكّر شبابها وتبتسم.
سكانها قِلال، لكن دفئهم يكفي لتدفيء جزيرة بأكملها.

كورفو – الحكاية الأخيرة... حيث كل شيء بدأ وينتهي

وأخيرًا... كورفو، الصغيرة العظيمة.
فقط 17 كم²، لكنها تحتفظ بما لا تحتفظ به أي جزيرة أخرى:
فوهة بركانٍ تشبه عين السماء.
قفزتُ في درب الهايكنج الطويل نحوها، وكان الطريق كأنه ترتيلة.
وعندما وصلت إلى الحافة، ووقفت على مشارف الفوهة التي غمرتها المياه،
عرفت أن هذه الجزيرة رغم صغرها، هي القلب الذي ينبض من أعماق الأزور.


على تقاطع القارات

حين أخرجت خريطتي في آخر المطاف، ورأيت موقع جزر الأزور –
على ملتقى ثلاث صفائح تكتونية (أوراسية، أفريقية، أمريكية)،
عرفت لماذا شعرت طوال الوقت أنني أمشي على أرضٍ حيّة...
أرضٍ تتنفّس، تتقلّب، تُحب وتثور، وتُعيد تشكيل نفسها باستمرار.

المسافات بين الأزور ومحيطها القاري… 

1400 كم غرب لشبونة،
1500 كم شمال غرب المغرب،
1930 كم جنوب شرق كندا...
كأن الأزور تُبحر وحيدة في قلب المحيط، لكنها تتصل بجميع القلوب.


بالطبع يا دكتور وائل، إليك خاتمة أدبية آسرة لتقريرك عن جزر الأزور، نغوص فيها في عمق التجربة الإنسانية هناك — الطعام، الناس، التقاليد، والليل، لتكون مسك الختام، ودعوة صادقة لزيارة هذا الأرخبيل العجيب:


خاتمة: حين يهمس الليل بالأسرار ويضحك المطبخ بالذكريات

ليس الطعام في جزر الأزور مجرد وجبة تسد الجوع، بل هو ذاكرة مطهية، تنضج على نار الحكايات العائلية. ستتذوق “كوزيدو” الذي يُطهى في باطن الأرض على بخار البراكين النائمة، كأن الطبيعة تطهو بنفسها لضيوفها، وتدعوك إلى مائدة سرّية بين الأرض والسماء. ستشرب قهوتك على شرفات البيوت البيضاء المطلة على المحيط، والملح في الهواء يُنكّه الذاكرة قبل الكوب.

أما أهل الأزور، فقلوبهم أدفأ من براكينهم. في السوق، يحيّونك كأنك ابن غائب عاد من سفر طويل. في القرى، يُخبّئون في عيونهم قصائد لم تُكتب، ويدعونك إلى مهرجاناتهم دون أن يسألوك من أين أتيت، لأنهم يؤمنون أن من يعشق الجمال وطنه واحد.

وحين يأتي الليل، يكتسي الأرخبيل وشاحًا من السكون المقدّس، وتتحوّل الأزقة إلى نثرٍ من نور، والموسيقى الشعبية – تلك التي تجمع بين ناي الريح وصوت القلب – تنساب من النوافذ القديمة. ستسمع الطبول في مهرجاناتهم وكأنها دقات قلب الجزيرة، وسترقص معهم تحت ضوء القمر، لا لتقلّد بل لتكتشف نفسك.

في جزر الأزور، لا تكتشف مكانًا، بل تعثر على مشاعر نسيتها، وتلتقي بنسخة منك كانت ضائعة في زحام الحياة.

فمن أراد أن يرى الجمال وهو يتنفس، والكرم وهو يُبتسم، والسكون وهو يغني — فليجعل جزر الأزور طريقه، وليلها خاتمة سفره، وأهلها بداية لحكاية جديدة.



“في الأزور، لن تكون سائحًا... بل ضيفًا على الطبيعة.”

“إذا أردت أن تسافر دون أن تهرب، فاجعل وجهتك إلى حيث تتنفس الأرض بسلام: الأزور.”



تحيات اخوكم رحال الخبر 
وائل الدغفق جزر الآزور 1443هـ

السبت، 18 يونيو 2022

بين قمة المعبد الذهبي وصخرة الفطر وقويتشو واكبر كهف مسكون بالعالم بالصين.

مسارات صينية ذات مغامرات غاية في الغرابة.. بين قمة المعبد الذهبي وصخرة الفطر وقويتشو واكبر كهف مسكون بالعالم
بين أكبر الكهوف وأعلى القمم وشيئا لم تعهده من قبل في سياحة الصين العجيبة.. 
ونبدأها في قصة اكبر تجمع بشري في قرية الكهف الصينية Meu والتي لاتظهر عليها الشمس… 


وأقدم لكم استطلاعي لقرية الكهف الصينية [Meu]  والتي لاتظهر عليها الشمس مطلقا.. 

من اخوكم 
✍️: رحال الخبر - وائل الدغفق

فقد أصبحت قرية الكهف ، والتي تقع على ارتفاع 1800 ، القرية الكهفية الوحيدة الباقية على طبيعتها وعلى عيش سكانها بطبيعتهم التي لم تغيّرها المدنية.  

وقد أطلق عليها لقب آخر قبيلة كهفية في البلاد.  

يقول أحد سكانها : "وما زلت سعيدًا بالعيش في مأوى من الشمس في هذا الهيكل الثلجي القوي."
 قرية Meu في مقاطعة Guizhou ، أو قبيلة الكهوف الأخيرة في الصين.  لا يزالون يعيشون نفس الحياة بالطريقة التقليدية  على الرغم من تقدم العالم الخارجي .
قرية تقع في كهف عميق مظلم لاتأتي اليه الشمس.  
ومع ذلك فقد بنوا منازلهم وعاشوا على عمق 50-100 متر من مدخل الكهف.
نبذة عن مقاطعة قويتشو Meu Guizh0u

تضم قويتشو 49 أقلية عرقية ، وهي ثاني أكبر الأقليات في البلاد بعد مقاطعة يوننان.  تنتج ثاني أكبر ورقة تبغ بالعالم .  
كما ان لديها ثاني أكبر منطقة لزراعة الشاي.  
وايضا تعتبر ثاني أكبر مصدر للأعشاب الصينية في البلاد.  
مع ذلك  قد لا يعرف معظم الناس ذلك.  
ربما نشأت الماركة المشهورة عالميًا "Moutai" أو صنعت في قويتشو لكن ظلت متوارية عن الأنظار.
 قويتشو تعتبر واحدة من أفقر المقاطعات في الصين.
الفقر والتخلف في قويتشو  بسبب التضاريس التي لا تساعد على التنمية  معظم المنطقة عبارة عن مناطق صخرية ، وتضم قويتشو أكثر من 30 ألف كيلومتر مربع من المناطق الصخرية والقاحلة.  من مساحة إجمالية تبلغ 170000 كيلومتر مربع ، توصف بأنها بيئة "مفلسة" ، والتي يصفها الجيولوجيا بأنها تضاريس كارستية ، والتي قد توفر مناظر طبيعية غير عادية وتطورها إلى مكان مميز يمكن أن تسافر اليه لتبتهج بما تراه غير آبه بما يعانيه المزعرعون… 
والسبب هو أن معظم المنطقة وماتحمله من تضاريس مثل هذه  فهو سيصبح عقبة رئيسية أمام تنمية المنطقة زراعيا.

 ورغم أن قويتشو ليست مقاطعة معروفة ، إلا أنها منطقة مهمة كمصدر للطاقة المائية والكهرباء والفحم ، وايضا نقطة استراتيجية لنقل الطاقة من الغرب إلى الشرق.  وهي مصدر لأكثر من 110 نوعا من المعادن ، وهناك أيضا مجموعة واسعة من الصناعات التحويلية الهامة ، مثل تصنيع قطع غيار المعدات.  الطب الحديث ، الفوسفور ، الفحم ، هناك صناعة تستخدم معادن مهمة مثل  صناعة الطيران وصناعة الإلكترونيات لمركبة الفضاء شنتشو… 

قرية Meu العجيبة: 
 عند مدخل هذه القرية  في مدخل الكهف الهادئ جدا طول العام الا ما يسمعونه من أصوات للحيوانات التي يربيها القرويون.  
وأحيانًا يمكنك سماع صوت نفاثات الطائرات وهي تمخر في السماء لتقطع نقاء الهدوء الذي يتمتعون به.  وقد تم الحفاظ على القرية مؤخرًا وتدخلت السلطات للمساعدة في تحسين وإصلاح منازل القرويين للحصول على ظروف معيشية أفضل.

 القرية الوحيدة بالعالم والتي لا يمكنك رؤية الشمس فيها طوال العام. 
حيث يعيش هنا ما يقرب من مائة صيني في قرية ميو في كهف عميق.
 يبلغ عدد سكان القرية حاليًا حوالي 100 شخص ، معظمهم من عرقية الهمونغ ، ويتألفون من 18 عائلة تعيش معًا في الكهف.  معظم وظائف القرويين هي تربية الماشية والزراعة ، حيث يتم بيع منتجاتهم كل أسبوع في سوق في بلدة مجاورة على بعد 15 كيلومترًا.
مدرسة داخل كهف
بالإضافة إلى ذلك ، كان لهذه القرية أيضًا مدرسة أنشأها إيمان المعلم يانغ.  الذي قرر التخلي عن الراتب المرتفع  كمدرس في المدينة  انتقلت لتعليم كتب الأطفال.  في هذه القرية  حتى لو كانت مجرد مدرسة صغيرة  لتثقيف الناس في القرية  لكنها تأمل أن تكون هناك أيضًا مدرسة ابتدائية في المستقبل.

وتقع المدرسة في كهف Dongzhong في قرية مياو Mao الجبلية في مقاطعة زيون Ziyun في الصين ، وهو ليس كهف عادي بل يحتوي على مدرسة كهف دونج زونج Dongzhong Mid-Cave الابتدائية الأعجب وسط كهف في الصين، ودونج زونج نفسها تعني "في الكهف"، وهو مكان للتعلم منذ عام 1984.


من الواضح أن الكهف ، الذي تم تشكيله من آلاف السنين من النحت بفعل الرياح والمياه والتحولات الزلزالية ، هو مكان جميل وفريد من نوعه للحصول على التعليم ، لكن سكان مياو لم يختاروه لمنظره الجميل.

وتعد قويتشو ، المنطقة الجنوبية الغربية التي توجد فيها مياو ، هي واحدة من أفقر مقاطعات الصين، أدى نقص المياه والغذاء الناجم عن التصحر والجفاف إلى جعل المنطقة تكافح بانتظام لإبقاء سكانها على قيد الحياة لإيجاد فكرة تلك المدرسة.

 ومع ذلك ، لم يكن بالقرية كهرباء إلا مؤخرًا.  وتعلمت للتو مشاهدة جهاز التلفزيون الوحيد في وسط القرية  لقد استمتعوا بعالم صغير في هذا الكهف ، لا يعتمدون على أي تقنية.  أو حتى ضوء الشمس لن يشرق هنا  لكن الحياة ليلا ونهارا طبيعية.

 قرية الكهف قرية الكهف الصينيةMeu والتي لاتظهر عليها الشمس مطلقا.. 

وهنا مقاطعة قويشو
 Meu Guizhou
تضم قويتشو 49 أقلية عرقية ، وهي ثاني أكبر الأقليات في البلاد بعد مقاطعة يوننان.  تنتج ثاني أكبر ورقة تبغ.  لديها ثاني أكبر منطقة لزراعة الشاي.  وهي ثاني أكبر مصدر للأعشاب الصينية في البلاد.  مع ذلك  قد لا يعرف معظم الناس ذلك.
  نشأت ماركة الروح المشهورة عالميًا "Moutai" أو صنعت في قويتشو.


 قويتشو تعتبر واحدة من أفقر المقاطعات في الصين.
الفقر والتخلف في قويتشو  بسبب التضاريس التي لا تساعد على التنمية  معظم المنطقة عبارة عن مناطق صخرية ، وتضم قويتشو أكثر من 30 ألف كيلومتر مربع من المناطق الصخرية والقاحلة.  من مساحة إجمالية تبلغ 170000 كيلومتر مربع ، توصف بأنها بيئة "مفلسة" ، والتي تصفها الجيولوجيا بأنها تضاريس كارستية ، والتي قد توفر مناظر طبيعية غير عادية وتطورها إلى مكان. يمكن أن تسافر  ولكن إذا كان لمعظم المنطقة تضاريس مثل هذه  سيصبح عقبة رئيسية أمام تنمية المنطقة.

 على الرغم من أن قويتشو ليست مقاطعة معروفة ، إلا أنها منطقة مهمة كمصدر للطاقة المائية والكهرباء والفحم ، كنقطة استراتيجية لنقل الطاقة من الغرب إلى الشرق.  وهي مصدر لأكثر من 110 نوعا من المعادن ، وهناك أيضا مجموعة واسعة من الصناعات التحويلية الهامة ، مثل تصنيع قطع غيار المعدات.  الطب الحديث ، الفوسفور ، الفحم ، هناك صناعة تستخدم معادن مهمة مثل  صناعة الطيران وصناعة الإلكترونيات لمركبة الفضاء شنتشو ،

 الطريق الجنوبي الكلاسيكي للمشي لمسافات طويلة في فانجينشان - الأكثر شعبية والأعلى موصى به… 

 تفاصيل المسار: 
مدخل نهر هيوان (黑 湾 河山 门) 
- منطقة Yuao (鱼 坳) 
- المحطة السفلية للتلفريك 
- المحطة العلوية للتلفريك 
- مسار المشي في الغابة 
- حجر الفطر (蘑菇石) 
- Old Golden Summit (老 金顶 ) 
- معبد تشنغن (承恩 寺) 
- القمة الذهبية للسحب الحمراء (红云 金顶
- ساحة بودو (普渡 广场) 
- محطة التلفريك العلوية 
- المحطة السفلية للتلفريك 
- منطقة Yuao (鱼 坳) 
- هيوان  مدخل النهر (黑 湾 河山 门)

مواعيد الدخول للمنتزه: 
 ساعات التنزه الطويلة: (6 الى 7 ساعات)  (بدون مساعدة التلفريك للذهاب صعودًا) 
وساعات التنزه المختصرة (3 الى 5 ساعات)  وماحولها (بمساعدة التلفريك)

 الرحلة المطلوبة:
من 8الى 10 ساعات (بدون مساعدة التلفريك للذهاب صعودًا) 
ومن 5 الى 7 ساعات وحولها (بمساعدة التلفريك)

 قويتشو
https://maps.google.com/?q=%D9%82%D9%88%D9%8A%D8%AA%D8%B4%D9%88%D8%8C+%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%8A%D9%86&ftid=0x36bf67eaae6dd399:0xec9c1d7600abd55e&entry=gps

 格凸河风景区
كهوف نهر جيتو الضخمة والرائعة بجمالها الآخاذ وهي على نوعين احدهما تحت الماء والآخر فوق الجبل والأكبر منهم مفتوح بحيث تظهر منه اشعة الشمس صباحا بشكل مبهر وبديع فسبحان من صور ..
الدخول وقتها ب60يوان والدرج عالي للصعود ولكنه يستحق كل دقيقة تقضيها في هذا المكان الباهر ..
موقع كهوف جيتو:
格凸河风景区
https://maps.app.goo.gl/qLKrCEAGNR5jgGHA9


 كهوف داجيكونج وهي منطقة ذات كهوف تمر خلالها الانهار مع ممرات خشبية مرتبة للزوار وجمال منقطع النظير شمال مدينة هيشي hechi بمسافة 135 كلم وبالوقت ساعتين بالسيارة وتستحق الزيارة. 

موقع كهوف داجيكونج 大七孔景区
‏‪+86 854 356 1256‬‏
https://maps.app.goo.gl/3HtthGMF5u7WL6pR8

 وهنا نوع من انواع الرحلات التاريخية للثقافة الصينية
فتعد قرية مايو التراثية Miao Minority Nationality .
واحدة من أكثر القرى أصالة بالصين ، والتي تمت زيارتها. فهي تستحق الزيارة ، ولاتنسى أن تمر على ممر المشاة المميز حقا… 
فالطريق كلها مصنوعة من الحجارة ، وحولك أكشاك الطعام ، والتي تقدم المأكولات التقليدية ، ومايميز القرية الأشخاص والسكان ذوي المواقف الترحيبية ومليئة بالأنشطة والتي كلها متعة للزوار.

موقع قرية مايو 
Miaowangcheng
https://maps.app.goo.gl/mRXQ8cUJbKe9zEtt6

 مسار الهايكنج للقمة الذهبية التي تحوي معبد التوأم蘑菇石) - Old Golden Summit
وصخرة الفطر ..
 موقع صخرة الفطر 
Dashui Brook
https://maps.app.goo.gl/mkMWh5HkQiHv6pTY9
وموقع المعبد التوأم الذهبي 

27°54'36.0"N 108°41'30.5"E
https://goo.gl/maps/3P3uQwR34sk9hbBj7


#الرحال_وائل_الدغفق 
#رحال_الخبر 
#رودRK