السبت، 5 أكتوبر 2019

إعجوبة فريق محاربو النيران في سلوفينيا وفكرة إنشائها تقرير رحال الخبر 1440هـ

محاربو النيران 


مقال ترحالي لما شاهدت ودهشت من جميل ابداع لتلك الدولة وبمثل هذه الفرق التطوعية والتي فاقت العمل الحكومي المنظم بمراحل ينقله لكم رحال الخبر من إحدى سفراته .








كما أنه من المناسب ماذكرت في مقالي عن محاربي النيران هو تلك المناسبة التي أقيمت في الشهر الماضي وفي يوم 8 سبتمبر2019 - وأقيمت في مدينة متليكا Metlika .





وذلك احتفالا بالذكرى السنوية الـ 150 لإطلاق أول مؤسسات مكافحة النيران  في سلوفينيا وهي أيضا ذكرى للرابطة التطوعية التي تدعى (رابطة رجال الاطفاء السلوفينية Združenje slovenskih poklicnih gasilcev).
والذكرى المائة والخمسين لإطلاق فرق مكافحة الحرائق المنظمة من رجال الإطفاء السلوفينيين ، كما يصادف هذا العام الذكرى السنوية السبعين لتأسيس (جمعية مكافحة الحرائق في سلوفينيا Gasilska zveza Slovenije ) ولعل الإحتفال كان كبيرا بحيث جمع ثالثا والإحتفال بالذكرى الخمسين لمتحف مكافحة النيران السلوفيني.

ومن باب العلم بالشيء فقد بدأت إدارة الإطفاء بتنظيم أنشطتها في سلوفينيا في 19 سبتمبر 1869. في ذلك العام ، تم تأسيس أول فرقة إطفاء متطوعة في سلوفينيا في ميتليكا. ولكن في عام 1870 ، تبع المتطوعون فرق إطفاء تطوعية في لاشكو وليوبليانا وبتوج. في وقت لاحق ، في جميع أنحاء الأراضي السلوفينية بأكملها.

وتعتبر الدولة السلوفينية أن مكافحة الحرائق, واحدة من أركان الدولة السلوفينية.

ولاشك انكم تعرفون رجال اطفاء الحرائق والذي يسمى عندنا بأـسم  الدفاع المدني الذي يحوي رجال الإنقاذ ورجال الإطفاء ورجال البحث والإنقاذ بالتفاصيل الموكلة اليهم .
ولو أن كلمة رجال الدفاع المدني للإنقاذ وفي الغرب الاوربي ليست بالمعنى الحرفي,  فلديهم نساء يعملون بتلك الفرق التطوعية وهم ينافسون الرجال في العزم والعمل .
وحين أتحدث عن الدفاع المدني فلم أقصد تلك الفئة العظيمة التي تعتبرذات وظيفة رسمية ورتب وألقاب كالعسكريين ، بل أقصد تلك الفئة من المتطوعين الذين تطوعو بلا مقابل ليس لإطفاء الحرائق فقط ، بل لكل عمل فيه إنقاذ نفس وازالة عثرة ورفع كارثة ووصل منقطع وايصال تائه في الجبال والصحاري…
نعم هؤلاء من قصدت بافتتاحية مقالي عن تلك الفئة التي سميّت نفسها بأسم (محاربي النيران-Fire fighters) وتسمى باللغة السلوفينية (Gasilci) وإن كنت قد ترجمته حرفيا للفرقة التي أذهلتني بتجمعها وتكّونها بتلك الاعداد العظيمة والتي فاقت الفرق النظامية في دولة سلوفينيا محل تقريري هذا وهم هناك يطلق عليهم إسم (محاربي النيران -Gasilci)
ولاشك أن في بلادنا منهم الكثير ولله الحمد في الانقاذ والتطوع لانقاذ نفس تائهة أو مفقودة أو كارثة فيضان وغرق وانجاد من يحتاجهم وفي فرق عديدة تسامقت أنفسها للتنافس الشريف وسابقت الزمن في ايصال النجدة لمتعطل عطشان وارواءه بماءٍ يرطّب نفسه ويد تمد لازالة عثرته….
ولكن مما استغربت له وشاهدته في خلال سفري لسلوفينيا تلك المنظمات العريقة والتي اطلقت على نفسها مقاتلي النيران  أو محاربي النيران
وهي تنظيم تطوعي بحت لمكافحة الحرائق وعمليات الغنقاذ الأهلي بكل أشكاله في سلوفينيا ، وقد بدأت كتنظيم مرتب ومنظم منذ أكثر من 150عامًا
، وقد تم تأسيس هذه المهنة في العاصمة ليوبليانا رسميا  في عام 1869م…
وربما تاريخ مكافحة الحرائق في منطقة ليوبليانا بالواقع ، أطول من ذلك التاريخ بكثير.
فخلال قرائتي لهذا العمل التطوعي فقد كان الرومان والذين يعيشون في إيمونا هنا في منطقة سلوفينيا قديما ،قد نظّموا بالفعل نوع من ترتيب السلامة من الحرائق ، ولأنهم كانوا على دراية بحقيقة مهمة وهي أن المصائب لم تكن أبدًا الا من جراء الأعمال تجاهها ومن الحكمة أن تكون مستعدًا جيدًا لذلك.
وفي منطقة أورشكا ديمنيك وهي المنطقة الاكبر لمجموعة متطوعي محاربي النيران في سلوفينيا ومنها اخذت مصادري هذه…

فهل تعلم أن رجال الإطفاء المتطوعين هم أكبر منظمة تطوعية بالعالم؟ طبعا نسبة وتناسب مع عدد السكان وعدد الاطفائيين الرسميين ..فسلوفينيا لديها ما يقرب من 150،000 ويصل لـ 200.000 من الأعضاء وهم من الأشخاص العاديين تقريبًا، والذين هم على استعداد دائمًا لمساعدة أي إنسان محتاج.
وبالمقابل نجد أن عدد الإطفائيين الرسميين مثل الموجودين في جمعية رجال الاطفاء المحترفين السلوفينية Slovenian professional firefighter association هو 1000
رجل إطفاء فقط
 وهنا نقطة الابهار بالموضوع كله حينما نعرف تناسب ونسبة عدد المتطوعين الذي يفوق عدد النظاميين بأكثر من 200 مرة ضعف اعداد رجال الدفاع المدني، وفي بلد ليس ذو اعداد نفوس كبيرة فهو لايتجاوز مليوني شخص وعدد اعضاء الفرق التطوعية 200 الف شخص فمن هذه النقطة تعتبر سلوفينيا بنسبة عدد سكانها مع عدد المتطوعين من أكبر فرق التطوع بالعالم .
وبالنظر إلى الكوارث الطبيعية الطبيعية التي شهدتها سلوفينيا في العقد الماضي ،فلم تكن هناك الكثير من الحرائق الطبيعية ، ولكن لديها العديد من القضايا المتعلقة بالمياه - الفيضانات والانهيارات الجليدية وهناك جمعيات تعنى بمثل هذه الظروف مثل (جمعية الإنقاذ الجبلي في سلوفينيا Gorska reševalna zveza Slovenije)


فالمتطوعون محل ترحيب لأنهم متصلون في المواقف الحرجة  من خلال الإندماج والوحدة وروح الفريق.
ولقد أحدث تطور المنظمة ومن خلال السنوات المتوالية من التقاليد علاقات اجتماعية وشعورًا بالانتماء والاحترام والفائدة في بذل الخير للآخرين.
وتم تطوير هذا الشعور بالانتماء بشكل أكبر من خلال التدريبات الجماعية والمسابقات والعمل مع الشباب.
وهي بذلك تعتبر منظمة غير ربحية وبموجب القانون.










وكان العام 2008 ، بداية الانطلاقة العالمية للتطوع بكل أنواعه وساهم المتطوعين من الاطباء والمحامين والمهندسين كلا في مجاله وحتى كانت مساهماتهم خارج وطنهم.. فيوجد تطور لمراكز التطوع منذ 2008 الى ايجاد 1295 قسمًا لإطفاء الحرائق من المتطوعين و 68 قسمًا للإطفاء الطوعي الصناعي مع أكثر من 60،000 من رجال الإطفاء الطوعيين الذين يمثلون العمود الفقري لخدمات مكافحة الحرائق في سلوفينيا.












كما يدعم المجتمع المحلي نشاط إدارات مكافحة الحرائق من المتطوعين ، ويُسمح لهم بجمع التبرعات الخاصة.
كما وتشارك الفرق التطوعية بشكل كبير في الأنشطة المجتمعية ، وخاصة في المدن والقرى الأصغر.  وتدعى جمعية رجال الإطفاء السلوفينية . أو المنظمة العامة لخدمة الإطفاء الطوعية  Gasilska zveza Slovenij .




 بالإضافة إلى رجال الإطفاء المتطوعين ، ويوجد 34 قسمًا للإطفاء الوظيفي (13 منهم يقدمون خدمة إطفاء عامة في المدن الكبرى ، والباقي في المطارات والمنشآت الصناعية الكبرى ، بما في ذلك محطات توليد الطاقة) مع أكثر من 900 من رجال الإطفاء.


ويتم دعم رجال الإطفاء المحترفين ماليًا من قبل أرباب العمل (في الصناعة وفي المطارات)…

لكن إدارات الإطفاء العامة مدعومة من قبل البلديات المحلية ووزارة الدفاع السلوفينية.






 ومن شروطهم انه يجب أن يحصل كل من رجال الإطفاء التطوعي والمهني على تدريب رسمي ليصبحوا مؤهلين لواجب مكافحة الحرائق.
كل هذا العمل والعدد الضخم من المتطوعين والذي يفوق 200 الف متطوع مقابل 1000 موظف رسمي من قبل ادارة الاطفاء..
ومراكز للمتطوعين بعدد اكبر بعشرات المرات من مراكز الدفاع المدني الرسمية .
ويحق لسلوفينيا أن تفخر بهذا المكوَن الشعبي لعدد من المتطوعين يفوق اي عدد عالمي طبعا اذا حسبناها نسبة وتناسب مع عدد السكان وعدد مراكز الاطفاء الرسمية..



وهذا ما استطعت مشاهدته ونقله اليكم ايها الاخوة والاخوات من تجربة شاهدتها ورأيت نتائجها الباهرة ولا أقل أننا نأخذ منهم هذا العزم والقدرة فمروءة العربي ودينه الاسلامي يجعله العمل التطوعي احد أهم اهدافه مما يراه غيره .



كيف لا وقد قال صلى الله عليه وسلم من أقال مسلما أقال الله عثرته. رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه. وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة.



ولعل الاية الكريمة فيها وضوح اكبر كما قال تعالى:(...وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا.)الاية



والحمدلله بدأت فرقنا التطوعية للإنقاذ بالتعدد والإنتشار والتخصص بمشاركتها بدورات اسعافية وإنقاذية مع الدفاع المدني مما أتاح لها الوصول الى مستويات عالية الجودة وسرعة بالوصول للهدف بتقنيات حديثة ودعم ذاتي نابع من دينهم ،






وقد شاركت ولله الحمد في تأسيس أول مؤسسة تطوعية مع الملهم عمران السبيعي ابوسلطان لبدء نواة أول فكرة لفرقة تطوعية للإنقاذ الصحراوي وكانت عون هي البداية وثم توالت الفرق كفريق غوث المتميز والأكثر تخصصا وإنتشارا .





ثم توالت الفرق بالتقليد والإنتشار بإفرع مدن وقرى المملكة لتضم اليوم عشرات الفرق التطوعية كفريق إنجاد والسلام وسواعد والشمال وحفر الباطن واسماء يصعب سردها وهي تبشر بعمل تطوعي مميز نسأل الله لهم التوفيق والسداد.



وتقبلوا تحيات أخوكم
#الرحال وائل الدغفق
#رحال_الخبر1440هـ
سلوفينيا



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق