الجمعة، 14 مايو 2021

قصة حلم الاربعين عاما الذي تحقق في محل بشارع الملك خالد التجاري بالخبر كم أنت جميلة ياخبر الامس واليوم..

من القصص الحقيقية لمدينة عريقة تراثية تحمل في طياتها عبر ايمانية لبلدة الخبر الساحلية ينقل اسطرها التاريخية اليكم
 
         صورة للخبر في الخمسينات من القرن الماضي 
                   وشارع الملك خالد التجاري

✍🏻:الرحال وائل الدغفق 

بسم الله الرحمن الرحيم 
وبه نستعين والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله صلى عليه وسلم...
ثم اما بعد...

لدينا اليوم قصة من عبق التاريخ قد سبق لي قراءة فصولها المتسلسلة الجميلة لأحد زائري مدينة الخبر قديما… 

شارع الملك سعود بالخبر وهو اول شارع تجاري من بداية الاربعينات وحتى الخمسينات من القرن الماضي لينتقل السوق لشارع الملك خالد 

ولما فيها من جمال وعبق التراث ومعاني الدعاء واستجابة الرحمن له ، وماسمعته من قصة الدكتور جمال العقاد الذي كتبها في أحد المواقع. 
ولما احمله من وفاء لمدينتي الخبر ولأهلها ، وماحصل بالقصة من نقل اثار في شجوني شيئا من التاريخ والايمان بدعوات ذلك الزائر العقاد وذكرياته الجميلة… 

شارع الملك خالد في  الستينات والسبعينات من القرن الماضي ولوح الترحيب بالملك فيصل رحمه الله زائرا لها.. 

وسأنقلها اليكم كما سمعت لنستفيد من شذراتها التاريخية والتراثية وبكم إيماني جميل والذي كان المحفز لي لنشرها..

ونستأذن دكتورنا جمال بنقل القصة وبتصرف كون خبرها متعدي من المصلحة الخاصة للمصلحة العامة وايضا قصّة تهم كل محب لمدينتي الخبر.
 وسأنقل ماسمعته من د.جمال العقاد نفسه.. 
وحيث يذكر أن ما حدث في تفاصيل تلك القصة والتي كانت قبل45 عام ، وحينما كان في زيارة للخبر وبالطبع لابد له أن يتجه لاشهر شارع تجاري فيها آنذاك وهو شارع الملك خالد ، الشارع الذي كان يمتلأ بالزوار من المواطنين والاجانب من كل شركات البترول التي تقطن حول الخبر كونها الوجهة التجارية الحضارية بالمنطقة الشرقية وهي كذلك بعد اكتشاف البترول عام 1938م وبكميات تجارية لتصبح الخبر المركز الاقتصادي لكل العمال والموظفون وعوائلهم لتكون الخبر المدينة التجارية لهم وموئل جولاتهم وشراء احتياجاتهم وقد اقبل المستثمرون التجار من البحرين ومن الحجاز ومن الزبير لفتح محال تجارية وفنادق حضارية تستقطب ذلك الكم الكبير من الحركة الصناعية فمحلات وفنادق لعوايل كالمطلوب والخاجة والمشيري والشكري وغيرهم وهم من اهل البحرين ، ومحلات وفنادق ومستشفيات من عوائل كالقصيبي والخليوي والنصار والمانع من بلدة الزبير ومحلات من اهل حضرموت كالحداد وبامعروف والعمودي وبامردوف وباطرفي وبغلف وبايوني وغيرهم… 
كانت عوائل تجارية ساهمت بشكل او بآخر في دفع الاقتصاد المتسارع للخبر.. 
ونكمل ما وقفنا عليه لصديقنا العقاد حينما كان ذاهبا يتجول في شارع الملك خالد وتوقف عن أحد المحال وهو محل الشكري والذي يعد أحد أوائل المحال التجارية بشارع الملك خالد بعد انتقال السوق من شارع الملك سعود الى شارع الملك خالد الأجد عام 1950م.

الاستاذ ابوابراهيم الشكري رحمه الله مع ابناءه بداية عمله بالمحل في شارع الملك خالد بالخمسينات من القرن الماضي 

والمحل يبيع الساعات والأقلام الشهيرة كسيكو واورينت واقلام الباركر والشيفر الأمريكية مع النظارات وغيرها..
ودكتورنا بطل القصّة يزور المحل كثيرا في تلك الايام ، حيث كان يقف عند طقم (باركر75) والذي كان يحلم بإقتنائه...

      صورة للطقم الحلم الذي كان يتمنى العقاد اقتنائه 

وكان يدعو الله ليحصل على قيمته العالية آنذاك وليتمكن من شرائه والسبب كونه يتمنى ذلك بسبب غلاء الطقم اولاً وثم صغر سنه فلم يكن يعمل وقتها ليتحصل على قيمته، فكان من شبه المستحيل حصوله على ذلك الحلم..
ثم مرت الأعوام وشاء الله له المرور وقبل أيام للخبر ولشارع الملك خالد وبعد مرور 45 عاما من امنيته وهو يحلم في ذلك الطقم… 
وقف اليوم وهو يتذكر كم كانت أمنيته ليمتلك ذلك الطقم الحلم وهو اليوم وكما وصف نفسه أمام المحل نفسه والحلم ماثل أمامه… 
وكما يصف شعوره حيث كان وقت زيارته وقبل نصف قرن تقريباً ، كان محلا كبيرا بفتحتين وبأنواره المشعّة والفترينة (العرض)  أمام الشارع تبرق برقاً بكل تلك الأقلام اللامعة والمتلألئة جمالا وزهواً… 


كما أن صاحب المحل الاستاذ عبدالكريم الشكري الشاب السعودي الممتلئ حيوية وحياء ويقف عند بابه يستقبل زواره بمايفخر مما يملك من بضاعة مزجاة من كل انحاء العالم.. 
واليوم بعد مرور نصف قرن تتغيّر الأحوال مع بقاء كل شيئ الا في ذلك المحل في عيني الدكتور ينقلب الكبير الى صغير بهد مرور العمر، فما كان كبيرا قبل 45 عام اليوم يصغر لخمس وأربعون مرة عن تلك النظرة الاولى، كما ويشاهد ذلك التاجر هو هو نفسه لكن قد أخذ الزمن منه عمراً وشكلا فما كان في ريعان الشباب فاليوم هو ابن تسعين عاما...
رحمه الله وغفر له فقد توفى وبعد زيارتي له قبل سنتين تقريبا ولكن شاء الله أن اخذ له صورة قبل أن ياخذ الله أمانته لتكون ذكرى وصورة لهذا الرجل الذي يمثل أحد تجار الخبر القدامى.. 

صورة لي عام1441هـ مع ابوابراهيم رحمه الله في محله 

ونكمل قصة دكتورنا العقاد وهو يدلف الى داخل المحل وهو يهرول مسرعا للزاوية الحلم التي كان قد شاهد زاوية الفترينة التي تحمل الطقم اول مرّة ، وكان يحلم في اقتناء أجمل مافيها من تلك الأقلام الباركر طقم75… 
فاذا هي هي لم تتحرك من مكانها وطلبها من صاحب المحل بثمنها ولم يفاصل بالسعر… 
وتفاجأ صاحبنا جمال بابتسامة من ابوابراهيم الشكري صاحب الدكان وهو يقول له إن هذا الطقم مكانه منذ(45)عام وكثير من الناس تتفحصه ولم يشتريه أحد وكأنه حكر لك ...!!

صورة لابوابراهيم الشكري قبل وفاته اخذتها له في محله بشارع الملك خالد في رجب 1441هـ 

يقول الدكتور جمال كانت لحظة ذات وقع مؤثر جدا في نفسه وكأن الله استجاب دعائه طوال تلك السنوات ليكون ذلك الطقم له وليس لأحد غيره...
ويعلق الدكتور جمال أن استجابة الله للدعاء مع صغر سنّه لاتعرف مقاييس عند الله ومقامات بل الدعاء هو الدعاء من صغير أو كبير واستجلب الآية (ادعوني استجب لكم ) ويقول :أنا دعوته فاستجاب لي وايقنت بالاستجابة...
فسبحان الله ومن عجيب امره مع عباده فهو الآمر الناهي المعطي المانع المحيي والمميت بيده الأمر وهو على كل شيء قدير...
فمن يدعو الله فليوقن بالإستحابة أما وقت تحقيقها فهي لله فالوقت له سبحانه ، ولايسقط الدعاء بل يخزن الله للعبد وكما في الآثر أن الدعاء له ثلاثة نهايات..
الأول الاستجابة حالا
والثاني يؤخره لأجل 
والثالث يدفع به شرا عن عبده.
وهذه القصة الممتعة فيها من الفوائد الجمّة...
تراثية وجلب شيئاً من عبق الخبر و تاريخها الجميل.
و ايمانية في اثر الدعاء للعبد واستجابة الله له..
نقلها لكم  رحال الخبر ومن الخبر 
الرحال وائل الدغفق1442هـ