السبت، 15 يناير 2022

ما يعجبك من الشاي ليس بالضرورة يكون الأجود والعكس صحيح


الشاي كيف
نعم والكيف لايحدده كم ولا وقت ولاطريقة بل مزاجك هو من يحكم… 

فلكل له وزنيته ولايدعي أحد أن وزنيّته وطريقته هي الأفضل.... 
بالطبع هي افضل له ولِكَيْفِهِ ولِذَوْقِهِ وليست بالضرورة أفضل لغيره.. 
وينعكس أيضا ذلك الكَيّْفْ على ماتعوده الكيِّيِّف(شارب الشاي) ومن ما تعوده من نوع ورق الشاي والذي تعود تناوله سواء من النوع السيلاني او الهندي أو الكيني.. 
 وليس هذا فقط بل نوعية وجودة الشاي من الدولة السيلانية ، مثل إنتاج مزارع ديلما للشاي أو مزارع نوراليا أو غيرها… 
ولاشك أن لكل مزرعة تتغيّر نكهة الشاي فيها نسبة للتربة والأرض والاعتناء بالنبتة..
بل حتى المزرعة نفسها لديها قطفة الصباح وقطفة المساء وقطفة الربيع وقطفة الخريف.. 
وهو فيه مافيه من نكهات تتنوع وتختلف.. 
كل ماذكرته آنفا له علاقة بكيف شارب الشاي وتعوده ..
ثم بعد كل ذلك يأتي دور طريقة التحضير… 

طريقة تحضير الشاي المثلى: 
 وهي الطريقة التي تستند لنفس ماتم ذكره من ما تعوّدها كل شارب للشاي ، ولكن الأساسيات لها تتبع ثلاثاً… 
أولا : نوع الماء المستخدم… 
 وأن لاتزيد ملوحته عن نسبة 200 ضمن مقياس ملوحة المياه المعدة للشرب وكل مانقص الرقم كل ماجاد التحضير وطاب الطعم.. 
ثانياً:  نوع الورق… 
بأن يكون كاملا يحمل النخب التالية (ليست نخب جودة بل نوع الورق) وهي : 
نخب برمزOP1 وهو الورقتين دون الذهبية الغير متفتحة على أن تخمّر وتكون سوداء وليست خضراء كورق شاي الاولونج او ورق الشاي الاخضر او ورق الشاي الأبيض… 
وتكون مقطوفة بعناية ويدويا وبدرجة رطوبة وقت التنشيف لاتزيد ولاتقل عن60% ..
وقد تكون FOP وهي نخب أفضل لإحتواء القطف لثلاث ورقات الذهبية والتي لم تفتح مع الورقتين الغضّتين التي اسفل منها … 
وهناك نخب مكسورة تحمل النخب BOP وبعضها أجود بوجود حرف F لتكون FBOP وتعني انها تحمل ثلاث اوراق العلوية مع الورقة الذهبية وهو يزيدها قيمة… 
وعدم وجود الشوائب كان تحمل الرمز نخب POD وحرف D يعني غبار اوراق الشاي ..

وهنا نرى كل ماصغرت الورقة المقطوفة من شجرة كاميليا سنينس للشاي حتما ستكون أجود من الأكبر منها.. 

هذا كله لانواع اوراق الشاي الاجود عالميا… 
ومع أن هذه الأنواع لاتتعلق بجودة الشاي بل بنوع الورق وحصوله على قمم اوراق شجرة الشاي الثلاث العلوية مع بعض الورق الذهبي الغير متفتح أو مع الورقتين ( الاثنتين فقط دون الذهبية) ..
اما الجودة فهي تكمن بالكيف الذي تعوّدت عليه بنوع الورق والماء والطريقة لإعداده.. 
وهنا تقسيم اوراق الشاي تبعا لكمالها ونوعيتها 

درجات ورقة الشاي الكاملة


ثالثاً: وقت التخمير بعد وضع الماء المغلي عليه وهنا يختلف كل صاحب كيف بطريقته ويسعد بها ولامشاحة في ذلك فالمرجع هو وصول التخدير لدرحة تصل لكيف من يعدّ الشاي.. 
لذلك هذه من الاساسيات لكن تختلف بجزئية الوقت للتخدير بعد وضع الماء المغلي… 
مابعد الأساسيات
ومابعد الاساسيات أولا وثانيا وثالثاً ياتي دور الجو المحيط والادوات المستخدمة لإعداده ..

فهو بلاشك يضفي للشاي نكهة أخرى وذوقا يتنوع بتنوع الوقت والمكان والمزاج ونوع النار كهرباء او فحم أو حطب او غاز… 
وكذلك شربه في استكانة او بيالة الشاي او كأس زجاجي كبير او كاس ورقي .. 
فمن يحتسي استكانه من الزجاج المخصّر كما تعوده سيتغيّر عليه الذوق وبلاشك في ذلك إن شربه في كأس ورقي لأن الذوق والمزاج قد تعوّد نكهة الشاي بتلك الإستكانة والبيالة… 
والوقت كذلك فمن تعوّد شربه ليضفي له نكهة ومزاج رايق في كل عصرية من الوقت المخصص ، فلن يجدها في ما إن شربها في منتصف الليل مثلا… 
ومن تعوّد تخدير الشاي بالحطب فلن يجد نفس الذوق والنكهة في إعداده بالفحم او بالغاز… 
فللكيف مزاج كما للذوق عادة وايضا للطعم مكان وزمان لشرب الشاي… 
وبالنهاية مايعجبك عادة ليس بالضرورة يكون الأجود… 
الجودة خاصة بك وبمزاجك… 
لكن مع الإلتزام باولاً الماء وثانيا نوع الورق وثالثا طريقة الاعداد ، ثم حينها نحكم بما يصل لذائقتنا مع عدم نسيان الزمان والمكان والأداة لشربه والمزاج حين تشربه ..
هذا ماتوصلت اليه بعد سنوات من فهم الشاي ونكهته وذوقه.. 
أخوكم الرحال وائل الدغفق
صاحب متحف الشاي بالخبر

اتاني سؤال من احد المتابعين وخو محمد الجويسم مفاده 
وبعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 
يقول :أنا مهتم بشأن الشاي قليلاً، لذلك لفت انتباهي مقالكم الجميل عنه.
و أريد - بعد إذنك - أن أستوضح معلومة قديمة حول الشاي بأنه في أول الأمر كان علاجاً نادراً في الكويت
اجبت : صحيح، وذلك لندرته… 
وكان قد استعمل بالعراق قبل الكويت واستعمل في عدن ايضا قبل الجزيرة العربية.. 
ودخل الشاي الكويت كمشروب عام1860م ..
وتابع استفساره قائلا: 
تسلم أستاذنا وفي رأيك..
 هل نوعية الشاي حينها كما هو منتشر هنا أم نوع خاص؟
أجبت بالتالي: 
نعم اخي الفاضل لم تكن الجودة حينها مثل الآن ..
بل كان الورق لشجرة الشاي يجمع كلّه ويقطف ويباع.. 
ولكننا في زمن الكماليات والترف والراحة وشيوع الماركات ، لذا كان للشاي انواعا نسبة للأرض والتربة ونسبة للصناعة وجودتها وان كان سابقا أجود انتاجاً بسبب عدم الغش فيه.. 
لكن الآن وبعد زراعته في غير مصدره الاول (الصين) ، ثم وبعد سرقة بريطانيا الشتلات من الصين عام1840م عبر عالم النبات الايرلندي روبرت فوتشون وزراعتها بجبال آسام بالهند ثم انتقلت الى سيرلنكا ، ثم توالت زراعته في كل مستعمراتها كأندونوسيا وموريشيوس وكينيا واوغندا وغيرها من الدول التي تحكمت بريطانيا فيها، فقد اختلف طعم ونكهة ورق الشاي نتيجة اختلاف الأرض، والمكان وهذا بالتأكيد ينعكس على الناتج… 
ومثاله كما أن لتمر الخلاص الأحسائي لايشابه البتّة خلاص القصيم مع انه من شجرة واحدة لكن أختلفت الأرض والماء المسقي… 
وكذلك الشاي وهو أكثر حساسية للتغير. 
ثم طلب مني استفسار أخير بقوله: 
ما أجود الأنواع حالياً في السوق؟
وش " تنصح به "… 
اجبته : هكذا سنرجع لمقالي ..
ما يعجبك من الشاي ليس بالضرورة يكون الأجود والعكس صحيح… 
ولهذا كتبت ماكتبت لهذا السؤال الذي دائما أُسأل فيه.. 
لكن مع ذلك هناك أوراق للشاي معتبرة وشركاتها محترمة  مثل شاي توينينجز وتيتلي الانجليزيتان وشاي الوزة الكويتي وربيع لباعشن من جدّة خاصّة اذا كان ورقهم يحمل نخب OP1..
وهناك كذلك الشاي الاذري الأصلي زراعة اذربيحان بمقاطعة لنكران وليس تعبئة سيرلنكا.. 
وايضا شاي ريزة التركي النخب الاول.
وسأضع بعض من صور تلك المنتجات.. 


شاي تونينجز الانجليزي واسفل تتلي ايصا انجليزي

شاي اذري

شاي حافظ مصطفى التركي

ماهو أفضل نوع شاي..؟؟

سؤال يسألني الكثير عنه.. 

وفيه نوع من الاحراج يتعلق بالدعاية لما اذكره.. 
والسؤال هو ما أفضل شاي أعجبك كونك صاحب متحف للشاي.. 

وحينها اتحرّج من قول وذكر نوع من الشواهي ..
لا لعدم علم ولا لقلة خبرة في هذا المجال الا لكون الشاي كيف وذوق ونكهة.. 
وهو ليس من المشروبات المغذية التي يعتمد عليها الجسم وبالأخير هي كماليات لا اولويات.. 
ويحدد جودتها الكيف الذي اعتادها شارب الشاي.. 
لذلك وحسب خبرتي في الشاي فأجيب لمن سألني عن أجود أنواع الشاي التي جربتها بقولي: 
أولا الشاي كيف ومزاج وبالتالي فليس مايعجني يعجب غيري ، وليس مالدى غيري سيئ بالضرورة بل هو لم يصل لذائقتي التي تعودت عليها.. 
وبالتالي فالشاي الجيد انما يرجع لأربعة قواعد… 
وتلك الأربعة تحدد مزاجك وكيفك الذي يصبح فيه ذلك الشاي الأجود والأفضل ..
فما هي تلك الأربعة قواعد والتي تحصّلت عليها في متحف الشاي عندي ، وكانت نتيجة بحث عن جودة الشاي ولمن يسأل ويبحث عنها.. 
نقول وبحمد الله أنها قواعد أربعة نذكرها بالتسلسل لأهمية  كل واحدة بالأولوية وهي..
 
أولا: 
 جودة ونوعية الورق للشاي ومن مصدر تعودنا عليه واصبح هو من يملك احاسيس الذوق الرفيع التي لانستبدله بغيره.. 
فمنّا من تعود على نوعية الشاي السيلاني ومنعم الهندي ومنهم الكيني والأذري ومنهم من يفضّل تقسيمات أدق بحيث ان السيلاني من مزارع نوراليا هي الأفضل لديه ومنهم من يزيد في التعمّق بحيث قمم اوراق شجر الشاي في قمم المرتفعات أفضل لديه من باسفل السفوح نظرا لثقل طعمها وتعوده عليها .. 

ثانيا: 
 نوعية الماء المستعمل في الشاي ، ونعلم أن الماء فيه أملاح متنوعة ودرجات بين المائتان والثمان مائة درجة لملوحتها وكل درجة ونوع الأملاح يعطي طعوم مختلفة فما تعودته من ينابيع معينة فهي تعطي نكهات متنوعة بتنوعها ومصادرها وأملاحها ودرجاتها الملحية او نقاوتها.. 
فلكل منا ذوق في ذلك فأنظر لنفسك ماتتذوقه وتسطيبه ..

ثالثا:  
المكان لتناول الشاي ..
وهي لاشك لها تأثير بماحولك فليس الشاي الذي شربته تحت ظل شجرة في ارض فلاة وحولك العشب وروائح شذية من حولك كما تتناول الشاي في غرفة مصمته لا منظر فيها ولا معنى.. 
فالمكان يؤثر على ذوقك واستطعامك لكأس الشاي الذي ترتشفه وبلا شك في ذلك وانظر لنفسك في ما تناولته بتنوع المكان ولنفس النوع الذي شربته ستجد أن الكيف لديك اختلف.. 

رابعا:  
الزمان وهو زمن شربك للشاي فحتما ستجد أن لزمن شربك للشاي تغييرا لطعمه وكيفه وذوقه.. 
فمثلا لو ارتشفت شاي بالصباح فهل سيكون نفس شربه وقت الظهر او ان شربته في منتصف الليل والفلرق بينه وبين شربه عصرا كمثال.. 
ستجد ان لزمان شرب الشي واختلاف وقته اختلافا متزامنا في طعمه وذوقه ..

ومن تلك القواعد الاربعة التي عرفتها حتما ستكون متأثرا بها وجرّب فستعرف كم هي حقيقة في علاقتها بتغيّر كيفك لشرب الشاي لتغيّر تلك القواعد الاربعة ..
(الورق ونوعه ، والماء ونقاوته ، ومكان شربه ، وزمان ارتشافه )
ارجو ان أكون أضفت لمعلوماتكم شيئا جميلا في وصول ذائقتك للأعلى ولسمو الطعم في فمك وبلوغك الكيف الذي تبحث عنه ..

تحياتي رحال الخبر وائل الدغفق… 

هذا والله الموفق ..

#الرحال_وائل_الدغفق 
#متحف_الشاي 
#رحال_الخبر 
#رودRK 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق