بمجرد الوصول للقمة وإجتياز المنتصف الذي جهز للراحة وتناول المرطبات وإكمال الصعود حتما ستكون كل ما مر عليك من تعب وارهاق سنتهي برؤية جمال خلق اله جل وعلا وبديع صنعه سبحانه ، في هذا المكان الذي يأخذ بالألباب ولا يعكره الا رؤية المعتقدات التي نسأل الله لهم الهداية وان يفتح الله عليهم من هداه.
الدير وبكل وضوح بعد بلوغه
صورة من النت اخذتها لتوضيح جمال المكان
وصولنا للمكان كان يستحق العناء ولكن لكل منا هواية وتحمل المشاق للوصول لغايته وانا تستهويني هذه الاماكن وكلما كان الصعب فيها كان الطلب اكبر ..
وبعد نهاية زيارتي لهذه المنطقة المميزة انطلقنا راجعين للفندق لنستريح من عناء يوم حافل بالزيارات والتجوال في منطقة وادي بارو .
في الفندق مكثت وكان تناول وجبة حارة من الطبق البوتاني الممتعواللذيذ وهو عبارة عن طبق الجبن من الماعز مع الفلفل والخضار بطريقة لم أذق مثلها من قبل ، وهي لاشك أن الطعم الذي احتوته ليس بالسهل ايجاده فهو متعلق بنوع الجبن وطريقة تقديمه وطبخه .
طبق الجبن المطبوخ مع قطع الفلفل وبعض الخضار
طبق الجبن المطبوخ مع الخضار
وها أنا بعد هذه الوجبة الدسمة والغنية بالجبن الدسم والخضار وبلا لحوم مزعجة وتعب التأكد من حلال أم من غيره كانت هي وجبتي اليوم مع بعض الحلا ، والى الغرفة للنوم للإستيقاظ من الغد لجدولآخر في المنطقة .
أصبحنا وأصبح الملك لله وبع إداد صلاة الفجر نبدأ يومنا بإفطار في نفس الفندق لننطلق بعده لإستكمال مابدانا من جولات حول مدينة بارو وبعده الانطلاق نحوالاصمة ثيمبو إن شاء الله تعالة.
اليوم جولتنا تبدأ لزيارة متحف بوتان الوطني إن شاء الله تعالى.
متحف بوتان الوطني National Museum of Bhutan
يعد متحف بوتان الوطني مركزا للمعلومات والمعرفة يستحق الزيارة وهو بناء قديم كان مستخدما أصلا كبرج للمراقبة بشكله الدائري ولكن بعد انتهاء فكرة الأبراج للمراقبة حول هذا المكان التراثي لمتحف يحمل في طياته العديد من المعلومات التاريخية وشيئا من الحياة الاجتماعية لمملكة بوتان تتمثل بطريقة الحياة والتعريف للآخرين بمملكة بوتاندينيا وأجتماعيا واقتصاديا .
صورة للمتحف الدائري والذي كان مبني اصلا كبرج مراقبة
أحد الفعاليات داخل المتحف وصناعة قطع الحرير للنساء
ومتحف بوتان الذي إنشيء عام 1968م يحوي 3000 قطعة تراثية تمثل تاريخ بوتان بكل نواحيه من الفن المتمثل بالتماثيل البرونزية إلى الرسم الزخرفي المتعلق بديانتهم إلى الحياكة وزخارفها البديعة وهي تمثل تراث يمتد لـ 1500 عام من تاريخ بوتان .
ومن المتحف إلى منطقة أجمل وأكبر بإتساع الوادي وهي وادي بارو ونهرها والمساحات الكبيرة الجميلة بمناظرها الممتدة والرائعة.
وادي ونهر بارو والمناظر الخلابة المحيطة
ولعل الكلام في هذه النقطة لايعطيكم التصور الحقيقي لجمال وادي بارو وسأستعيض بالصور التي تعينني للوصف المصور والأجمل من أي تعليق ...
واليكم صور ملتقطة من وسط وادي ونهر بارو .
حقول ممتدة لزراعة القمح والرز
البيوت بتصاميمها البوتانية بين الحقول الخضراء
نهر بارو الذي يضفي جمال لجمال الوادي الاخضر
الصورة مأخوذة من شرفة معبد دزونغ .
وهذا الرحال يطل عليكم من تلة تشرف على وادي بارو
المكان المميز لمعبد دوزنغ واطلالته على الوادي مباشرة
وتتوال الصور البديعة لجميل خلق الله تعالى
وبعد الانتهاء من جولة بديعة لوادي بارو ونهرها الذي لايقل جمالا عن ما حوله ، ننتقل الآن لمنطقة المطار .
مطار بارو الدولي الوحيد بالبلاد
مطار بارو من المطارات الأصغر بالعالم فلا يتعدى مدرجة الكيلومترين فقط وكذلك المدرج ليس بالسهولة النزول فيه أو الإقلاع منه لوجود في وسط وادي تحيط به الجبال الرفيعة ، ولكن لمهارة الطيارين فإنك ستجد لمتعة في الاقلاع والهبوطبطريقتهم المميزة في الالتفاف والمراوغة الفذة.
صورة من فوق أحد التلال المحاذية للمطار
وصورة أخرى تبين مدى ضيق عرض المطار بين الجبلين
من عجيب عاداتهم وإعتقاداتهم (عبادة العضو الذكري):
خلال تجولي في هذه المدينه انتابني شعور غريب وانا اتجول بين تلك الابنية وبين المحلات التجارية وكذلك في بعض المعابد البوذية ، بسبب ماشاهدت من منحوتات على شكل العضو الذكري!!!
كانت تملأ المكان بين نحت من خشب أو رسم على جدران المنازل بشكل مقزز ، كما ان بعض الابنيه وهي سكنية ليس لها علاقة بأماكن عبادة قد رسمت وبرسمه خادشه للحياء لذلك العضو بلا حياء…
فتعجبت من وجودها بهذا الشكل المتكرر حتى في البقاله الصغيره دخلتها فاذا هو معلق امامي، ذكرت ذلك لهم متعجبا من هذا الامر…
ما هذا الفعل ؟ وبالتأكيد له أسباب فهذه الدول ليست سيئة لهذا الحدّ ، كما أنه بالتأكيد يوجد لديهم سبب لمثل هذا الفعل!!!
وذلك كونهم من الدول الشرقية المحافظة والتي تعتبرأمور الفساد الأخلاقي بعيد عن أحوالهم العامة ، وهي بلاشك تندرج ضمن الدول المحافظة نوعا ما ..
فقالوا لي هذا أن وضع تلك المنحوتات والرسومات لذلك العضو الذكري يدل على أمر ديني موجود في ديانتهم البوذية ، فرمزية العضو إنما هي لجلب الخصوبه وكما قال لي المرشد المرافق معي : أن هذا موجود في ديانتهم البوذيه وقد شاهدته بأشكال أكبر وبنحت متقن في المعابد لبعض هذه الاشكال وعلى احجام متنوعه وكانهم يقدسون ذلك العضو الذكري لجلب الخصوبه وجلب الرزق ، فقد كنت أسمع عن عبادة العضو الذكري في الديانة البوذية قديماولم أكن أنني سأقع في المكان نفسه والذي لم أصدّقه الا برؤيتي له هنا وبشكل لايقبل الإختلاف فالحمدلله على نعمة الاسلام والعقل…
الخروج إلى العاصمة ثيمبو:
واليوم ستكون رحلتنا للعاصمة ثيمبو وبالطريق سنتمكن من زيارة بعض الاماكن التي تتحدث عن تاريخ المنطقة ومعالم مهمة ، كما ان الطريق الى العاصمة معبد وهو خط واحد بأتجاهين للسيارات وضيق نوعا ما ، وسنحاذ بالمسير نهر بارو المتدفق جنوبا حتى التقاؤه بنهر ثيمبو في دلتا ليتصلا ويجريان بنهر واحد يصب بالاراضي الهندية ،
والى تفاصيل الرحلة .
- زيارة معبد كيجو لاخنج Kichu Lhakhang
- رؤية الطريق الى العاصمة ومعالمه وطبيعته المميزة
- زيارة أحد الجسور المبنية بسلاسل حديدية يعود لمءات السنين
- زيارة نقطة التقاء نهر بارو ونهر ثيمبو
- بوابة العاصمة ثيمبو
- الوصول للعاصمة ثيبو
كانت زيارتنا لأول معلم وهو معبد كيجو لاخنج Kichu Lhakhang
وهو معبد من المعابد المنشرة في كثير من مناطق بوتان ولم أقف على تفاصيله كثيرا فلم أرى مايستدعي ذلك فهو قريب الشبة بينه وبين الأخرى من معابد بوتان ، ولم يكن مميزا كمعبد دوزنغ الأشهر والاجمل بناء .
الطريق للمكان الاول في طريقنا نحو ثيمبو
وحين وصولنا للمكان وجدت سيارات رسمية من نوع مرسيدس سوداء وعليها اعلام وأخبرني الدليل بأنه يوجد وزراء وكبار الدولة في زيارة دينية للمكان ..
وأثناء تجولي بالمكان رأيت أحد الغرف المنزوية وأسمع من ورائها صريرا ناتج عن دوران شيء واتجهت لأرى غرفة مليئة بإسطوانات ضخمة ومثبتة عموديا وتحت كل اسطوانة رجل أو لإمرأة حليقي الرؤوس تقريبا وهم يحركونها بإستدارة وبأستمرار بلا توقف وسألت الدليل عنهم وما يصنعون فأخبرني أنهم يهبون أنفسهم للمعبد ويجلسون هنا في تحريك تلك الاسطوانات طوال اليوم ويأتي من بعدهم غيرهم في اليوم التالي وأن تحريك تلك الاسطوانات متعلق بما كتب فيها من كتابات بوذية لعلمائهم ورهبانهم وأنه كلما دارت تلك الاسطوانه فهم يبثون مافيها من ترانيم ويكسبون فيها الراحة والسلام الداخلي ...
لدى وصولنا كان هناك زيارة رسمية من كبار رجال الدولة للمعبد
ومن داخل المعبد حيث تتشارك الكلاب والبشر والرهبان في المكان
وهؤلاء كتب عليهم الشقاء في تدوير تلك الاسطوانات الكبيرة طوال اليوم كنوع من التعبد..
خرجنا من المعبد وبأتجاه ثيمبو وبأتجاه نهر بارو وصلنا لمناطق متنوعة منها الجسر القديم الحديدي وقد بنته الهند ليكون المعبر الرئيس للنهر الجاري وبعدها واصلنا المسير حتى أقتربنا من أحد المعالم التاريخية والقديمة وهي أحد الجسور التي تقارب المائة جسر مبنية من سلاسل الحديد والممتدة على أنهر بوتان المختلفة.
جسر الحديد المبني من قبل الهند لتسهيل حركة المرور
وصولنا لجسر السلاسل الحديدي التاريخي
مناطق مميزة بالطريق الى ثيمبو
جسر السلاسل التاريخي:
هو واحد من مائة وثمانية جسر منتشرة في التبت وبوتان وهذا الرقم متعدد في المعابد والجسور وكذلك الاعلام التي توضع بعد دفن الميت وللعدد علاقة بتفاصيل البوذية وله مبحث آخر وليس هنا .
ويعد جسر السلاسل من أغرب الجسور المبنية بهذه الطريقة الفذة وهي استخداد السلاسل الحديدة المصنوعة باليد من قبل المهندي غيالبو التبتي(1385-1464) ومنذ القرن الرابع عشر الميلاي وهي باقية ومنذ مئات السنين إلا في تعرض بعضها للتدمير من قبل الزلازل والفيضانات مثل هذا الذي زرناه وقد دمر عام 1969م أثر فيضانات عارمة بالمنطقة وقد أعيد ترميمه ليصبح قابلا للاستعمال في عام 2005م .
والجسر يوصل لمعبد يسمى (تل الحصان Tachog Lhakhang) ومثل هذا الجسر عشرات في مابين بوتان والتبت وهو يصل بين معابد البوذية والطرق ليعبر الانهر الجارية طوال العام .
الجسر ذي السلاسل والذي يعود تاريخة لمئات السنين
تثبيت السلاسل بأعمدة من الخشب والصخور بين ضفتي النهر
مدخل العاصمة ودلتا نهري بارو وثيمبو:
وبعد زيارة ممتعة ومعرفية حول هذا الجسر الجميل أكملنا المسير بأتجاه جريان نهر بارو جنوبا وحتى وصلنا لمنطقة دلتا نهري بارو الآتي من الشرق وثيبو الآتي من الغرب ليلتقيا بنهر واحد ويتجه جنوبا نحو الاراضي الهندية .
وعند نقطة الاتقاء يوجد بوابة تعتبر بوابة العاصمة ثيمبو ومنها يجب على المسافرين التوقف لتقديم تصاريح المرور والدخول .
وقد رأيت في هذه النقطة وهي نقطة لعدة طرق للدخول للعاصمة ثيمبو رأيت عدة شاحنات وهي محملة بالبضائع ومتجه نحو العاصمة بكل ماتحمل من بضائع من الهند المجاورة .
شاحنات هندية تعبر بوابة الدخول للعاصمة ثيمبو
نقطة التقاء نهري بارو وثيبمو
النهر المتكون من نهري بارو وثيمبو والذي يتجه جنوبا للهند
النهر الجديدوالمتدفق بقوة للجنوب بين جبال بوتان الكبيرة
هنا النقطة التي يلتقي بها نهري بارو وثيمبو وقد بني حولها بعض المعالم البوذية
الوصول للعاصمة ثيبمو
وأكملنا الإتجاه غربا بعد عبورنقطة الدلتا لنخرج من نهر بارو ونكمل المسير على نهر ثيمبو والذي يمتد لمسافة حتى يتجه شمالا ولنصل عبر النهر العاصمبة ثيمبو وهي المدينة الأكبر في بوتان ومحدودة بين جبالها الكبيرة وقد أتخذت وادي ثيمبو مؤلا ومكانا ومستقرا وهي ليست بالكبيرة ولكنها معقولة نسبيا لقلة عدد من يسكنها أصلا ولقلة عدد سكان مملكة بوتان ايضا والذي لايتعدة سبع مائة الف نسمة .
معكم الرحال ومن الخلف تظهر العاصمة ثيمبو من على المطل
صورة للعاصمة من المطل الجنوبي
وقبل الوصو لداخل العاصمة دلفنا نحو المطل للعاصمة والذي يعتبر مكانا جميلا لرؤية العاصمة من على ارتفاع لترى جوانب ثيمبو بكل وضوح وترى حدودها وجبالها والوادي التي اتخذت العاصمة منه سكنا واستقرارا.
وعند المطل الجنوبي بني تمثال كبير لبوذا يتوجه بوجهه للشرق
دخلنا نحو العاصمة والتي ليست بالحجم الكبير ولم نرى إشارة ضوئية واحدة وللعلم فإن بوتان لاتملك الاشارات الضوئية وليست بحاجة اليها فالعدد الى ماهو قليل فالحالة الاقتصادية لاتسمح بتعدد السيارات ايضا .
وقد حذرني الدليل إن لم نتأخر بالدخول قبل العصر فسنواجه ازدحاما ، وحينما وصلنا متأخرين للوقت الذي حذر منه لم اجد أي زحاما عدا خمس أو عشر سيارات في بعض التقاطعات وهذا ما كان يحذر منه !!!
فليأتي الى هنا الى الرياض مثلا أو الى غيرها ليعرف معنى كلمة زحام .
من داخل العاصمة ثيبمو ويرى الازدحام الذي يقوله الدليل فما اجمله من زحام.
الفندق الذي تم الحجز فيه ويقع في وسط العاصمة والمنطقة الحيوية
تم الوصول للفندق الذي تم الحجز فيه من قبل الجهة التي تعاقدت معهم وكان معقولا ونظيفا ولو أتيت المرة القادمة فسيكون حجزي بفندق أجمل وأفضل وهو فندق تاج تاشي وهو له إطلالة رائعة وذي خمس نجوم ويعتبر الاجمل في بوتان .
جولة في شوارع العاصمة القليلة
فندق تاج تاشي ذي الخمسة نجوم وسط العاصمة Taj Tashi Hotel
فندق تاج تاشي ذي الخمسة نجوم وسط العاصمة Taj Tashi Hotel
وصلت للفندق قريب المساء ولم تكن لي بعد الوصول الا الراحة وتناول وجبة العشاء المقدمة بالفندق وكانت وجبة هندية بأمتياز ولذيذة جدا ، ثم ذهبت للغرفة وأديت صلاة المغرب والعشاء جمع تأخير وثم النوم لنستعد ليوم آخر حافل بالجولات والمعرفةلنواحي العاصمة ثيمبو إن شاء الله تعالى .
اليوم التالي:
أصبحنا واصبح الملك لله وها انا بيوم جديد في ارض بوتان المنسية وبعد اداء صلاة الفجر قبل الشروق ومكثت قليلا حتى اتى وقت الإفطار فب مطعم الفندق وبعد تناول وجبة طيبة والحمدلله كان بأنتظاري الدليل واليوم حظي أنه يوجد مناسبة وطنية في بوتان وكانه عيد تقريبا لهمويلبسون فاخر الثياب بالنسبة لهم ويتجهون لمعبد ثيمبو الرئيسي ونحن الآن مستعدون للذهاب لرؤية احتفالاتهم وفرصة للتعرف عن قرب لمثل هذه الأمور .
زيارة قصر تاشيهو دوزنغ:
يعتبر قصر ثيمبو Tashichhoedzong والذي يطلق عليه باللغة المحلية (حصن العقيدة الميمون) هو الاكبر في ثيمبو ، وهو دير بوذي وقلعة للدولة بنيت شمال العاصمة وعلى ضفة نهر وانغ شو الغربية ، كان مقرا لدراما راجا وهو رئيس حكومة مدينة بوتان ومنذ تأسيس النظام الملكي عام 1907م .
ويعتبر القصر المبني أصلا عام 1216م والمكون من مبنى مستطيل وذي ابراج بالاركان مربعة الشكل يعلوها سقف ذهبي ، طبعا المبنى الحالي مرمم وذلك لأن المبنى الاساسي تعرض للتدمير سواء بالحروب او بالزالازل التي تعرضت لها بوتان عموما ، ولكنه حاليا يعتبر المقر الرئيسي للحكومة منذ عام 1952م ويضم حاليا قاعة العرش ومكاتب الملك والأمانة ووزارتي الشؤون الداخلية والمالية وحول المبنى الأصلي تقع بعض مباني الإدارات الحكومية الاخرى .
جانب من التجمع لحضور مهرجان العاشر من تقويم بوتان
الاستعداد لحفلات اليوم العاشر في وسط قلعة ثيمبو ولمدة اربعة ايام.
من وسط الحفل والناس قد لبست أفضل مالديها
يعتبر وقت الاحتفال في البوم العاشر من التقويم البوتاني وهو الموافق لما بين شهري سبتمبر وأكتوبر من كل عام ويقام لمدة ارعة ايام ويحضره الامراء والوزراء وكبار الدولة وهم يصطفون على النوافذ المطلة لباحة قصر ثيمبو .
ويعتبر اليوم الاول والاخير هو الاهم حيث يتعرف فيه المحتفلون لبعض قيم البوذية ومبادئها من خلال الرقصات التي يؤديها الممثلون من وسط باحة القصر.
ويعتمر الراقصون بدلات مزركشة بالوان زاهية وأقنعة من الخشب التي تعطي دلالات لمعاني وقيم أخلاقية ودينية لهم وبشكل منظم ، وقد أكتظ المكان بالبوتانيين الذين اتخذو ارضية الباحة والتي نظمت بواسطة الخطوط الارضية ووجود المنظمين حولها ، كما أن هناك حضور واضح للمسؤلين والذين كان لهم مسيرة للدخول والخروج والصعود لأمكنة معينة يطلعون من خلال النوافذ العلوية لسير الحفل كاملا .
وكذلك كان لحضور السياح أمثالي ولبقية من كان متواجدا ف فنادق العاصمة في هذا المكان إذ يعتبر حضور ومعرفة الجوانب الحفل أمرا نادرا ومهما من ناحية التعرف على حياة وطريقة عيش البوتانيين وتناولهم للحفلات والمناسبات المتعلقة بدينهم وعلاقتهم مع بعضهم البعض.
التزام واضح من قبل البوتانيين بالنظام أثناء الحفلات الجماعية
النظام والالتزام كان يعطي شكلا من التزام البوتانيين بحياتهم ومدى انظباطهم.
إهتمام البوتانيين بالمناسبات صغيرهم وكبيرهم يعطي دلالات لحرصهم على التمسك بتقاليدهم
بداية الفلكلور الديني في باحة المعبد
وتنوع في الرقصات ذات دلالات ومعاني بوذية صرفة
زيارة السوق المحلي للعاصمة ثيمبو
يعتبر زيارة السوق الشعبي في العاصمة شيئا فريدا وجميلا فهو يطلعك للعديد من الأمور منها أنواع المباع وأنواع البضائع ومعرفة طريقة التبايع والشراء وحالة من الحالات الأجتماعية التي لاتستطيع رؤيتها الا هنا فقط .
والسوق في ثيمبو منقسم لعدة أقسام منها ما هو للمستورد من الخارج ومنها ماهو للإنتاج الوطني وقد جلعل لكل قسم مكان منفصل .
وقد زرت المكان المهم وهو القسم المحلي وفيه عدة أقسام قسم للحبوب المنتجة من حقول بوتان ومنها قسم الخضروات الطازجة ومنها للأسماك واللحوم وقد تجولت لأعطيكم بعضا مما رأيت.
أحد الجسور الخشبية التاريخية وهي تؤدي للسوق المحلي في ثيمبو
من داخل السوق وفي قسم الحبوب ومنها انواع الرز والذرة والشعير والقمح
هنا يباع الرز المطحون والحب وانواع من الحبوب بأنواعها
هنا فقط ترى الرز بكل ألوانه الابيض والبني والأحمر والسكري ماشاء الله
وهنا قسم الخضار المحلية بكل غريبها وعجيبها
وهنا محل لبيع أنواع من الفلفل الغريب وبكل أنواعه فهم شغوفون بالفلفل
زيارة الموقع التذكاري(جورتنChorten) للملك الثالث رينبوشي:
يعتبر هذا الموقع المبني عام 1974م معلما وطنيا للملك الثالث رينبوشي والذي فيه رفاته بعد وفاته عام 1987م وهو يتوسط العاصمة ثيمبو ولملوك بوتان قدسية في المملكة حيث يعتبر مزارا دينيا تقام فيه النذور ويطاف حوله بطريقة عكس عقارب الساعة ويقوم بزيارته كواجب من الواجبات العديد من الأتباع.
نصب تذكاري وأصبح معبد بوذي ومزار فهنا كل شيء قابل للعبادة
المعبد بشكله الظاهر يمثل محور يطوف حوله الحجاج بحركة عكس عقارب الساعة
وهنا أيضا اسطوانات يحركها المتعبدون ليل نهار للتسبيح بما يعتقدون
توجهت بعد ان استمتعت بالتجول حول السوق وبعض معالم ثيمبو الى أحد المطاعم المميزة وهي تعتبر مطعما فاخرا ولكن اعطيه نجمتين وأما هنا وبالحال التي لديهم يعتبر ذو خمسة نجوم ، وما يميزه أن له إطلالة على المدينة وخاصة الملعب الوطني للعبة الكريكيت الشعبية والتي انتقل الحب لها من الغزو الفكري للهند ، وكما يوجد تصميم بالمطعم لنوعية الكراسي القصيرة جدا وهو يعتبر شكلا من اشكال اتقليد الاصلي في بيوت البوتانيين .
من داخل أحد مطاعم ثيمبو ومن خلفي حجاج بوذيين نساء مصلعين من تايلند
المطعم بطريقة مقاعده التي تعارف عليها البوتانيين والقصيرة جدا .
صورة أخرى للمطعم
الملعب الرئيسي للعبة الكريكت التي اخذت من الهند لتصبح لعبة رئيسية في البلاد
الإتجاه نحو بوناخا:
بعد أن قضينا وقتا ممتعا في العاصمة ويومين تقريبا فيها أتجهنا اليوم لمنطقة لاتقل جمالا وروعة وهي بوناخا العاصمة القديمة لبوتان والتي تكتسي الخضرة والشلالات المتعددة وبعض المعالم التاريخية التي سنتحدث عنها لكم بلا شك.
بوابة الخروج الغربية من العاصمة ثيبمو
من الحوادث المؤسفة والمتكررة هنا في بوتان هو حصول الانهيارات الأرضية نتيجة التربة الطينية الغير ثابتة وخاصة بكثرة هطول الامطار المتكررة بالمواسم العديدة في بوتان ، لذلك هي تتعرض للإنهيارات الكثير للطرق ويقع نتيجتها حوادث مؤسفة كالذي حصل لسائق هذه الشاحنة بالصورة أدناه.
حادث انجراف التربة وسقوط شجرة ضخمة على شاحنة
الشجرة المنجرفة واختيارها للسيارة لتكون ضحية
طبعا حصل هذا الحادث قبل اسبوع أوعشرة ايام تقريبا وصادف ان الدليل المرافق معي كان بمهمة في نفس الطريق وقد توقف الطريق تماما بعد الانهيار ولم ينتهو من إصلاح الطريق الا بعد اربعة ايام تقريبا مما حدا به النزول والمشي بالاقدام لمسافة عشرة كيلومترات والنوم في أحد القرى المجاورة لحين تم فتح الطريق ، ونحمد الله أن لم يصادفنا مثل تلك الأنهيارات والتي تعطل حركتنا ووقتنا ضيق جدا .
منطقة دوجولا ذات المائة وثمانية نصب:
تعتبر منطقة دوجولا أو معبر دوجولا نصبا تذكاريا وله رمزية بوذية متمثلة بعدد الانصاب التي يقدر عددهابمائة وثمانية نصب ، وهي بنيت حديثا عام 2005م وذلك كذكرىتاريخية لنصر الملك البوتاني بعد ان قاد 7000 جندي لطرد مجموعة من المتمردين والذين أتخذوا بوتان مقرا لهم وقد ضاقت الهند بهم وهددت بإن تتدخل إن لم تنهي بوتان مشكلة وجودهم الغير مقبول أمنيا في بوتان.
وبعد الأنتصار وقد حدث هذا عام 2003م أمر الملك ببناء هذا النصب في قمة جبل بالطريق بين العاصمة ثيمبو وبوناخا ويبعد عن العاصمة نصف ساعة بالسيارة.
الرحال في منطقة دوشولا ذات المائة والثمانية نصب للنصر ويرمز للكهنوت البوذي
وصور من زاوية أخرى
وهنا ايضا
والعادة هنا ومن التقاليد البوذية وضع الاسطوانات التي رأيناها في معابهم في غرف وتحتها بكرة تتحرك بفعل المياه الجارية فلايجب وجود البشر لتريك تلك الاسطوانات بل الماء يتكفل بذلك ومجانا كما في الصورة أسفل
وتتعدد المباني الصغيرة التي تحوي الاسطوانات التي تحركها جداول المياه بالطريق
وصورة من جهة أخرى
وأما الشلالات فهي أكثر من أن تحصى بهذا البلد كثير المياه
جمال الطبيعة في جمال المياه الرقراقة
فكل مناطق الجبال تحوي المئات من الشلالات
زيارة معبد ودير جيمي لوخا Chimi Lhakhang
يطلق على هذا المعبد اسم الرنين والذي بني عام 1499م وهو معبد له رمزية في إنه مقر للكاهن البوذي والذي يطلقون عليه اسم الكاهن المجنون ، وله ينسب ابتداع القضيب الذكوري فيوضعه كاداة لتزيين البيوت والمحال التجارية لإبعاد العين والسحر .
كما انه يوجد بالمعبد قضيب كبير يقوم الكاهن هناك بضرب رؤوس الناس وخاصة النساء ليأخذو البركة في خصوبتهن ...ونحمد الله أن لم يكن في ذلك الوقت الكاهن ولم نرى الضرب وكفانا الله شرو مايعتقدون ، لكن رأيت القضيب المصنوع من الفضة وهو يتدلى من أحد المسامير بالمعبد ولم يسمح لي بالتصوير ، ولكن اظن أن الوصف يكفي عن الاشارة.
صورة للمعبد والذي يختلف في بناءة عن كل معابد بوتان
الرحال ومن خلفي المعبد لمؤسسه الكاهن المجنون
مساحات رائعة وجميلة في ما حول المنطقة التي زرتها
تناول طعام الغداء في أحد المطاعم السياحية بالمنطقة
صورة للمنطقة
وبعد تجولنا في منطقة لهاخانج Lhakhang اتجهنا لزيارة العاصمة القديمة لبوتان
وهي منطقة بوناخا .
الوصول للعاصمة القديمة لبوتان بوناخا
تعتبر بوناخا العاصمة الأولى لمملكة بوتان وتبعد نحو سبع كيلومترات عن النقطة التي توقفت فيها للغذاء وبعد نحو 72 كلم من العاصمة الحالية ثيمبو ويستغرق المسير بالسيارة من ثيمبو الى بوناخا ثلاث ساعات ، .
وبوناخا كانت الحكومة حتى عام 1955م ومنها تم الاتفاق مع الانجليز عام 1907م للحكم الذاتي داخليا وأما خارجيا فيكون تحت عهدة الانجليز.
اتجاهنا للعاصمة القديمة بوناخا
الطريق لبوناخا جميل ويزداد جمالا بوجود النهر الكبير المحاذي للطريق
يكثر زراعة الارز بلونه الاحمر والابيض هنا
ما أجمل هذه المدرجات للرز البوتاني
معبد دوزنغ بوناخا والذي كان مقرا للحكومة حتى عام 1955م
الجسر الخشبي المتصل بين ضفتي النهر والمعبد
وهنا نختم رحلتنا بشكر المولى عز وجل في ما سهل وقضى علينا جميل قضاءة وواسع عطائة نسأله البركة في كل حرف وسطر ،اللهم آمين.
في هذا اليوم أختم تقريري المتواضع عن مملكة بوتان التي ضلت عالقة بالاذهان لم تنكشف لأحد ولم تعلن لطبيعتها للآخرين ، ولكن شارء الرحمن أن أكون أول من كتب عنه عربيا وبالطربقة التي تعطيها مكانتها.
والله اسأل ان يبارك في نوايانا وأعمالنا جميعا وأن يغفر للمؤمنين والمؤمنات ويهدي الله أهل بوتان لخير الاسلام وفتحه ونصره هو القادر على ذلك ولا حولولاقوة لنا الا به جل في علاه.
تحياتي وسلامي لكل من قرأ وتابع وعلق حول ماكتبنا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وائل الدغفق - رحال الخبر
في مدينتي الخبر
1434هـ 2013م