السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
✍️ خواطر يابانية بين التطور والانحطاط.
يكتبها الرحال وائل الدغفق بنقل وبتصرف من بعض من مذكرات د.صالح السامرائي رحمه الله.
بعد عودتي من اليابان، أستطيع القول إن زيارتي أتاحت لي تصورًا شاملاً عن واقع الإسلام والمساجد في اليابان، منذ التأسيس حتى يومنا هذا. وقد تركَّزت التحولات الكبرى في الفترة الذهبية بين عامي 1980 و2001، مع عدم إغفال البدايات العصيبة التي سبقت عام 1900، حين كانت بذور الإسلام الأولى تُغرس في أرض اليابان.
وسؤل الدكتور صالح السامرائي رحمه الله عن مصاعب الدعوة لليابانيين فقال: أعتقد أنَّ الشعبَ الياباني من أكثرُ الشعوب غير المسلمة تقبلاً للدعوةِ الإسلامية وللدين الإسلامي، فهم يعتزون بالقيمِ والأخلاق والتقاليد، ويتمسَّكون بها، فالياباني يقدرُ أخلاقَ وقيم الإسلام، ولديهم تعاليم أقرب إلى الإسلامِ؛ حيث العفة والطهارة واحترام الصغير للكبير، ولديهم مبادئ الفروسية، بل إنَّ طبقةَ المحاربين والمسيطرين التي تُحكمُ بمبادئ "البروشيدور" أقرب إلى تعاليمِ الإسلام.
الرمز الاسطوري الساموراي اليابانيومما عرفته من صفات الفارس الياباني (الساموراي) ومانقل الينا عبر قصص وخيالات الافلام التي تتحدث عنه ومن خلال قراءاتي عنه تبيّن لي انه كالفرسان العرب المتصفين بالنبل وقوة الشخصية وكنبلاء وفرسان اوربا ولعل أكثر مايتصفون به هو :
- أنه لا ينسى المعروف.
- ويبتعد عن الخمر والنساء وكثرة الأكل.
- كما يحترم الوالدَينِ وطاعتهما، وعدم إظهار أيِّ امتعاض مهما فعَلا له.
- والسامورائي يغسل يديه ورجليه ليلاً وصباحًا، وكذلك يأخذ حمامًا دافئًا، ويحب المحافظة على نظافة جسمه ومظهره.
- صرف النظر عما لا يَعنِيه، وعَدَم التَّحدُّث عنه أو فيه.
- الاهتمام بالتدريب العسكري.
- يَجِبُ عليه عمل الخير، وعمل ما هو مقبول، والابتعاد عن الخطأ والقبيح.
- يكون أمينًا: لا خوفًا من أن يُكتَشَفَ، ولا خَوفًا مِن النَّاس.
- عليه الاهتمام بالدرس والتحصيل، والاستفادة من كل أوقاته.
- العيش بعزة، وعدم إيذاء الآخرين، وعدم العيش عَالَةً عليهم.
- عدم اختيار أصدقاء السوء.
وربي انها صفات لايتصف بها انسان الا ويرى فيها تطابقا لقيم الاسلام ومبادئه وهي كفيلة بدخوله الاسلام طواعية.
البدايات:
ترابط عثماني ياباني
بدأت العلاقات بين اليابان والعالم الإسلامي في عصر "ميجي" (1868)، عندما نشأت روابط ودية بين الدولة العثمانية واليابان، وهما الدولتان الآسيويتان المستقلتان وسط ضغوط غربية. وكان من أبرز مظاهر هذه العلاقة بعثة السلطان عبد الحميد الثاني عام 1890 على متن الباخرة "آل طغرل"، التي تحطمت قرب أوساكا إثر إعصار، مما أدى إلى استشهاد أكثر من 550 فردًا. أثرت هذه الحادثة بعمق في كلا الطرفين، ودُفن الشهداء في الموقع الذي بات رمزًا للترابط بين الأمتين، حيث تُحيى ذكراهم كل خمس سنوات.
وفي عام 1891، اعتنق الصحفي الياباني "أوشاتارو نودا" الإسلام أثناء زيارته لإسطنبول، ليصبح أول مسلم ياباني تحت اسم "عبد الحليم نودا". تبعه "يامادا" الذي أطلق عليه السلطان اسم "عبد الخليل" في 1893، ثم "أحمد أريجا" الذي أسلم عام 1900 وعاد داعية للإسلام.
النمو الإسلامي المبكر
استقر تجار مسلمون من الهند في مدن يابانية مثل طوكيو ويوكوهاما وكوبي، ليشكّلوا أول جالية إسلامية في اليابان. وفي 1902، زار مبعوث السلطان عبد الحميد اليابان، وذُكر في الوثائق تخطيطه لإقامة مسجد في "يوكوهاما". وفي عام 1905، أُقيم أول مسجد في أوساكا لتلبية احتياجات الأسرى المسلمين الروس خلال الحرب الروسية اليابانية.
من المبادرات المبكرة إصدار "حسن هاتانو" مجلة Islam باليابانية والإنجليزية عام 1911، ثم مجلة "الأخوَّة الإسلاميَّة" عام 1918. وفي 1935، بُني أول مسجد دائم في اليابان في مدينة "كوبي" على يد تجار هنود. وقد صمد المسجد أمام قنابل الحرب العالمية الثانية وزلزال 1995، رغم هدم كنيسه بجوارة مرتين ، وليظل المسجد شاهدًا على التاريخ.
الإسلام في اليابان في النصف الأول من القرن العشرين:
برزت أسماء مثل "عبد الحي قربان علي"، زعيم التتار المسلمين، الذي قاد بناء مسجد طوكيو عام 1938 بمساعدة السلطات اليابانية.
وجلب مطابع للقرآن والكتب الاسلامية من قازان قبل الغزو الشيوعي لبلاده تترستان .
وقد حضر افتتاح المسجد المرحوم "حافظ وهبة" سفير المملكة لدى بريطانيا نيابة عن الملك عبد العزيز آل سعود.
1935 زار اليابان الدَّاعية العالم الهندي "علم الله صديقي"، وهو من أوائل الرحَّالة والدعاة العالميين الذين أنشؤوا المراكز، وزاروا أقطار الدنيا، وترك أثرًا في كل بلد،
وقد أسِّس في هذه الفترة مسجدُ "كوبي" من قِبل المسلمين الهنود.
كما بنى المسلمون التتار مسجدًا في مدينة "ناجويا" في الفترة نفسها.
في عام 1941، وصل مبعوث الأزهر الشيخ "عبدالله طوغاي"، لكنه عاد إلى مصر بعد ستة أشهر بسبب ظروف الحرب العالمية الثانية. كما قام اللبناني "محمد كامل طبارة" بفك رموز كتابات قبائل "العينو"، السكان الأصليين لليابان، التي عجز العلماء اليابانيون عن تفسيرها.
النصف الثاني من القرن العشرين:
مرحلة التوسع والتنظيم
في الخمسينيات، تأسست أول جمعية للمسلمين اليابانيين عام 1953، وشهدت تلك الفترة زيارات من جماعة الدعوة والتبليغ من باكستان، مما أدى إلى دخول أعداد كبيرة من اليابانيين في الإسلام. في عام 1965، تأسس المركز الإسلامي في اليابان بدعم كويتي وسعودي، واستمر في العمل رغم التحديات المالية مع بعض الدعم القطري .
عام 1975، زار الشيخ حسن آل الشيخ المركز الإسلامي وطالب بإنشاء معهد عربي إسلامي في طوكيو، ليتم تأسيسه لاحقًا بدعم من المملكة العربية السعودية، ممثلة في الملك فهد بن عبد العزيز. كما تبرع الملك خالد بن عبد العزيز بأرض لإنشاء مقر دائم للمركز.
بناء المساجد وتعزيز الوجود الإسلامي
من أبرز المساجد التي أُنشئت:
مسجد كوبي: بدعم من عائلة الدبس السورية.
مسجد ناغويا: أسسه التاجر الباكستاني عبد الوهاب قريشي.
مسجد طوكيو: بُني عام 2000 بتعاون تركي ياباني.
كما شهدت تلك الفترة إقامة فعاليات بارزة، مثل ندوة "العلاقات بين اليابان والعالم الإسلامي" عام 2000، والمخيمات الإسلامية السنوية، التي كان للأمير عبد العزيز بن فهد دور بارز في دعمها.
التحديات والإنجازات
واجه المسلمون تحديات كبيرة، أبرزها تكاليف الدفن الباهظة، التي تم حلها بشراء أرض لمقبرة إسلامية بتبرع من الملك فهد. كما أشرف المركز الإسلامي على أكبر بعثة حج لليابانيين، بتمويل ودعم سعودي.
لقد كان دور المملكة العربية السعودية أساسيًا في ترسيخ الوجود الإسلامي في اليابان، من خلال بناء المساجد وتنظيم الفعاليات، مما ساهم في نشر الإسلام وتعزيز حضوره في هذا البلد.
وعدد المسلمين اليابانيين يقارب المائة ألف ، والأجانب ثلاثمائة ألف ، وهذه أرقام تقديرية.
"اليابان بين التقدم التكنولوجي والانهيار الروحي: حقائق صادمة عن الحياة والانتحار في أرض الساموراي"
الحقيقة المرّة لليابان الظاهر الجنّة والباطن النار
✍️ الرحال وائل الدغفق طوكيو 1446هـ
بعد جولتي الأخيرة والثانية لليابان وبعد مقارمات وقراءات ومتابعة من بعض المغتربين المسلمين من الطلاب او العاملين هناك وجدت اسرارا عجيبة واكتشفت خواء كوكب اليابان الذي عرفناه بتطوره واعجازه الاقتصادي وقيم الساموراي الذي سمعنا به وشاهدناه في افلامهم ولكن وللأسف لم تكن كل تلك العظمة والانبهار الذي خالجتنا قبل السفر الا كونه وهم يكتنز همّا ويعيش وهما ويفتقر الهمّة للحياة…
جمعت من القصص المثيرة عن أشخاص عاشوا في اليابان وذلك بعد إنهاء دراستهم، ثم غادروها بلا رجعة -كما يقولون- رغم انبهارهم بها كبلد التقدم والحضارة قبل العيش فيها، وقرروا بعد انتهائهم عدم العودة إليها ، والأسباب كثيرة، نورد فيما يلي بعضا مما عايشناه وسمعناه هناك :
فالطبيعة والقيم لليابان وقبل التغيرات الحديثة الاجتماعية فيها بون كبير وشقّ اتسع على الراقع فكان ماكان وما يحدث اليوم في اليابان شيئا تتعجب منه ويكشف عن عن اعيننا تلك الانوار والتطور المزيف على واقعهم الاجتماعي تحديدا.
لاشك أن اليابان من الدول التي يمكن القول إن عظمة الخالق تتجلى في طبيعتها الجميلة وتاريخها الحضاري والمتمثل بقيم شعبها ، خاصة قبل انتشار التأثيرات والغزو الفكري الغربي واتساع هوّة الفراغ الروحي فيهم.
ومن الحقائق الراسخة ان القيم الحضارية اليابانية حتى القرن العشرين مستمدة من نموذج الساموراي والذي انتهى بعد الاستعمار الاوربي وحل محله ثقافة الأنمي بما تحمله من مسخ ثقافي شتت الأسرة وفرّق الجمع واصبحو بقيمهم كالعصاة الهشة والمهترئة وقد نخرتها العثّة ، بعد ان كانو كسيف "الكاتانا" في القوة والقيم والتقاليد - ويطلق على سيف الساموراي (الكاتانا - 刀 かたな) وهو مثال للقوة والعزيمة واخلاق حامل الكاتانا الساموراي - فهل لهم عودة..!
وإذا كان هذا هو أعلى مستوى من التقدم البشري وصله الياباني للأسف والذي أدى إلى انحدار اجتماعي بانتشار السلوكيات السلبية، كالحزن، والانتحار، وتضاعف الضغط النفسي، فليس هناك حل إلا العودة إلى شريعة الله ليعيشو كما كانو .
التقدم المادي مقابل الفراغ الروحي
رغم أن اليابان مثال للنظام، والترتيب، والتكنولوجيا، إلا أن حياتهم الاجتماعية ومشاعرهم تعاني فراغًا كبيرًا. هذا ما دفع الكثير منهم لليأس، بل والانتحار.
وعلى سبيل المثال الانتحار بالقطارات وهي ظاهرة شائعة لديهم، لسهولتها والموت سريعا ، وتوجد شركات للقطارات مثل JR وMonorail وSkyliner تتعامل مع قضايا الانتحار وتكاليف تنظيف المكان بعد الحادث بشكل مباشر وباهتمام بالغ اقتصاديا وليس لفقد النفوس التي تردّت على قطاراتهم.
فبعض الشركات حاولت حل المشكلة بوضع أبواب إلكترونية لمنع الانتحار والبعض غيّر المسارات والبعض قاضى عوائل المنتحر ليدفع تكاليف التنظيف بعد ان ينتثر جسده في سكك القطار فيعمدون لتعويض تكاليف النظافة بتلك المطالبات.
وربما نشاهد أن اعلى شريحه انتحار في اليابان لدى المتقاعدين لانهم وطوال عمرهم يتربون على العمل والشغف به.
فتعود ان تكون حياته الاجتماعية ودينه قائم على العمل ويعتقد انه لاحياة له بلا عمل .
لذلك المتقاعد وبعد سنوات من العمل المضني واذا ترك العمل فسيكتشف ان لا أسرة له، وان وجدت فهي مفككه لايسأل ابنائه عنه، فيقول في نفسه ليس لدي احد يسأل عني لا ذرية ولا اصدقاء فلما اعيش ولماذا ابقى متململا بلا هدف ولايوجد حولي من احادثه فيصاب بالفراغ والموت اجتماعيا ومن العمل ايضا فيتجه للانتحار كونه حلّا او يموت وحيدا يائسا من شدشة الضغط النفسي عليه.
ظاهرة "لونلي ديث" (Lonely Death)
ذكرنا ان من أكثر الفئات عرضة للانتحار هم المتقاعدون مع وجود الشباب اليائس والذي كثرت عليه الضغوط أو الفشل او الفراغ ولكن كبار السن والمتقاعدين أكثر كون الياباني يتربى ومنذ الصغر على أن حياته قائمة على العمل فقط بل يجعل محور حياته العمل العلاقات الاجتماعية والدين والحياة كلها تدور حول محور العمل، فإذا تقاعد وجد نفسه بلا أسرة أو أصدقاء او هدف يسعى لاجله، فيعيش بلا هدف. ويُطلق على هذه الظاهرة اسم "لونلي ديث" أي "الموت وحيدًا". كما يُستخدم مصطلح "كاروشي" (Karoshi) بمعنى "الموت من ضغط العمل"، وهو نتيجة للثقافة اليابانية التي تعتبر زيادة العمل معيار النجاح، مما يؤدي إلى ضغط نفسي هائل يؤدي للانتحار ، فالنظام الاجتماعي الياباني يقدّس العمل ويجعله الحياة نفسها وان تقاعد احدهم فكأنه خرج من الحياة لا أحد معه ولاهدف يراه فيعمد للانتحار كحل ونتيجة للتقاعد التي تحصّل عليه.
العزلة الاجتماعية والجريمة
وفق تقرير فرنسي، كبار السن في اليابان يرتكبون جرائم متعمدة لدخول السجن والحصول على الرعاية الصحية والنفقة.
ولا اظن ان الرعاية والنفقة هي همهم كون الدولة توفر لهم ذلك بعد التقاعد انما وما رأيته في المتقاعدين هو العزلة عن الناس وعدم سؤال ابنائهم عنهم فيتجه للسجن لوجود اقرانه يكمل معهم بقية حياته بدل التفرد والموت وحيدا.
وقد روى طالب عربي قصة مشابهة عندما صدمت عجوزًا بسيارة زميله، وبعد الاطمئنان عليها، بكت لأنها لأول مرة منذ سنوات يطرق بابها أحد.
الانتحار الجماعي والضغط المجتمعي
في تقرير على موقع Business Insider، اقترح بروفيسور ياباني على المتقاعدين الانتحار الجماعي لتخفيف الأعباء الاقتصادية. هذه الفكرة تعكس التفكير الجمعي المعروف بـ "Collectivism" أو العقلية الجمعية المطلقة، حيث يُعتبر الفرد بلا قيمة خارج المجموعة. يقابل هذا التفكير في الغرب "Individualism" أو الفردية المطلقة.
لذلك في اليابان لديهم (الكولكتفزم - Collectivism) وهي نظام الجماعة والعقلية الجمعية المطلقة وتعني (اذا انت وحدك فلا تساوي شيء وبلا قيمه وان مت فأنت مجرد رقم شُطِبَ من السجلات وقيمتك تكمن في المجموعه)..
لذلك يعظّم الياباني العمل كفريق ومن خلاله يستقي حياته ونظم عمله والفردية تعني له الاقصاء والموت.
ولديهم مثال حول هذه المنطقية وهي:
( المسمار البارز هو فقط من يتعرض للطرق)..
وهو اشارة للمتفرد وان لاتكن منفردا فسيتم ضربك كالمسمار المنفرد فتضرب لوحدك فكن مع القطيع لتتحملو الضرب جميعا..
تدهور العلاقات الاجتماعية
قرأت عن بعض الإحصائيات الاخلاقية في اليابان وهي خطيرة وتشير إلى أن اثنتين من كل سبع فتيات يابانيات انخرطن في تجارة الجنس، مما يُساهم بنسبة استقطاع 2% من الناتج القومي لتلك الممارسات.
رغم سنّ قوانين لمحاربة الظاهرة والظاهر لتفادي الخسارة الاقتصادية دون الاخلاقية، فعمدو لمنع صور الأطفال الإباحية (Pedophilia) في البقالات واستبدالها برسومات الأنمي، إلا أن ذلك زاد من الإثارة عبر الخيال المتمثل بالرسوم الاكثر اثارة عبر الخيال والتصور الاكثر جمالا للرسومات التي جمّلت الشكل والاختيار وزادته تشويقا أكثر من الصور الحقيقة..
وروى لي أحد المغتربين العرب المسلمين قصة في عمله حيث يرأسه مديره (اسوشيت بروفيسر) وزوجته النائبة له برتبة (اسيستنت بروفيسر)
فطرأت لذلك البروفيسور خيانة زوجته حيث التقى بموظفة من قسم زوجته وكأن الامر يعدو ذهابه لمساج وارتاح بعدها ولايعدو مافعله ذا بال كبير كالعادة عندهم وقد تتفهم بعض الزوجات لمثل هذه الأمور.
لكن زوجة هذا البروفيسور زعلت على غير العادة وكبّرت المسألة وصار زعل ووصلت الطلاق وتأثيرها على العمل كفريق، فما كان من المدير العام الا ان اجتمع معهم وامرهم بتسوية الامر وبلا طلاق لكي لايؤثر على العمل العام وامرهم بان يعيشو كما كانو لئلا يفسدو العمل الجماعي وكفريق واحد ، وفعلا هذا اللي صار وكأنهم روبوتات عمل قام المدير بعمل فورمات على تفكيرهم ورجعهم للأصل.
الإسلام كنموذج توازن
الحمد لله، الإسلام يُوازن بين الحقوق الفردية والجماعية، فيعطي كلًا منهما حقه. على عكس الثقافة اليابانية، التي ترى الفرد كرقم يُشطب عند وفاته، الإسلام يُكرم الفرد والجماعة معًا.
الفراغ الروحي كسبب رئيسي للانتحار
الانتحار باليابان يتصدر مع الدول الاسكندنافية كاكبر احصائيات للانتحار بالعالم.
فمن بين كل 100 شخص يقوم 15 منهم بالانتحار.
ولك ان تتخيل مثلا ولو سألت ياباني هل تعرف احدا من محيطك انتحر سيقول نعم ، بالمقابل في عالمنا الاسلامي لن تجد في الغالب بين المجتمع انه قد صادف في محيط اهله واصحابة منتحرا بل من اندر ماستسمع مثل ذلك والحمدلله على نعمة الاسلام والايمان والطمأنينة التي انعمها الله علينا.
وقد سالت احد اليابانيين وقد انعم الله عليه بالاسلام وتزوج مسلمه وسالته لماذا يقدم اليابانيين على الانتحار ، فرد علي وفاجأني عن أسباب الانتحار، فقال: "بسبب الفراغ في حياتنا، فراغ روحي وانعدام السبب في العيش." هذه الكلمات تلخص مأساة المجتمعات التي تفتقر إلى الإيمان والهدف.
الحمد لله على نعمة الإسلام، الذي يمنح الطمأنينة والمعنى للحياة، ويحمي مجتمعاتنا من هذه المآسي المنتشرة في العديد من الدول المتقدمة ماديًا لكنها مفككة روحيًا.
بيئة العمل وطريقة التفكير ومؤشر الابتكار باليابان
اليابان، التي تُعرف بأنها "كوكب اليابان" بسبب تميزها التكنولوجي، قد تكون صادمة للبعض عندما يعلمون أنها تحتل المرتبة 13 عالميًا في مؤشر الابتكار العالمي (Global Innovation Index).
رغم شهرتها كبلد التكنولوجيا، إلا أن بيئة العمل اليابانية تعيق الابتكار بدلاً من تشجيعه.
حيث يعمل معظم الموظفين كجزء من فريق أشبه بخلايا النحل، حيث لا يُسمح لهم بالخروج عن الإطار التقليدي، بينما تُخصص الابتكارات والاختراعات لفئة محددة من النخبة وهذا رأي كثير من المنتدبون العرب المسلمون في الحديث عن طرق العمل لديهم.
ويكفي أن نعرف أن الصين والتي كانت تعتمد على تقنية اليابان قد تجاوزت
وهناك وهم يعيشها بمراحل فكل مافي اليابان اليوم تقريبا صنع في الصين.
الانبهار وشهر العسل
كل زائر لليابان تقريبا قد يمر بذلك الوهم والمرحلة الوهمية التي تُعرف بـ "شهر العسل الوهمي" (Honeymoon Phase)، حيث ينبهر بالبداية بما يراه من نظام وتكنولوجيا ومايسمعه من تطور وقطارات كالطلقة واجهزة وتقنية مثيرة. لكن وبمجرد ان ينتهي ذلك الشهر اما ايام او سنة الا وسرعان ما تنقشع تلك الصورة الوردية، ويكتشف الزائر الحياة الحقيقية التي تتسم بالعنصرية، فقدان الراحة النفسية، وصعوبة التعايش في مجتمع يخلو من القيم الروحية التي تُحصّنك من الانهيار ولولا دينك وايمانك لكانت العدوى قد سممت نفسيتك مثلهم.
ضحالة الثقافة
ولنتجه لضحالة الثقافة والقراءة عبر مايسمى "المانجا" في اليابان.
فالقراءة في اليابان ليست بالضرورة وكما يظنها البعض انها واو ..!
فالثقافة السائدة ترتكز على "المانجا" (Manga) والأنمي (Anime)، وهي قصص خيالية تُغرق القارئ في عوالم بعيدة عن الواقع.
على سبيل المثال، قصة عن بطل خارق يهزم أعداءه وتموت شخصياته في النهاية، هي مثال شائع.
هذا النوع من "القراءة" لا يُعتبر إنجازاً حقيقياً، بل يُشجع على الهروب من الواقع بدلاً من الإبداع أو التفكير النقدي.
امتهان المرأة وتفكك الأسرة
كما ان امتهان المرأة في اليابان أمر شائع ومتأصل في ثقافتهم.
فتاريخ المرأة اليابانية مليء بالقصص التي تكشف عن الامتهان والانتهاكات.
ففي المنازل التقليدية القديمة كمثال، كانت غرفة الرجل أعلى بدرجة واحدة من غرفة المرأة، في تعبير رمزي عن التراتبية المجتمعية.
وتميزت المجتمعات القديمة التي يُنسب فيها الأطفال لأمهاتهم بأن يعيش الزوجان في بيوت منفصلة.
وفي عهد الساموراي تأسيس النظام الأبوي، وهو نظام يمتلك فيه الرجل السلطة الأساسية في الأسرة ويلزمه بإعالة الأسرة من دخل يقوم بكسبه (roku)؛ تضع عائلات التجار الأولوية للأموال قبل الشرف، حيث يتم تزويج بناتهم إلى كبار رجال الأعمال.
وفي عام 1889 تم إصدار دستور "ميجي" و إنشاء نظام رب الأسرة وتخيل ان فيه تجريم الزنا لكن (للزوجات فقط)…
كما اقرّ دستور "ميجي" أحقية الإبن الشرعي الأكبر فقط في الميراث بينما لا تحصل البنات ولا الأبناء الآخرون على قرش واحد. وعلاوة على ذلك، يمكن تجريم الزوجة فقط (أو عشيقها) لارتكاب فاحشة الزنا. إن هذا النوع من عدم المساواة بين الجنسين كان نابعاً من الحاجة إلى إثبات نسب الأطفال لآبائهم والحفاظ على السلالة الأبوية.
وللمرة الأولى، في عام 2016 انخفاض عدد المواليد السنوي إلى أقل من مليون.
كما تم عام 2022 رفع سن الزواج القانوني للإناث من 16 إلى 18 سنة.
وكمحاولة اصلاح للحال في اليابان فقد ذكرت "ميناشيتا كيريو" أستاذة علم الاجتماع في جامعة كوكوغاكوين المتخصصة في القضايا المعاصرة مثل الفقر وتدني معدلات الخصوبة قولها:
(أن المرأة المتزوجة في اليابان حالياً مطالبة بالقيام ليس فقط بالواجبات المنزلية ورعاية الأطفال بل أيضاً برعاية الأقارب المسنّين. وتقول:” يصعب على المرأة التوفيق وتحقيق التوازن بين كل هذه المهام ومواصلة الحياة المهنية، وتفضل أعداد كبيرة من الشابات البقاء في البيت")
فهل يسمع لها..
الاسرة والأطفال
ومثال للسلبيات الاخلاقية حالات تأجير الابناء أو الأصدقاء من الجنسين ليتحدث مع كبير السن او السايح او من اجّرهم ليقضي وقتا لعلاقة اجتماعية وثيقة وصحية لنفسه واشباع روحه كونهم مفككين اسريا..
والعلاقة المستأجرة المؤقتة بديل مطلوب لعدمها في واقع اليابان الاجتماعي والأسري.
سهولة الخيانة او الزنا وعدم تحرّج الازواج من فعلها وعدم تفاعل الزوجات مع مايرونه لاستمرار الزواج كون الزوج هو من يقوم على المنزل والتمويل له.
حالة غريبة لمسألة المراة وتفاوت عجيب في التعامل معها مع الرجل..
فان كانت المرأة متزوجة وتظلّمت ضد زوجها وعائلها ورب الاسرة الشرعي فسيقوم النظام بتشديد النظام على الرجل بكل قسوة والزامه بحضانة الزوجة للابناء وتكليفه بكل المطالبات لتعيش الزوجة منفصلة سالبة لكل امواله .
اما اذا نفس الزوجة وتعرضت من قبل مديرها للتحرش او الاغتصاب فسوف يتم تسوية الامر وتفويت اي فرصة لأخذ حق المراة وكأن استغلالها امر مقبول..
وان تكلمنا عن الأطفال في اليابان فهناك احصائيات رهيبة لاستبدال الحيوانات الأليفة بالأطفال ، حتى اننا نرى عربات الأطفال التي تجرّ في الشوارع ونتعجّب أشد العجب حينما نرى داخلها فاذ بها تحمل كلبا او قطّة بدلا من طفل وهذه ظاهرة واضحة ، بل تقول الاحصائيات ضمور اعداد الأطفال ومواليدهم مقابل الحيوانات وتبنيها في ما يقدر بـ 5 ملايين طفل اقل من اقتناء وتبني الحيوانات الاليفة فاين الإنسانية في ذلك.
غلاء الأسعار
غلاء الاسعار عقاريا مع ضيق احجام الشقق وعنصرية تاجير العقار لليابانيين فقط او يكفلك ياباني مع واجب دفع التأمين قبل التاجير..
وان جئنا للطعام فنادرا ماتجد الحلال مع غلائه بشكل لايتصور بحيث يباع بشكل تقتير مثل نصف بيضة أو وريقات نعناع وهكذا ليس ترشيدا لكن لغلائه .
واما النقل فهو يقصّ شيئا كبيرا من ميزانيتك سواء بالقطارات او التكاسي وبشكل يتطلب من كبار السن ومن لايجد مايحتاجه من سكن وطعام والانس مع غيره هو اقترافه جريمة ليسجن فياكل ويسكن مجانا مع وجود صحبة تسعده بقية عمره.
الطعام ومساجد المسلمين
الطعام الحلال في اليابان من الصعب ان تجده ليس للحوم او منع الخمر فهذا سهل اجتنابه بل في كل الأصناف التي في رفوف البقالات ومع كل تلك المنتجات الحرام الا انهم يشكرون على الصدق في كتابة الوصف للمنتجات كونهم يكتبون الاضافات للخنزير بشكل واضح.
لكن المعاناة في انه لايوجد منتج خاليا من اضافات الخنزير حتى في ابسط المنتجات كالخبز والالبان والاجبان والبطاطس قلما تجد فيها محتوى خالي من الخنزير.
وهذه لاشك تسبب ازعاج بشكل كبير للمسلمين.
اما مساجد المسلمين هناك فهي وان كانت قليلة فمع ذلك هناك ترويج لافكار صوفية متطرفة واسلام ليبرالي وتمييع للدين عبر مؤلفات يقصد بنشرها في المساجد وكأنه هناك جهات مجهولة تريد تضييع جهود الدعاة الاوائل الذين نشرو الدين الحق..
حقيقة اللطافة والادب الظاهرة لديهم
الوداعة واللطافة التي اشتهرت بمجتمع اليابان ليست ذاتية في شخصيته ولاجبلّة فيه فقد زالت تلك الثقافة منذ 100 عام من بداية الغزو الثقافي الاوربي واصبحت تلك المظاهر الاجتماعية مصطنعة لتسيير الحياة بكل يسر له ولعمله ولحالته معك التي طرأت في خلال مرورك عليهم او التقائه بك.
والنفاق الاجتماعي حالة سائدة فيهم .
والحقيقة ان الشعب الياباني يبتسم ويحترمك ليس كونه مسالم وليس عدواني بل لانزواءه عن مواجهة المقابل (نن كونفلديشن) فهم لايواجهون الآخرين بل يتمنون لك السوء ونادرا مايظهرون ذلك .
وغالبا كتمان الشعور لديهم هو الغالب في مشاعرهم مع الغير ولو لا القانون لأظهرو مافي انفسهم.
اما شرب الكحول في اليابان فهو يشرب بشكل مستهجن وجنوني خاصة بعد الساعة 12 ليلا او في نهاية الاسبوع وهذا كله لنسيان وتفادي الحالة الفردية التي يعيشونها والضغط من العمل الذي يعالج بالشرب، او يكون الانتحار وسيلة انجح لعلاجه.
أخلاقيات العمل
وروح الفريق لدى اليابانيين تلزم كل العاملين مع مديرهم في السمع والطاعة ويقدم اولويات العائلة لأولويات العمل وحب جمع النقود التي تجلب ان الزبون له الاولوية عن الكل كونه هو من يجلب الاموال للشركة.
ومسألة الظلم وانتفاء العدل مفتوحة على مصراعيها من قبل رب العمل لمن تحت يديه وهو شبه عمل مشروع لكل مدير عمل تجاه موظفيه وتكاد ان تكون تلك العبودية المغلفة باسم العمل قانون يتم العمل به وحتى يوجد ذلك في العاب الكمبيوتر لتكون سلوكيات مقبوله وممنهجة للجميع..
بل حتى في نهاية الاسبوع لفريق العمل يتم الزام الجميع بالاحتفال وشرب الخمور سويا مع رب العمل ومن لايحضر فقد خرج عن عرف الفريق الواحد وسيتم تقييمه بالسلبية..
كما لايوجد في نظام العمل لأغلب الشركات اجازات سنوية بل لديك 14 يوم تستفيد منها سواء للمرض او لاجراء النقل من سكن لآخر ولغيره من الاجازات المدفوعة الاجر ولاتكون مربوطة ببعضها بحيث تستغل كاجازة سنوية .
اما الاجازة السنوية فتقدر بخمسة ايام بالسنة فقط لاغير.
أما في سياق الاحتلال، فيُعد غزو اليابان لدول مثل كوريا، إندونيسيا، والصين نموذجاً صارخاً للانتهاكات خصوصا لظلم المرأة والاعتداء عليها. والفرق الكبير بين الاحتلال الياباني والإدارة الهولندية في إندونيسيا، على سبيل المثال، يظهر في الفجوة الهائلة بين مدة الاحتلال (300 سنة للهولنديين مقابل 3 سنوات لليابانيين)، ومع ذلك يتذكر الشعب الإندونيسي الاحتلال الياباني ذو الثلاث سنوات يقابل 300 سنة من احتلال الهولنديين وكأسوأ تجربة بسبب وحشيته وتدميرة للمجتمع .
*الخلاصة: السلبيات الاخلاقية باليابان قد اعمت اعين المتبصر لكل ايجابياته ، كونها سلبيات اخلاقية اجتماعية تعني بحياة الانسان وروحه ولاتقارن بالإيجابيات المتعلقة بالتطور الجامد والتقنية وسرطان المانجا والانمي..*
كتبه ونقل بعضه من مواقع يابانية لكي يكون الحكم منصفا.
الرحال وائل الدغفق1446هـ
هذا وتقبلوا تحياتي.
الرحال وائل الدغفق طوكيو
رحال الخبر 1446هـ 2024م