بحث وتحقق الرحال وائل الدغفق.
بعد زيارتي لكيرلا مؤخرا في شهر ابريل 2019 الموافق لشهر رجب 1440هـ وقرائتي لتاريخ المنطقة من حيث بداية دخول الإسلام اليها بداية وحصول عدم فهم في ذلك لصعوبة النقل بين كتب المؤرخين الهنود والعرب ووجود أسمين لمؤسس الدعوة (مالك بن دينار ) احدهم توفى في عام135 للهجرة والآخر قبله وهو مجال حديثنا هنا.
بعد زيارتي لكيرلا مؤخرا في شهر ابريل 2019 الموافق لشهر رجب 1440هـ وقرائتي لتاريخ المنطقة من حيث بداية دخول الإسلام اليها بداية وحصول عدم فهم في ذلك لصعوبة النقل بين كتب المؤرخين الهنود والعرب ووجود أسمين لمؤسس الدعوة (مالك بن دينار ) احدهم توفى في عام135 للهجرة والآخر قبله وهو مجال حديثنا هنا.
لذلك كان هذا البحث المختصر حول قصة اول مسجد وأول سلطان هندوكي يسلم بدين محمد صلى الله عليه وسلم…
فإلى التحقيق…
إن من عجيب منطقة مليبار وشيئ من تاريخها الغريب أنها حملت دعوة الديانات السماوية الثلاث من اليهودية منذ بدايتها ومن النصرانية على يد أحد حواري سيدنا المسيح عيسى عليه السلام..
وكان يدعي توماشليها .
وعلى يد ذلك الحواري بدأ دعوته للمسيحية ومن هناك انتشرت دعوة المسيحية قبل ان يأتي الاسلام.
وكان يدعي توماشليها .
وعلى يد ذلك الحواري بدأ دعوته للمسيحية ومن هناك انتشرت دعوة المسيحية قبل ان يأتي الاسلام.
وكان هذا في مدينة شمال كوتشن الحالية تدعى (بالايور ) وهي منطقة ماليبار قديما أو كيرلا الحديثة والتي تغير اسمها من الأسم الأصل خير الله الاسلامية.
كما يوجد هناك كنيسة تم تجديدها ويوجد قبر الحواري (توماشليها) في تلك الكنيسة منذ ذلك الزمن.
متى دخلت الهند للإسلام
يذكر المؤرخ الهندي (برزك بن شهريار) صاحب كتاب (عجائب الهند) والمؤرخ الهندي (أكبرشاه )
أن أول دخول الهند للإسلام كان منذ بداية دعوة النبي صلى الله عليه وسلم ومنذ حادثة إنشقاق القمر..
ويذكرون أن الهنود قد انتقلو عبر ملكهم المليباري بانا برومال بعد أن رأى إنشقاق القمر ذات ليلة ليندهش من تلك الصورة ، وظلت هذه المشاهدة من غير تفسير لديه حتى التقى بعرب تجار على الساحل وعرف ان ماحدث للقمر انما هو معجزة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم
ثم ذهب سرا مع وفدا ليلتقو بالنبي محمد لتلقي الرسالة.
لكن لصعوبة المسالك للمدينة المنورة فقد وصلو متأخرين بعد وفاة النبي وابوبكر ووصلو في عهد الخليفة عمر بن الخطاب…
وبعد اسلامهم رجعو للهند وبطريق العودة توفى حاكم مليبار في مدينة مكران الباكستانية التي كانت من أشهر المدن التاريخية في تلك الحقبة.
ورجع الوفد لمليبار حيث دخل الناس في الاسلام .
وقد كانت تلك البقعة تختلط بالتجار العرب حتى قبل الإسلام وسميت خير الله ونظرا لعدم نطق الهنود للعربية جيدا اصبحت تنطق كيرالا بدلا من خير الله .
وكان ملوك كليكوت من الهندوس يحترمون العرب لانهم اغدقو عليهم بالأموال من التجارة بل أن هناك بعض من الصحابة زاروها كالمغيرة بن شعبة ولكن ربما الدعوة الأكثر نفوذا كانت من قبل مالك ابن دينار وعلاقته اول مرة مع حاكم مليبار(شيرمان) والذي كان يحكم الساحل بطول800 كلم من جوا Goa الى الجنوب لرأس كماري kanyakumari…
[أول ملك يؤمن بدين الاسلام ]
يعتبر الملك المليباري (بانا برومال) هو الملك الأول الذي آمن بدين محمد صلى الله عليه وسلم , وبنفسه بعد حادثة إنشقاق القمر وقت ان طلب كفار قريش دليلا لرسالته.
وفي تلك اللحظة نفسها لأنشقاق القمر رآها الملك في ليلة واضحة البيان والتي ادهشته وكأنه يرى حلما حتى تأكد من حقيقتها ، فسجّل الملك المليباري (بانا برومال) تلك الحادثة لانشقاق القمر باليوم والوقت، وامر بالبحث عن سببها العجيب حتى عرف عن طريق التجار العرب الذين يأتون دائما لموانئ سيلان ومليبار والتي يطلق عليها (خير الله) وبعد التحريف لنطقها اضحت (كيرالا) .
ثم سافر خفية للمدينة والتقى بالنبي صلى الله عليه وسلم في بداية الدعوة…
واسلم ورجع الى بلاده مليبار ولكن مالبث أن اعتزل الناس وخرج من الحكم متجولا في ارض الله يتعبد الله لتختفي أخباره عن الناس ويحكم بعده غيره .
ومن شدة حب الناس له ولعدله اعتقد الهندوكيين أن سيطل عليهم في كل عام ليلة معينة ويسهرون فيها بإنتظار مقدمه.
واصبح ذلك اليوم عيدا لهم ينتظرونه ليقيم فيهم العدل والأمن كما كان في اثناء حكمه.
ثم توالت السنين وحكم بعده حكاما عدة حتى أتى الحاكم الخامس وهو شيرمال برومال من بعد الحاكم المسلم بانا برومال وهو من نفس الأسرة الحاكمة برومال لكنه ليس على الإسلام.
[الحاكم المليباري الذي التقى بمالك بن دينار ]
هنا النقطة الفارقة بين دخول الاسلام أول مرة وعلاقتها بانشقاق القمر وبين انتشار الإسلام عبر الحاكم الخامس بعد بانا وهو الحاكم (شيرمان برومال) …
وقصته تحمل كل غرائب الحكم والاسلام التي كانت للحاكم الأول (بانو) ..
واختصارها أن (شيرمان برومال) كان من الحكام الذين سمعو عن الدين الجديد الذي ظهر في مكة ، وفي وقته اراد معرفة ذلك عبر التجار اليهود والنصارى الذين قدمو اليه وأقتطع لهم مزارعا واراضي للتبادل التجاري معهم.
فاراد أن يسمع منهم عن هذا الدين الجديد لكن لم يسمع شيئا يريده بل كانت مغالطات نقلها اليهود والنصارى بعلم منهم كونهم يعادون الرسالة المحمدية.
فذهب للعرب التجار لأنهم أقرب للنبي ورسالته ، وحصل أن نزل بعض التجار ومنهم الشيخ (شهر الدين) في عاصمة ملك شيرمان وهي العاصمة (كودنغلور) .
وطلبهم الى قصره ليسمع منهم، فأخبروه عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم ورسالته وحادثة إنشقاق القمر كأدلة لبيان حقيقة دعوته.
ويذكر الشيخ إبراهيم في كتابه (كشف الأستار عن أطوار مليبار)
يقول فيه: أن الملك شيرمان لما سمع عن حادثة إنشقاق القمر أمر كتاب قصره بالتحقق عبر سجلات حكومته والتي يكتب فيها عن الحوادث الغريبة فوجدها قد كتبت في زمن الملك الخامس قبله وهو (بانا برمال) الذي شاهدها بعينه فما كان من الملك (شيرمان) الا أن آمن ودخل الإسلام بنطق الشهادة أمام الشيخ (شهر الدين) ليأمره بعد ذهابه الى سيلان بالعودة لمملكته ليذهبو سويا لأرض الرسالة…
[هجرة الملك شيرمان لعاصمة الاسلام]
حينما أسلم الملك شيرمان سرا وقد عزم ليهاجر لعاصمة الإسلام ترك الحكم بعد أن وزعه بلاده لـ12 ولاية وضع عليها نوابه وابناء عمومته واسرته .
وأشتهر من أولئك الحكام حاكم كليكوت وكان يسمى [السامودري] وتوطدت علاقته بالمسلمين وكوّن جيشا بحريا قويا أطلق عليه أسم [ميركان أو ميركار] ويعني أصحاب المراكب البحرية
وأقترب الوعد الذي وعده بالسفر بعد حضور الشيخ [شهر الدين] من سيلان وأكمل استعداده وطلب إبنه معه لكن الملكة زوجته أختلفت معه فأخذ ابن أخته [شري دوي ] الذي اوصى بها خيرا وأنطلق من مدينه [شاليم] المليبارية في حيلة أنه ذهب لينفق مع العرب ضد أحد خصومه الأقوياء.
وحينما ارتحل حاول بعض من شعبه الهندوس منعه لكنهم فشلو في ايجاده.
[وصل البصرة جنوب العراق]
ويقول السهروردي المؤرخ المدفون بالقرب من مسجد زين الدين الثاني في مدينة شونبال :
ان الملك شيرمان برمال خرج من مليبار عام 82 للهجرة…
وتسمى بـ [عبدالرحمن تاج الدين] .
وتعرف الملك شيرمان على تاجر كبير عرف عن الهند وتوطدت علاقته معه فاراد ذلك التاجر العربي أن يرجع مع الملك للدعوة في سبيل الله.
وكان هذا الشيخ التاجر [مالك بن دينار] الذي فتح الله على يديه الدعوة لدين الله في الهند.
وليس لهذا مالك بن دينار علاقة بـ مالك بن دينار المتصوف الزاهد التَّقيّ الذي عاش بعده بمائة عام.
وحدث أن صاهر مالك شيرمان وزوّجه اخته [رضيّة]…
وهذا السهروردي يختلف عن السهروردي الفيلسوف الذي قتل بالشام ولا السهروردي الصوفي..
مسار رحلة الملك تاج الدين شيرمان برمال وزوجه رضية أخت مالك بن دينار ومالك من البصرة الى شحر وصلالة الى ماليبار وعاصمتها كودنغلور تروشور
بداية فكرة الهجرة المعاكسة للدعوة في الهند
بعد التقاء الملك شيرمان [عبدالرحمن تاج الدين] ببعض الصحابة كـ [أنس بن مالك] وغيرهم تجهز بعد أن تخمّرت فكرة اسلام قومه وجهز نفسه وزوجته رضية وأخاها مالك واربعين من أهله منهم ابنه [حبيب بن مالك] و[مالك ابن حبيب] وهو ما يعرفون بالرواد الأوائل للدعاة في الهند.
وقبر حبيب بن مالك قد زرته وهو قرب مسجد شيرمان في كوتشن الحالية وهي نفسها عاصمة الملك شيرمان التي اسمها [كودنغلور] وقد زرت قصر الحاكم المتهدم والذي يقع في مدخل نهرب عبر ممر بحري ضيّق يعتبر الميناء الرئيسي للعاصمة وهي حاليا كوتشن القديمة.
[موت الملك [تاج الدين برمال-شيرمان- ملك مليبار]]
في رحلة العودة الى مليبار مع مالك بن دينار وفي شحر اليمنية ومينائها قرب الموت للملك شيرمان -عبدالرحمن تاج الدين برمال فأوصى بكتب لنوابه وابناء عمومته للدعاة الجدد ، وأمرهم بعدم الرجوع عن الهجرة للدعوة في مليبار…
ودفن في ظفار وتحديدا في صلالة وهي قريبة من الشحر…
ويعرف حتى اليوم قبره بأسم قبر السامودري والسامودري لقب استطاع حاكمه أن يكونه ليصبح اسما مرادفا لكل حكام مليبار واسم برومال
والسامودري هو حاكم كليكوت..
واكتشف قبر شيرمان اليمني حاكم ظفار [السيد علوي بن سهل الحسيني] وهو من أهل تريم شمال اب ، وقد جعله الخليفة العثماني عبدالحميد حاكما لظفار.
وتم نفيه الى مليبار لمدينة منفرم وتوفى فيها، بعد أن تأذى الإنجليز منه بعد حروبه معهم.
وقد بيّن أنه عرف قبر السامري في صلالة، والسامري هكذا يعرف تخفيفا من كلمة السامودري وهي الصفة التي تطلق لكل حكام مليبار من احفاد برومال…
[تحرك قافلة مالك بن دينار من ظفار الى مليبار]
بعد موت شيرمان تاج الدين في ظفار جلسو سنتين حتى اعدو العدة للتحرك في مركبين أحدهما توجه بقيادة مالك بن دينار لـ كودنغلور عاصمة تاج الدين شيرمان ومعه12 من أقربائه..
والأخر توجه لمدينة يطلق عليها معبر جنوب مليبار مقابلة لمضيق سيلان وهي معبر للعرب بين الهند وسيلان.
أما وقد مالك بن دينار فقد استقبلوا بحفاوة وخاصة ابن أخت الملك شيرمان مهابلي وتسمى بأسم محمد علي وقد اسلم وهو يحكم كنور احد مدن مليبار هو وسلالته وبقيت سلالتهم حتى اليوم رغم سلب البرتغاليين والانجليز كل حكمهم.
واختار مالك بن دينار عاصمة صديقه وصهره الملك تاج الدين شيرمان كدنغلور لتكون محل إقامته وهي الان تقع في مديرية ترشور وقد زرتها وزرت مسجدها العتيق وقصر الحاكم فيها لنجدد العهد بيننا وبين دعاتنا الأوائل .
ويذكر أن خلال زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز الهند قبل فترة وجيزة كان قد أهدي اليه نموذج مذهب لمسجد شيرمان الذي يعتبر المسجد النموذج لدخول الإسلام أول مرة للهند ورمزا من رموز الإسلام فيها
وهنا بالأسفل صورة الهدية التي أهداها رئيس الوزراء ناريندار مودي لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وهي مجسمًا مطليًّا بالذهب لمسجد شيرمان في كودنغلورفي كوتشن الحالية.
كما توجد صور قديمة للمسجد الجامع والتي أخذت له قبل نحو مائة عام وهومبني من الخشب
من صوري لداخل لمسجد
من هو مالك بن دينار
لعل مايسيئ فهم قصة مالك بن دينار انه يوجد اثنان وبينهما فرق كبير ..
فمالك الذي ليس له علاقة باسلام اهل مليبار هو مالك المتصوف الزاهد التقي الذي عاش بالقرن الثاني الهجري وتوفى بالبصرة عام 131هـ.
أما. مالك بن دينار صاحبنا فقد اتى هنا لمليبار مع أهله ،والتقى بأبناء عم الحاكم الذي لم يعيش ليكون معه وتوفي (شيرمان برمال) في صلالة بعد ان سمى نفسه (عبدالرحمن تاج الدين) ثم أكمل مالك بن دينار رحلته الى ماليبار .
وقبلها قد تزوج الملك المليباري شيرمان بأخت مالك (رضية) .
ثم انتقل للهند مع مالك بن دينار من البصرة ورفاقه الأربعون عام 85 للهجرة .
كما توجد صور قديمة للمسجد الجامع والتي أخذت له قبل نحو مائة عام وهومبني من الخشب
أما المسجد اليوم فهو مازال على حاله مع توسعة في جهته الغربية وبقاء المقبرة التي تقع شماله وقبر لحبيب بن مالك أبن التابعي مالك بن دينار علي جنوب المسجد خارج المسجد وليس داخله ، ولطن للأسف تم فتح باب من قبر حبيب بن مالك للمسجد مباشرة وحدث هذا في العصور المتأخرة ، نتيجة إعتقادات للتبرك ومايحصل فيها من بدع.
ومن الصور لخارج المسجد
مع إمام المسجد الحالي
من الكتابات الأثرية غير معلوم تاريخها بالعربية
هنا قبر حبيب بن مالك وهم يتبركون فيه هداهم الله
بركة الوضوء خارج المسجد
من هو مالك بن دينار
لعل مايسيئ فهم قصة مالك بن دينار انه يوجد اثنان وبينهما فرق كبير ..
فمالك الذي ليس له علاقة باسلام اهل مليبار هو مالك المتصوف الزاهد التقي الذي عاش بالقرن الثاني الهجري وتوفى بالبصرة عام 131هـ.
أما. مالك بن دينار صاحبنا فقد اتى هنا لمليبار مع أهله ،والتقى بأبناء عم الحاكم الذي لم يعيش ليكون معه وتوفي (شيرمان برمال) في صلالة بعد ان سمى نفسه (عبدالرحمن تاج الدين) ثم أكمل مالك بن دينار رحلته الى ماليبار .
وقبلها قد تزوج الملك المليباري شيرمان بأخت مالك (رضية) .
ثم انتقل للهند مع مالك بن دينار من البصرة ورفاقه الأربعون عام 85 للهجرة .
هذا وأرجو أن أكون وفقت في نقل القصة الحقيقية لأول اسلام وقصة اعجب من العجب نفسه لدخول الإسلام هنا لمنطقة لم تكن سهلة ولكن أمر الله اقوى سبحانه.
فما أخطأت فمن الشيطان وما أصبت فمن الله والله اعلم
اخوكم #الرحال_وائل_الدغفق
#رحال_الخبر1440هـ
اخي الفاضل ابو إبراهيم. لقد سنحت لي الفرصة زيارة قبر شيرمان في صلالة.
ردحذفماشاء الله أين هو بالضبط قبره بارك الله فيك
ردحذفاريد استفسار حول نسب الكوكني في الهند جزاكم الله خير
ردحذف