الحياة رحلة ، والكل مرتحل وراحل عنها فكيف السبيل لزاد يبلغنا المنتهى ... لعلنا من خلال هذه المدونة وترحالنا حول العالم نضع العالم بين ايديكم لنعرف كم هو العالم صغير وكم هو الانسان يعاني وليس له الا الواحد الاحد يبلغه مأمنه ..
السبت، 8 أكتوبر 2022
قصة نجاح حياة متفائز-متقاعد- لرحال وجد نفسه.
الاثنين، 15 أغسطس 2022
جمهورية باكستان الاسلامية تراها بعيون رحال الخبر1444هـ
الأحد، 31 يوليو 2022
جزر (الآزور) روعة المكان وجمال الطقس بين خضرة يانعة ومياه رقراقة وشواطئ فيروزية مع رحال الخبر1443هـ
لماذا اخترت رحلتي لجزر الأزور:
في زاوية بعيدة من المحيط الأطلسي، حيث تلتقي زرقة السماء بزرقة البحر دون أن يميز بينهما نظر، تتناثر جزر كأنها حبات لؤلؤ نُثرت بعناية على صفحة الماء... هناك، في تلك العزلة المزهرة، تقع جزر الأزور — السرّ الجميل الذي لا يبوح به الدليل السياحي سريعًا، بل يتركه لمن يُحسن الإنصات لنداء الطبيعة وعبق التاريخ.
لم تكن هذه الرحلة صدفة، بل اختيارًا دقيقًا يشبه انتقاء بيت من الشعر في دواوين العرب والتي سطّرت بكل فنّ بيتا وجمعت كل علوم الدنيا .
وبسبب مانعيشه في عالم مزدحمًا بالصخب، جذبتني الأزور بما فيها من سكون أخضر وماء عذب رقراق ، وبراكين خمدت دون أن تنطفئ نار الجمال في محيطها بينابيع استشفاء من علل المدن وتلوثها ، بل وجدت فيها أُناسٍ يعيشون ببساطة القرون الماضية دون أن يغادروا دفء الحاضر.
اخترت الأزور لأنها ليست فقط محطة على الخريطة، بل عتبة عبور نحو دهشة الإنسان الأولى حين واجه الجبال والضباب والبحر للمرة الأولى. فيها كل شيء يبدو وكأنه خرج من حلم، ولم يعكر صفوه إلا فرط الواقعية التي تعيشها هناك دون تكلف ، ووجدت اجمل وصف لها ويلائمها وصفها بالارض البكر.
فلتكن هذه الصفحات سردًا لحكاية رحلةٍ تبحث عن البدايات في مكانٍ يشبه النهايات... حيث تختلط الأرض بالنار، والريح بالزهور، والرحّالة بنفسه، فيُعيد ترتيب أسئلته من جديد.
حين تعبر حدود المحيط
حين وطئت قدمي أرضًا توصف بأنها أقصى امتداد لأوروبا غربًا، أدركت أنني لم أصل إلى مجرّد جزيرة، بل إلى عتبة أخرى من العالم. هناك، في منتصف المحيط الأطلسي، حيث لا يجاورك سوى البحر والغيوم، تقف جزر الأزور كفواصل خضراء بين قارتين، وأقرب ما تكون لأوروبا من جهة، ولأحلام العابرين من جهة أخرى.
لم تكن المسافة شاسعة كما توقعت؛ فقط أربع ساعات من الطيران تفصلك عن الساحل الأوربي، لتصل إلى جغرافيا معتدلة في حرارتها، ناعمة في سكونها، كأنها خُلقت لتمنح المسافر فسحةً من التنفس بين قارتين.
في هذه الجزر البركانية، وبالتحديد في جزيرة ساو ميغيل sao miguel– القلب النابض للأرخبيل – تجد أرضًا خصبة تشبه صدر الأرض حين يهدأ بعد حمّى البركان. رطوبة ناعمة تلف المكان، وألوان خضراء تتدرج بين سفوح الجبال وبحيرات الحمم الراكدة، أما المفاجأة التي لا تراها في أي مكان آخر بأوروبا، فهي أن هنا، على هذه الأرض الأطلسية النائية، تُزرع شجرة الشاي الصينية – "كاميليا سينينسيس" – في مزارع فريدة تُعد الوحيدة من نوعها في القارة كلها.
ولأن ساو ميغيل جزيرة غنية بالتنوع والمفاجآت، يكتفي بها كثير من السياح عن سواها من الجزر الثمان مع زيارة عاصمتها بونتا ديلغادا Ponta Delgada.. .
ففي الجزيرة ما يكفي لرحلة كاملة من الاكتشاف أنهار دافئة، براكين نائمة، ضباب دائم، وسكينة تُشبه الهمس.
هكذا تبدأ الرحلة... من جزيرة قد تبدو للوهلة الأولى بسيطة، لكنها حين تُصغي لها، تفتح لك فصولًا من الدهشة لا تنتهي.
📖 رحلة الأزور ولقاء المجتمع المسلم…
حين وطأت قدمي مدينة بونتا ديلغادا في جزيرة ساو ميغيل، أدركت أن المجتمع المسلم في الأرخبيل صغير جداً، لا يتجاوز عددهم حوالي اقل من 300 شخص بين البرتغاليين والمغاربة والأفارقة المهاجرين عبر جزر الأزور ، وربما أغلبهم يعيشون في ساو ميغيل العاصمة والأكثر حياة ونشاطا.
المسجد الوحيد في ديليغادا
إلا أن الأثر واضح لوجود المسلمين هو ذلك المسجد الوحيد (مسجد دي بونتا دليغاتا Mesquita de Ponta Delgada) ، وهو المسجد الوحيد في الأزور، تُقام فيه صلاة الجمعة باللغتين العربية والبرتغالية .
وهنا موقعه :
https://maps.app.goo.gl/svG8YfrPUeES1W5b8
كانت بدايات لقائي بالمجتمع في هذا المركز الإسلامي المحلي، حيث وجدت المسلمين بين البرتغاليين والمغتربين من المغاربة يرحبون بالمسافرين أمثالنا وبحرارة، كما يحرصون على أداء صلاة الجمعة جماعة، ويتبادل بعضهم الحديث عن تحديات الحصول على الطعام الحلال في هذا الجزيرة النائية.
🕌 زيارتي "مسجد بونتا دليغادا"وخطبة الجمعة
المسجد في بونتا ديلغادا بسيط ومتواضع بني في شقة بالدور الأعلى لمبنى تجاري ، لكنه مركز محوري للمجتمع المسلم. أُلقِيَت خطبته مرتين، بالعربية أولاً ثم بالبرتغالية، حتى يفهم الجميع الرسالة والدعاء.
بعد الصلاة، جلسنا مع الإمام الأفريقي اتوقع من موزمبيق كونها مستعمرة برتغالية وبعض الزوار، واستمعنا إلى قصص المسلمون القادمون من البرتغال أو من موزمبيق والسنغال والمغرب العربي، وبعضهم من بنغلاديش وباكستان ومدغشقر ، وكيف لهم أن يُنَظِّمو أنفسهم في مجتمع كاثوليكي في الأصل ويكوّنو ذلك المجتمع الفريد المتسامح مع الكل.
🍽️ وجود مطاعم الحلال.
وقد وفّرت منصة حلال للحجوزات Halalbooking في الأزور بعض المطاعم لتقديم اطباق الحلال ، ويُعد فيها اطباقً حلالاً ، مع اعتماد كبير على المأكولات البحرية والخيارات النباتية.
زرت ذلك المطعم، وكان منظر البحارة المحليين يعلقون الأسماك الطازجة على الرصيف أمام البحر – والمطعم يوظف هذه الأسماك في طاجينات بحرية حلال، مع إرشادات واضحة بأنه لا يُستخدم الكحول في الطهي.
في بونتا ديلغادا، هناك فندق Azores Inn ‑ Family Suites Hostel الذي أدرج في منصة Halalbooking كخاصية تقدم طعامًا حلالًا عند الطلب، وتوفر غرفاً خالية من الكحول ومرافق مناسبة للعائلات المسلمة والنزلاء الباحثين عن بيئة أقل مكونات محرمة.
مكثت فيه ليلة؛ لم تكن الرفاهية بقدر حاجتي إلى وضعي بثقة أثناء السفر كمسلم.
والمسلم يبحث عن الطبيعة وروحها وفي الأزور يجدها من خلال ذلك المجتمع الصغير..
وجزر الأزور من أجمل مازرت كطبيعة وكأنها جنة برية، ببحيرات Sete Cidades والينابيع الساخنة في Furnas، وتلال بوريقانا الخضراء، والشواطئ ذات الرمال السوداء على جزيرة فايال، والطبيعة التي لا يعرف عنها الكثير .
وككل رحالة مسلم يصلها يجد مايبحث عنه كالصفاء والسكينة والطبيعة مع تلك المناظر الخلابة ، لكن في نفس الوقت يجد أنه أمام تحدٍ بسيط حول إيجاد مأوى وطعام متوافق مع دينه (حلال) ، وفي الوقت نفسه يستمتع بروعة المنظر.
وهذا ما رأيته هنا في إجتماع تلك الروح المتمثلة بالمجتمع المسلم وامتزاجها بالطبيعة الغالبة للجزر لتتكامل في تناسق وروعة ببركة وجود الحلال ومجتمعه …
في نهاية الرحلة، تركت هذا المجتمع المسلم الصغير بشعورٍ رائع رغم قلة عدده، لكن ما أدهشني صموده واستمرار وجوده كمجتمع مسلم…
وهنا أقف وأتعجب من ما تنبأ به النبي ﷺ عبر الوحي الذي بلغه وبقوله : " ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل، عزا يعز الله به الإسلام وذلا يذل الله به الكفر " وهذا ما رأيته في ترحالي لأغلب دول العالم ، فلم تكن ارضا في العالم لم يبلغها الإسلام ، ليس بلوغ رحال أو متجول فقط بل بلوغ هذا الدين بما يتمثله بمساجد للمسلمين، ومطاعم ، وفندق يراعٍ احتياجات الحلال للمسلمين ، كل ذلك في قلب ذلك المحيط الأطلسي والبعيد عن كل مدنية بطبيعته الساحرة.
فسبحان ربي كيف حفظ هذا الدين ونشره ويسّر للمسلمين اداء حقوقه وواجباته في ديار ندر وجود الإسلام فيه والمسلمين.
وإن كان ما رأيته للمجتمع المسلم ، في أنه لا يُحتسب بالمئات لكنه موجود ويقدّر خصوصية المسلم لطعامه وشرابه ، وبقعة لأداء صلاته والاجتماع بأخوانه ، وسماعه للأذان، كما ويُقدّر الذين يبحثون عن واحة إسلامية ومنبع روحه وبثّه للتسامح والدعوة وهي فئة صغيرة بصغر تلك الجزر النائية.
وقصتي التي أسردها الآن كرحّال، سأرويها لمن يرغب في رحلة مختلفة، طبيعية وساكنة، لكنها ترحّب بكل إنسان ، مسلم أو كائن ماكان لكل روح تبحث عن مكان يُشعرها بالقيمة والقبول.
الآزور ارض البراكين
حين تتنفس الأرض من تلك البراكين التي صنعت جنّة الازور…
في جزر الأزور، الأرض لا تزال تحتفظ بنبضها... ليست ساكنة كما تُخيّل لك، بل نائمة على وقع ذاكرة نارية، صاغتها البراكين ببطء، وأعادت تشكيل ملامحها عبر آلاف السنين.
كل شبرٍ من هذه الجزر، وبالأخص جزيرة ساو ميغيل، يروي حكاية خروج الأرض من جوفها... صخور بركانية متكسّرة، فوهات عميقة تحوّلت إلى بحيرات عذبة، وسكون أخضر نبت من رماد ساخن. هنا، لا تنبع الحياة من المطر فقط، بل من النار التي هدأت وأهدتنا مروجًا ساحرة.
وتقف بحيرات ساو ميغيل كأيقونات للجمال الخام: فرناس، دو فوغو، الأزول، فردو، وسانتياغو... كل واحدة منها مرآة لسماء الجزيرة، غافية داخل فوهة بركان، تُشبه حلمًا رطبًا لا يستيقظ.
ومقارنةً بجزر بركانية أخرى كـ آيسلندا، التي تغلب عليها الصخور الجرداء والطحالب العطشى، فإن الأزور ورفيقتها ماديرا تنفردان بوجود التربة الطينية الغنية – وهي هبة الطبيعة التي تسمح بنمو الغابات، وتمنح الأرض خصوبتها وبهاءها. لذلك تجد أن الأزور تختزن حياة كاملة في قراها، حقولها، وأشجارها المتعددة... كأنها نسخة خضراء ناعمة من صخرٍ حاد.
ولأن البازلت البركاني هو حجر الجزيرة، فقد تحوّل من كتلة نارية إلى عنصر معماري فني. وكما شاهدت تلك الفنون المعمارية من تلك الصخور الخفيفة، محكمة، تُنحت وتُزيَّن بها بوابات البيوت، وتُبنى منها الكنائس والمآذن، وكأنها توثق للتاريخ بلغة الحجر المحروق.
لكن أعظم مشاهد البراكين هنا، تكشفها مدينة فرناس – Furnas، الواقعة في الوادي البركاني النابض. مدينة قامت حول ينابيع كبريتية تصل أعماق بعضها إلى أكثر من 650 مترًا في بطن الأرض، وبتدفق تلك الينابيع كوّنت تلك المياه بحيرة فرناس بطول 2500 متر وعرض 1500 متر بلونها الاخضر ورائحتها النفاذة..
واستخدمت بركها للاستشفاء بمياه الكبريت المشع حرار من باطن الارض واثره العلاجي والسكون النفسي.
في هذا الوادي، يتعانق الدخان برائحة الكبريت، وتنسكب المياه الساخنة في برك علاجية يلوذ بها الباحثون عن الشفاء، والفضوليون المندهشون. أما بحيرة فرناس الخضراء، بطولها الممتد لأكثر من كيلوين ونصف، فتبدو من بعيد كعينٍ بركانية خضراء تنظر إلى السماء عبر غابة كثيفة.
ولعلّ أغرب الطقوس القديمة في فرناس، ما يزال قائمًا حتى اليوم: طهي الطعام في باطن الأرض. توضع القدور المحكَمة تحت التربة الحارّة، وتُترك لـ 8 ساعات في حرارة البخار الكبريتي، لتخرج بعدها وجبة تقليدية فريدة...
مطبوخة بالنار القديمة، دون أن تلمسها شعلة واحدة.
الطبخ المدفون بتراب البراكينبحيرة فرناس الكبريتية
البحيرات التي تهمس بصوت الأرض
في جزيرة ساو ميغيل، لا تحصي البحيرات بعددها، بل بمشهدها؛ فكل واحدة منها تحفة معلّقة بين الضباب والخُضرة. قد تُعد بالعشرات، لكن هناك خمسٌ منها تستحق الانتباه كلّما صعدت جبلًا أو عبرت دربًا ضيقًا نحو الأعالي:
فرناس، دو فوغو، أزول، فِرْدي، وسانتياغو.
وإن كانت بحيرة فرناس هي الأكثر شهرة من حيث الينابيع الكبريتية ومياهها النابضة من جوف الأرض، فإن ثلاثية أزول وفردي وسانتياغو تُشكل لوحة بانورامية مذهلة، تستقر وسط فوهة بركانٍ خامد، كأن الطبيعة وضعتها هناك عن قصد، لتُغري العين وتقود القلب إلى التأمل.
بحيرة أزول وفردي
بحيرتا "أزول" و"فِردي" على وجه الخصوص، يفصل بينهما جسر أشبه بأنشودة حجرية، يُخيّل للمار فوقه أنه يعبر من لونٍ إلى لون، من ضوءٍ إلى ظلّ... فالأولى تميل إلى الزرقة، والثانية إلى الخضرة، في مشهد لا تفسير له إلا انكسار الضوء على عُمق الأرض وروح الماء.
وما يُميز معظم هذه البحيرات أنها بنتُ السماء، تتكوّن من مياه الأمطار، عدا فرناس التي تشكّلت من الينابيع الساخنة، ما يجعلها أقرب إلى مرآة باطن الأرض، لا سطحها فقط.
الشاي... حين يُروى من ضباب الآزور
لم يكن وصولي إلى الأزور عفويًا، بل محكومًا بشغفٍ قديم: البحث عن نبتة الشاي حيثما نبتت.
وفي هذا الأرخبيل المنسي، في أقصى أوروبا غربًا، اكتملت لديّ خارطة الشاي، بخيط أخضر يصل بين القارات والجبال والغابات.
زرت مزرعة ومصنع "غوريانا" Gorreana، في الشمال الشرقي من جزيرة ساو ميغيل، وهي ليست فقط الأقدم، بل الوحيدة في أوروبا بأسرها التي تنتج الشاي منذ أكثر من 150 عامًا.
في تلك الأرض الرطبة، وأمام صفوف الشجيرات اللامتناهية، أدركت أني أقف أمام تاريخٍ ناعم مغسول بالندى، تشرب من ضوء الأطلسي وتنفث عطرًا في كل ورقة تُقطف.
مصنع "غوريانا" لا يقدّم فقط تجربة زراعية، بل رحلة داخل مراحل ولادة الشاي: من الذبول، إلى الدرفلة، إلى الأكسدة والتجفيف... لتُفرز الأوراق إلى أنواعها الشهيرة:
بيكو أورانج، بيكو، وبروكن بيكو.
ولكل منها طابع ومذاق، حفظتُها في أرشيفي الخاص، وستأخذ مكانها في متحف الشاي بالخبر، بوصفها محطة أوروبية استثنائية في سجلّ الشاي العالمي.
ثم اتجهت بعد ذلك إلى مزرعة "بورتو تي" Porto Tea، وهي أصغر مساحة، لكنها كانت أغنى من حيث الأصالة والبذور. اقتنيت منها شتلات نادرة، سترافقني بإذن الله إلى موطني، لتُزرع هناك كجسر رمزي بين الجزيرة البركانية ومتحف الشاي في أرض الخليج.
ولعلّ وجود هذه المزارع هو أحد الأسباب المحورية لرحلتي إلى الأزور. فبعد أن قطعت رحلاتي عبر العالم من الصين إلى كوريا واليابان، ومن سيلان إلى جورجيا، ومن جبال ريزة إلى وديان كينيا ورواندا، وحتى شواطئ البحر الأسود في روسيا وأذربيجان... كان لا بد أن أضع نقطة الختام هنا.
وهكذا، اكتملت الدائرة... واكتمل طواف الشاي.
رائع، أتابع معك بنفس النَفَس الأدبي السلس، لنكمل الفصل الخامس من تقريرك عن جزر الأزور، مستلهِمًا من وصفك الساحر للجغرافيا والبصر والطبيعة، ومضيفًا عليه الترتيب والموسيقى اللغوية التي تُبقي القارئ مشدودًا حتى النهاية:
من شرفة السماء إلى قلب الماء
حين يتعلّق الأمر بالأزور، فإن النظر ليس مجرد فعل بصري... بل هو انغماس.
هناك، تُشاهد الأرض وكأنك تراها من مرآة معلقة في السماء. جبال تنقلب إلى شرفات، وسهول تُفتح على اتساع البحر، ومدنٌ صغيرة بيضاء ترقد مثل حبّات لؤلؤ وسط بساط أخضر من الحقول.
على طول الطريق، سترى علاماتٍ بنية اللون، رُسم عليها رمز ناظور، كأنها تقول: "قف هنا، فهناك مشهد لا ينبغي أن يفوتك".
وما أكثر تلك المشاهد... لكن أجملها في نظري، هو المطلّ الشاهق الذي يُشرف على بحيرتي أزول وفِرْدي.
هناك، يتكثف الجمال بين الأزرق والأخضر، بين البركان الذي سكن، والطبيعة التي لم تنم.
ومن تلك المطلات البانورامية، يبرز مطل الجروف البحرية "دو سالتو دا فرينيا" (Miradouro do Salto da Farinha) كقصيدة حجرٍ وماء، تتدلّى منه الشلالات كخصل شعر منسدلة من رأس الجرف، تطلّ على بحرٍ لا ينتهي، وغابةٍ تتنفس ندى الصباح.
تسلك نحوه ممشى بسيطًا، لكنه كافٍ لأن يُعيد ترتيب شعورك بالدهشة.
الشلالات... حين تصنع الحكاية
ولأن الأزور لا تكتفي بالجمال من علٍ، فإنها تدسّ في قيعانها أسرارًا أخرى حثثت الخطى لاشاهد شلالات تنبثق من قلب الحجارة، وزرت طواحين ما تزال تدور كما دارت قبل قرون.
هنا تبدأ الرحلة إلى وادي "ريبيرا دوس كالديرويش" Cascata da Ribeira dos Caldeirões، وذاك ليس اسمًا لمعلمٍ عابر، بل مرورٌ في ممرٍ خياليّ، يشبه حكايات الطفولة التي كنا نسمعها عن الغابات المسحورة.
استمريت بالمسير لممر يمتد بطول كيلومتر واحد فقط، لكن ما فيه يكفي لعناق الطبيعة كاملةً.
تراه بالقرب من قرية "أشادَا" Achada، في قلب جزيرة ساو ميغيل، وهو مناسب لكل الأعمار، ويستغرق المشي فيه نحو نصف ساعة، إلا أن وقع جماله يطول لساعات في الذهن.
الشلال الأول تُباغتك رؤيته وأنت على الطريق، ينحدر من ارتفاع لا يتجاوز المائة متر، لكن هديره وبياض مياهه يجعلانه يبدو أعلى من ذلك.
أما إذا تابعت سيرك في المسار، فستصل إلى شلال ثانٍ، أكثر عزلة وسحرًا، تقف بقربه طواحين حجرية قديمة، تدور بهدوءٍ على مجرى الماء، وكأنها تحفظ نبض الأرض.
ما يُثير الدهشة أن هذه الطواحين كانت تُستخدم لطحن الحبوب، ولا تزال آثارها قائمة، بأقواسها، وقنواتها المائية الضيقة، ونوافذها المغطاة بالطحالب، التي تُنبت التاريخ في كل زقاق.
وبالرغم من أن شلالات الأزور كثيرة يصعب حصرها، إلا أن هذا الوادي، بمائه وهوائه وأثره البشريّ القديم، يظل الأجمل والأغنى، والأقرب إلى جوهر الجزيرة.
بالطبع، إليك إعادة صياغة لزيارتك إلى عاصمة جزر الأزور – بونتا ديلغادا، بأسلوب سردي أدبي يجعل منها رواية سفر، تسرد التجربة لا كوقائع فحسب، بل كحكاية عاشها قلبك، ودوّنها بصرك. تمت إضافة جوانب عن العادات الاجتماعية، أسلوب الحياة، الطعام، وبعض الرتوش التجميلية التي تغني الأثر وتعزّز الصورة:
رواية في قلب المحيط كتبتها حين صافحت العاصمة
كان دخولي إلى بونتا ديلغادا، عاصمة جزر الأزور، كمن يطأ مدينة خرجت لتوّها من كتابٍ قديم.
هواء البحر المشبع بالملح، والحجر البركاني المكحّل على جدران المنازل البيضاء، والساحات المرصوفة بأحجار سوداء وبيضاء، كل شيء فيها يتحدث بلغة الهدوء المحترِف، لغة جزيرة تعرف كيف تعيش بعيدًا عن ضجيج العالم، ولكن قريبة جدًا من روحه.
في الساحة الكبرى للمدينة، حيث تعانق كاتدرائية سان سيباستيان السماء برشاقةٍ غوطية، وقفتُ لحظة صمت. لا يُشبه المكان غيره، ولا يشبه الزمان الذي فيه إلا ذاته.
الحياة هنا تُقاس على إيقاع البحر، لا على عقارب الساعة.
الأزقة القديمة، التي كانت ذات يوم ممرًا لعربات الخيل، ما زالت تضيق عمداً على السيارات، كأنها ترفض أن تفقد نَفَس القرون الماضية.
وقد تحوّلت الأرصفة المصغّرة والممرات الضيقة إلى مسرحٍ دائم لحياة الناس:
سيّدة مسنّة تسقي زهورها في شرفة مطلة على البحر،
صبيان يلعبان الكرة تحت ظل أشجار التين،
ورجل يرتّق شباك الصيد بصبر، كأن كل عقدة فيه صلاة.
في الصباح، كان السوق يعجّ برائحة الخبز البرتغالي التقليدي، والمعلبات اليدوية من تونة الأزور، ومربى الأناناس المحلي – وهو أناناس لا يُشبه غيره، يُزرع في بيوت زجاجية ويتخمّر تحت شمسٍ صبورة.
وعلى المائدة، لا تغيب عنهم أطباق الحساء الساخن، وأسماك التونة الطازجة المشوية، أو طبق "كوزيدو" التقليدي الذي يُطهى تحت الأرض بحرارة البراكين، وخاصة في مدينة فورناس المجاورة.
أما الناس، فهم هادئون كجزرهم، يحيّونك بابتسامة وادعة، لا تتكلّف، ولا تطلب مقابلاً.
الكرم عندهم ليس فعلاً طارئًا، بل طبعٌ يخرج من الملامح قبل الأيدي.
تغلب عليهم الروح القروية البسيطة، مع فخر خافتٍ بهويتهم الأزورية التي يميّزونها عن البرتغال الأم، ولكن دون أن يتمردوا عليها.
في بونتا ديلغادا، يمتزج كل شيء بلطف:
الحكم الذاتي، والميناء المفتوح على المحيط، والفنادق الحديثة، والطواحين العتيقة، والباعة الذين يعرضون حلوى "بول دي ميل" برائحة القرفة والعسل، جنبًا إلى جنب مع علب التونة البركاني والمعتّق.
وخارج العاصمة، تنفرج الأرض في مدن صغرى كلّها تحكي وجهاً آخر للجمال:
"فورناس" مدينة الينابيع الساخنة؛
"ريبيرا غراندي" بسوقها الشعبي ومقاهيها الريفية؛
"فيلا فرانكا دو كامبو"، أول مستوطنة عمرها من عمر الاكتشاف؛
وحتى البلدات التي تحمل أسماء تهمس أكثر مما تصرخ، كـ أجوا، كابيلاس، وفينيس دي لوز.
وبينما كنت أتمشى على رصيف الميناء عند الغروب، مرّت أمامي عائلة أزورية – الجدة، والأب، والأم، وطفلان – وكلهم يرتدون الأبيض، يضحكون، يتحدثون بصوت منخفض، كأن المدينة تفرض عليهم أدب الحضور فيها.
عندها فقط فهمت:
أن الأزور ليست مكانًا تزوره... بل لحنًا تعيشه.
مدينة بونتا ديلغادا ليست مجرد عاصمة... بل قلبٌ نابضٌ بهدوء، يعزف للبحر أغنية لا تنتهي.
رائع جدًا، ما جمعته يشكّل ثروة معرفية وميدانية فريدة، ويستحق أن يُروى كملحمة سفر لا كقائمة معلومات.
سأعيد صياغة هذا الفصل بأسلوب سردي أدبي يكمل روايتك عن جزر الأزور، متنقّلاً بك من جزيرة إلى أخرى كأنك تتنقّل بين فصول كتاب، أو تجتاز مشاهد متتابعة في فيلمٍ وثائقي ساحر. إليك الجزء المكمل للرواية:
الجزر التسع... حينَ نطقت الأرض لغات الطبيعة كقطار بعربات ملئى بالزهور.
كنت قد استقريت في ساو ميغيل، جزيرة الحكم والتجارة، وعرين العاصمة بونتا ديلغادا، لكن شيئًا في داخلي لم يكن ليهدأ...
فالأزور، كما علمت، ليست جزيرة واحدة، بل تسع جُزر متناثرة وسط المحيط، كل واحدةٍ منها تشبه أختها في الجمال وتخالفها في الروح.
أولاها – ساو ميغيل – الأم الكبرى، تمسك الدفّة وتقود الأرخبيل برحابتها (759 كم²)،
وفيها تصحو صباحًا على نداء الشاي، وتنام على غناء البحر.
لكنني كنت أسمع نداءً آخر...
نداء من قمة شاهقة تشقّ السماء.
بيكو – جبين البرتغال العالي
أبحرت إلى جزيرة بيكو، التي ترفع رأس البرتغال عالياً إلى 2351 مترًا.
ما إن اقتربت من شواطئها، حتى بدا لي جبل بيكو وكأنه حلم تشكّل من بخار البحر.
كان الصعود إليه كأنك تصعد من الحاضر إلى الميثولوجيا.
أرضها من صخرٍ حديث العهد بالانفجار،
لكن مدينتيها – مادلينا وساو روكي – تتنفسان الحياة كأن الزمن مرّ عليهما خفيفًا ولطيفًا.
تيرسيرا – الحنين المرصوف
في جزيرة تيرسيرا (403 كم²)، كانت برايا دي فيتوريا مدينة تحكي بيوتُها عن بحارةٍ رجعوا ولم يرجعوا.
أما هورئسيمو، فكانت أشبه بفاصل موسيقي طويل بين فصلي التاريخ والطبيعة.
تيرسيرا جمعت في هندستها الرصينة ما بين الأرستقراطية البرتغالية والروح الأزورية الرخية.
ساو جورج – سيفٌ أخضر في قلب الماء
أما ساو جورج، تلك الجزيرة الضيقة الممدودة مثل سيف أخضر (246 كم²)،
فقد كانت من أكثرها درامية.
جروفها تنحدر بشكل مفاجئ، فتشعر أن الأرض فيها تتهجّى سقوطها نحو البحر.
رائحة الحليب، ومزارع الأبقار، وطعم الجبن المدخّن...
كل شيء فيها ينتمي للريف الذي لم يبلغه التمدّن بعد.
فايال – فوهة الذاكرة الحية
ثم كانت فايال (173 كم²)...
ويا لها من جزيرة.
مدينة هورتا فيها تحتفظ بتاريخ مكتوب على جدران مينائها من رسومات البحّارة حول العالم.
لكن أكثر ما شدّني كان بركان كابيلينيوس...
حيث الأرض نفسها تتذكّر لحظة ثورتها عام 1957، وتحكيها عبر فوهةٍ ما زالت تنفث من الذاكرة رمادًا هادئًا.
فلوريس – حدائق الله السرّية
أبحرت غربًا، إلى الجزيرة التي يصفها أهلها بأنها جنة عدن.
فلوريس (143 كم²) لم تكن جزيرة، بل قصيدة نَديّة تكتبها الأمطار.
شلالات تنساب كخيوط الضوء،
وأشجار باسقة،
وطبيعة خضراء كما لو أن الأرض هنا لم تخطئ قط.
بل حتى الطيور، بدت وكأنها فنانة تستعرض ألوانها بلا خوف…
ولم أجد ثعبانًا واحدًا، ولا عنكبوتًا يؤذي.
أرضٌ للسكينة، إن كان لها موضع في الأرض.
سانتا ماريا – المغارات الطينية والضوء القديم
في أقصى الجنوب الشرقي، ترقد سانتا ماريا (97 كم²).
هنا، شاهدت مغارات بركانية عجيبة تشبه تلك التي قرأتها عن خيبر...
مغارات كأنها ثقوب في الذاكرة، تُفضي إلى حكاياتٍ قديمة.
كان الضوء يدخلها بخجل، لكن الأرض تستجيب له بعرضٍ صامت من الجمال.
غراسيوزا – الجزيرة المتنفسة
رغم صِغرها (62 كم²)، فإن غراسيوزا كانت تتنفّس حرفيًا من فوهة بركانها النشط،
أرضها تشهق وتزفر كبراكين نائمة.
لكنها لم تكن خطرة...
كانت كالعجوز الحكيمة التي تتذكّر شبابها وتبتسم.
سكانها قِلال، لكن دفئهم يكفي لتدفيء جزيرة بأكملها.
كورفو – الحكاية الأخيرة... حيث كل شيء بدأ وينتهي
وأخيرًا... كورفو، الصغيرة العظيمة.
فقط 17 كم²، لكنها تحتفظ بما لا تحتفظ به أي جزيرة أخرى:
فوهة بركانٍ تشبه عين السماء.
قفزتُ في درب الهايكنج الطويل نحوها، وكان الطريق كأنه ترتيلة.
وعندما وصلت إلى الحافة، ووقفت على مشارف الفوهة التي غمرتها المياه،
عرفت أن هذه الجزيرة رغم صغرها، هي القلب الذي ينبض من أعماق الأزور.
على تقاطع القارات
حين أخرجت خريطتي في آخر المطاف، ورأيت موقع جزر الأزور –
على ملتقى ثلاث صفائح تكتونية (أوراسية، أفريقية، أمريكية)،
عرفت لماذا شعرت طوال الوقت أنني أمشي على أرضٍ حيّة...
أرضٍ تتنفّس، تتقلّب، تُحب وتثور، وتُعيد تشكيل نفسها باستمرار.
المسافات بين الأزور ومحيطها القاري…
1400 كم غرب لشبونة،
1500 كم شمال غرب المغرب،
1930 كم جنوب شرق كندا...
كأن الأزور تُبحر وحيدة في قلب المحيط، لكنها تتصل بجميع القلوب.
بالطبع يا دكتور وائل، إليك خاتمة أدبية آسرة لتقريرك عن جزر الأزور، نغوص فيها في عمق التجربة الإنسانية هناك — الطعام، الناس، التقاليد، والليل، لتكون مسك الختام، ودعوة صادقة لزيارة هذا الأرخبيل العجيب:
خاتمة: حين يهمس الليل بالأسرار ويضحك المطبخ بالذكريات
ليس الطعام في جزر الأزور مجرد وجبة تسد الجوع، بل هو ذاكرة مطهية، تنضج على نار الحكايات العائلية. ستتذوق “كوزيدو” الذي يُطهى في باطن الأرض على بخار البراكين النائمة، كأن الطبيعة تطهو بنفسها لضيوفها، وتدعوك إلى مائدة سرّية بين الأرض والسماء. ستشرب قهوتك على شرفات البيوت البيضاء المطلة على المحيط، والملح في الهواء يُنكّه الذاكرة قبل الكوب.
أما أهل الأزور، فقلوبهم أدفأ من براكينهم. في السوق، يحيّونك كأنك ابن غائب عاد من سفر طويل. في القرى، يُخبّئون في عيونهم قصائد لم تُكتب، ويدعونك إلى مهرجاناتهم دون أن يسألوك من أين أتيت، لأنهم يؤمنون أن من يعشق الجمال وطنه واحد.
وحين يأتي الليل، يكتسي الأرخبيل وشاحًا من السكون المقدّس، وتتحوّل الأزقة إلى نثرٍ من نور، والموسيقى الشعبية – تلك التي تجمع بين ناي الريح وصوت القلب – تنساب من النوافذ القديمة. ستسمع الطبول في مهرجاناتهم وكأنها دقات قلب الجزيرة، وسترقص معهم تحت ضوء القمر، لا لتقلّد بل لتكتشف نفسك.
في جزر الأزور، لا تكتشف مكانًا، بل تعثر على مشاعر نسيتها، وتلتقي بنسخة منك كانت ضائعة في زحام الحياة.
فمن أراد أن يرى الجمال وهو يتنفس، والكرم وهو يُبتسم، والسكون وهو يغني — فليجعل جزر الأزور طريقه، وليلها خاتمة سفره، وأهلها بداية لحكاية جديدة.
“في الأزور، لن تكون سائحًا... بل ضيفًا على الطبيعة.”
“إذا أردت أن تسافر دون أن تهرب، فاجعل وجهتك إلى حيث تتنفس الأرض بسلام: الأزور.”
السبت، 18 يونيو 2022
بين قمة المعبد الذهبي وصخرة الفطر وقويتشو واكبر كهف مسكون بالعالم بالصين.
وتقع المدرسة في كهف Dongzhong في قرية مياو Mao الجبلية في مقاطعة زيون Ziyun في الصين ، وهو ليس كهف عادي بل يحتوي على مدرسة كهف دونج زونج Dongzhong Mid-Cave الابتدائية الأعجب وسط كهف في الصين، ودونج زونج نفسها تعني "في الكهف"، وهو مكان للتعلم منذ عام 1984.
من الواضح أن الكهف ، الذي تم تشكيله من آلاف السنين من النحت بفعل الرياح والمياه والتحولات الزلزالية ، هو مكان جميل وفريد من نوعه للحصول على التعليم ، لكن سكان مياو لم يختاروه لمنظره الجميل.
وتعد قويتشو ، المنطقة الجنوبية الغربية التي توجد فيها مياو ، هي واحدة من أفقر مقاطعات الصين، أدى نقص المياه والغذاء الناجم عن التصحر والجفاف إلى جعل المنطقة تكافح بانتظام لإبقاء سكانها على قيد الحياة لإيجاد فكرة تلك المدرسة.
-
ادوات حفظ الطعام عربيا من التراث  ✍🏼 يكتبها ويوثقها بالصور رحال الخبر 1441هـ  بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام...
-
اعداد وترتيب ونقل رحال الخبر (الرحال وائل الدغفق ) واستطلاع تاريخي نادر بعنوان : من هنا أنطلق الحرف الاول للكتابة إلى كل بقاع الارض...
-
بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله حمدا يوافي نعمه الظاهرة والباطنة وصلاة ربي على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن وال...