رحلة الامازون الجزء الاخير 5
زيارتنا لأحد قرى القبائل الامازونية:
اليوم كان لنا لقاء في أحد مستوطنات لقبائل الأمازون التي رأينا فيها طبيعة تعايشهم وطريقة حياتهم التي حتما تحمل كل غريب وعجيب.
المستوطنة كانت عبارة عن مساحة مرتفعة قليلا عن الأراضي الرطبة وهي على مساحة تقريبا 100 متر قطر دائري وبنيت حولها أعشاش من الخشب المكسو بسعف النخيل الأمازوني الطويل السعف وهذه طريقة من طرق القرى وهناك تصميم آخر على شكل خط وتتابع العشش بالطول .
وربما هذه القرية تعتبر مزارا مستمرا للسياح نظرا لأستعدادهم لنا ولو انهم في الحقيقة من السكان الاصليين لكن متفقين مع المرشدين بالزيارة وتعريف الزوار بحياتهم مقابل مايعطونهم من مواد غذائية وحوائج يتبادلون فيها نظير مايقومون باستقبال للزوار.
عائلة من سكان الأمازون وهم عراة إلا ستر العورة بحبال واوراق النباتات
يمارسون المصارعة كنوع من الرياضة
عادات غريبة وعجيبة:
لدى سكان الامازون وباختلاف قبائلهم تنوع في العادات ومنها حينما يموت أحدهم في بعض القبائل يقيمون الأفراح والاتراح ويطوفون بالجثة فرحاً بموته فقد أنتقل لدار أخرى ويستمرون بذلك إلا ان يضعوا الجثة في قدر ليطبخوه ويقطعوه وتوزع لومه إلى كل القبيلة بل أنه يتشارك بعض القبائل الأخرى بأن يرسل أهل الميت بعضا من اللحم لوجهائها لمشاركة ذلك العرس والحفل كنوع من الوفاء بالميت، ويعتبر ذلم الطعام من الاطعمة النادرة والفاخرة ولله في خلقه شؤون والحمدلله على العافية والإسلام.
أمازوني وإبنه في لباس استعراضي
صورة من النت لرجل بحالة حرب يصبغ جلده بالأحمر والأسود ويستعرض برمحه
من غرابة الأكل لديهم هو أصطيادهم للقرود بواسطة الانابيب التي يضعون فيها الأبرة الممزوجة بالمخدر القوي فيسددونه على القرد وهو متسلق بين أغصان الاشجار، ويوهمونه بالتصفير على أنهم منه حتى يقترب قليلا ويكون بمرمى الانابيب الأبرية ، حينها يتقاذفونه إلى ان يصيبهم أحدهم بضربة تعاجله بالسقوط .
وصادف أن رأيت مجموعة تفعل هذه الخدعة على أحد القرود فيصيبه إصابة بارعة فيخر صريعا من علو ، وثم تبدأ عملية الإعداد لهذه الوجبة الدسمة .
الصياد الأمازوني ينفخ بالانبوب لأصطياد القرد
يوضع القرد على لهب ويقلب حتى يشتعل الشعر ويصبح جلدا فقط ويضربونه بالارض ويعاودون الكرة مرات حتى ينظف جلده من الشعر تماما ، حينها يبدأ التقطيع ولايستثنون شيئا البتة ، فهو بالنسبة أليهم وجبة كاملة لاتعوض ، ويقطع اللحم ويوضع على قدر به ماء وشيء من الخلطات التي لااعرفها وربما هي بهارات خاصة بهم ، وثم يقلب حتى ينضج ويثم يقدم للأكل وقدم لي لكنني أعتذرت بالشبع ، اللهم أكفنا بحلالك عن حرامك ...
القرد أثناء تعريضه للهب النار لإزالة الشعر
صورة للقرد بعد التقطيع والطبخ
وهناك بمنطقة الامازون على حسب تقديرات المختصين فوق الخمس مائة محموعة قبلية تعيش حياة بدائية تقريبا مع بعض الإستعانة بالمدنية الحديثة من خلال تجول الأطباء عليهم وتعليم أبنائهم ولكن يوجد العديد ممن لا يقبل حياة المدنية ولايجالس أو يقبل دخول المدنيين أليه وهم كثير ، لكن أن يوجد سكان بدائيين بالمرّة فهذا هو الغريب وقد وجد ذلك قبل سنوات من أحد المستكشفين وهو يطير بطائرته الصغيرة مجموعة نائية من القبائل التي لاتعرف للمدنية شكلا ولا معرفة البتة وقد صورها وهو بطائرته وهم يسددون السهام اليه والرماح يظنونه طائر العنقاء أتى ليهجم عليهم .
صورة لأحد المستكشفين البرازيليين لموقع شعب امازوني لم يرى العالم بعد
وهنا صورة لموقع القبيلة النائية التي مازالت تعيش ذاتياً
وهنا الفلم كاملا للحظة الإستكشاف باليوتيوب.
http://www.youtube.com/watch?v=5lWVVFHzuLE&feature=player_embedded
وبعد الزيارة الممتعة لقرى تلك القبائل الغريبة والعجيبة كانت رحلتي لغابات الامازون قد أنتهت تقريبا وبدا خط الرجعة ، ولم أتخذ نفس الطريق للعودة بل أتخذنا طريقا آخر عبر الانهار وركبنا احد القوارب الخفيفة لنستكشف برحلة نهرية أماكن لم نراها ونضيف لمعرفتنا بعض المعارف الأخرى .
أخذنا طريق مختصر عبر قنوات نهرية تصلنا نحو أقرب طريق
ولتشابك الغابة كان لابد من استعمال الساطور لشق طريق لنا
رجعنا بعد جولة ممتعة في أكناف الاماوزون وأدغالها وكهوفها وأنهارها لنعود للمدينة لنختم جولتنا معكم في أفضل حال وأحتوال .
الجسر الأول والأضخم على نهر الامازون:
وأخيرا وجد جسر يربط منطقة الامازون ومدينة ومناوس والاتصال براً عبر الجسر للضفة الجنوبية (Aranduba) وهو يمتد بطول (3559) مترا على أعمدة من الأسمنت المسلح مقامة على نهر( ريو نيغرو) وبأرتفاع 158م لتتصل عبر طرق أسفلت لمناطق البرازيل الجافة .
والجسر هو الوحيد الذي يصل بين ضفتي النهر والمقام على إرتفاع كبير ليسهل مرور العابرات للقارات وهي تمخر النهر ذهابا وأيابا، ووقت زيارتي له لم ينتهي بعد وهو اليوم ربما انتهى ، حيث مقرر له الافتتاح في اكتوبر عام 2011م يعني قبل عام تقريباً ، وقدر تكلفة مرور السيارة على الجسر بمائة ريال برازيلي وهي تعتبر مبلغ كبير يقدر بمائتين ريال سعودي للسيارة .
ويعتبر تحفة القرن لمنطقة الامازون وسيجعل المنطقة بلاشك منطقة حيوية ولكن للأسف ليس لطبيعة الامازون إنما للبشر الذين سيستخدمونه لنموهم وتدمير الحياة البيئية بالأمازون.
منظر لغروب الشمس ويظهر جزء من جسر مناوس
الجسر في الافق غرب مدينة مناوس .
صورة مقربة للإنشاءات النهائية بالجسر
صورة أخرى للجسر
أسواق مدينة مناوس الشعبية :
من الممتع التجول في اسواق المدينة التي تشتهر ببضائعها الأمازونية الغريبة والفواكة الغريبة والتي يصل عددها 2000 نوع ولكن مايتداول هنا فقط 200 منها والمشهورة الموز والانناس والحمضيات وانواع عديدة أخرى، كثمار الأساي التي ذاع صيتها بفوائدها الغنية كمشروب مقوي وبموانع الاكسدة الغنية فيها وتعتبر ثمرة أمازونية بالاصل وأنتشرت زراعتها في أنحاء البرازيل وهي ثمار تستخرج من شجرة تشبه النخيل لكنها دقيقة الساق والحجم.
وهناك ثمار متعددة فاليكم الجولة بالصور.
جانب من السوق
شراب الاساي المثلج والمخلوط بشراب محلى ليستساغ شربه
أنواع غريبة من الفواكه
والموز هنا كما في شرق أسيا يقطع ويقلى بالزيت لنوع معين من الموز
وأكشاك تعرض مالديها من انواع
فاكهة من كل لون وصنف
وهنا طباخ يستخدم طحين الكاسافا لعمل معجنات
بهارات متنوعة
وحبوب مطحونة بكل نوع ذرة وقمح وكاسافا ودخن وشي لا أعرفه
وعرض للأجبان وألبان مستخرجة من الجواميس
سوق الموز للجملة
سوق الحبحب والحمضيات
موز بكل حجم في سوق الجملة
مزاد لكل مجموعة من الموز
سوق الجملة لبيع الموز بالمزاد
الطماط والخيار والبطاطس
لكن الموز هو المسيطر هنا
وكما سوق الفواكه فالسيارة هنا ملونة كذلك
سوق السمك :
سوق مليء بأنواع متعددة من الأسماك النهرية التي تعتبر وجبة رئيسية لسكان المنطقة والارخص مقابل اللحوم البيضاء والحمراء وجولة في أسواق السمك والمطاعم الشعبية التي بجانبها.
سوق السمك وحوله المطاعم
مطاعم لتحضير وجبات السمك الطازج
سوق السمك المركزي
تزخر المنطقة بأنواع عديدة من الاسماك فهي بوسط بيئة نهرية
أعداد لاحد لها ولاتحصى لكثرتها من الاسماك
وبينها بعض محال اللحوم الحمراء
السمك يباع على مجموعة وهو مشرّط بالسكين ليكون جاهزا للطبخ
طريقة التشريط للأسماك وأظنها لنوع معين لسهولة طبخه وقليه
عائلات تأخذ موقعها بأحد المطاعم حول سوق السمك
جانب آخر من السوق
أسواق المدينة العامة:
وتتعدد أسواق مناوس فهي تعتبر مركزا مهما لما حولها من مدن أمازونية ومصدر للكثير من السلع ولذا فلديها الكثير من الاسواق المنتشرة بين كل سوق وآخر خصوصية فسوق السمك وسوق الخضار وسوق الفواكه وسوق المواد الغذائية بالجملة وسوق العرب للملابس ومواد منزلية وأسواق بينهما في كل مكان لتخدم الاعداد التي تجوب المدينة من غير اهل المدينة الذين يتجاوز عددهم المليونين شخص وهو عدد كبير بمنطقة محصورة بين المياه والغابات الكثيفة .
وجولة مصورة حول مدينة مناوس وأسواقها.
الروبيان النهري بأنواعه هنا ايضا
وجانب من أسواق اخرى
اسم دبي وصل هنا لأسم لأحد المحال التجارية
وهاهو شراب الاساي يقدم بين رواد السوق كمشروب طاقة ومفضل لدى العامة
أحد الشوارع المتفرعة من سوق العرب
يغلب على المحال لتجار فلسطينيين
عدّة من كل شيء سباكة وكهربائيات وادوات زراعة ....
كل مايحتاجه المسافر عبر السفن من اسرّة من الحبال وغيرها
الاسواق تنتشر في منطقة الميناء أكثر من غيرها
بضائع متناثرة تباع كتحف للسياح ومايخص القبائل الأمازونية
الأمن في منطقة الأمازون:
من الجدير أن نبين الأمن في هذا الجزء من العالم ولعل الخطر الأمني لايكمن في تعرضك للألتقاء وجها للوجه بثعبان الأناكوندا ولا السباحة وحولك أسماك البرانا المفترسة ولا تعرضك لأقواس وأبر الهنود الحمر الشعب الأصلي بالمنطقة ليس هذا مايقلقك ابدا فالطبيعة وتعاملك معها امين بقدر ما تتعامل بها من حذر وحيطة ولكن الخطر الكبير هو من اولئك التعساء والفقراء المعدمين والذين غزو هذه المنطقة بعد أن ملأوا البرازيل بقاذوراتهم ولبسهم القذر وهم يحتسون الخمرة بعد شرائها من أموال مايسرقون وما يتعرضون للسياح وبقية الشعب وهم على أشكال وأصناف منهم المبتذل وقد جعل الشارع له ملاذا ومنهم من الشباب الذي اتخذ الدنيا لعبا ولهوا ومنهم من لم نراه وان شاء الله لايراه أي مسلم تلك العصابات التي تمتهن السرقة المسلحة ويقابلها ضعف أمني وفساد في سلك الشرطة ومتمثل بالرشاوي وغيرها ولكن ولله الحمد لم يكن لي مع أي واحد مما ذكرت موقف وهذا بحفظ الله ورعايته وثم بفضل الأذكار التي حرصت على أن اذكرها صباح مساء ولله الحمد والمنة ودعاء الوالدين أيضا ودعاء من الأخوة الذين اتراسل معهم طيلة الرحلة بواسطة الواتساب أو البرامج الأجتماعية التي لم تقطعني مع أي مجموعة سواء الأهل أو الأصدقاء وأخص بالذكر من الأصدقاء مجموعة الرحالة العرب والأخ الحبيب صالح الهدلق (الباخص) أو مجموعة اصدقاء زاد المسافر مع الأخ سعد الصعب ومجموعة الكشاته الذين هم أيضا في سفرات خارج المملكة منهم في الهند عفان البحر ومنهم في اوربا الاخوة نايف الشدي وأحمد وعبدالرزاق البلالي ومنهم في جنوب المملكة محمد الحماد ولله الحمد كانت التقنية الحديثة وأجهزة الأيفون والجالكسي بالخصوص مرافقا ممتعا ودليلا صادقا لكل اتجاه وواصلا امينا لكل من أعرف وكانت المراسلات بالصور الحية المباشرة من الموقع .
ومن هنا نختم زيارتنا لمنطقة الامازون والتي ظلت ردحا من الزمن في مخيلتي وها انا أقتحمها بعدستي وأكتب عنها بشيء من الوصف ، أرجو أن أكون وفقت في نقل البعض من ميزات هذه المدينة وماحولها من طبيعة عجيبة غريبة مميزة والتي أرجو أن تكون نالت على إعجابكم ولي إن شاء الله تعالى لمحات اخرى عن سفراتي أضعها بينكم بين الحين والآخر لكي ننعم بدعواتكم وتقبلوا مني أجمل التحايا والسلام .
وائل عبد العزيز الدغفق -رحال الخبر
رمضان 1433هـ 2012م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق