الاثنين، 13 أغسطس 2012

رحلة الأمازون الجزء الرابع-رحال الخبر

رحلة الأمازون الجزء الرابع




وهنا في غابات الامازون الملايين من النباتات التي لها إستخدامات متنوعة ومنها الاكبر فائدة وهي الطبية ومنها شجرة الكينيا(Cinchona) وشجرة التيمبو والتكوما وهي تستخدم عصارتها لأستخراج مادة الكينين لعلاج أمراض الملاريا وإضطراب القلب

وتوغل أكثر في دروب أهل المنطقة الأصليين

هنا ينقطع كل شيء من إتصالنا بالعالم البشري

رحلة ممتعة لأننا مع الطبيعة فقط بدون أي تقنيات

جمال ولكن حذر من أن نمسك بثعبان نحسبه غصن

وعبور الجداول والأنهار بواسطة جذوع الأشجار المتساقطة

ولعل من حولنا العشرات من الثعابين والعناكب واسماك المفترسة ونحن لاندري

واستمرار بالمسير

ووقفة للراحة وغطس بالنهر البارد المنعش

حركة لأبعاد الأسماك لأسبح براحة (حينها لم أعرف بوجود اسماك البيرانا المتوحشة)

جسور متعددة لعبور الأنهار من بناء الطبيعة

والشمس لاتكاد تراها من كثافة الغطاء الشجري

وتتوالى المناظر

والسباحة تتكرر كلما أحسسنا بالتعب والإرهاق من التجول

والحمد لله أن أتخذنا مصلى فى مواقع عديدة بغابات الأمازون



المسير عبر جداول وأنهار كثيفة للمنطقة

غابات ومياه وكثافة بيئية غنية بكل شيء

أشجار المطاط:
يعتبر المطاط منشأه هنا وفي منطقة مدينة سانتاريم (Santarem)وهي تقع بين مدينتي مناوس(Manaus) وبليم(Blem) وقد كان السبب في نشر نبتة المطاط إلى دول أسيا هو أحد تجار المطاط الانجليز الذي سكن منطقة سانتاريم مع زوجته عام 1874م وأستطاع تهريب كمية من البذور في العصى الخشبية التي كان يستخدمها، وكانت ذلك الوقت تستخدم العصى كعلامة للتجار والنبلاء ، وبواسطة تفريغ العصى وتجويفها استطاع تعبئة بذور من نبتة المطاط لتجار ومزارعين في اسيا وانتشرت زراعتها في مستعمرات الأنجليز ذلك الوقت وهي الآن شجرة أقتصادية في كلا من ماليزيا وأندنوسيا وسيلان .
وتدعم حاليا البرازيل 63000 أسرة بالامازون لمزاولة إستخراج المطاط من لحاء الشجر بالطرق التقليدية وبواسطة هذا المشروع يستخرج ماكميته 5000طن سنويا من المطاط وهو مايعادل مانسبته 1.4% من إنتاج العالم من المطاط الطبيعي.

وأشجار ضخمة وأخرى سامقة للأعالي وبينهم ملايين النباتات المتنوعة

هنا تنبت وهناك تموت ويعلو بعضها فوق بعض في بيئة غريبة

يكفي أن ترى جذورها لتعرف مدى الصراع من أجل المكان.

أسير على نباتات وجذورها المتصارعة وقد أصبحت أرضاً للغابة

طبيعة جميلة مع مايخالطها من مفترسات لاترى والله خيرٌ حافظا

سبحان مبدع الأكوان وشتان بين الصحاري وهذه الأحراش

غابة تستحق التوقف في كل وقت لتصوير غرائبها وجمالها .

ومرشدي يسير أمامي ليرشدني للطريق ويحذرني من المفاجآت



أشجار معمّرة وأخرى متطفلة تتسلق بعضها البعض

وهنا رأيت شجرة وثمار الأساي الشهيرة والغنية بالفوائد

ثمرة الاساي وشجرتها:
تنمو نخلة الأساي على طول ضفتي نهر الأمازون ويطلق عليها سكان الأمازون اسم شجرة الحياة وتثمر مرتين في كل عام (يونيو، نوفمبر). تم اكتشافها عام 1700 م وعرفت وبدأت بالاشتهار والانتشار حول العالم في أواخر التسعينيات وتنمو فاكهة الأساي بالقرب من أعلى النخلة مثل باقي النخيل كالتمر وجوز الهند كما رأيتها وأخذت لها صورة في اللقطة الماضية وتعتبر وجبة مشهورة هنا وسبق لي أن تكلمت عنها .

بعض من ضخامة الاشجار شجر البندق الامازوني

أشجار البندق البرازيلي الضخم(Nut)
من أضخم أشجار الامازون شجرة البندق البرازيلي وأكبر أشجار الغابات الإستوائية فيصل إرتفاعها نحو40 متراً وعرض الساق كما تشاهدون بالصورة أعلاه من متر إى مترين عرضاً وهي من الأشجار المعمرة فيصل عمر بعضها إلى خمس مائة عام، وأما الغريب فيها فهو الثمار العملاقة لثمرة البندق إذ يصل حجمها حجم جوز الهند وليس كالبندق المعروف الصغير ، وأما فوائد الثمار فهي كثيرة منها الفيتامينات المستخلصة ونسبة عالية أيضا من مادة السيلينيوم وهي تستعمل لعلاج سرطان الثدي والبروستاتا ،

ثمرة البندق وداخلها الثمار







ويستخرج أيضا من ثمرة البندق كريمات تجميلية عديدة، كما ان الثمار تستعمل في تحضير العديد من المواد الغذائية هنا بالأمازون

والثمرة قاسية جداً محاطة بقشرة من الخشب القوي وهي تهوي بعد نضوجها من أرتفاع عالي وبوزنها الذي يصل من كيلوغرام لثلاث لتصبح قذيفة قاتلة لمن تحتها، وحجم ثمرتها الكبير ينتج في داخلها من 10 إلى 21 فص من البندق المتجمع وكأنه بلوح البرتقال مصفوفة جنباً إلى جنب
والشجرة الواحدة تنتج سنوياً 250 رطل من البندق


والماء في كل مكان

فواكه الأمازون:
من العجيب أن الامازون تعد من أغنى مناطق العالم كافة في الكثافة النباتية وهي واحدة من اغناها وفرة للغذاء سواء لسكانها أو لسكان العالم بما تصدره من منتوجات ضخمة كالمطاط والكاسافا والآساي وغيرها ومن الفواكه التي يتعدد تنوعها هنا إلى ثلاثة آلاف نوع من الفاكهة ويستعمل منها ويؤكل ويتواجد بالاسواق البرازيلية مئتان فقط منها ويصدر للعالم ثمان وأربعون فقط منها الموز والانناس والأساي وجوز الهند وهناك فاكهة تعتبر الأغنى بالعالم من ناحية وفرة فيتامين سي فيها، لذا فهي تصدر لأمريكا مباشرة وتحتكرها لأستخراج الكنز المتواجد فيها لوضعه بحبوب وتصديره للعالم وأسم الفاكهة (كامو كامو) .

جذع أحد النباتات يستعمل لشرب الماء بعد قطعه لنقاوة الماء داخله


الوجبة الرئيسية بالبرازيل من نبات الكاسافا أو المانيوك -Manioc
تشبه البطاطس وتحتوي على نشويات وتعتبر المادة الغذائية الاشهر لدى البرازيليون عموما ، وهو نبات مستخرج من جذور الكاسافا وله قشرة سميكة تقارب المليمتر تزال ويطحن لب الثمرة وبعضها يخمّر وهي غنية بالكربوهيدرات وتعتبر ثالث نبتة بالعالم من حيث كمية الكربوهيدرات والوفرة الغذائية لسكان العالم وتكثر بافريقيا وتزرع بأسيا على طول المنطقة الإستوائية وهنا بالبرازيل أيضا ً.

هكذا تنمو جذور الكاسافا على قاعدة النبات .

ونبتة الكاسافا ليست طويلة الحجم وتستزرع بواسطة الشعوب الأمازونية بكثرة حول مناطق سكناهم كما رأيت ولوجود التربة الخصبة والمياه المتوفرة فهي لاتحتاج لعناية تذكر وتعتبر المورد الرئيسي كما قلنا للغذاء لأحتوائها مادة النشويات .



جذور الكاسافا بقشرتها البنية

طريقة مقززة لتحضير الطعام :
من المعروف أن لكل شعوب العالم طريقته في إعداد الطعام ولكن ليس كما رأيت من معالجة هذه النبتة لدى السكان الأصليين بالطريقة المقززة وربما أنهم هكذا فهموا الطريقة البدائية لطبخها وأعذروني لذكرها فمن باب العلم بالشيء.
يأتون بثمرة الكاسافا ويقومون بتقشيرها أولا وعلى أوراق الموز وتوضع بعد سلقها قليلا بالماء المغلي ، ثم تجتمع النسوة لتفرك الجذور بعد إستخراجها من الماء بأيديهن وعلى ورق الموز ، وثم يأتي الدور المقزز وهو أن تضع كل إمرأة كمية من تلك الجذور بفمها وتمضغها مضغاً يخالط لعابها وثم تفرغ الجميع على الكمية المتواجدة على ورق الموز وهكذا تتوالى العملية لكل النسوة بطريقة مقززة وبشعة لا أدري من أين تعلموها ؟
وربما لمادة اللعاب أثر في نضجها والله اعلم ولو انها طريقة لم ارى مثلها إلا لدى الحيوانات المجترة.

أحد الكهوف بالمنطقة

وصولي لكهوف متنوعة الاحجام .

دخولنا أحد الكهوف وخروجنا من جهة أخرى:
في منطقة الكهوف في التلال والبحيرات وفي مسيرنا خلال اليوم الاول وجدنا أحد الكهوف الكبيرة والمتسعة ، فقد كان مدخل الكهف يرتفع لعلو سبعة أمتار وعرض ثمانية أمتار تقريبا وهو متكون من جريان المياه من الجهة الاخرى التي سنسير أليها عبر هذا الكهف الضخم ، ومازال جريان الماء ولو أنه قليل وبسيط ولو كان أكبر من ذلك لما أستطعنا الدخول البتة.
كان أول الولوج أليه أن سرنا مسافة عشرة أمتار وعندها تفرع لفرعين كبير وصغير ووجهتنا للكبير ولكنني وجدت الصغير به حركة من طيور الخفافيش مما استدعاني للدخول لتصويرها .

كهوف تكوّنت بجريان المياه المستمرة.

ووجدت في الفوهة الاصغر ضالتي ، بعض الخفافيش الصغيرة الحجم وهي متعلقة في قمة الكهف ولم أستطع النظر اليها لشدة الضلام ولكن كان فلاش الكاميرا مباغتاً لها بحيث استطعت أن أصطادها فوراً وقبل أن تجفل وتهرب .

تجاويف متعددة ومتاهات داخل هذه الكهوف.

ظلام دامس وتجاويف عجيبة.

وكانت الممرات الداخلية للكهف ملئى بالمياه الجارية وتعرجات وأنحنائات كثيرة صنعت بفعل المياه التي تأتي من موسم الفيضان وشدة الامطار فشكلت هذه الكهوف التي تعتبر ملاذا لولا الخوف من سيل عارم يزيل كل من بداخل الكهف .
وأستمر مسيرنا نحو الساعة إلا قليلا لنجد ضوء في ناحة أخرى من الكهف وهي ليست الوحيدة فتفرعات تلك الكهوف وتعددها يجعل الجديد عليها في متاهة لايجد لها مخرجاً ، لكن لوجود المرشد العارف بطرقها ومساراتها أختصر علينا الكثير ولله الحمد .

كهوف تمتد لمئات الامتار لتخرج من جهة أخرى.

ولعل من الغرابة وجود الرمال الحمراء المنحوتة من الحتّ في تجاويف الكهف ولا أدري ماهو نوع التربة الحمراء الغريبة وكأنها دماء انتشرت في الارض بشكل كثيف.

مخرج بعد مسير نصف ساعة في ظلام حالك وبمساعدة الأنوار

دخول أحد التجاويف

صور للخفافيش صغيرة الحجم تعيش هنا(متعلقة في سقف الكهف)

والهواء داخل الكهوف منعش نتيجة التيار بين الفتحات

في الداخل غرف وصالات وسكون قاتل

ولا انسى أن أذكر في مسيرنا خلال التعرجات داخل تلك الكهوف المتسعة كانت تلاقينا بين فترة وأخرى فتحات تهوية ومناور وسط الكهف وربما هي خفس نتيجة تآكل التربة وجعلت للكهف مداخل سطحية غير التي دخلنا منها وهي على مستوى الارض .

تجاويف ذات فتحات تنير الكهوف (منور طبيعي)

بعض المخارج يكشف عن أمكنة بديعة والأخرى عن هوة وجورف خطرة

وتستمر التشكيلات البديعة للكهوف بألوان حمراء وبيضاء .

في أحد مخارج الكهوف بعد جولة أستمرت ساعة تقريبا.

صور للذكرى


وخروجنا من المنطقة للإتجاه نحو الحياة المزعجة

من شدة الرطوبة بالغابة ينبت الفطر بكل مكان


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق