السبت، 17 أكتوبر 2020

قرية وحلوى نهرخوز حلوة قرى أبا الخصيب رحال الخبر1442هـ

قصة ابا الخصيب وقرية نهر خوز وحلوها الشهير..
من تقارير رحال الخبر الترحالية وأدب الترحال ننقلكم الى جنوب العراق في منطقة مميزة..

ونجوب بعد وضع رحالنا  في هذه المنطقة العريقة والتي لها من العمر فوق الالف وثلاث مائة عام ..

انها قرية (نهر  خوز)  في (أبا الخصيب) جنوب البصرة.. 

بداية القول فقد أختط البصرة (عتبة بن غزوان)   في عهد (عمر بن الخطاب) رضي الله عنهم..
 
وبعد بناء البصرة بمائة عام إختطت أبا الخصيب بانهرها البديعة وارضها الخصبة.. 
ولذا تعتبر ابا الخصيب فسيفساء الريف العراقي الجنوبي بما تملك من تنوع حضاري وثقافي وبيئة نهرية زراعية حملت المنطقة لتكون سلّة الغذاء الفكري والزراعي لكل ماحولها.. 
كما سكنها العرب وعشائرهم منذ الازل فكانو نعم من سكن وحفظ الأرض والوطن لتبقى ابا الخصيب منبعاً لكل بصراوي الأصل عربي القومية ومن اهل السنّة والجماعة عقيدة وانتماء… 

سبب تسمية أبا الخصيب! 
ولعلنا نأخذ سبب التسمية لأبا الخصيب مما ذكره الكاتب (حسين بن سعدون ) في كتابه (البصرة ذات الوشاحين) وقوله في ما يلي: 
كان نهر أبي الخصيب المتفرع من شط العرب نهراً عظيماً غزير الماء . وينسب النهر إلى أبي الخصيب مرزوق مولى أبي جعفر  المنصور الخليفة العباسي. على ضفتيه قصور مزخرفة بديعة وأبنية فاخرة وأسواق عامرة، تتفرع منه خمسة عشر نهراً كبيراً، حولها بساتين عظيمة كثيرة، وهذا النهر اعظم الأنهار وأعمرها وأرغبها .


وتسمية النهر كانت باسم (الغصيب) مولى ابي جعفر والذي أسكنه المنطقة بعد أن شيد قرب النهر قصراً ليحافظ عليه. ولهذا فاسم النهر أبو الغصيب وليس أبا الخصيب، وهناك قول آخر: أبو الخصيب سمي بذلك لكثرة ما فيهِ من الخصب والبساتين، وغصيب كان عبداً من عبيد أبي جعفر المنصور، سكن وبنى فيهِ حصناً وآثار الحصن المذكور موجود حالياً في المحل الذي يسمى بريم، وقيل أنه أقطعه هذا المقاطعة في سنة (140) هـ، وحفر فيها نهراً وسمي على اسمه.
وفي تاريخ 16/6/1941 شغل منصب معاون ابي الخصيب (عبد الله محمد الشبل) وهو من مواليد الزبير - خريج ثانوية البصرة ..

وتبعد ابا الخصيب عن البصرة نحو 20 كلم للجنوب. 
تمور ابا الخصيب
ويعتبر نخيل أبي الخصيب من اجود انواع التمور البصرية خصوصاً تمور ( البرحي  والحلاوي ) والذي كسب شهرة واسعة في العالم .. 
             تمر الحلاوي الأشهر في ابا الخصيب

بالأضافة الى أنواع التمور الأخرى مثل (الخضراوي ، الساير ، البريم، الزهدي ، الخستاوي ). وتعد منافذ ابي الخصيب من المنافذ المهمة للتصدير العالمي ،وخصوصاً في منطقة السراجي التي كانت تتجمع فيها التمور للتصدير ،وكما تمتاز بمكابسها الموسمية اثناء جني المحصول والرائجة على طول السنة.  ومن اشهر مكابس التمور والتي أنشأتها شركة (اصفر) وكانت تدار من قبل (الكونت البير أصفر) وتقع في ثلاث مناطق هي :
مكبس الحمدانية في حمدان
ومكبس الرباط في الرباط
ومكبس الحسيبية في الحسيبية،وهي من اوائل المكابس التي شيدت في العراق… 


وكانت عشرات الشركات الاجنبية تدير عمليات التصدير لتحمل التمور للأسواق العالمية في (لندن ، فرنسا ، امريكا ، الهند ، روسيا، ) وكذلك الى دول الخليج العربي .
وفي عام 1913 ولأول مرة  تم تصدير فسائل التمور الى امريكا، وتمت زراعتها في (ولاية كاليفورنيا الجنوبية) وكذلك الى الهند لزراعتها في أقليم البنجاب .
قرى أبا الخصيب
واشهر قرى ابا الخصيب قرية ونهر مهيجران ثم قرية حمدان ثم اليهودي وغيّرت الحمزة والصنقر والسبيليات وابي مغيرة ونهرها ابي مغيرة وقرية نهر خوز نسبة لنهر خوز الآتي من شط العرب.. 
وقرية ابوفلوس وقرية كوت الزين واخيرا قرية المطوعة.. 
وسيكون حديثنا بداية عن قرية نهر خوز بالذات لما تشتهر به من حلوى مميزة اخذت اسم القرية كأسم لها.. 
  من طرق ابا الخصيب وجامع السراجي 

قرية نهر خوز وحلاوتها الشهيرة حلوى نهر خوز

قريةٍ نهر خوز تقع جنوب مدينة البصرة العراقية .
وهناك روايتان لاسم هذه القرية.. 
 الأولى تقول :
أن كلمة ( خوز ) تعني الماء العذب وهي صفة الماء الذي يجري في نهر القرية فسمي نهر خوز أي نهر الماء العذب . 
والثانية فتقول: 
 أن شخصا أسمه ( خون ) أمتلك الاراضي الواسعة على ضفتي نهر القرية فسميت المنطقة والنهر بأسمه ..

ولعل أكثر شهرة لهذه القرية هو ما تشتهر به من صناعة حلاوة نهر خوز  الشهيرة. 


حلوى نهر خوز
 وأول من صنعها وقبل أكثر من مائة عام هو :
( عبد الرحمن أبراهيم محمد ) وورث هذه الصناعة بعد وفاته أولاده الحاج أبراهيم والحاج صالح.
والقرى التي تتبع قرية نهر خوز هي: 
(الدوغة, ابو کو صرة ,الجلعة, والطفيح, ابو الحمد, والطريزاوية)
 الحاج ابراهيم عبدالرحمن صاحب أول حلوى 

وأول من صنعها الحاج عبد الرحمن محمد إبراهيم (1885-1973) والذي أخذ في شبابه ينتج الحلوى في داره بكميات قليلة ويبيعها بنفسه على سكان قريته والقرى المجاورة، ثم توسع في عمله إلى مناطق أخرى، وبعد وفاته توارث أبناؤه وأحفاده مهنة إنتاجها وبيعها، ومنذ ذلك الحين صارت تقترن الحلوى بهذه العائلة.
وأشتهرت الحلوى لكل انحاء الخليج العربي وكان وجهاء البصرة قد اعتادوا في الماضي على تقديم هذا النوع من الحلوى كهدايا رمزية إلى ضيوفهم غير البصريين، وفي حالات أخرى قدمتها السلطات المحلية إلى دبلوماسيين ومسؤولين أجانب خلال زيارتهم المدينة، وكان الزعيم السياسي البصري طالب النقيب يأخذ كميات منها إلى إسطنبول ويقدمها إلى أصدقائه من المسؤولين الأتراك حين كان عضواً في "مجلس المبعوثان" أواخر العهد العثماني.

مقاديرها سرية 
تتكون حلوى نهر خوز بشكل أساسي من زيت السمسم وعصير التمر (الدبس)، ويُمزجان ويُطبخان على نارٍ هادئة، وكانت عملية التحضير تنفذ يدوياً، لكن منذ بداية التسعينيات صارت تُنتج الحلوى بواسطة مكائن من دون إخلال في نسب مقاديرها التي يعتبرها أحفاد الحاج عبد الرحمن من أسرار المهنة، ويبالغون في الحرص على عدم إفشائها إلى حد عدم السماح لوسائل الإعلام بتصوير عملية الإنتاج داخل معملهم الصغير.
وبحسب فاضل صالح عبد الرحمن فإن "الحلوى الجيدة لا ترتبط جودتها بدقة مقاديرها وإتقان تحضيرها فحسب، وإنما بجودة مكوناتها أيضاً، ولذلك اعتدنا منذ عقود على استخدام زيت السمسم الموصلي"، مضيفاً "بعد احتلال تنظيم (داعش) مدينة الموصل عام 2014 توقف إنتاجنا من الحلوى لأيام عدة بسبب عدم توافر زيت السمسم الموصلي لانقطاع حركة التجارة بين البصرة والموصل، ثم اضطررنا إلى استخدام زيت من نوع آخر لحين تحرير المدينة من التنظيم، وعاد زيت السمسم الموصلي ينقل إلى البصرة، واستعادت نهر خوز نكهتها المعهودة".
منافسة تجارية
ومع تنامي الطلب عليها واتساع شهرتها، لم يعد أحفاد الحاج عبد الرحمن وحدهم ينتجون حلوى نهر خوز، فعلى امتداد الطريق الرابطة بين مدينة البصرة وقضاء أبي الخصيب الواقع جنوبها، ثمة لافتات عدة تشير إلى معامل لإنتاج هذا النوع من الحلوى، وكل أصحاب تلك المعامل يزعمون أن حلواهم (أصلية).

والأديب علي أبو عراق ذكر في كتاب (ذاكرة البصرة) الصادر عن وزارة الثقافة عام 2012 أن "البصريين أصروا على أن تكون لهم حلواهم الخاصة، من دون إضافات أو مطيبات أو عطريات، فكانت حلاوة نهر خوز التي ابتدعتها عائلة كانت تسكن على ضفة النهر. وحاول كثيرون من صانعي الحلوى وأصحاب المعامل تقليدها، لكن أسرارها ظلت وقفاً على تلك العائلة التي أغرت الكثير من البصريين وضيوفهم من المحافظات الأخرى والدول المجاورة بالمجيء إلى قرية نهر خوز كي لا تكون الحلوى مغشوشة، فبعد تنامي شعبيتها كثر المقلّدون لها".
وفي احتدام المنافسة وكثرة المنافسين، اضطر أحفاد الحاج عبد الرحمن للصق صورة والدهم صالح عبد الرحمن على علب الحلوى للتتميّز منتجاتهم عن سواها، وللدلالة على أنهم أقدم وأشهر المصنعين، وليس بوسعهم منع الآخرين من إنتاجها، فهي حلوى شعبية لا يمكن احتكارها.

طريقة عمل حلاوة نهر خوز.. 
 المكوّنات :
نصف كوب من دبس التمر. مع كوب من الحليب الجاف. 
كوب من المكسّرات(الفستق الحلبيّ).
ثلاثة أرباع الكوب من الطحينيّة أو ما يطلق عليها اسم "الهردة". نصف ملعقة صغيرة من بهار الهيل المطحون بشكل ناعم.

ويتم خلطهما جيدا بداية بالدبس والرهش( طحين السمسم) ثم يضاف الحليب ويخلط جيدا حتى اضافة الفستق والهيل ويوضع بالثلاجة ليتماسك وثم يقطع ويقدم..
الحاج صالح عبدالرحمن قبل وفاته بمحله بقرية نهر خوز

وفاة الحاج صالح عبدالرحمن رحمه الله 

اليوم الخميس 15 أكتوبر2020 ودعت البصرة وقرية نهر خوز في قضاء ابو الخصيب
 شخصيه و إنسان طيب و ايده طيبه واشتهر بصفة أبوحلاوة… 
وهو صانع اشهر الحلاوه بأبا الخصيب واسمها( نهر خوز)  في البصره  
وهو (الحاج صالح عبدالرحمن) 
صاحب معمل حلاوة نهر خوز الاصلية في البصرة /قضاء أبي الخصيب ...
الى رحمه لله الواسعة… 
وهنا ننتهي من تقريرنا عن قرية نهر خوز بوداع الأخ صالح عبدالرحمن أبوحلاوة.. 
ولنا لقاء بتقرير آخر عن قرى أبا الخصيب.. 

الرحال وائل الدغفق
 رحال الخبر1442هـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق