السبت، 26 يونيو 2021

اول رحلة للخبر 1969م من الزبير رحال الخبر

 ✍🏼وائل الدغفق

 بسم الله الرحمن الرحيم 

الحمدلله والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين وبعد… 
جميل تذكر تلك الايام الخوالي التي مضت وبكل حلوها ومرها وان كان مرها حلو ، فقد كان السفر فيها حقاً أن يقال فيه أنه (قطعة من العذاب) .
 بل هو العذاب والشقاء ، الا إننا رغم ذلك كنا نعتبره بوقته سعادة ورغم الصعوبة نعده سهولة ويسر بما يسره الله مقارنة بما مضى لنا من ايام سفر الاباء والأجداد .
ولعل وصفي للعذاب والشقاء لما نلاقيه من سفر بالسيارات والعربات في ستينات القرن العشرين ، ولم نكن نعتبر ذلك السفر بوقته الا سعادة ورضى بما يسره الله لنا من طرق معبدة وسيارات في وقتها تعتبر سريعة ومحطات نتوقف بها بين الحين والآخر وهذا مالم يجده الذين من قبلنا… 
ورغم ذلك فيوم السفر كان سعادة ايما سعادة نعتبره انتقال وتبدل لجميل مانراه ونكتشف ، كم كنا في ليلة السفر نعدّ الحقائب ونجعل من الاسرة نطاطة نفرغ بها بعض الشحنات الكبيرة من فرح مقبل لسفر لكل غريب وغير متوفع لعالم لم نعهده… 
 ولنتحدث عن ايام عاصرتها في سفر متنوع بين كلا من الخبر ومكة والمدينة، وأيضا بين الزبير والخبر وبين الخبر دمشق وبين الزبير للموصل وبين الخبر للدوحة وبينها لدبي…
وقد سبقنا الوالد رحمه الله لما يعد سفرا بين القارات فقد وصل لليابان قبل مولدي ولروسيا ولامريكا واوربا والهند وبيروت ومصر والصين وغيرها من دول يعد الوصول اليها معجزة في ذلك الزمن… 
وكنت ارى في والدي رحمه الله وهو كل مرة يأتي من سفرة تلك النظرة التي كلي أمل في أن ارى من خلال عينيه كل مايراه ولتفقد حقيبته الملأى كتلوجات من مصانع ومعارض يزورها لاعماله التي هو يبحث من خلال سفره لاستثمارات صناعية اثمرت لبناء مصانع منذ خمسينات القرن الماضي لمصانع البلاط في البصرة وايضا مصنع المنيوم للاواني المنزلية وفتح في بيروت والشارقة والدمام وبيروت ، وحتى تعداها لمصنع بلاط وبشراكة مع ايطالي في مدينة جنوا.. 
كانت سفرات لاتنسى ورحلات تجمع العائلة سويا في عربة واحدة نحمل الطعام والشراب وفرش النوم لاحتمال النوم بالبراري أو في بعض من يكرمنا ببيته من أهل المدن المتوسطة بين المحطات الرئيسية. 
كانت المقاهي ومحطات لتناول الطعام كثيرة وليس بالضرورة أن تكون محطة وقود ، كما أن بعض الطرق ينقطع الاسفلت فيها لنسير عبر التراب ، كما أن الجمارك وهي نقط الحدود كانت تأخذ وقتا ليس بسيطا وكانت تعتبر محطة من محطات الطريق قد نبيت فيها وقد نطبخ طعامنا أيضا… 
لاشك أن أدب الرحلات في تناول تلك الفترة من السفر يضع للتاريخ بصمة وللأجيال التي لم تعرف طعم التعب والضنك والهم والعطش والجوع وخاصة أثناء تعطل السيارات أو التعرض لحوادث… 
وكم هي الإجراءات المضنية في الحدود من أوراق تختم هنا وتختم هناك وتكتب بيان للاشخاص وبيان للسيارة وبيان للمواد المجمركة وطابع هنا وطابع هناك وطوابير إن كان هناك نظام والا فالمداحش والدف والتغلغل بين الجماهير لأخذ حقك ، كل تلك الصور عشتها وعشت هم وغثا ومعنى العذاب في من يسافر  فسيجد في سفره نصبا… 
ولندخل في وصف كل رحلة بوصف الرواية لنعيش معكم البداية ونستذكر مامضى من التعب والسفر ذو النصب وشيئ لم يعرفه الجيل الحالي من بذل الجهد ومسايرة العذاب بالسفر وهو كما قيل فيه قطعة من العذاب… 

رحلتي من الزبير للخبر
في عام 1969م كانت لنا تجربة السفر بين بلدة الزبير التابعة آنذاك للعراق والى مدينة الخبر والتي سبق لي أن عشت فيها بعد ولادتي في مستشفى فخري عام 1961م… 
ثم انتقلنا للزبير لإسباب إقتصادية ، وبسبب بداية حكم البعث بالعراق خرج والدي رحمه الله من الزبير بعد أن جمع مصنعه في باب الزبير بالبصرة وهو لصناعة البلاط لينقله للدمام على ئن نعيش بالخبر.. 
وبعد تحول النظام السياسي والاقتصادي لأوضاع متردية هناك فكان قرار الوالد رحمه الله في الإنتقال للخبر ..
سبقنا للخبر مع ادوات وعدد مصنعه وتركنا مع أحد سائقي الشاحنات لنحمل كل مانستطيعه في تلك الشاحنة من الأسرة والفرش والزوالي وادوات المطبخ. 
 ومن بيت الفوزان المبني من الطين وكنا استأجرناه لسنوات ،وهو يحوي حوش وغرفا 4 ومطبخ والياخور (الجاخور) وبه حمام والتنور مع وجود حمام اخر في الحوش ومع حمامات للسباحة فقط في غرفة الوالد… 
وفي وسط الحوش نبتت تلك السدرة الجميلة والتي كنا نستظل بظلها ونأكل من نبقها ونصطاد بعض الطيور ونحن اطفال بالنبّاطة ، وكان في الياخور دجاج والتنور لعمل الخبز وشوي السمك والدار الطويلة كما نسميها وفيها الثلاجة ومخزن المونة من بامية مجففة معلقة بخيوط وثوم مربوط كل حزمة لحالها ،وبستوك الطرشي في الروشن وعلب اسطوانية من التنك (الصاج الحديد) لخزن الأرز   
وهناك قرع قد وضع فوق خشب والبطاطس معه والبصل في سلة من الخوص واما اللحم فقد كنا نشترية يوميا من القصاصيب في سوق القصاصيب قرب جامع الزبير والخضرة من الجبرة (الكبرة) للخضار في غرب محلة الكوت.. 
واما البيض والدجاج فمن جاخورنا… 
وكان في اول غرف البيت بعد دخولك للحوش تكون دار الخطار وهي دار الضيوف لايدخلها أحد فقط الضيوف وفيها استكانات (بيالات) للشاي للضيوف وفناجيل القهوة ايضا واباريق العصير والشاي ايضا خاص للضيوف ويتم وضع تلك الآنية في دولاب ابوابه زجاجية، وقد وضع التلفزيون في باب الغرفة لأن وقت التلفزيون من بعد العصر الى الساعة العاشرة ليلا وكان يبدأ كما هو معروف ذلك الوقت بموسيقى السلام الوطني ثم القرآن الكريم وبعدها نشرة برامج اليوم ثم افلام الصور المتحركة (الكرتون) وتتوالي البرامج واخبار التاسعة ليلا وكانت مهمة ثم يتبعها المسلسلات وفلم السهرة لينتهي باذاعة القران الكريم وثم تغلق القناة.. 
والمحظوظ من لدية اريل قوي يجلب فيها قناة الكويت فهي أكثر رغبة من اذاعة العراق لقرب العادات والتقاليد بيننا وبينهم. 
وفي الصيف يسبق صلاة المغرب اعداد فرش النوم في السطح وترتيبها وفرشها لتبرد أما بالشتاء فننزل ليكون النوم في الغرف.. 
وقد كان بالسطح حمام آخر وغالبا الأسطح تتكامل بالجيران فكل سطح مع جاره لايحجبه الا متر ونصف المتر من جدار الطين وكلا عايش وقته وزمانه. 

وكان منزلنا في محلة (حي) الشمال وفي تلك الأثناء كان خروجنا النهائي تلك الحياة التي لم تتكرر واجواء اختلفت اختلاف كبير عن المقصد الجديد في الخبر… 
وفي كل النواحي من ناحية المنازل ومن ناحية الجيران والطعام وطرق العيش من بلدة مجتمعية متآلفة متوادة يعيش أهلها مع بعضهم البعض في عادات وتقاليد مختلفة كل الإختلاف عن مدينة سنرتحل اليها متحضرة متمدنة وهي الخبر… 

ركوبنا الشاحنة 
وفي شاحنة المرسيدس التي أوصى الوالد سائقها بأخذنا جميعا للمسير الى الكويت كأول نقطة… 
وأنطلقنا بعد ركوبنا انا واخواني السبعة ووالدتي في تلك الشاحنة لنتحرك فجرا من بلدة الزبير مودعين الحياة الإجتماعية مع بكاء جدتي وهي تودع الوالدة والدة تبكي في وداع الأولين في سفرهم وخروجهم للمجهول حسب نظرتهم ذلك الوقت. 

من الزبير للكويت برا
وانطلقنا عبر طريق معبد والى نقطة الحدود الأولى سفوان وهي عراقية لنخرج منها للعبدلي وهي نقطة الحدود الكويتية وقد أخذت منا تلك النقطتين ساعات من البيروقراطية وكمية من الاختام مع اوراق تذهب وتجيئ ومكاتب مشرعة الأبواب كل له حكم وسلطة فذاك المعاون يختم بداية وثم النهاية، وذاك الجمرك بنوعيه التجاري والخاص الذي يمنع استيراد او تصدير مواد معينة فيمنع تصدير المواد المدعومة ويمنع المواد التي تعتبر كماليات مثل الموز أو الدخان أو اللحوم  ، وذاك الاستخبارات العسكرية للكشف عن الفرارية (الهاربون من الخدمة العسكرية) ، وهناك الصحة والحجر الصحي، ثم التدقيق في الأوراق من قبل الضابط وتحويلها للمعاون الذي ينهي معاناة تستمر ساعات.. 
لنخرج منها الى الروضتين ثم المطلاع وهو تل رملي مرتفع قليلا عن الكويت والجهراء. 
 وثم ننزل من المطلاع الى الجهراء ومنها لمدينة الكويت ..
طبعا وصلنا لحي الرميثية جنوب مدينة الكويت العاصمة مساء مع ان المسافة من الزبير للكويت نحو 200 كلم فقط لكن كما ذكرت بيروقراطية الخدود… 
وصلنا للرميثية وعند خالتي التي تسكن هناك لنرتاح ليلتنا وفي منزلهم ولننطلق فجرا باذن الله. 

من الكويت للخبر
 كان منزل خالتي ام هاشم الطبطبائي في الرميثية وكان يطل على حوش به السدر وارف الظلال فقد كانت شجرة السدر منتشرة في كل بيت وتعتبر حديقة المنزل وظلها الوارف وجمال خضرتها في قساوة البيئة وقلة المياه الا انها رغم ذلك تجدها في كل بيت وفي الشوارع ازدانت بها وبقيت تقاوم التصحر في كل ماحولها. 
ومنزل الخالة بيت فسيح ذو دور واحد مع واجهة شمالية وجنوبية الجنوبية تطل على براحة كبيرة وفيها مسافة حتى الشارع كانت مسرحا لنا لنلعب فيه ونمارس مهاراتنا المتنوعة من لعب الكرة الى اصطياد الطيور التي تجد في شجر السدر والاثل ملاذها ، ومن خلال النباطة التي كنا نصنعها بايدينا من فرعين من اغصان الأثل المسقيمة ونقصها بعناية لنأخذ مطاط عجلات الدراجات المخروقة لنقطعه لأشرطة نلف بها تلك الغصن لتصبح نبّاطة مميزة نتفاخر بين أقراننا ايّنا أفضل عمل. 
أو نلعب العصا (عظيم ساري) أو نتخذ الجراقي (العاب نارية) في ليالي جميلة وبعض المرات يكرن هناك مناوشات بين اطفال الاحياء وتحدث معارك طفولية قد تصل لضربة من صلبوخ طائش في رئس أحدنا كما حصل لي في إحدى تلك المعارك والبعض قد يضرب ليتوقف الضرب في حال نزول الدم أو بلوغ الخطر، هكذا كنا في طفولة جميلة نصل لمنتاهاها في كل مانريده من أنشطة تتوقف عند بلوغ الخطر فيتدخل الإخوة الكبار أو الأباء لفض اي تعاظم لمشاكل يتم الفصل فيها لتكتمل الحياة بكل حلوها ومرها وخبرات نأخذها من هنا وهناك لتكون لنا عونا لفهم الحياة على واقع وليس افتراض كما هو اليوم… 
كنت احب دكاكين وبقالات الكويت تلك الأثناء فهي مخزن بل هي بنك لكل لذيذ وجميل لن يكن في الزبير وقتها ولعلنا عرفنا متأخرين أسباب ذلك للنظام والفرق بين الحكم الأميري أو الملكي والحكم الجمهوري… .
فقد كانت الدول القائمة على المشيخة والملكية فيها من الإنفتاح مالم يكن بالأنظمة الجمهورية قلم تكن تقارن الكويت الدولة الأميرية بجمهورية العراق فالكويت كانت دولة متفتحة للعالم وذات حرية لم يمنع عليها وعلى ابنائها خيرات العالم ولعل غدق العيش فيها وقتنا طبعا وهذا الكلام في الستينات من القرن العشرين وليس قبله ، فما كان قبله أمر آخر وهذا كما سمعت من الاباء في ما كانت دولة العراق ملكية وكانت ذات خير عظيم لم تكن الكويت آنذاك سوى قرية من قرى العراق… وسبحان الله مقلب الأمور كيف بدل الحال من حال الى حال فبعد أن كانت العراق أرض خير يجبى إليها خيرات العالم وتصدر خيراتها للعالم وبعد الملكية وقيام الجمهورية أضحت الكويت والتي هي  بالحجم والإقتصاد قرية من قرى العراق شكلا  آخر ورفعة في كل شئ في التخطيط والبناء والطرق والمدارس والبنية التحتية التي فاقت جارتها الكبرى العراق بمراحل… 
قد يقول ان السبب البترول واكتشافه بالكويت وللعلم فالبترول بالعراق اكتشف وصدر قبل ذلك لكن النظام بالحكم هو الفارق ..
ولنرجع لذكرياتنا الجميلة بعيدا عن السياسات المفرّقة.. 
كنت حينها اعتبر بقالات الكويت شيئا من الجنّة فالحلويات  التي نجدها  وذات الشعرث العالمية آنذاك مثل: 
 المارس والباونتي والكيت كات وجكليت الماكنتوش
 قد اذهبت حلاوة ماكنا نظنه احلى حلى بالدنيا مثل :

البرميت وحلوى ابو بقرة والمصقول والجكليت واللّمندوزي وحلوى البودرة المعبأة بغرشة بلاستيك… 

وقد كانت اكبر امانينا أن نجد قطعة قمر الدين من دكان ياسين لتقص قطع صغيرة نأخذها بخمسة فلوس لنمصها من الصباح للظهر حتى لاتنتهي.. 
أو نشتري السمسم المدور الذي تبيعه حريم بالشوارع (شغل بيت)… 
وكم كانت فرحتنا بالخرّيط ذلك الحلى ابتي تبيعه المعيديات وهي تدور في السكيك وتنادي خررّيط.. 
وان ن كان حظنا مميزا فقد يمر علينا بائع (الليدي ستيك) عربة الدوندرمة وهو بيّاع الأيسكريم… 
أما هنا في الكويت فقد كانت أيامنا من أيام الجنّة وكيف لا وأنعام لم ننعم بها وثلاجات تعمل فقط لحفظ الحلويات والعصيرات.. 
 فهنا بقالة تعطيك كل لذّة الدنيا من حلى مالذ وطاب بأالوان زاهية ومرطبات تكدست بها الأرفف والثلاجات من اصفر واسود وأحمر واخضر بطعوم متنوعة لاتنتهي… 
يالله الجنّة  هذا ماكنا نقوله ونحن لم نتخيل ماسيكون من قادم الأيام.. 
وتتنوع ماكدّس،في تلك البقالات التي تكفي دولة وليس حي كما كنا نعتقده…  فخبز عربي وصامولي ومدور  وكيك جاهز وبساكيت وحلويات لانعرف لها ولم نتخيلها ..
واصدقكم القول أنني الى اليوم حينما ادخل لبقالات الكويت أشتم رائحة لذة الطفولة لا أدري ماهي لكنها تخبرني بذلك وترجع بي الذكريات لتلك الفترة… 
كم هي الطفولة جميلة وأجمل مافيهارمن تنوعت طفولته بين معالم وأماكن متغايرة عاش تلك وهاتيك وابقت في ذاكرته شيئا كبيرا يستطيع أن يتحدث به لأبنائه… 
بالطبع كان مكوثنا ليلة واحدة ولكننا كنا نأتي للكويت بين فترة وأخرى وماذكرته من أمور إنما هي لتلك الفترات التي كنا نزورها ونعيش أسعد لحظات طفولتنا.. 
مكثنا تلك الليلة لنستيقظ الفجر على صوت شاحنة المرسيدس والتي استراح السائق فيها ليلته لنمضي بمشوارنا لمنتهاه وهو الى مدينة الخبر  ..

يوم من الكويت للخفجي
إنطلقنا من الرميثية لنخترق ضواحي الكويت سلوى وثم الفنيطيس والفحيحيل لنتوقف في النويصيب منفذ الكويت الجمركي، ومنها لمنفذ الخفجي وكانت تلك المنافذ بسيطة البناء عبارة عن غرف من الصفيح المكّون من الحديد( الشينكو) والخشب ومناطق استخراج السيارة وجمركتها وبضايعها عبر دفتر يكون مع كل سيارة يسمى (كيتي) وهو قريب من (الترب تكت) (كرت السفر) يستخرج. من نادي السيارات بالمويت عبارة عن تأمين للسيارات عبر الحدود  لايستطيع أحد المرور بدونه… 
وكانت إجراءات الجمارك طويلة ومعقدة من كتابة استمارات وكتابة عبر دفتر (الكيتي) ثم تفتيش ويتبعه دفع رسوم ثم تفتيش عن المأكولات فقد كانت ممنوعة بسبب الخوف من نقل العدوى أو من الدعم الحكومي لبعضها فيمنع خروجها ثم الذهلب لقسم الجوازات واخذ الطوابير لتأخذ ساعات حتى نفوز بختم يأهلنا للخروج من تلك المأساة والتي تعتبر سكنا فتأخذ مسألة المرور على نقطة حدودية في دولة واخدة بين الساعتين الى اربع.. 
ولكأني كنت أعيشها في ماتبقى منها يوموكنا نسافر لسوريا مع الوالد ونجلس في تلك الحدود ساعات لتعتبر الحدود واحدة من عثرات السفر والذي نجد فيها نصبا… 
انتهينا من الحدود المقرفة والحرّ المزعج لندخل مدينة الخفجي وناخذ فيها راحة لننام ليلتنا لنكمل من الغد لمشوار طويل يأخذ جهد السائق ووقته. 

يوم من الخفجي للخبر
بتنا تلك الليلة بالعراء بعضنا اتخذ الشاحنة مرقدا له والبعض اتخذ الأرض له مرقدا وكانت لنا في تلك الليلة حادثة لم نهنأ فيها بالنوم ..
فقد كانت الطرق بدائية وقليلة الإرتياد ولم تكن الفنادق أو نزل السكن متوفرا فإما أن تبيت لدى صديق وأهل أو البرّ لك بيت وسكن.. 
وكانت البراري مليئة بالحمير والكلاب أكرمكم الله ، وصادف أن باغتتنا تلك الحمير لتأكل احذيتنا أو تعلكها وتأخذها بعيدا خاصة أن احذيتنا من نوع ( الخرازة) وهي نعال يطلق عليها نجدية تصنّع يدويا من جلود البقر والابل لذلك تكون ذات طعم مرغرب به للحنيررالتي لم تتركها للكلاب بل سبقتها اليها لتنزع عنا النوم ونحن نطاردها لنأخذ ماسلبته لكن هيهات تستطيع سباق الحمير في مضمارها الطبيعي وصرنا نجر اذيال الخسارة ونوم لم يكمل لنكمل سفرنا بلا نعال.. 
استيقظ من استيقظ ومن لم ينم تلك الليلة لنكمل المشوار ذو الثلاث مائة كيلومتر عبر طريق ضيّق ونمرّ بأول نقطة تدقيق للجوازات بعد منفذ الخفجي الحدودي باتجاه الجنوب للدمام ، وهي نقطة الزرقاني نقطة تعتبر حدودية ويتم احصاء الأسماء مع تطبيق الجوازات لنخرج منها بعد التأكد من أوراق السيارة ايضا ، ونكمل المسير تحت الشمس الحارقة لنتوقف في السفانية بعد المرور على ميناء رأس مشعاب والذي يعتبر آنداك ميناء بسيط لبعض سفن تتبع ارامكو ومتابعة خط التابلاين وصيانته هذا الخط الذي عمل فيه الوالد رحمه الله من 1948 من رأس تنورة حتى عام 1952م حين وصل الى صيدا في لبنان. 
توقفنا في السفانية التي تبعد نحو 80 كلم عن الخفجي وكانت عبارة عن قرية من الصنادق الخشبية يعود لعكال يعملون في منشآت ارامكو في بترول السفانية… 
ويوجد بالمفرق محطة الصيخان للوقود ومطاعم يملكها اليمنيّة لتجهيز الطعام للمسافرين مع ورش متناثرة هنا وهناك، مع بدو يسكنون تلك المنطقة وهم رعاة للغنم وبعضهم من عمال ارامكو. 
توقفنا لنتناول الغداء ثم نكمل المسير نحو الجنوب مررنا على النعيرية وهي تبعد نحو 60 كلم عن السفانية والنعيرية تعتبر أفضل حالا من السفانية وأقل من الخفجي تطورا وحالا.. 
وفيها احدى محطات التابلاين وهي محطات تدفع البترول عبر الانابيب ليكمل مسيرته لصيدا ، وتوجد اولى المحطات بالنعيرية بعد رأس تنورة ثم القيصومة ثم رفحاء ثم عرعر ثم طريف.. 
وتزودنا بالوقود في النعيرية لنكمل المسير الى محطة واستراحة أبوحدرية وكانت تبعد نحو 50 كلم جنوب شرق النعيرية ، وهي محطة وقود ومحل استراحة السائقين ومطعم ومقهى شعبي بأريكات من الخشب يشرب بها السائقين الشاي ابو أربع ويعني به ابو أربع بيالات.. 
لاستراحة بسيطة ..
أكملنا مسيرنا لنصل الفاضلي وهو منطقة ليست بعيدة لنخترق الخرسانية ونصل لكيلو 90 وهو محطة كهرباء تعتبر علامة للمسافة الى الدمام ..
كما انها حاليا تعتبر مفرق للجبيل. 
وثاصلنا المسير نحو ابومعن تلك القرية التي تعتبر أولى قرى المنطقة الشرقية تقابلنا وهي ذات نخيل ومزارع بسيطة وتحيطها السباخ مع تلال رملية هنا وهناك ، ولنصل الى مفرق ونقطة البدراني للتدقيق بالجوازات واوراق السيارة وهي نقطة بها محطة وقود وتعتبر المفرق لطريق الجبيل شمالا والدمام والقطيف جنوبا  ونحن قد أتيناها من الغرب لنأخذ الفرع للجنوب والى الخبر والدمام… 
والبدراني تعتبر بوابة الدخول لمنطقة الدمام والخبر والقطيف والظهران من جهة الشمال وتبعد عن الخبر نحو45 كلم ..
واصلنا المسير وقد أقبل علينا الليل لنواصل السير ونعبر قرية النابية ثم عنك وثم الدمام لنصل للخبر ونحن منهكي القوى.. 
كان وصولنا للخبررالشمالية في بيت أستأجره الوالد رحمه الله ليكون بيتنا وسكننا وقد كان بانتظارنا مجموعة من العمال اليمنيين الذين يتقنون الحمل ببراعة وقد انزلو كامل العدة والعتاد لنسكن ليلتنا وطبعا كان النوم في السطح لعدم وجود المكيفات آنذاك ولم يتك تركيب ثاخد للبيت حتى يعود الوالد ..

ليلة من ليالي الخيال العلمي
في ليلة وصولنا للخبر شد انتباهي الى تلك الصورة الغريبة التي لم اعهدها بل كانت تعتبر من الخيال العلمي ان صح التعبير ، فقد كنت بالسارع في بيتنا الجديد والشارع ظلام الا من إنارة بسيطة نستطيع الإهتداء من خلالها بالأرصفة والمباني حولها، وكان معي أخي،سفيان صغير السن قبل دخوله الابتدائية.. 
كنا ننظر لمفترق طريق وتقاطع مازلت اتذكره وهو شارع الملك فهد مع تقاطع شارع الجي سي سي 16 والحي سي سي شركة من شركات العليّان تبيع قطع غيار واداوت انشائية واليات وسمي التقاطع باسمهم كما هي العادة .
المهم أنه كان في ذلك ااتقاطع عمودين من الخشب وعلق بينهم حبل مجدول من البلاستيك كما رأيته وقد علق في وسط الحبل المرفوع وسط التقاطع ارتفاعا كبيرا بحيث تمرّ السيارات تحته وكأنه صندوق به أالوان تتغير كل دقيقة بلون مرة اصفر ومرة أحمر ومرة أخضر وكئنها لعبة لكن لا أدري ماهي ..
شغفت قلبي وودت لو أعرف ماهي تلك اللعبة الغريبة التي لايوجد حولها أحد ، طبعا نحن بعد منتصف الليل ..
تركتها للصباح وقد اخذت كل انتباهي لأعرف ماهي .. 

اصبحنا وأصبح الملك لله بالخبر
نعم أصبحنا وأصبح الملك لله في صباح جميل سبقه تلك المشاهدة للصندوق ذو الانارة الملونة ، وقد كنت مع الوالد وقد اخذنا مشيا على الأقدام للتسجيل في مدرسة الهداية ومررنا بتلك اللعبة ذات الألوان وأخبرت ابي رحمه الله وغفر له فأخبرني أنها إشارة مرور… !!!
فيالدهشتي بذلك العلم والتطور الذي لم أشاهد مثله الا في الخبر تلك الندينة التي مع مرور الوقت اضحت تقارع المويت وجمال بقالاتها ذاترالحلوى المتنوعة لكن مازالت رائحة بقالات الكويت في أنفي لها شهوة ولذّة لم تنتهي ولم تختفي بعد… 
*التسجيل بابتدائية الهداية بالخبر* 
نعم كان يوما جميلا في الخبر وتاريخ يسجل لي رغم أنني ولدت بالهبر وبالتحديد كان مسقط رأسي في احد المنازل الواقعة بالخبر الشمالية ، وبالتحديد في شارع الملك عبدالله تقاطع 18..
الا اننا انتقلنا للزبير منذ عام 1962م حتى 1971م في عودتنا هذه للخبر. 
ودرست بالزبير الأول والثاني والثالث ثم أكملت هذا اليوم مع والدي في الصف الرابع ابتدائي في مدرسة الهداية وقابلنا مديرها مازلت أذكره وهو ابونهية…

قرية المعاضيد المغربية وهي أشبه بقرى نجد رحال الخبر1440هـ

قرية المعاضيد 
تقع في الطريق الوطنية رقم  13 الرابطة بين مدينتي مكناس وأرفود وعلى بعد3كلم شمال أرفود، وتتكون هذه القرية من خمسة قصور هي: 
1- قصر المكابر
2- قصر العبادلة
3- قصر القصير
4- قصر البروج
5- قصر المحريڭية.

 وكثافة سكانية بحوالي 10 آلاف نسمة. 
ويرجع تاريخ قصور المعاضيد إلى آواخر القرن(12)الميلادي، وذلك مع تأسيس قصر المكابر في حوالي سنة1190م، وتم قصر العبادلة الذي يعتبر أكبر قصر بإقليم الرشيدية مساحة وكثافة سكانية، ويتكون هذا القصر من عدة مرافق أهمها: الأسوار، الأبراج، المصرية، الوسعة، الدروب، بالإضافة إلى المسجد الذي يتوسط القصر ويعتبر أهم مرفق بالقصر نظرا لوظائفه الدينية والتعليمية، حيث تخرج منه أفواج من حفظة القرآن الكريم. 
غير أنه رغم هذه المكانة التاريخية لمسجد قصر العبادة بالمعاضيد، التابعة لجماعة عرب الصباح زيز الموجودة بمدينة أرفود، وتم إغلاق مسجد قصر العبادلة  بعد الأمطار التي شكّلت خطرا على حياة المصلين بعد ارتفاع منسوب مياه الفرشة المائية بالمنطقة، وهذا ما يعرف عند السكان المحليين ب " النبع" 
ويقع في قصور المعاضيد. 
وهو من أكبر مساجد قصور واحة تافيلالت وأغناها بإقليم الرشيدية، حيث يمتلك المسجد أراضي فلاحية شاسعة بغابة المعاضيد , وتوجد بها مئات الأشجار من النخيل بمختلف أصنافه مثل صنف (المجهول) الذي يعتبر من أجود أنواع الثمور وأغلاها ثمنا إذ يصل الكيلو الواحد منه محليا إلى 65 درهما. إضافة إلى صنف (الفقوس)، و(بوسكري)،و(بوسردون) وغيرها. 

أم لج بين الرومان والاسلام رحال الخبر

 ✍🏼وائل الدغفق وتاريخ مدينة أم لج

تقع على ساحل البحر الأحمر بين مدينة الوجه شمالاً ومدينة ينبع جنوباً، وتبعد عن مدينة تبوك بحوالي (500 كم) إلى الجنوب الغربي وهي من المواقع التاريخية القديمة، وإحدى محافظات تبوك، وقد انتعشت المدينة واتسعت في العصر الحاضر وزادت حركة النشاط التجاري والعمراني والتعليمي بالمدينة ونشطت هذه الحركة بشكل ملحوظ بعد افتتاح الطريق البحري بين ضبا(التي تبعد 280 كلم شمال أملج) في الجانب السعودي وسفاجة في الجانب المصري

جزر أم لج
يوجد العديد من الجزر على ساحل أملج الجزر ثلاث جزر أمام أملج مباشرة، وأشهرها (جبل حسان وأم سحر وسبعة جزر تمثل مايعرف بجزر الفوايدة ).
وتقع شمال أملج ستون جزيرة تقريبًا تقع أيضًا شمال أملج قبل وادي الحمض وتعتبر تاريخيًا تابعة لأملج لأن وادي الحمض قديمًا يفصل بين قبيلتين جهينة وبلي وكلتاهما من قضاعة وهذه الجزر بعضها سميت باسماء بعض الأشخاص كبعض الوجهاء والأعيان من شيوخ القبائل والعلماء ومنها جزيرة الحبيشي وجزيرة الصريصري وجزيرة الحمدة وجزيرة السمرة وجزيرة المنزلاوي وجزيرة السنوسي وغيرها من الأسماء.
وتعتبر مدينة أملج قديماً ثاني أكبر مدينة تجارية بعد مكة المكرمة كما ذكر المؤرخ الحموي في معجم كتابة إلا أنها اندثرت هذة التجارة عبر السنين.
 مدينة لوكي لوما
يعتقد أن مدينة أملج كانت موجودة في العهد الروماني وكانت تسمى ب (لوكي لوما) أي المدينة البيضاء وذلك قبل قرابة 3000 سنة.
كما وصفت أملج من قبل العديد من العلماء العرب المسلمين منهم (الإدريسي) وهو من علماء القرن السادس، حيث قال: إنها قرية عامرة وأهلها أشراف، ويقول (الحميري) إنها مدينة على ساحل وادي القرى بها مسجد جامع وثماني آبار عذبة وبها ثمار.
الحوراء
وتسمى أملج ايضا (الحوراء) فقد جاء في معجم (شمال.غرب.المملكة للمؤرخ الكبير الشيخ حمد الجاسر): إن أملج تقع في ميناء حوراء القديم قامت مكانه في جانبه الجنوبي إلا أن انعدام الآثار في أملج يوحي بعكس ذلك. في حين أنه توجد آثار كثيرة وبقايا أطلال قديمة ظاهرة شمال مدينة أملج الحالية، يسمى موقعها بالغبايا وقد يعطي ذلك مؤشراً إلى أن هذه المنطقة هي الحوراء التي ورد ذكرها في رحلات الحج القديمة.

 والحوراء، ميناء تاريخي قديم يقع على بعد عشرة كيلومترات شمال مدينة أملج على الشريط الساحلي، وكان في القرون الهجرية الأولى ميناء للمدن الداخلية الواقعة خلفها في منطقة وادي القرى وفي حرة خيبر، تمتد البقايا الأثرية بموقع الحوراء على مساحة كبيرة، وتم الكشف عن جزء منزل مبني من الحجر يعود تاريخه إلى القرن الهجري الرابع وبداية القرن الخامس.

شواطئ وجزر املج 
تملك املج كنوز بحرية أثرية وتاريخية كبيرة و تمتد على بعد 147 كم شمال مدينة ينبع. 
وتقع شواطئها الرملية - والتي تسمى باسم (مالديف السعودية)
ومن الشاطئ يمكنك رؤية الجبال والبراكين غير النشطة ، بينما توجد مزارع المانجو في الجوار.

ومن ما تتميز به شواطئ املج هو الأجواء الاستوائية المتنوعة الجميلة ، مما جعلها جزءًا من مشروع البحر الأحمر نيوم.
 فهي تجمع بين الشواطئ الرملية المتنوعة الألوان ، وكذلك الجزر الجبلية والرملية ، والتي يبلغ عددها أكثر من 104 جزيرة.


يمكن التجول في أملج على متن قارب ، ورصد الأسماك الملونة, والمنطقة موطن للدلافين التي تظهر في بداية موسم الصيف. 
وتضم جزر أملج العديد من الشعاب المرجانية ، وهناك بعض المحميات الطبيعية التي تزورها الطيور المهاجرة.

الأحد، 13 يونيو 2021

قصص الترحال ومسيرة 40 عام مع رحال الخبر

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم… 

إخواني الأفاضل الذكريات في جعبتي كثيرة وقد يكون فيها من القصص ذات العبَر وأظن كونها حبيسة الفكر، هو حرمان من أدب قصصي مفيد وخاصة إن كانت من القصص الحقيقية المجرّبة والتي خضتها في خلال مسيرتي الترحالية ..
وليست من قصص الخيال والاقتباس من الغير، وكما يُكْثَرْ من روايات القصص وأدبه في مكتباتنا الحاضرة .
والقصة في أصلها عبارة عن حادثة مرتبطة بالأسباب والنتائج ودائما يهفو إليها السامع، فإذا تخللها مواطن العبرة في القصة كان حب الاستطلاع لمعرفتها من أقوى العوامل على رسوخ عبرتها في النفس، على خلاف الموعظة الخطابية التي تسرد سرداً لا يجمع العقل أطرافها ولا يعي جميع ما يلقى فيها لعدم وجود ترابط سببي ونتائج في ثنايا الخطاب كما هو حاصل في القصة ، ولكنها حين تأخذ صورة من واقع الحياة في أحداثها وسردها تتضح أهدافها، وحينها يرتاح المرء إلى سماعها، ويصغي إليها بشوق ولهفة، ويتأثر بما فيها من عبر وعظات.
وقد أصبح أدب القصة اليوم فناً خاصاً من فنون اللغة وآدابها. 
والقصص على هذا نوعان منه الخيالي ومنه الصادق وكلُ له أدبه وفنه وايصال المعنى منها، ولكن القصص الصادق يمثل هذا الدور في الأسلوب العربي أقوى تمثيل، ويصوره في أبلغ صوره قصص القرآن الكريم.
ومعنى القصص القصّ وهو تتبع الأثر، يقال: قصصت أثره أي تتبعته، والقصص مصدر، قال تعالى: (فارتدا على آثارهما قصصا) [الكهف: 46]. أي رجعا يقصان الأثر الذي جاءا به ، وقال على لسان أم موسى: (وقالت لأخته قصيه) [القصص:11] أي تتبعي أثره حتى تنظري من يأخذه. والقصص كذلك: الأخبار المتتبعة قال تعالى: (إن هذا لهو القصص الحق) [آل عمران: 62]. وقال: (لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب) يوسف: 111].
والقصة تأتي على أربع  (الأمر، والخبر، والشأن، والحال) .
مقدمة أردت أن أضعها للقارئ الناقد والمتبصر لبداية مشروع وددت دوما بسطه في المنتديات المميزة وذلك لعرض صور من تلكم القصص التي مررت بها ولعل في إحداها عبرة وعظة وفائدة شاردة وواردة إليكم من ذكريات الرحال أسال الله فيها النفع ان شاء الله .

وبداية فلنتحدّث عن مهارات المسافر وفوائده قبل الولوج في القصص.. 
فأقول وبالله التوفيق أن… 
الترحال وادبه له مهارات واهداف

وهي هنا نقدمها لكم من خبرات السنين بأسطر بسيطة… 
لأنه هناك من يورد لي الكثير من الاسئلة حول فوائد السفر عموما ، والفائدة المرجوة منه. 
واجيب اختصارا :
 أن السفر يصقل في نفس المسافر مهارات وفوائد حياتية أكاد أضعها تحت 10 نقاط وهي كالتالي: 

1..الانضباط الذاتي
  فالسفر يؤكد الآنضباط الذاتي لدى المسافر نفسه ، بسبب كونه غريبا في عالم جديد، تحيط به الحرية والانفتاح ، فيتعلم الانضباط والانقياد في حدود ماتعلمه من أمور حياتية وفق ومن خلال الدين الاسلامي وسيرة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم… 
ولعل المثل القديم (ياغريب كن اديب)  مثل يعطي دلالة للانضباط وسلك سلوك ما أعتاد عليه البلد الذي تقصده ، وكونك في بلد غريب لابد لك من أن تضبط سلوكك حسب ماتقتضيه الحالة. 
وأيضاً الإنضباط هو رسالة  ودعوة للاسلام الذي تؤمن به لغيرك عبر سلوكك وأن تكون قدوة بما تعمل وتقول .

2..تمسك المسافر بقيمه الاسلامية
 حين يرى المسافر قيم غيره والتي تخالف الفطرة أو مايشاهده من قيم خارجة عن أطر وقيم دينه كالطهارة والصلة بالله وامتناعه عن المسكرات والاغواء بكل صوره،فهو سيجتهد بأن يعزل نفسه عن تلك الأمور ويعد هذا تمسكاً والتزاما بدينه وهي منقبة لاشك في ذلك. 

3..حفظ المرتحل دينه
نعم أن يحفظ المسافر دينه وليس حفظ فقط ، بل واعتزازه به حينما يرى فساد العقائد الاخرى وبدعها البشرية وكون الله أنعم عليه بهذا الأمر فهو مدعاة لحفظ هذا الدين في مايقول ويفعل. 

يقول الله تعالى لمن سافر للحج (..وتزودو فإن خير الزاد التقوى)
وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لوصيته لمعاذ في سفره لليمن (اتق الله حيثما كنت واتبع الحسنة السيئة وخالق الناس بخلق حسن)
فالسفر يزيد من قدرة المسافر لمواجهة التحديات. 

4.. استغلال تواجده بالدعوة
 والدعوة ليست وقوف بالمنابر ولا الحديث للحشود ولكنها اسهل بذلك بكثير… 
إنها دعوة بشخصه وسلوكه ومثال يحتذى به من خلق تعلمه من النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
وأن يكون قدوة وخير سفير لدينة وبلده بالشكل والخلق والكلمة ، وكما قيل في النبي صلى الله عليه وسلم (كان خلقه القرآن) ..
وكما أدخل تجار حضرموت شرق آسيا للإسلام والذين ادخلو الاسلام لاندنوسيا كمثال قريب.. 

5..السفر انما هو انفتاح للابداع
الابداع ليس له حد ولا شكل وفي السفر قمّة الابداع كونه يخرج من محيط تعود عليه لمحيط العالم الفسيح، فما يراه من تنوع لم يشاهده من قبل وعندها يحبسه وينقله لغيره، فيكون خيراً سمعه أو خيراً رآه وانفتاح للابداع بشكل آخر.

6..الاحتكاك بالاخرين ومهارة التواصل

بالاختلاط بالاخرين ممن يختلفون كليا عن جنسك ولغتك ودينك وتقاليدك لاشك هو منبع من المعرفة والعلم بعضه جيد والبعض مرفوض.  وبخبرتك وماتحمله من فلتر الدين والقيم العظيمة تستطيع أن تأخذ خير ماتشاهده وتتعامل معه .
فالتاريخ لما تراه في سفرك لاياتي الينا الا عبر الكتب ومشاهدات المرتحل الفطن والمدوّن ، وعبر السفر بالذات لأنه كشف لما تشاهده بالعين والمعرفة وهو اقتباس وتقييم التاريخ من قبل المسافر بالسفر.. 
 فليس المعاين كصاحب الخبر. 

7..فهم موقعك بين دول العالم
 من مفهوم تكريم الله لبني ادم كلهم بناء على الآية (ولقد كرمنا بني ادم ...) فهو دعوة للتعامل والتعايش معهم على اساس الآدمية والبشرية وأن الله فطر الخلق كلهم على حب السلام والأمن والتعايش بينهم بين بعض.. 
 واما التقوقع والانطوائية فهو لايجعلك ملما ولايجعلك فاهما للاخرين ومنه يخرج التعصب والتعالي في النفس.
وامتلاك صفة التسامح بقبول كل ماتراه قبولا  لايعني سلوكك طريقهم ولكن احترام كل نفس وحريتها مالم تؤثر عليك وعلى دينك.. 
وبمعرفتك ثقافة الاخرين التي تختلف عن بلدك اختلاف كبيرا.. 
ويجب عليك أن تملك المرونة في التعامل مع قيمك والتي تختلف مع القيم التي تراها فتحاول أن تمررها الا ماينفعك فتكتسبها وبحيث لاتؤثر عليك سلبا بل ايجاباً ،ولاتسبب لك سدا أمام استمرارك بالسفر.

8..مهارة الاخذ والعطاء  في جميع مناحي الدين والحياة

من المهارات المتبادلة بين المسافر والمرتحل ومن ارتحل اليهم أنه في تبادل معرفي وسلوكي اجتماعي وديني ..
ولا أفضل من أن يتقن الرحال مهارة الأخذ والعطاء في كل مناحي الحياة الاجتماعية والدينية المفيدة.. 
فيأخذ مايراه من قيم ومعارف وسلوكيات ومبادئ لاتتعارض مع قيمه ولادينه بل تزيدها ثباتا او تجدد الوسائل اليها بوسائل مشروعة… 
ويعطي بالمقابل مالديه من قيمة دينية اسلامية تعلمها من سيرة النبي الكريم المعلّم سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وهي من ادوات الدعوة فتصبح ايها المسافر بهذه (آخذ معطي) آخذٌ خيرَ ماتَجدْ ومُعْطي خيرَ ما تَحْمِل… 

9..مهارة الاستكشاف والتعلم والمعرفة
لاتأتي من السكون والجلوس بل من الارتحال  والسفر
(من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة).
وقيل قديما لولا التغرب ما ارتقى در البحور الى النحور (يقصد به اللؤلؤ) .
ونتيجة اتقان هذه المهارة سيصبح المسافر مطلعاً مكتشفاً لثقافات متنوعة لم تعهد من قبل وتضيف لفكر الرحال وخبراته الكثير ، وحصولها لديه تجعل ملكة الموازنة والمقارنة بينها وبين ثقافته التي لديه . فان خيراً فخير ما أخذ، وإن شر فشر تركها.

10..مهارة التوثيق والكتابة

لاشك أن مهارة التدوين هي الفارق بين الرحال والمسافر العادي وهي حصيلة رحلته و كما قيل في الكتابة (كل علم ليس في القرطاس ضاع) وزكاة رحلتك تدوين اثارها وتجاربها وخبرات تعين غيرك فيها ، ولتبليغ ماعرفت وفهمت من علوم واخبار وقيم لغيرك لتفيد… 
وعلوم أخبار الأمم ككتب الرحالة ابن بطوطة وماركوبولو ماهي إلا معارف تتناقل بين الامم عبر كتابات الرحالة ، بل هي تاريخ مسجّل لمجريات مايحصل ومصدر من مصادر التاريخ  .
________________________________
ولنبدأ مشروعنا وبالقصة الاولى، وهي من قصص رحال الخبر الحقيقية، والتي استطعت تجييرها في هذا المكتوب والتي استقطعتها من ذكرياتي ومن خلال رحلاتي في بلاد العالم ، والتي في ثناياها بعض الغرائب والطرائف ارجو بها القبول منكم والمتعة في قراءتها وهي مجال جديد أتطرق إليه بعد أن كنت مزاولا ومازلت لكتابة الرحلة بتفاصيلها . .

بديهيات السفر وقصص للاعتبار والنظر

بسم الله وبه العون وهو المستعان ..
والحمد لله تيسيره الترحال ولمزيد من الاسفار.
ولم يفوتنا فهم السير والتجول في الأمصار…
ورؤية جميل خلقه وتحسسها بالحواس التي أنعمها الله علينا ، كالذوق واللذّة والاحساس والمساس والسمع والإبصار...
فالحمد لله الواحد الأحد الفرد الصمد القهّار…
والحمد لله كما ينبغي لجلاله العزيز الجبار…
منشئ الأرض وارسى فيها جبالها وسيّر الأنهار…
فصرنا نتقلب بنعمه ومنته بالليل والنهار…
الا له الحكم والأمر الملك القدوس العزيز الغفّار ذو الجلال والإكرام.

 لاشك ان النظم والقوانين في حياتنا تتسم بالتنوع والتغيير لتسيير حياتنا للأفضل..
وقيمنا الإسلامية هي قيم لخير حياة الدنيا وللفوز بالجنّة…
فالتمسك بها هو النجاة والبعد عنها هو الهلاك…
ومع قيمنا ونظمنا في الحياة تنتظم اطر ساعات حياتنا وخاصة في كثرة العدد وتنوع الطباع والرغبات فالكل لايرغب في أن يكون بمعزل عن ان يكون ضمن مجموعة البشر يسيرون ضمن نهج واحد ، واخذ كلا مايخصه ، والعدل في التوزيع والحظوظ..
ولذلك وضعت الأنظمة والقوانين وهي والحمدلله ضمن مبادئنا الدينية التي حقّها الحق جل جلاله وامرنا بها نبيه صلى الله عليه وسلم…
ولعل بعض الأنظمة والقوانين الحياتية تكون غريبة للبعض لكن ليس هذا معناه رفضها فهي لم توضع الا لتيسير الحياة وبالعدل والمساواة بالحقوق والواجبات بين الناس..
والسبب فيما عنونت به مقالتي هو ما اشاهده من بعض المسافرين الذين يصحبوننا في رحلاتنا وبسبب عدم معرفتهم بقوانين وأنظمة البلدان وبديهيات السفر تجد بعض القصص الطريفة والمحرجة وبعضها خسارة وفداحة في النتائج قد،يصل بعضها للسجن أو الابعاد أو الغرامات في اقلها..
لذلك كان هذا الحديث في تجارب عبر السنوات الماضية ربما تفيد القارئ في العبر واخذ الفهم والنظر للبعد عن كل عتب وقهر…
والغرض منها أيضا ادراك بعض ابجديات الأنظمة العالمية لمن يريد ولوج باب السفر أو كانت لديه هواية حب النظر ومعرفة الخبر لكل بلاد العجم والبربر والمدن والهجر في البر والبحر…
ولتكن قصتنا على شكل مقتطفات وعبر ، بين بلدة وخبر ، في قصة ضمن السفر، وقطرة من كل بحر.

_____________________________________
في (بلاد القرم) 
ومقلب الله لايعيده علي ولاعلى مسلم.
الموقع - يالطا-القرم-روسيا

بعد أن أنتهيت أو قاربت رحلتي للنهاية والباقي منها شهر ونصف..
وحلفت إلا أن أنهي جميع جمهوريات آسيا وروسيا لشهرين ونصف 
وللآن انهيت من 10 رحلات جوية وباقي 8 وايضا مسار بالسيارة بين المناطق لأكثر  من 5800 كيلو حتى اليوم وهذه من أطول رحلاتي التي قمت بها حتى اليوم.
وانا في دولة محاصرة اقتصاديا ولم استطيع الصرف وشراء احتياجاتي حتى البطاقات لاتعمل وكنت خلال اول يومين في هذه المنطقة في عطش وجوع لايعلمه الا الله …

والقصة أنني كنت في رحلة من رحلاتي لروسيا الاتحادية ومنها الى شبه جزيرة القرم وهي شبه جزيرة تقع جنوب روسيا ومطلة على البحر الأسود وعاصمتها يالطا التي اشتهرت بتوقيع اتفاقية يالطا عام1945 بين ستالين رئيس روسيا وتشرشل رئيس بريطانيا وروزفلت رئيس الولايات المتحدة
وقد زرتها وكان وقتها الجو حار جدا في اغسطس وصل نحو 40 درجة ..
الحاصل انها كانت تتبع اوكرانيا بعد التقسيم للاتحاد السوفيتي ولكن لوجود الاسطول الخامس الروسي لم تخضع روسيا لتسليمها بل ابقتها ومحاولة من الامم المتحدة الضغط على روسيا حاصرت شبه جزيرة القرم فقط وعاقبتها بعدم التعامل الاقتصادي ولم تستطيع معاقبة روسيا كونها احد الاعضاء في مجلس الامن الذين يملكون الفيتو..
المهم أنني وصلت اليها على أن اتحول في ثناياها لأيام معدودة ، ولم أعرف مسألة الحصار، ولم استعد له.. 
 فالحصار يعني عدم تداول أي بطاقة مالية دولية كالفيزا والماستر كارد وحتى الصراف الآلي مع واما الكاش فالدولة (روسيا) تمنع تداول العملة الصعبة الا عبر البنوك ..
وساء الامر أنهم لايتعاملون بالدولار مباشرة لابد بالروبل..
ولم يكن معي الا دولار وبطاقات لاتعمل..
والحمدلله أنني استأجرت السيارة والسكن لأول ليلة قبل أن أصلها. .
ولكن كنت أجد صعوبة في شراء الماء أو تناول الطعام وشراء أي شيئ عموماً ..
وكان اليوم الذي وصلته ظهر السبت ومن الغد الأحد ، وهذا يعني أن الصرافين المسموح لهم بالصرف مغلقين فزاد همي..  فقد كنت غنياً معدما املك مالاً لاينفعني ولايغنيني ، فلا أستطيع الشراء ولا املك له وصلا…
استمر السبت ومضى الأحد إلا أن بلغ مني الأمر مبلغه ، فأضطررت 
اليوم باقي لي ٣ ايام لأكمل شهر من رحلتي بين جمهوريات اسيا وروسيا...
واليوم حصل لي مقلب من نفسي ومن الاوضاع بالبلد .
فقدانقطعت عن الفلوس وخلص الروبل ولايوجد صرافين وتوهقت..
وقول زين أنه قبلت راعية المنزل اللي سكنت فيه البارحة فلوس اليورو التي أعطيتها والحمدلله أن قبلت.
ولم اسكن بالفنادق قصدا فالفنادق تطلب روبل او بطاقة وكل بطاقاتي لاتعمل ولايوجد روبل لدي.
واليوم الله لايوريكم ماشفته من صعوبة رغم رؤيتي الاكل الحلال للاتراك وخاصة طبق البلاف الشهي (رز وخضار ولحم مطبوخ على الحطب) وهو خاص من طعام الاتراك في القرم.
 ولكن مالبيد حيلة.
وبعد سؤال الله الفرج بعد ان كدت ان انام بالسيارة هذه الليلة واكل مامعي من تمر والماء نحصله ..
فدخلت مدينة ( يالطا ) في شبة جزيرة القرم وهي مدينة سياحية لرؤية امكانية الصرف، وبعد أن سألت كل محل تقريبا ولم اجد طلبي، وكلهم يقولون ان احاول غدا الاثنين، فكل الصرافين مغلقين.
وانا منهك القوى وهمّ الصرف غلبني .

وانا اسير اذ بمحل للأنتيك (تراثيات) شفت بالفترينة بعض الاثار وانا اعشقها دخلت، وصرت اساوم لبعضها ، لان معي يورو واظن أنه يقبلها، على الاقل ان لم اشتري طعام يشبعني التراث...
 لكن فوجئت حينما عرف أنني ساخرجها الى بلدي ، وهذا ممنوع هنا في روسيا، فللأسف لم تتم الصفقة وما اردت شرائه، فاجتمع هم الجوع والمنام وعدم شراء ما اوده..
ولكنني سألته من باب فعل السبب لعله يصرّف لي اليورو اللي معي الى روبل.
لكن رد بالاسف انه لايصرّف.!!

وكأن ابن الرجل البائع فهم ما أريد...
طبعا كل النقاش السابق بلغة الاشارة....
لايفهمون الا روسي وانا بالروسي بنغالي طاح بمغاربة ...
ثم أخذني ابنه وخرجنا من المحل وانا مسلم له الامر بعد توكلي على الله.
 ومشيت خلفه بالطرقات والشوارع وبين المحلات حتى وصلنا الى محل مغلق، طرق على بابه ثم فتح الباب فإذ باللي فتح الباب شاباً يافعاً ، ولديه لابتوب على الطاولة وبجانبه اله لعدّ الفلوس والتي عادة تدقق حتى الفلوس المزورة من غيرها...
عرفت من شكله انه السوق السوداء..
المهم اعطيته ٢٠٠ يورو وصرف لي افضل من صرف البنوك ، اليورو ب٧٠ روبل..
والحمدلله يوم حطيت الفلوس بجيبي دخل لي امان عجيب وكأنني الخاشقجي ...
طبعا كان مثل عندنا قديم اذا قالو (مثل الخاشقجي) اي مليونير ...
فالحمدلله كانت نجاة...
 ووخر عني محد قدي..
 عندي ١٤ الف روبل 
وفعلا الكاش مهم وانا لا اخليه بجيبي في كل رحلاتي كان توهقت .
حتى دخلت محل مظلم وشكله محل العاب جوالات وهناك شخص طلب كم المبلغ الذي سأصرفه ودخل على النت ليتم صرف ماكنت احتاجه والحمدلله..

ثم رجعت لمركز المدينة وطلبت اكبر طبق رأيته مع اكبر عصير شربته وكأني اول مرة اشاهد النعمة والنعمة غالية وتحتاج شكر الله لايحرمنا يارب..



______________________________

حوادث سرقة ونشل وخطف عبر الترحال لخمسين سنة مضت.. 

يحكى أن رحّالا قبل أن يبدأ مشوار ترحاله حول العالم، وفي سفره وتجواله بين ارض الله الفسيحة بين ديار العرب والعجم والشرق والغرب أن تعرض لحوادث كما يتعرض لها كل إنسان…
ولربما في سردها عبرة لمن يعتبر وقصة للتاريخ تروى من قصص الحوادث الطارئة فليس كل سفرة نافعة آمنة بل فيها ضرّ وشر وقلّة أمن…
ولعلي لم اسردها كما أسرد جمال ما أراه لحب الناس للجميل واجتنابهم مايسوء…
لكن الفائدة في كل شيء في السراء والضراء في الخير والشر كما قال تعالى (ونبلوكم بالخير والشر فتنة..)
وايضا قوله تعالى:  ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ) ..
فالشر حاصل كما هو الخير حاصل لكن الاعتبار والصبر هو الجائزة لما يحصل بعده…
وقد يكون الخير في الشر ذاته كما يقول تعالى:  (لا تحسبوه شراً لكم، بل هو خير لكم).
وقوله تعالى: (وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم، وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم)…
لذلك ربما في سرد تلك القصص فوائد  وخير منعه الله عني لشر اعظم منه..
نبدأ بسم الله وبه المستعان ونعوذ بالله من كل شيطان ونسأله أن يكفينا كل ذي شر من الأنس والجان والحيوان…
فلأبدأ قصصي في مايحصل في سفري فقط وليس في ما اسكنه في مستقر داري وهو مايتحصل منه الفائدة للمسافر…
وسأبدأ بالأقدم فالأحدث وسأذكر المدينة والدولة التي حدث فيها الحدث وبداية من عام 1395هـ 1975م …

1- الزبير- العراق
في يوم صيفي حار من صيفنا في شهر تموز الذي ينشف الماء بالكوز وكنت ازور الأهل في بلدة الزبير وقد كانت ايام آمنة وحكم البعث فيها قوي لكن وجود المحتاحين والفقراء والمعوزين هو مايجعلنا نوقف السيارة  في الكراج (موقف مدفوع) لحمايتها من السرقة…
لكن تكاسل مني في ظهر ذلك اليوم وقد كنت أحب التصوير وفي سيارتنا الجمس وضعت كاميرتي نوع (ياشيكا) يابانية ذات الأفلام والظاهر لم اغطيها بشيء ووقت الظهر قصير وكنا نضع السيارة في الكراج ليلا ونوم القايلة شيء ضروري حتى من زود النوم الهانئ ننام في السرداب كونه ابرد وابعد عن كل صوت مع جدي ابراهيم الشدي رحمه الله ..
وكانت بيوتنا من الطين وجدرانه بسمك متر تقريبا يعني مانعة وعازلة للحرارة لكن يظل تموز حار جدا..
وكانت احدى الغرف قد وضع فيها مكيف صحراوي وكانت للنساء..
المهم استغل السارق الظهر والقايلة ونوم المتقيلين ليستغل الهدوء والرمضاء التي لايطير فيها طير أو انسان ، وكسر زجاج السيارة وسلبني احدى أثمن ما أملكه ذلك الوقت…
والحمدلله ان عوضني بخير منها وصورت اكثر وأكثر لكن الحادثة قد جعلتني أكثر خبرة في التعامل مع هكذا حادث..

2- بومباي-الهند
وقد كانت أول سفرة لي خاصة بنفسي لايشاركني الوالدين ولا أحد من العائلة وكانت تجربة مميزة اعطتني الكثير ودفعتني للأمام بقوة مع ماحصل لي هناك من استغلال وسرقة لكنها أمام عيني وفي وظح النهار….
كنت اصرف الدولارات الى روبية وكون السوق السوداء (صرف الشوارع) يعد صرف مغري عن صرف البنوك وهو ما اريده وكان شائعا ذلك الوقت ففي الدول التي يعتر فيها العملة الصعبة( الدولار والجنيه الاسترليني والمارك الالماني) تجد صرفه في الشارع بفرق 10% الى20% زيادة وهذا يشجع عادة السياح…
ولذلك اعطيت ذلك الصرّاف مبلغ مائة دولار وكانت تمثل 1000دولار اليوم وقد صرفتها لاحتياجي للسكن ودفع مبلغ لاستجلاب خادمة لأختي هذا كان عام 1402هـ في رحلتي الثانية للهند ..
وقد اعطيته المائة ليعد المبلغ الروبية الذي لي .كان أمامي اوراق ذات الفئة المائة روبية ثم تأكدت من عددها وثم وضعها لي في حقيبة لي..
وطبعا كل شيء يسير بسرعة لعدم وجود الشرطة…
ثم اخذت الحقيبة وركبت التاكسي من نوع امبسادور سوداء اللون لأسير بضعة كيلومترات ثم انتبه وكأنني كنت نائما واستيقظت…
ثم فتحت الحقيبة مفجوعا لأتأكد من المبلغ فقد أحسست أن فيه شيئا…
وتفاجأت بوجود المبلغ لكن بدلا من الاوراق ذات الفئة من المائة روبية كانت كلها من فئة العشرة روبيات..!!
يعني اعطاني 10% من صرفي وسلبني 90% من مبلغي…
طبعا ابتعدت عنه ولا أستطيع الرجوع وكأنه سحرني بعدم تأكدي حينها من المبلغ ويسمونه سحر التشويش أو سحر الأعين…
المهم راحت فلوسي والحمدلله انه كان عندي بعض الشيئ الذي يكفي ولله الحمد…


3- حماة-سوريا
في رحلتي الأولى بالسيارة لتركيا عبر سوريا عام 1982م ولحالي وهذا كان خطأ كبير ، فقد كنت طالب بالجامعة وكنت أعمل بالصيف لشهرين واستلم مبلغ طيب حول3000 ريال بالشهر في برنامج عمل الطلاب الصيفي…
وقد سافر الأهل والوالدين لتركيا وسبقوني واردت عمل سفري بالسيارة كمفاجأة لهم وطبعا لم يوافقو لذلك ارتحلت لحالي.
سرت مسافة 3000 كلم من الخبر لأسطنبول بيوم ونصف طبعا كنت لا أتوقف الا بالحدود والوقود وماحدث لي حين مررت بحماة في سوريا..
اذ كنت اريد محطة للوقود وكانت المحطات متهالكة ودخلتها والمكان ضيق فضربت المراية الجانبية مرفق أحد ضباط الجيش العلويين الله أعلم…
كانت السالفة بسيطة جدا ورأيته يلتفت التفاته وهو ماشي لكن حينما قرأ اللوحة سعودية بدأ يصرخ وكأن قطار دهسه…
المهم ماكان مني الا أن اخرجت رأسي واعتذرت بكل أدب فاذ به ابن اللذين يضربني بلا اي كلام واخذ مع معاونه اوراق سيارتي المهمة للجمارك وقال اذا تريدها الحقني…
حاولت معه لأن الأوراق مهمة ففيها التأمين وأوراق دخول البلد فلابد أن تكون معي بالخروج ، طبعا صاحب المحطة حنّ لي وقال هؤلاء مجرمين بوس رجله ويمكن يتركك..
قلت لا والله ماعاد الا هي ..
فذهبت له وكانت سيارته خربانة او حرارة عالية فطلعت لي فكرة انني أشتري هدوئه بأن أعرض له ذهابه لأي مستشفى وادفع انا التكاليف ..!
طبعا هو سيهتم بالمبلغ لأنه اصلا مافيه شي..
طبعا محفظة الفلوس كانت فيها فلوسي وخبيتها اغلبها داخل السيارة ووضعت مبلغ مائة دولار مع خردة ليرات ..
ثم ذهبت له وعرضت له الأمر…
وسرعان ما اختطف محفظتي من يدي وطلع كل الفلوس اللي كنت وضعتها..
طبعا لم يترك لي شئ..
فقلت له امامي تعبئة وقود وطريق فقال بكل بجاحة اطلب من الناس يساعدونك..
ورمى المحفظة ولم يتركني بل اراد ان اجرّ سيارته لمكان معسكره..
وفعلا سحبتها الى كم كيلومتر وبالطريق الحمدلله اشتغلت…
ثم تركني الكلب بلا معين سوا الله الذي الهمني ما استطعت ان اهرب منه به من مال وحياتي، فالعسكر في سوريا يامرون وينهون بلا حسيب ولارقيب…
وقد يقتلني ان رأى أن في قتلي مكسب له…
وهكذا فررت بما لدي وخرجت من تلك الغمّة بفضل الله ورحمته ..

4- حمص-سوريا
وفي نفس السفرة تلك لكن بالعودة من تركيا للسعودية وبعد قضاء شهر مع الأهل ولحالي أيضا ، كنت اتيا من الشمال للجنوب باتجاه دمشق وكان الطريق كله سيطرة عسكرية متنوعة (السيطرة نقطة تفتيش) فمنها سيطرة للمرور ومنها للشرطة ومنها لشرطة الجمارك ومنها للاستخبارات الجوية ومنها للاستخبارات العسكرية وهكذا…
فلاتعرف مع من تتعامل ومن هو صاحب القرار…
المهم وفي القرب من حمص مررت على واحدة من تلك السيطرات لأقف له واستغل كوني لحالي فاصبح يفتش بشراهة فسرق منظار زايس الماني اشتريته من تركيا بمبلغ 2000 ريال في وقتها ومازال معي وسرق ميدالية بفرو الأرنب كانت معلقة بمفاتيح السيارة وبعض الاغراض..
حاولت معه وهو يصرخ علي ويقول:  اذا ماتتحرك الآن اضع لك لفة هروين واسحبك للسجن…
طبعا يقول ويفعلها لأنه سبق أن لفقت تهم هكذا لخليجيين وتمت سرقة سياراتهم..
فحركت وانا متألم من هذا الحال ولا أدري لمن أشكو حالي… .
وليس سوى الله ابث له حزني والمي من ظلم وقع علي…
وبعدها بنحو 10 كلم كالعادة سيطرة أخرى وانا كنت غضبان فخرجت من السيارة وانا ارفع صوتي:
 الى متى هذا الظلم اليس نحن في بلد النظام والامن سرقت عيني عينك من يسمع شكواي..
طبعا قلتها بسبب ماتعرضت له قبل هذه السيطرة ولم أكن بوعيي كاملا…
لأنه ممكن تكون هذه الشيطرة متعاونه مع من قبلها وأكون قد حفرت حفرتي من دون لا أعلم…
لكن حينما سمعني رجل كبير السن له شوارب بيضاء وكان يركب بيجو بكس بيضاء فقال لي ياهلا ياهلا وينك بدنا اياك من زمان… !!
انا وقتها قلت انا لله وانا اليه راجعون ليش تسرّعت واشتكيت…
الان من يخرجني من ورطه أكبر من اللي قبلها..
طبعا الرجال اقبل علي وكان يبتسم وهو يقول ياهلا ياهلا بالسعودي..
قلت خلاص انا الطعم اللي ينتطرونه..
عاد قال وش تشتكي منه ، انا خلاص استسلمت وقلت له اللي صار من السيطرة اللي قبلهم…
قال يلا اركب سيارتك وركبت وركب الرجال معاه عسكري لابس مدني ومعاه كلاشينكوف قلت:  لا رحت فيها ياوائل…
المهم انا استسلمت وقلت اللي الله كاتبه بيصير ..
ورجعنا للخلف الى نقطة السيطرة ذاك اللي سرقني لكلب وانا قلت الحين بيسلم عليه وابي آكل ضرب وبيستلموني صح..!!
يوم وقفت السيارة نزل الرجال ابو الشوارب البيضاء ونزل العسكري اللي معه والا ذاك اللي سرقني يضرب له تحية سلام بقوة ..
يعني هذا اللي معي ضابط كبير…
وكنت انتظر البقية وقلبي يعتصر لمآلي المنتظر…
فاذ بي افاجأ بعد ضرب التحية العسكرية بكف ماشي الف من ابوالشورارب للي سرقني حتى من قوته طيحه بالأرض..
وانا متعجب… !
وش السالفة لم يكلمه ولم يحقق بل كف فقط هو الحديث اللي وجهه له..
وامر العسكري اللي معه بسحب سلاحه وتكبيله بعد ان امره بارجاع الدربيل وعلاقة المفاتيح اللي كان معلقها بحزامه الكلب..
هنا عرفت ان شكواي قد،صارت الئ جانبي ولم أقع ضحية والحمدلله.
واللي متعجب منه هالضابط الكبير لم يحقق ولم يستفسر واخذ كلامي وكأنه حقيقة كاملة…
وربما لخبرته في مثل هذه الأمور..
وطبعا سحبنا الطريق من حمص الى دمشق وبسيارتي ومعي الثلاثة وقد أخبرته بقصتي مع الظابط اللي في حماة وتعرض لي بالضرب واخذ أموالي ويقول لي الامر خير لاتخاف انت بايدي أمينة..
وصلنا لزحمة دمشق وبالطريق شكل هالشايب الضابط ابو الشوارب البيضاء معروف وله رتبه فمو خلال اللي يشوفونه بسيارتي ويترجونه لابناء لهم مساجين وبعض امور يطلبونها ويبوسون يديه عرفت انه آمر ناهي بالمنطقة..
المهم دخلنا لمبنى اتوقع انه تابع للاستخبارات الجوية في وسط دمشق ولوح التنبيه من التحدث بامور امنية وامور انضباطية ومصطلحات بعثية عرفت أنني بموقع مهم جدا..
دخلنا أحد الابنية وثم فصلوني عن السارق وايضا الضابط راح لحال سبيله..
وانا كنت اطلع من طابق لآخر ثكانو يستفسرون وارد نفس القصة عليهم الى صعدت في اعلى طابق وكله زجاج يطل على دمشق ومكتب فاخر ومكيف وفي المكتب رجل عليه سمة كبار القوم وفي المكتب صبّاب القهوة ولم يتخدث معي الا عن اننا بلدين شقيقين وان ماتعرضت له يحصل لكل من تسول له نفسه الفقيرة لذلك وانه سيعوضني خيرا ..
واخبرته بقصة الحادثة الماضية في حماة وسرقة اموالي..
ثم في نهاية الجلسة قدم لي،ظرف فيه مبلغ 300 دولار وقال روح بسلامة الله واذا تعرض لك احد كلمني فورا…
وخرجت وانا فرح من نصر الله وعونه الذي لولاه لما كنت سالما اسرد لكم قصتي ..
ووصلت الحدود ولم تتعرضني أي نقطة سيطرة اطلاقا…
والحمدلله على العقلان…

5- اسطنبول-تركيا
سطو ليلا على مسكننا ..
في أحد رحلاتي المتكررة لاسطنبول وكانت هذه المرة مع الأهل الزوجة والوالدين وكنا نستأجر شقق في بيوت من اصحابها سنويا وهم يسكنون اسفل ونحن في الأعلى..  وذلك بمنطقة سارير شمال اسطنبول نحو40 كلم، ومطله على البسفور ..
ولم تكن اسطنبول بالصيف باردة وايضا لم تكن الشقق والبيوت مكيّفة لذلك نظطر لفتح الشبابيك…
واذ بيوم غير متوقع تتم سرقة محفظتي وبعض ماخف وزنه وغلا ثمنه عبر حرامي دخل من أحد الشبابيك المفتوحة…
وكانت مبالغ كبيرة بالنسبة لي مع البطاقات البنكية الفيزا والتي سرعان مابلغت عنها ..
والسبب كان الحال وقتها ضعيف للأتراك وحين يروننا بسياراتنا يرون الثراء فهناك من يستغل تلك الفرص في ضعف نفس لينال حراما..
وهنام في نفس الوقت تعرض الوالد رحمه الله وكان في أحد الازقة مع الوالدة وكانو آتين للمنزل ففي زقاق مضلم داهمه اثنان يريدون سرقته لكن كان الوالد قبل 38 عام بصحته وقوته فمنعهم بما اوتي من قوة وحين علمو عدم قدرتهم امتنعو وهربو..
والحمدلله لم تتم سرقتنا بعدها الا مؤخرا وتمت مداهمة الشقة وسرقة التلفاز والهواتف وبعض الاغراض الكهربائية الخفيفة وحصل ذلك من قبل بعض فئات اللاجئين السوريين على مانعتقد ، فهم اللذين يتجرئون لذلك اولا لحاجتهم ولضعف دينهم في اسطنبول..


6- مونتريال-كندا
سطو على سيارتي في ميدان كبير…
كانت جولة من أطول جولاتي ورحلاتي في تاريخها طولا ومسار بالسيارة اذ سرت نحو25 الف كيلومتر ابتدأتها من نيويورك الئ فلوريدا جنوبا ثم شيكاغو وتورنتو واتاوا ومونتريال شمالا مرورا بشلالات نياجارا  ..
وصلت لمونتريال وكنت اتمشى بها وأوقفت سيارتي في أحد ميادينها الكبيرة لأتمشى مع الأهل وقد وضعت فيها كاميرتي الفديو السوني (هاندي كام)  ..
وحين رجعت بعد عدة ساعات اذ كانت السيارة مفتوحة والهاندي كام مفقودة واشتكيت للشرطة ولم يتحرك فيهم شعرة للأسف وكان حولي (هوم لس) المتسولين الذين لابيوت لهم يهيمون بالأرض وخاولت أن استعطفهم لعل أحدهم رأى شيئا..
ولم تهمني الكامير بقدر ماكان شريط الفلم فيها هو المهم فقد كان يحوي صورا لكل الرحلة لمدة 3 ساعات وبميزة التدبيل كان التصوير لستة ساعات..
واغريتهم بالمال وكنت اريد الفلم فقط… !!
لكنهم للاسف كانو خائفين مو بعضهم البعض فلم يبلغ احدهم وفقدت للاسف حصيلة مهمة لتصوير رحلة كاملة..

7- اوسلو-النرويج
كسر زجاج السيارة وسرقة مابداخلها
في النرويج والدول الاسكندنافية لم اعتقد يوما أن الأمن فيها لهذه الدرجة الهشّة…
فقد استأجرت سيارة كالعادة وحينها لم يكن الجوال بسكله الحالي لذلك كنت آخذ جهاز الجارمن لاسير عليه في طرقات السفر..
وكنت مستأجر احد البيوت (جست هاوس) بيوت الضيافة فما أصبحت الصبح الا وعلى زجاج السيارة المنتثر مع فقد جهاز الجارمن…
بلغت الشرطة وبلغت سركة التأمين على السيارة والشرطة اخبروني بكل برود هذا يحصل من قبل بعض المهاجرين هنا وعلى قولتهم (الله يساعدك)… !
اما شركة تأجير السيارة فقد ابدلت السيارة فقط دون التعويض وكنت قد أمنت تأمين ضد السرقة…
وراحت علي فلوسي..

8- مومباسا-كينيا
محاولة إختطاف بائت بالفشل بفضل الله…
كنا في مومباسا ، وقت كنا ثلاثه اشخاص قد استمتعنا بجوله مميزه في مومباسا الساحلية،المطله على بحر العرب..
 وفي طريق العوده من مومباسا الى نيروبي وكان الطريق 500 كيلومتر ، كنا قد اتينا سابقا من نيروبي الى مومباسا عن طريق الباص برا…
وكان الطريق مزعجاً جدا فاضطررنا لاستئجار ميني باص صغيره.
وتم استأجار هذه السياره من احد الكينيين من أصول حضرمية والذين تعرفنا عليهم  هناك..
وكان،هو المترجم لنا وقد ساعدنا في ايجاد هذه السياره والمساومة في سعرها…
وركبنا السياره بعد،أن تناقشنا بالسعر وبعون الله أنطلقنا عصر ذلك اليوم متوجهين الى نيروبي .
كان الطريق طويلا وكان السائق يتحدث لخطيبه له يريد مواعدتها لملاقاتها وهي كما يقول أنها في منتصف الطريق الى نيروبي…
فقبلنا ذلك وفي حديث استطاع أن يقنعنا بتلك،القصة، مع أنه من المفترض ان لا تحدث مثل هالأمور…
 ونكون جادين في التحدث السواق كوننا لانعلم مايخططون له…
 المهم انه كان يريد شحن جواله بين فترة وأخرى وكان يتصل كثيرا و كل يقول انه يتصل على خطيبته لمواعدتها ولم نعلم انه كان يضمر لنا شرا…
وفي وسط الطريق وقد اظلمت الدنيا و اصبح الوقت ليل فقال: ( ان خطيبتي في قريه ولا استطيع ان أقنعها بالمجيئ لي فهي ترغب أن،آتي اليها..)
فلا بد ان ادخل اليها لقريتها ولا اعرف بيتها فسيدلني لعنوانها احد اخوانها…
سمعنا لذلك الامر واطعنا وكأن الامر عادي ، ومن المفترض ان لا نوافق ونرفض ..
 لكن اللي حصل انه اركب معنا احد قد وقف بالطريق ينتظره ويقول لنا انه اخيها…
فجلس هو والسائق امام وكانت السياره من النوع السفاري التي تدخل المحميات وعادة لمثل تلك السيارات ان يكون بيننا وبين السائق انابيب من الستيل كحماية للسائق..
 ودخل للغابه وفي منطقه وطريق ترابي حتى دخل فينا الشك…!!
 امرناه بالعوده الى الشارع العام ولكنه لم يقبل فقد كان يقول البيت،قريب اراها وننتهي من السالفة…
 ودخل لوسط الغابة حتى بلغ مكان مظلم في الغابه ، وكان يريد دخول بيت وفتحت بوابة زرقاء لكراج المنزل…
وعرفنا حينها ان السالفه فيها مافيها وهو يريد ان يخطفنا ليتفاوض بسعرنا مع اهالينا ..
وماهذا الذي اركبه معنا الا واحدا من الذي كان  يتصل بهم من اول الطريق ليخطط لفريسته التي هي نحن…
فقلت لأصحابي الدعوة حياة وموت فلنفعل التالي:
انا أمسك السائق من رقبته وقلت لصديقي ابو مالك ان يتولى مس رقبة الذي جنب السائق حتى لايتهورون باكمال ماخططو له…
وكان هناك خلف السياره ساطور مربوط،وهو يستعمل في الغابه لشق الاغصان في الطريق عبر الغابه فامرت الثالث ان يحاول فكه لنستعمله في الدفاع عن انفسنا …
وحاولنا بالسائق للرجوع فلم نستطيع الا بعدم دخوله للمنزل..
ولو كان معهم اسلحة لما استطعنا المقاومة لكن سهلها الله وحمانا منهم  والحمدلله ان كان معي رقم الحضرمي واتصلت عليه ليتحدث،مع هذا السائق…
وبعد ان،اعطيته الجوال كأنه  ارتدع وعرف ان هناك من ينتظرنا وبدأ يرجع لعقبيه والحمدلله ان ابعد الله عنا الشر بعد ان كنا سنقع فيه…
وهذا فضل الله ودعوات الوالدين والحمدلله رب العالمين…

9- اروشا-تنزانيا
سطو مسلح وقطاع طرق
 في حادثة خطيرة وربما أخطرحادثة قطاع طرق تمر علي في ترحالي.
طبعا كانت الحادثة دموية وقصتها طويلة بعض الشيئ…
ففي عام2007م كنت اخطط لرحلتين جماعية من رحلاتي للشباب وكل رحلة لعشرة ايام والأولى لمجموعة من 13 سعوديين والاخرى من 13 كويتي…
وبداية الرحلة للسعوديين ابتدات من اروشا في تنزانيا للتمشية في السفاري التي تتميز به تنزانيا مثل منيارا وجورجورو وسرنغيتي وغيرها ثم نكملها بزيارة لجزيرة زنجبار وجولات بحرية…
والمجموعة الكويتية ابتدأت بهم في نهاية السعوديون من زنجبار بعد ما أقلع السعوديون لاستقبل المجموعة الثانية اكمل معهم الطريق لاروشا التنزانية بعد جزيرة زنجبار التنزانية ايضا…
كانت الرحلتين منظمة ومرتبة عدا ان طلب الكويتيون ان تكون الرحلة اكثر راحة وان يكون المبيت في فنادق بعد ان قضى السعوديون الرحلة في مخيمات وهكذا يريدونها بسيطة وطبخ في البر والسفاري حتى اننا اشترينا ذبيحة وتناولناها في سرنغيتي…
كان الكويتيون في ظاهرهم الترف من لون الحقائب ولبسهم وكذلك الرحلة المترفة فكانت هذه واحدة من الاخطاء التي حصلت واحد اسباب ماحصل لاحقا…
والخطأ الثاني هو أننا نسينا إكمال مبلغ للمكتب يعادل 1000 دولار مما اضطررنا لسحبه من احدى مكائن الصرف من مكينة بالسوق وتحولقنا حولها فما سحبناه كان بالملايين بعملتهم…
والخطأ الثالث كان شكل الحقايب فوق الجيوب ملفتا للنظر فهذه حمراء سمسنوايت وتلك خضراء والأخرى فضية…
والخطأ الاخير أننا سلمنا المبلغ متاخرين وسرنا العصر مما يعني دخول الليل علينا في طرقهم…
كل تلك الأخطاء الاربعة مع عدم ذكر الاوراد التي تعودنا عليها كانت سببا في ماحصل…
فما الذي حصل.. ؟؟
سرنا العصر في مابين اروشا بشمال تنزانيا لاول المحطات وهي محمية منيارا وهي تبعد نحو 3 ساعات عبر طريق مسفلت يمر عبر غابات والقرى فيه بسيطة غير منارة…
وكنا سيارتين السيارة التي كنت فيها معي ستة والأخرى فيها 7 غير السائق ..
واظلمت النهار ونحن في الغابات وكنت في المقدمة ورابط حزام السلامة ومعي جوالي ابودمعة اغير الشريحة للسعودية لكي استلم بعض الرسايل…
واذ يسبقنا الجيب الذي فيه سبعة اشخاص وبيننا وبينه نحو خمسين مترا..
والطريق ليس مستوي في ارتفاع وهبوط ، واذ فجأة يخرج من الغابة سبعة من الافارقة ، ومعهم حجر ثخشب يضعونه كنقطة تفتيش وهذا شي متعارف عليه هنا في افريقيا..
لكن الغريب هو عددهم وكلهم بلباس عادي عدا اثنين يلبسون. جاكيت فيه عاكس فسفوري كالذي يلبسه العسكر بالطرق…
وامامنا الجيب الذي تقدمنا وقد خفف السرعة ، وتقدم له اربع أشخاص وهم مسلحون الاربعه معهم كلاشنكوف والثلاثة معهم مسدس فرد..
الاربعه حاولو ايقاف الجيب لاصحابنا وربما السائق عرف انهم ليسو عسكر
فلم يتوقف واراد السير فتم اطلاق النار من الرشاش فلم يصب شيئا ولم يتوقف صاحبنا، ثم اتبعوه بطلق آخر توقف فورا وسقط السائق من السيارة..
حينها وانا ارى المنظر امامي عرفت ان الدعوة ليست شرطة بل قطاع طرق..
فامرت سائقنا بالهروب لنحفظ الموجودين ممن نقدر على ادارتهم ، لكن الخوف وعدم الخبرة لم يستطيع التحرك مما عجّل بالثلاثة كن قطاع الطرق للوصول لسيارتنا وفك باب السيارة وجرّ السائق للشارع ورميه خارجا فقد كانو يعرفون ماذا يريدون ..
كانو يريدوننا وقوب رئيسهم المسدس علي وامرني بالخروج من السيارة مع الجميع…
وانا حينها كنت ارى فوهة المسدس وبعد ما شاهدت تلك الطلقات عرفت ان الدور علي… .
خاصة اننا في افريقيا وحياة الشخص هنا لاتساوي رصاصة..
بصراحة ايقنت الموت وعرفت ان اليوم يومي ولكن امر الله لم يأت بعد…
 حينها وفي تلك اللحظة اتاني شعور بالموت حقيقة وأنا اشاهده يحدث ، تشهدت وصرت في تلك اللحظات البسيطة كأنها ساعات…
 واتسائل هل حينما يطلق النار سأموت فورا ام هناك آلام وهل ستدخل الطلقة وتخرج بسرعة وبلا الم ام انها ستنتزع روحي وتمزق اشلائي…
صرت افكر كيف اتى بنا قدر الله لهذا المكان وكيف ان قضاء الله لامفر منه ..
وانا اتصفح حياتي بلحظات بسيطة تسائلت وطلبت طلبا من الله أن يبقيني حيا لا لسبب الا لكوني اشاهد منطرا دراماتيكي اول مرة يمرّ علي مثله… .
ووددت أنني كما رأيت تفاصيله أن ارويها كما رايتها فهي قصة ليست جميلة لكنها فريدة ولن تتكرر ان شاء الله…
وقد لبى الله لي طلبين الاول النجاة من تلك الفئة القاطعة للطريق والقاتلة
واصبحت الاحداث التي شاهدتها قصة ارويها لغيري كما هو حاصل الان والحمدلله ..
لم ننتهي من القصة فقد سحبو جوالي وحقيبني التي على كتفي والمحفظة المثبتة على الحزام…
وكأنهم دارسين مواقع الاماكن التي احتفظ بها في ما لدي…
فتم سرقة مايعادل سبعة الاف ريال من نقدي وعيني وبالاضافة للجواز والبطاقات وحقيبتي في السيارة..
وخرجنا من السيارة ميممين الغابة نلتجأ بها من ظلم الظالمين ثلاندري عن أحوال ربعنا ..
دخلنا نحن الستة للغابة في ظلام وسكون لانرى الا الطريق وسبارتنا ومايحدث فيها من سرقة أمام أعيننا ..
حين تحركت السيارة وقطاع الطرق هم من اخذها وسارو بعيدا…
عرفنا أن الوضع آمن للخروج والإطمئنان على السيارة الأخرى..
فمازالت متوقفة، والسائق طريح الارض وبعض الشباب خرجو معنا من الغابة والبعض منهم مازال في الداخل..
وصلنا وتحمدنا لبعضنا البعض بالسلامة بعد أن تاكدنا ان الكل سليم معافى الا بعض ضربات من عصي على من جلس في السيارة وكانو 3 والحمدلله انهم لم يخرجو فقد استعملنا السيارة للعودة…
لكن لم يكن جلوسهم بالسيارة الا بسبب انهم بدينين ولم يستطيعو التحرك مع صعوبة الموقف ، وكانت تلك جائزة لنا لنأخذ السيارة ونجتمع نحن الثلاثة عشر مع السواق والسائق المصاب لنحمله في سيارة واحدة..
وعلى اول مخفر نتوقف لنخبر السفارة السعودية وجهاز الشرطة والسياحة ليأتي الكل عدا السفارة للأسف التي لم تتعاون مع انها الوحيدة خليجيا في تنزانيا ذلك الوقت…
ولم تكن سفارة للكويت هناك، فاعتمدو الشباب الكويتيين على اتصالي بسفارتنا لكن للأسف خابت الظنون ، مع أنني ابلغتهم بأن جوازي سرق وبطاقاتي وأموالي ..
فلم يستطيعو الا اخبار أحد التجار بأن هناك سعودي في حاجة..
وكأنني أستجديهم..
فكلمني وكانه يستنطقني ويحقق معي فقلت له لا أريد منك صدقة اريد السفارة ولم يكلمني احد للاسف..
وماقصر شرطة اروشا وهيئة السياحة فقد عملو كل مايلزم واوصلونا للفندق المعد والحمدلله أن كل حجوزاتنا مدفوعة للطيران والفنادق والاكل ولم نكن بحاجة الا للاموال للهدايا وبعض المستلزمات..
ولم نسرق كلنا فقط انا وثلاثة معي..
اكملنا رحلتنا بموكب مسلح ليتم الاستعانة من الغد بقبيلة الماساي التي تعقبت اثرهم ثقاتلتهم وعرجعت لنا بعض الامور من الجوازات والبطايق وبعض الشناط والحقايب والملابس فقد اهذو ماخف وزنه وغلا ثمنه ..
ولم يرجع لي شيئا الا مالبسته ..
والحمدلله على العقلان…


 10- مكة-السعودية
نشل وشق جيوبي والحمدلله لم تتم بفضل الله. .
في إحدى رحلاتي للعمرة لمكة. المكرمة وكان الزمن رمضان وكنا لانفوت رمضان وخاصة العشر الاخيرة منه وعادة نكون مع الوالدين ومنه مع الاهل عساها عادة ماتنقطع يارب..
المهم كان وقتها التوسعة لم تحصل والابواب محدودة للحرم فقد كانت اقل من 50 بابا وليس كما هو اليوم حول 300 باب ماشاء الله وكنت متعود ادخل للدور العلوي فوق باب الفتح فيه جسر ضيق يتم دخول الحرم منه، وكل يوم وأمورنا طيبة نفطر بالحرم ثم نخرج نكمل افطارنا لنعود لصلاة العشأء والتراويح…
وفي يوم من تلك الايام ذهبت ورجعت للشقة وكانت الأمور طيبة حتى كان وقت تغيير ثوبي الا واشاهد الشق بالموس قد طال الجيب والجيب الداخلي فقد كنت اخيّط لي جيبا داخل الجيب للجوال والمحفظة ..
ومن عادة النشالين أن يضع في اصبعه موس حاد يشق به الجيب ليسقط مابداخله ويلتقطه ولكن رغم شق الجيب الأول والثاني وشق الجيب ربما اربع شقوق والحمدلله لم يصيب جلدي لانه كان قريب جدا ورغم ذلك فقد بقيت المحفظة في الجيب رغم المحاولات البائسة من ذلك النشّال والحمدلله ..
ولم يحدث. لي بعدها مثل هذه المحاولة. بعدها ولله الحمد والمنّة..


11- الخبر-السعودية 
سرقة سيارتي بكامل اغراضها البرية نوع نيسان باترول سفاري من امام منزلي..

طبعا هذه لم تكن حادثة في سفر لكنها سيارتي المعدة للرحلات والتي كنت اسافر فيها الى تركيا ومناطق متنوعة وهي موديل 1998..
كنت اوقفها أمام منزلي بالخبر وكنت استعمل سيارة صغيرة للذهاب للعمل وسير داخل الخبر حفظا للسيارة الجيب الكبيرة..
وفي يوم اتفاجأ بعدم وجودها امام المنزل وكانت وقعة كبيرة لي فقد كنت اجهزها بادوات البر وفيها من الادوات الكثيرة.. المهم فقدتها..
ظننت أنها مزحة من احد الاصدقاء لكن طولت مما استدعاني لتقديم بلاغ للشرطة والذين احبطوني للأسف بقول المحقق:  (لست اول واحد)…
ولما عرفت ان الشرطة لايهمها أمر سيارتي فهي واحدة ضمن الاف السيارات التي تسرق سنويا، وكنت اعمل بالتدريس فطرأت لي فكرة للعمل على استعادة سيارتي بطريقتي…
فقمت بطباعة اعلان فيه جائزة 5000 ريال لمن يجدها ووضعت لها صورة مع رقم هاتفي..
ووزعته على كل طلاب المدرسة وكل واحد يوزعه على مدارس اخرى وعلقت الاعلان على محطات الخبر والظهران واجتهت في ذلك فما سرق مني غالي…
وماهي الا  ثلاثة ايام الا ويأتيني اتصال من مدينة الملك فهد على طريق ابقيق ليخبرني انه وجد سيارة ضمن اعلان منشور فهل هي لي!!
طبعا قلت له نعم ولك جائزة ان صدقت قال نعم هي الخمسة الاف فقد نفعت والحمدلله الفكرة وهذا فضل الله يسره لي..
ذهبت اليها واخبرت الشرطة التي قالت دامك لقيتها خذها واحمد ربك…
طبعا رحت واخذتها بس للأسف الكفرات ممسوحة شكلهم يفحطون فيها وكل الاغراض داخلها مسروقة ..
والحمدلله اعطيت المبلّغ جائزته ورجعت بالسيارة للبيت بعد ان غيرت الاقفال واصلحت الكفرات ثم لم تجلس معي الا اشهر وبعتها..

12- بمطار نيروبي ومساومة من قبل الكيني لتذكرتي ونومي ليلة حتى دفعت له 200 دولار لآخذ مان كوري ..

13-  جولاي 2007م كان وصولنا لطاجكستان الأرض الموعودة بجمال المكان وعبق التاريخ لنقع في أسوأ توقيت وإنفجارات وتتبع الاستخبارات لنا ...
 

14- جولاي 2007م  وفي مسارنا في طاجكستان نسي المترجم جوازه في قريته فأضطرنا لولوج طريق عبرالحدود الافغانية لنقع في ما لاتحمد عقباه ولم يفكنا الا الله ومعرفتنا بشيخ له صلة بقاضي القضاه ..

15-  تعرضنا في نيل الخرطوم لابن احد الوجهاء وهو يستعرض بالتزلج ببلد فقير ...


قصة: صاحب النهر صاحب الفخامة
ذات يوم جميل في عام 1998 شهر فبراير ونحن في مدينة الخرطوم عاصمة السودان الشقيق نتجول في طرقاتها وأزقتها ونتمتع برؤية تلكم المدينة التي تميزت باحتوائها النهرين الكبيرين النهر الأزرق والنهر الأبيض وهما من الانهر الاساسية لتكوين نهر النيل الكبير فالأبيض الآتي من جنوب السودان والمحمل بالطين والطمي الأبيض والغني بالتربة الزراعية التي تزود السودان ومصر بخلاصة مكونات التربة الزراعية ، وبدا هذا واضحا في تلوّن النهر باللون الأبيض وسمي على ذلك ، واما النهر الثاني فهو اصفى ماءَ وتنعكس زرقة السماء من خلاله فسمي بالأزرق نتيجة لذلك وهو منحدر من مرتفعات أثيوبيا ، وكلاهما من الانهر الكبيرة والمغذية لنهر النيل الذي يعد من اطول انهار العالم .
مازلنا في ذلك اليوم وعلى ضفة النهر نسير وأمامنا قليل من المطاعم والمقاهي المتراصة شيئا ما على ضفة النهر متخذة أماكن معدة للجلوس والراحة والتمتع بإطلالتها المميزة على النهر مباشرة ، فعرّجنا نحو احد المقاهي والتي بنيت على النهر مباشرة فاستغلت جمال الاطلاع المباشر لمنظر الماء وبموازاتها تقع على الضفة الأخرى جزيرة توتي الخضراء ، وبعد الجلوس والراحة طلبنا إبريقاً من الشاي وكان جلوسنا مباشرة على ارض النهر وتركنا المقاعد ، فالأرض لها خاصية عجيبة لايعرفها الاجانب فالعربي تقريبا فقط من يحس بنكهة الجلوس على الأرض وطعمها خاصة إن كانت على ضفة نهر جاري ومقابلنا بالضفة المقابلة تقع جزيرة توتي .
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


وعندها أحضر الجرسون لنا إبريق الشاي بسكر متوازن حسب طلبنا وليس بمقدار السودانيين فهم مكثرين للسكر بشكل عجيب ، كانت الجلسة جميلة مع اخوة جمعتنا بهم المحبة ، ولم يخرجنا من مقامنا ذاك سوى رؤيتنا لقوارب خشبية صغيرة محلية الصنع وقد جابت النهر ذهابا وجيئة وقد غطي سقفها للوقاية من شمس الخرطوم القوية وبدا لنا ركوبها للتمتع عن قرب وللأستطلاع أكثر عما يدور في هذا النهر وأخذ صور لواقع بسيط ورؤية معيشة الخرطوميين ان صحت التسمية وخاصة انه يوجد في ملتقى النهرين الابيض والازرق جزيرة بها من البيوت البسيطة والمطلة على الانهر مباشرة .
انتهينا من جلسة الشاي الممتعة على ضفاف النهر الأزرق واتفقنا بعد جدال على سعر معين وتم ركوب النهر بقارب متداعي سلمنا الله من شرّه ،ركبنا بسم الله مجريها ومرساها واخذ صوت المحرك المزعج بتلوثه الصوتي فصممنا أسماعنا واكتفينا بالأعين متغاضين عن حاسة السمع مؤقتا .

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

كنا ثلاثة بالإضافة لربّان القارب وشخص لا نعرفه ركب معنا وظننا انه من مساعدي الربّان ، جرى بنا القارب في أماكن ممتدة بين ضفتي النهر الأزرق والأبيض ورأينا المنطقة التي يلتقي بها النهرين فسبحان الله من صور حيث كان وضوح الالتقاء بين النهرين واضحا جدا فهذا ابيض عكر من الطين الممتزج معه وذاك النهر الآخر بمياهه الأقرب إلى الصفاء والزرقة المنعكسة من السماء ، وثم أكملنا التجول بين الأنهر الثلاث والتي كونت في تعرجها ثلاث مناطق برية وقسمت الخرطوم إلى ثلاث مناطق حيوية الأولى الخرطوم والثانية أم درمان والثالثة بحري، ولاشك أن أجمل بقعة في مدينة الخرطوم العاصمة هو الجزء الخفي من منطقة الخرطوم الكبرى ألا وهي جزيرة توتي وهي تقع وسط التقاء الأنهر مما يجعل منها جزيرة وسط انهر كبيرة.
ويتواجد ساكني الجزيرة من أمد بعيد والسر في بقاء سكان الجزيرة من سنين عديدة هو انتماء أغلب سكان الجزيرة والتي تبلغ مساحتها 990 فدانا إلى قبيلة واحدة وهم يشكلون نسيجاً اجتماعياً متشابكاً يأخذ طابع الأسرة الواحدة ويزيد.
ولكثرة الممرات المائية التي تقطع التواصل فيما بين المنطقة والأخرى فقد بنيت الجسور الحديدية القديمة وبعض الجسور الحديثة التي تصل أم درمان بالخرطوم وبينهما ومنطقة بحري ، وتتواجد العبارات لإيصال الناس إلى منطقة جزيرة توتي والى مناطق أخرى بالعاصمة والتي لا يربطها الجسور .


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
وعن جزيرة توتي التي تميزت بمكان مميز لابد الرجوع ومعرفة تاريخ هذه المنطقة المهمة ، فمن روايات بعض سكان جزيرة توتي إن جدهم من قبيلة الخزرج المعروفة، وأن نسبه ينحدر من صلب الصحابي الجليل أبي بن كعب الخزرجي الأنصاري، ويقولون إن أجدادهم "العظماء" نزحوا مع قبيلة المحس إلى شمال السودان ثم وفدوا لهذه الجزيرة الصغيرة في القرن ال 13الميلادي واستقروا فيها، لموقعها الاستراتيجي والآمن من وحوش الغابات التي كانت تغطى ما يعرف الآن بالعاصمة المثلثة ام درمان بحري الخرطوم .
وتتضارب الروايات والقصص حول اسم جزيرة توتى حيث تقول إحدى تلك الروايات ان اسم توتي يعود إلى امرأة معروفة عاشت هناك لفترة طويلة حينما كانت الجزيرة يعيش فيها قبيلة العنج المشهورة في تاريخ السودان.
بينما يقول المؤرخ السوداني بروفيسور محمد إبراهيم في كتابة (تاريخ الخرطوم) أن اسم توتي مصدره كلمة "تؤتي اكلها" وهي الرواية الأكثر شيوعاً وقبولاً لدى الناس باعتبارها - كما جاء في نفس المصدر - بأنها منطقة زراعية مشهورة بانتاجها للخضروات والفواكة وكل أنواع المنتجوات الزراعية ولخصوبتها وهذا ماشاهدناه بوضوح من خلال قاربنا الخشبي.
وجزيرة توتي لا تتعدى مساحتها الكلية 990 فداناً تزيد وتنقص مع فيضان النيل في حالة المد والجزر يعيش فيها 20.000نسمة في تلائم وحميمية مفردة.
وبالرغم من موقع جزيرة توتي ذو الصفة السياحية والحضارية إلا أنها ما زالت تأخذ طابع البداوة والريف السوداني الأصيل ببيوتها الطينية ، وقد سبق للحكومة السودانية أن طلبت (50%) من أراضي الجزيرة مقابل تخطيطها وفق دراسات عمرانية متطورة باعتبار أن الجزيرة معلماً سياحياً مميزا بالعاصمة ولكونها أرضاً زراعية يمكن زراعة مساحتها غير أن أهالي وسكان توتي رفضوا ذلك معتبرين أنهم أصحاب الجزيرة وحراسها لأكثر من 500عام.
اجد نفسي استغرق في ذكر المعلومات وانسى انني في طور قصة ذات تسلسل ولكن لعل في سردي الفائدة التاريخية والجغرافية والسياسية للمنطقة جنباً إلى جنب مع الأدب القصصي .
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

ولعل المغزى من تسمية قصتي بقصة ( صاحب النهر ) ستتجسد معالمها قريبا ، فمن خلال تجولنا بالنهر شاهدنا القصر الجمهوري وهو يقع مباشرة على ضفة النهر الأزرق وقصور أخرى على ضفاف النهر وعبرنا تحت الجسر الحديدي الكبير والذي يعتبر الجسر الاقدم من جسور الخرطوم اذ يصل ام درمان بضفة بحري وهو من بقايا الاحتلال الانجليزي آنذاك، فبعد وصول خط السكة حديد للخرطوم بحري (الحلفايا) في 31 ديسمبر 1899م ونسبة لضرورة استمرار تشييد خط السكة حديد جنوباً كان لابد من تشييد جسر على النيل الأزرق.
بدأ العمل في عام 1907م وانتهى عام 1909م وتم افتتاحه في فبراير 1910م أي أن عمره الآن يقارب المائة عاما الجسر قامت بتشييده شركة كليفلاند للهندسة والكباري في دار لينغتون بإنجلترا،هذا الجسر يبلغ طوله الكلي 1828 قدماً عبارة عن 7 فتحات طول كل فتحة 215 قدماً إضافة إلى فتحة متحركة تطوي لمسافة 50 قدماً وتفتح إلى أعلى لمرور البواخر النيلية. وتحرك بالكهرباء أو يدوياً.. تبقى هنالك فتحتان خارج مجري النهر، واحدة جهة الخرطوم بحري 40 قدماً على اليابسة والأخرى 80 قدماً.

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
ومن أسفل منه كان مسيرنا متجهين شرقا باتجاه معاكس لجريان النهر الأزرق وكان تجولنا عبر مناطق تتبع للخرطوم وهي من ضواحيها ورؤية قوارب الصيد الشراعية وهي تصطاد بعض أنواع من السمك النهري الكبير جدا وقد رأيناها بحجم الماعز وممكن القول كالعجل ، لأن أهل المنطقة هنا يطلقون عليها أسم العجل نسبة إلى حجمها الكبير ، وأكملنا مسيرنا تجاه الشرق ومشاهدة البيوت الطينية المطلة على النهر والأطفال وهم يمرحون بمياه النهر وأيضا الكبار فالنهر لهم مسبحا ومتنفسا متجددا بجريانه المستمر منذ القدم .
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



كانت رحلة ممتعة في ذاك القارب الخشبي ورؤية حال الناس وملامسة تعايشهم وحالهم وهو يعطي للمرتحل معرفة قريبة لحد ما بطريقة عيشهم والتعرف عن قرب لطبيعة حياتهم وتصرفاتهم ، وبهذا القدر أكتفينا بكمّ طيب من المعرفة وبزيارة مباشرة للناس في أماكنهم الاعتيادية وقفلنا راجعين من حيث أتينا وهنا كان الحدث الذي على أساسه وضع العنوان (صاحب النهر) ...
في مثل هذه المنطقة من العالم وهي فقيرة نسبيا ومقومات البلد شحيحة طبيعي أن نجد القوارب الخشبية وبعضها لا يملك مكائن وإنما شراع ومجاديف يحرك قاربه في طلب الرزق هنا وهناك .
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

وطبيعي جدا رؤية البيوت الطينية في ضفتي النهر وإن كان لبعض الفلل الكبيرة لبعض الاغنياء قد وجدت في زوايا قليلة هنا وهناك ، ولكن أن يكون شيئا فوق المعتاد وفوق التصور لمنظر لانراه إلا في بلدان ذات رفاهية وترف بالعيش فهو الغريب وهو الذي يستجلب الدهشة والاستغراب .
لقد رأيت وأنا لست نائما بل في عز النهار ووسط النهر رأيت ذلك القارب الحديث وهو يمخر عباب النهر غير عابيء بما حوله ومتخطيا حدود الزمن والواقع ومتمخطرا يزهو بسرعته وصنعته غير ناظرا لما يحدثه من أمواج حركت مشاعر من حوله قبل أن تحرك قواربهم وليت الامر توقف هنا ولكن......
وأنا مازلت ممسكا بالة الفديو وأصور هذا الحدث الغريب واسجل للتاريخ صورا تخريبية للبيئة التي كنت أتكلم عنها قبل قليل عن الصفاء والطبيعة والبساطة في هذا النهر ، فأتى هذا النشاز مخربّا ومتلفا لكل ماصنعته من تصوير للمنطقة.
تخيلوا كم كانت دهشتي وأنا أعلق للمشاهدين في كاميرة الفديو على الطبيعة الساحرة والهدوء والجمال التكويني للمنطقة وثم يأتي ذاك القارب مزمجرا مكشرا وكأنه ذئب شرس يستعرض قوته أمام قطيع من الغنم وهي قد جلست في روض من الارض وقد أكتست إخضراراً وهي تأكل وتقتات ولاتسمع سوى حداء الراعي الجميل لايعكر صفو صباحها سوى ذاك الذئب وقد فرق جمعها واثار صخبها فتوقف الحادي حدوه وانقلب الروض ساحة للمعركة .
في هذه الاثناء كنت أصور كل تلك اللقطات الممزقة لهدوء المنطقة وإذ بالقارب قد سحب خلفه حبلا طويلا وقد أمسك بطرفه أحد المتزحلقين على الماء وهو يستعرض مهاراته الرياضية في هذه البقعة من الارض أو قل من النهر .
كنت لاازل أصور هذا الحدث وقد مرّ أمامي فلم اضيع شيئا منها ولكن حدث امرا يحدث عادة للمتزحلقين في توقف القارب وسقوط المتزحلق ولكن هنا لم يكن شيئا يستدعي التوقف فمياه النهر عادية ولم يكن أمامه أي عائق ، وبعد أن توقف ركب المتزحلق القارب متجها الينا ، قلت في نفسي لعله من طبيعة السودانيين أن يتوقف فيسلم علينا وأنا مازلت ممسكاً بالة الفديو واقترب الينا وبدت معالم الوجوه ورأيت أن اتوقف عن التصوير فحال الشخص داخل القارب يوحي الى أمر غير طبيعي ، وحينها بدأت الصورة تتوضح أكثر وبدأ صوت المتزحلق بالارتفاع وهو يشير الينا وصوته المهاجم وقد أزبد وأرغى ويهو يقذفنا بالسباب !
سبحان الله مالذي عملناه ؟
ومالذي أغضبه الى هذا الحد ؟
لم يصدر منا شيئا البته وكل ماعملته كانت التصوير فقط ...فهل التصوير أغضبه ولماذا فهو متسكعا وسط النهر بكل جرأة بين ضفتين مطلة على النهر مباشرة والاف الناس إن لم يكن ملايين تراه فهل التصوير هو من حرك بواطن الشر فيه ؟
الأمور بدأت تتأزم وصاحب النهر أقترب جدا وقد رفع السلاح علينا متوعدا ومنذرا ، وحينها أنطلق أحد ركاب القارب بالتكلم وهو من ركب معنا وظننا أنه مساعد للربّان ولكن في الحقيقه كان من رجال الأمن ليرى هؤلاء الغرباء – نحن – ومانعمله في النهر عموما كان الرجل هادئا طوال الرحلة ولم يبدي غريبا بل كان يستمتع معنا بالمجان ولم يصدر منه مايسوء ، وقد نطق في حال رؤيته لذاك المتزحلق على الماء والمتزحلق بخلقه عن جادة الصواب ، وقد أخبرنا عن ماهية ذلك الرجل وقال إنه أبن رئيس الوزراء وهو من أهل الترف وغير كفو لأن تبادلوه الكلام فاسكتوا عنه !!
سبحان الله من خلال العشرة أيام التي قضيناها بالسودان وهو مانعرفه عن أهلها أنهم من أهل الطيبة والكرم والدماثة بالاخلاق ولكن هذا المتزحلق خلقا أساء الينا ولم نكن مسببين لظنه السيء ولكن والله العالم أنه استاء من تصويرنا اياه بهذه الطريقة وبحكم مالدى أباه وأمه من سلطة اراد أن يسقطها علينا نحن الغرباء وفي محاولة منه لأخذ الكاميرا وسحب الشريط ، حقيقةً كنت أود أن اعطيه الشريط وتنتهي الأزمة ولكن حينما تذكرت مابه من تصوير للصيد ومناظر جميلة ترددت وزادني صاحبنا المخبر في تمسكي برأيي وقال مالك منه وخلّه يشرب النهر وزاد العناد ولكن تواجد السلاح أمامنا اسقط منّا العناد وكنا بين الموافقة والنقاش لكن تدخل رجل الامن اوقف نزيف المشاحنة وقد عرض عليه بطاقته الامنية مما أوقف الجدال وأشار الى الذهاب الى مركز شرطة النهر للوقوف على الحادثة .
الحقيقة أن الأمور تأزمت والحمدلله أننا في نهاية الرحلة وليس في أولها، ولكون الحال محمول على نهاية مجهولة نظرا لكوننا خصم لابن رئيس الوزراء مما تتطلب علينا الأتصال مباشرة بالسفارة وإخبارهم بماحدث لكي تكون داعما لنا في هذه القضية وفعلا ولله الحمد كانت الاستجابة سريعة وجاء أحد موظفي السفارة مشكورا وقد سمع ماجرى هو ورئيس مركز الشرطة وقد أستغربوا تصرف ابن صاحب الفخامة والحمدلله انتهى اللقاء بحذف صورته وهو يتزحلق وزحلقنا المقطع الى الالغاء وانتهت المشكلة التي لم تكن من شيء سوى في عقلية مريضة رأينا أن ننهيها بهذا الاتفاق والحمدلله على السلامة .
قصة صاحب النهر ابن صاحب الفخامة انتهت وانتهى مقطعا من مقاطع رحلتنا بالسودان الذي كان بلدا مضيافا وذي طبيعة جميلة سواء من تعامل الناس أو من ارتياحنا بالتجول فيه وحتى هذه الحادثة لم تترك سوى ذكرى لاتنسى وأن حال الناس مع الغنى والغطرسة لايتغير من بلد الى اخر ولكن تبقى الجذور والاصالة لهذا الشعب الذي احتضننا في جميع مناطقه التي زرناها وكان محل البيت لنا وكم طاب لنا المقام فيه ولله الحمد والشكر من قبل ومن بعد .

16- تعرضي بالهند لموقف لايحسد عليه اثناء صرفي بالسوق السوداء كونها تصرف افضل اذ بالمئات الروبيات التي اعطاني تتحول لعشرات...

وقفات ترحالية طريفة وللعبرة

مواقف كثيرة تحدث للمرتحل طريفة بعضها والبعض عبرة واخر مضحك نتحدث خلال هذه الوقفات.. 

1..من البرتغال ومحاولة للصلاة في الطريق فتحركت السيارة فقطعت الصلاة..

2..جنوب افريقيا وفي محمية جروكر بارك وتأخرنا باداء الصلاة فتوقفنا وسط الادغال وصلاة الخوف التي ابتدعناها..

3..الحبشة وفي بحر دار اثناء تواجدي وحيدا واتوا مجموعة شباب فظننت الشر فاض رهم يطلبون مني تشجيع ناديهم بالتبرع...

4- قصة طريفة تأكل وتأخذ من ثلاجة غرفة الفندق مياه وتحسبه اكرامية

في رحلة الى مدينة سراييفو عاصمة البوسنة ، وقد نزلنا في فندق هيلز الجميل في منطقة اليجا ، وطلبت إحدى الأخوات طلبا من مطعم وكالعادة يتم سؤالها هل تريدين الدفع الآن أو على الغرفة ، وربما لم تفهم مامعنى حديثة..
وتركت الفاتورة وسارت معنا، وايضا اخذت علبتين من المياه من ثلاجة الغرفة لحاجتها اليها…
فكل ماهنا امور عادية وهي احتياجات للكل يطلبها متئ شاء ، لكن المفاجأة بعد يومين وحين التدقيق للخروج (شيك اوت) من الفندق كان وكالعادة الحساب وكل الفواتر التي تم شرائها ولم يتم دفع النقدي لها ستكون لدى الاستقبال تدفع حين الخروج…
المهم ان اختنا هذه ركبت الحافلة ولم تحاسب فجئت اليها لسؤالها هل اخذت شيئاً من ثلاجة الغرفة قالت لا… تقصد لم تأخذ شيئا ليس لغيرها!!
فقلت ولا العشاء قالت بلى اخذته لكن لم يسألوني عن الدفع وتقول ظننته اكرام منهم فهي لاتعرف اللغة…
بل ولاتعرف أنظمة الفنادق في تحويل الطعام او أي من خدمات الفندق لحساب الغرفة التي نزل فيها أو الدفع الفوري…
فتقول طلب مني النادل ان اوقع على ورقة فقط فظننته ضمن السكن..
والحمدلله لم نتحرك الا بعد اتمام الدفع مع تأخير حوالي ربع ساعة…

الاستفادة من هذه القصة
 ان كل مايتم شرائه من الفندق سواء من الثلاجة أو طلبات اطعمه أو خدمات سبق ان بلغكم عنها الفندق انها بمقابل سيتم محاسبتكم على كل شي إما دفع فوري نقداً، أو تحويله لحساب الغرفة التي تسكنونها وعند الخروج تدفع لكل غرفة على حده…

الميني بار او ثلاجة غرف الفندق ليست مجانية
كثير من المرات يقع غير ذوي الخبرة في هذا المأزق وربما نسيت اخبارهم مع زحمة البرامج ومنها…
في احد الفنادق ونحن اتينا من سفرة متعبة ولم نأكل فاخذنا غرفنا تلك الليلة وفي الصباح حين عملنا الخروج تفاجأ احدنا بفاتورة عالية ..
فالرجل لم يترك شيئا من عصيرات وكولا وحلويات وبسكوت الا وتناوله فقد كان يظن أنها ضمن اكرام الفندق لزبائنه..!!
المهم انها دفعها كامله ونحن وهو نضحك من تجربة لن تتكرر..

5..تعرضنا بالربع الخالي في جولة بالسيارة لانسلاخ عجلتين مرة واحدة ونحن منقطعين والمنفاخ لايعالج المشكلة فهداني الله لأمر البنزين..

6..تعرضنا في بر الصمان ونحن ثلاثة لاذى اهل الارض بعد تعدينا عليهم فضعنا بين اجهزة ثلاثة فلم يسعفنا بعد 6 ساعات الا ذكر الله 
قصة ذات عبرة

ومما جعلني أذكر هذه الملحوظة انه في رحلة من رحلاتي في منطقة الصمان كان الوقت نهاية الربيع وقد ذهبنا في سيارة واحدة وكنا ثلاثة أشخاص وقد كانت رحلة لصيد الضبان فكان بداية وقتها ، وقد وفقنا لصيد 22 ضبا أكلنا منها ما أكلنا والباقي وضعناه في الحافظة وكانت العودة بعد أن قضينا ثلاثة ايام تقريبا بين الفياض في الصمان ففيضة الخمة وفيضة الدغيم وغيرها التي كنا نستظل تحت أشجار السدر الجميلة والكثيفة في هذه الفياض وكان المكان رائعا جدا حتى حان الوقت يوم الجمعة بعد الغداء استقلينا السيارة متجهين صوب طريق الملك ، وهو طريق مسفلت يصل بنا الى الرياض مرورا بالتنهاة وحفر العتش ثم الحفنة والطوقي فطريق المجمعة الرياض القديم مرورا بطعس الموت المشهور بطعس خزام في الرياض لمحبي تسلق الرمال بالسيارات ، وفعلا سرنا باتجاهه وقبل الغروب بوقت قصير شاهدنا أحد ثعالب الصمان المميز بأذنيه العريضتين وصغر حجمه الذي يصل الى حجم الهر الكبير في المدن ، المهم أردنا ان نطارده قليلا وتبعناه ثم فجأه دخل الارض وحينها قد اظلم الوقت ونزلنا من السياره لرؤية مكان اختباءه ، والعجب الذي لازلت حتى الآن مع زملائي الاثنين نذكر تلك الحادثه أن الجحر الذي دخل فيه ذلك الثعلب كان من صغر حجمه انه لايمكن ان يدخله ذلك الثعلب انما جحر لجربوع أو فأر ، وصرنا فوق الجحر ونتسائل ونستغرب فلا أحد منا يشك ولو قليلا أنه قد دخل في ذلك الجحر حتى أننا شككنا انه من إخواننا الجن فتعوذنا بالله ومشينا نحو اتجاه الشارع وكان جهاز ماجلان معنا وقد خزنا مكان الشارع وكان بالاضافه الى الجهاز الذي كان معنا بوصلة جيدة وكانت المسافة بين ما تركنا الثعلب ونقطة بداية الشارع المسفلت تقريبا 20كم الى 15كم والساعة تقريبا السادسة مساء ، وهنا بدأت مشكلتنا مع الجهاز والبوصلة معا التي جعلت المسافة القصيرة الى الهدف صعبة المنال حتى وصلنا بعد خمس ساعات تقريبا عند منتصف الليل ، والأمر المستغرب أن الجهاز يشير الى الهدف ، ولكن عند المسير مسافة معينة فإننا نرى البوصلة قد انحرفت عن الهدف 90درجة ومن ثم نعاود الاتجاه مرة أخرى فيتكرر هذا الأمر طيلة خمس ساعات أو اكثر .
وعندها بلغنا من الإجهاد مبلغ فما كان منا إلا تجديد الالتجاء إلى الله وصرنا نتعوذ بالله ونذكر الأذكار ونقرأ المعوذات ، حتى زملائي عبد الرزاق ويحي بعد أن أجمعنا أمرنا أنه من أمر الجن بعد مطاردتنا ذلك الثعلب الذي دخل جحرا كان من المستحيل أن يدخل فيه .
المهم أنه بعد الالتجاء الى الله عز وجل وصرنا نعتمد على الله ثم ما نعرف من النجوم واتجاهاتها وصلنا بحمد الله وشكره الى الطريق وكان ذلك الساعة 12.5ليلا ، فكانت تلك التجربة ذكرى لاتنسى .


7..في الجابون تعطلنا 5 ساعات بالدخول حتى تدخل السفير جزاه الله خير عدنان المنديل وكان الامر بسيط مجرد ورقة 10 ريال للدخول مباشرة

8..في المغرب كنا نجد الحجر بالمساجد خارج المدن الكبيرة ونستغرب وجودة فنرميه خارج المسجد لنظافة المسجد حتى اوقفنا احدهم ووبخنا وقال انه يستعمل للتيمم...

9..سالفة صباح الخير في طائرة النيبال التبت..

10..طيارة بوتان وبهلوانية الطيار للنزول في المطار بين اودية الهملايا بمطار ذو 2000متر طول

11..نومنا في نفود الدهناء وتعرضي لعضة الفار وكنت احسبها لدغة افعى بالليل..

12..نومنا فب احد طعوس بين الوجه وضباء وكدنا نغرق بالرمال وكادت تنقلب السيارة من شدة الرياح

13- دخولي لبوتان عبر الهند بالذهاب والاياب ومعي فزة واحدة مما جعلني أقف بين الدخول والخروج في العودة ولم يفكني الا واحدا جزاهالله خير بإعطائة الفيزا .


14..تعرضي ببداية دخول البراشوت في السعودية لحادثة سقوط ...

15..تعرضي للتعب في اول نزولي لاعلى عاصمة بالعالم لاسا في التبت

16..السباحة في نهر الامازون ذو الحيوانات الصامتة

17..في أوزبكستان وفي مدينة قوقند وعند قصر "خدايار خان" في مدينة قوقند في وادي فرغانة شرق أوزبكستان .
وقديماً، كان أكبر قصر في آسيا الوسطى، معروف بمعالمه الزخرفية الرائعة. وتم بناء القصر بين عامي 1863 و 1875م.. من قبل "خدايار خان" ، واسمه يعني” المدينة الرائعة “. القصر شُيد على أنقاض قلاع قديمة.”عنده كانت قصتي التي أدمعت عيني بما سمعت من تلك المرآة المحجبة وهي تعمل على نظافة محيط القصر...
18- موقف لا أحسد عليه في طريق حتى وفي مجمع الأوت ليت حيث كنت أتناول طبقمن الشوربة وإذ أنتبه لأحد العمانيين وكأنه يفقد شيئا يتلفت يمنة ويسرى وينظر الي وكأنه يريد شيئا ..
زأتفاجأ بطلبه العجيب الغريب..

19- في يوم الجمعة 18 مارس من عام 2016م وبعد اداء الصلاة في مسجد المحمدي في سوق الحبوس وهو سوق الأوقاف في الدار البيضا في المغرب ، وكنا متوجهين لتناول الغداء مشاوي وفي الطريق تعترضني إمرأة بالعقد الرابع لتعجب فيّ وثم تتحول طاولة طعام المشاوي لحفلة خطبة وسط ضحك الاصحاب ..

20- ايران 2002م هنا تناولت الفالوذج والذي ما كنت أسمع به إلا في كتب التاريخ العربي العباسي والأموي.
وهنا تناولته مجدداوأول مرّة في أصفهان الإيرانية ..

21- ايران 2002م هنا يشرب اللبن بشكله الغازي وكأنه علبة كولا في بلاد الفرس وتعودهم لشربه كما تعود الأوربيين لشرب ماء الصودا الغازي..

22- في ايران 2002م تم شراء سجاد إيراني ببطاقة الفيزا رغم الحصار العالمي عليها وذلك بالصرف عبر منافذ تصرف الفيزا عبر الإتصال بدبي ..

23-قد كنت في أحد الفنادق في امريكا وفي مدينة شهيرة وكنت أعرف أن الميني بار والثلاجة كل شيئ فيها بحساب..
لكن كنت جلبت معي بعض العصائر واردت تبريدها فأزلت مافي الثلاجة ووضعت مالدي.. كل شيئ هنا عادي.!!
لكن حينما عملت خروج(شيك اوت) افاجأ بفاتورة كبيرة فقلت ماهذا قالو انني اخذت من البار كذا وكذا..
فقلت لهم لم اخذ شيئا بل ازلت الموجود لأضع ما أريده لكي يبرد..
فقالو لي النظام هنا بالفندق أن تحريك أي غرض من الثلاحة يتم حسابه الكترونيا فمجرد رفع اي علبه من الثلاجة يتم احتساب ذلك الذي رفع لدى طاولة الاستقبال..
وحاولت التبرير لكنهم كانو صارمين ولديهم نظام، فالخطأ مني لأنني لم اقرأه..
وغلطة الشاطر بعشرة… !!

الاستفادة مما ذكر
لابد من سؤال الاستقبال عن كل مسموح ومجاني وكل ممنوع وبمقابل لكي لاتقع في المحذور..

24- الاتجاه نحو وادي طيب الاسم


وتم الانتهاء من المحطة وثم كان المسير غربا وقد مر زميلي معاذ قبل مدة للمنطقة وذكر لي معرفته الطريق تقريبا وقد اتجهنا نحو وجهته ولم نسلم من الضياع وقد استعنا بأحد أبناء المدينة الذي هب للمساعدة وقد الزمنا بالدخول وأكرمنا ولكننا أبينا لقصر المدة واعتذرنا وشكرناه لكرمه وقد أرشدنا الى وجهة هدفنا تقريبا ، واتجهنا وكانت العلامة احد الجبال الصغيرة على أن نتجه إليها وهي غرب البدع وهذا الجبل قبله جادة تتجه شمالا هي مدخل الوديان المتوجهة إلى مدخل وادي الطيب اسم وقد تهنا مرة ثانية في معرفة الجبل ولم نستهدي للطريق الا بسؤالنا مرة اخرى لأحد رعاة الإبل وقد كان في سيارة جمس وانيت حمراء قديمة الطراز وكان شكله يوحي انه من عنزه وقد كان يسوق قطيعا من الإبل وحاول ايضا بكرم بالغ ان ( نقلط ) في منزله ولكن اعتذرنا لعدم وجود الوقت الكافي ، وأرشدنا مشكورا الى الجبل وقد تركناه خلفنا وفعلا وصلنا الجبل المقصود ووجدنا الجادة المتجهة شمالا فركبناها واتجهنا في الجادة الوعرة الترابية الصخرية فقطعنا مرتفعات ومضائق جبلية وعند كل مفترق جواد نسجل نقطة الإحداثيات لعدم الضياع في طريق العوده ، ومن وادي الى وادي ومن مرتفع الى جبل آخر فقطعنا سلسلة جبلية ضخمة وبعده نزلنا في وادي ضخم يتجه غربا وينحدر كلما سرنا وقد وجدنا في طريقنا نحو أحد الوديان محطة استكشاف الزلازل تابعه لأحد الجامعات لرصد الزلازل في المنطقة ، وقد حدثت بالفعل زلازل في المنطقه قبل أشهر وكان مركزها حقل وحدثت تصدعات واضحة في المباني وقد وجدنا بعض الآثار في الطرق المشققة .
وسرنا في وادي عريض به أشجار الطلح يمينا ويسارا وفي تجاويفه قد زرعت أو استزرعت أشجار النخيل وهي مملوكة لبادية المنطقة وهذه الأشجار اذا زرعت تدل على استملاك المكان ، وهي طريقة تسمى شرعا ( إحياء الموات ) أي إحياء الارض الميتة باستزراعها وحفر بئر فيها وطريقة إحياء الموات من الأراضي شائعة هنا وكلما سرنا نجد في أحد التجاويف أشجارا من النخيل وبئر مبنية من الأسمنت تبين استملاك المكان وأن صاحبها قد أحياها .
وسرنا في الوادي شديد الوعورة حتى وصلنا إلى نهاية الوادي العريض فاذا به قد أغلق وفي نهايته منطقة أشجار نخيل كثيرة وآبار مبنية من الأسمنت ، وحتى أنك قد ترجع وتعود لأنك لاترى طريقا ينفذ ولكن تتعجب من هذا الوادي العريض المنحدر حتى هذه النقطة ، وقد سرنا نحو ثلاث ساعات من دخولنا هذا الوادي ثم لاتجد مصرفا للمياه وقت الأمطار !!
وقد حاول زميلي معاذ ان يختبرني وقد أتى من قبل لهذا المكان فقال : هاه يا وائل هل تعتقد ان الوادي هذه نهايته ؟
فقلت ببداهة : طبعا لا … لابد أنه يوجد مخرج للمياه .
فقال : هيا ابحث عنه 0 هل تعتقد انه هناك ؟ فأشار بيده يمينا ثم يسارا !
وقد كان المكان محاطا بالجبال فكأنه جدار لا يوجد به فتحة حتى ظننت ان الماء قد يكون مساره في احد الفوهات أو الآبار التي تنقله الى مكان آخر . فبادرني بقوله :
يا وائل هل تعتقد ان ضخامة هذا الوادي وما يمتلئ به من كميات ضخمة من المياه ان مسار المياه هو بئر أو فوهة !!؟
فطبعا لم اعتقد ذلك ولكن لابد من وجود مسار للمياه فعرفت انه يخبء في داخله شيئا وكنت أقود السيارة فتجولت في المنطقة فاتجهت لتجويف في جبل اعتقدت ان يكون خلاله المسار ولكنه مغلق واتجهت شمالا فإذ بي أرى تجويفا ضيقا وقلت هذا هو فقال لي اذهب محاولا ان لا يعلمني بالحقيقة زيادة في التعجب وها نحن في مدخل وادي الطيب اسم وهو مدخل لايكاد يرى والعجب يزداد حين ندخل في ملتويات هذا الوادي الذي لايزيد عرضه في بعض المناطق الا من عرض السيارة التي نركبها فقط ولكن من أعلى فهو قد يصل عرضه الى اقل من متر واحد فهو عجيب الصنعة غريب التكوين قد كونه الباري عز وجل فسبحانه .
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

مدخل وادي (طيب الاسم)
والماء الذي يجري داخل الوادي وبتدفق عظيم يرى من الآثار الواضحة في تعري الصخور وانحدار الأخرى .
والماء ينبع من خلاله طوال العام ولكن في بعض المناطق يزيد عن غيرها ، وقد سرنا خلاله فبعض نقاطه تتسع فتكون ساحة تصل لثلاثين مترا ، وكان أهالي المنطقة قد زرعوا في بعض نقاطه التي تكون صادرة عن المياه الجارفة بعض أشجار النخيل وقد حفر في بعضها بعض الآبار .
والمسير خلال هذا الوادي ممتع جدا فترى جدران الوادي المرتفعة الشاهقة الارتفاع من اسفل متباعدة ومن القمة تكاد تكون متلاصقة في بعض النقاط ، واشجار النخيل التي زرعت أو استزرعت خلال هذا الوادي والنسيم العليل الذي يهب خلاله وجداول المياه التي تصب في اراضيه فتكون البرك الجميلة .
وسرنا حتى وصلنا الى نهاية الوادي الذي ينتهي ويصب في البحر الاحمر مباشرة وكان في نهاية الوادي المحاذي للشاطئ بعض الأشجار التي زرعت وبها آبار مياه مبنية من الأسمنت وقد كان آثار السيول القديمة والحديثة قد جرفت جذوع النخيل الملقاة يمنة ويسرة وبعض هياكل السيارات التي جرفها السيل من أعالي الوادي الى محاذاة الشاطئ .


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
المرور خلال الوادي العجيب والمهيب
وقد قارب النهار على الانتهاء فعدنا أدراجنا وسرنا نحو بداية وادي الطيب اسم والى نهاية الوادي الضخم المؤدي لوادي الطيب اسم وجلسنا هناك حيث وجدنا بعض الكهوف ناحية الجهة الشمالية فصعدنا نحوها لعلمنا بوجود ضواري من ضباع وذئاب في المنطقة ،
ووصلنا الكهف وكان معي مسدس محشو وجاهز للرمي استعدادا لأي مفاجأة غير محمودة ، وباليد الأخرى كشاف نور قوي من نوع مكلايت ووصلنا الفتحة ونقترب ببطء حتى لا نثير أي حيوان قد يكون بداخله وعند وصولنا فتحت الكشاف في يد والمسدس وإصبعي على الزناد في اليد الأخرى حتى كشفنا الكهف فاذا به فارغ ولكن الأثر الذي فيه يدل على مبيت أحد الحيوانات التي حفرت داخله فسحة للجلوس ، ثم عدنا من حيث اتينا ولم نحضى بلقاء أحد الضواري الذي كنا نود أن يكون لنا معها لقاء ولكن ودي.


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نهاية الوادي التي تصب في خليج العقبة
نزلنا من الجبل إلى اسفل قرب المزارع وحول النخيل واشجار الطلح الكثيفة وقد لاحت لنا احد افرع من شجرة الطلح وكانت يابسة وهي متدلية من الشجرة فلم ندع الفرصة واخرجت المنشار واقتطعت جزءا طيبا يؤمن لنا دفئا وتجهيز لوجبة العشاء.
وقد اقترب موعد وقت الغروب فأذنا لصلاة المغرب وتوضأنا وصلينا المغرب والعشاء جمع تقديم ثم انطلقنا للعودة الى مدينة البدع وسرنا عائدين من نفس الخط وعلى الوادي الكبير الوعر.

مفاجأة غير سارة

وبعد مضي ساعتين من المسير تقريبا فاذا بنا نرى عيون أحد الحيوانات تبرق من بعيد فسرنا نحوها فاذا هو الذي نحاول أن نجده انه الذئب الذي يرعب الرعيان أهل البادية لم نصدق رؤيته فتابعناه والغرابة أنه يرانا فيسرع ثم يقف يتأكد من ذهابنا فنتتبعه ثم يهرب وكان لحظنا أننا اقتربنا منه لدرجة أننا نراه بوضوح من خلال أنوار السيارة العالية فجسمه الضخم وكتفاه العريضان ويداه أعلى من رجليه له ذيل لايصل الى الارض فهو قصير، أذناه صغيرتان ، عيونه متقاربة ليس له رقبه طويلة لونه أغبر مع رمادي.
المهم انه وقف في مرتفع ينظر إلينا ونحن ننظر اليه فقلت لمعاذ هذا كأنه يحاول أن يستعلم أمرنا ، وتوقفنا بعد قليل عند أحد الشغايا للاستراحة وشرب الشاي وأكل بعض الخفايف وشبينا النار وتسامرنا حول النار في أحاديث حول الوادي ولكن حدث ما لم نحسب له حساب فقد لاحظت حركة خلف السيارة وسرعان ما خطر في بالنا ضيف ثقيل الا وهو الذئب وتحركنا سريعا للدخول الى السيارة وفعلا هذا الذئب الغادر قد وقف محملقلا بعيونه المشعة بعد ان وجهنا السيارة باتجاهه وكانت أغراضنا بالخارج فلم نستطع النزول خوفا من غدره ولم يكن بدا من رفع السلاح وضربه فمن سابع المستحيل أن أضحي بنفسي وأنزل لحمل العفش وائتمن من غدره فهو معروف بالغدر وبراثنه وأنيابه أقوى من أن أنزل وآمن منه فقد صوبت بمسدسي على جسمه وهو على بعد 15 متر تقريبا ولم يكن صعبا فهو هدف سهل لكبر حجمه ووقوفه بكل كبر واعتزاز بقوته ولكن السلاح أقوى وسحبت الأقسام وصوبت وضغطت على الزناد فاذا بالطلقة تخرج ولها دويا بين جنبات الوادي وصدى قوي متردد وإذا بها تقف في جسم الذئب وله صوت الولوج في اللحم فكل طلقة لها صوت فان كان في الحجر أو في الرمل أو في اللحم ولم اصدق فقد ضربته في صدره وهرب من أمامنا وكأن الطلقة عبارة عن حصاة أزعجته فقط وصعد خلف جبل صغير واختفى خلفه 0 ولم نكن بالشجاعة التي تجعلنا نأمن أنه مات حتى نرى جثته أمامنا وذهبنا حول الجبل ولم نجد له أثر ، فالضربة التي ضربته بها ليس فيها شك فهي في اللحم من صوتها ولكن الأمر زاد في التعقيد والذئب على اعتقادنا أنه مجروح وهو يرانا ويتربص بنا ونحن لا نراه وجلسنا تقريبا نصف ساعة نبحث وليس هناك أثر


الذئب صريعا (يوم له واليوم عليه )


الذئب عن قرب والحمد لله انه جثة فقط

وقد استعملنا الأنوار الكاشفة الاماميه ونور إضافي فوق السيارة علنا نجد له أثر ولكن ليس هناك وما يدل عليه ورجعنا الى الجبل على أثر شعيب يؤدي بنا الى مكان أغراضنا وإذا بنا نلحظ إشعاع من جهة اليسار من فعل انعكاس أضواء الكشافات ورجعنا وكشفنا فاذا بنا نرى عينان تبرقان واقتربنا فاذا هو الذئب نائم وعينيه تبرق من الكشافات واقتربنا بالسيارة بحذر حتى علمنا أنه قد مات ونزلنا وأخذنا له صور تحيي هذه الذكرى التي لاتنسى وهي أول مشاهدة لذئب عن قرب ونلمسه وكان ضخم الجثة له أنياب عظيمة ومخالب تشق الأجساد والحمد لله على ما حدث 0 فقد تغدينا به قبل أن يتعشى علينا ، وتركناه خلفنا وسرنا بخط الرجعة نستدل بالجهاز عبر الأقمار الصناعية ولكن الاستدلال بها لايؤدي الغرض المطلوب وذلك لأنها تحدد اتجاه المكان المطلوب مباشرة والطريق الواقعي للهدف على غير ما يبينه الجهاز فهو يعطي قراءة مباشرة للهدف دون الاهتمام بالعوائق الجبلية والوديان التي بيننا وبين الهدف ولذا كان علينا أن لانعير لاتجاهات الجهاز اهتمام أولي انما تعطينا فكرة عن الموقع للهدف والبعد فهذا يكفي لأن نعرف الوجهة والباقي يكون على الحافظة التي في أذهاننا وقدرة حفظنا للجادة أو لأثار السيارة حين قدمنا أو لشجرة معينة مررنا عليها أو لشكل جبل أو لتعرج وادي ، فهذه الامور هي الركيزة الأساسية للعودة من البداية في أماكن الجبال وعند وعورة الارض .

25- حادث اول سفرة لتركيا بالسيارة رتعرضي لقطاع الطرق من الجيش السوري ودخولي مغامرة مع الاستخبارات التي حسبت انني وقعت بكمينهم.. 

26- تجربة سيئة عبر مطار دبي
اتخذت طيران كاثي باسيفك من البحرين لدبي لحضور زواج هناك ولم تكن أمامي الا هذه الخطوط بوقتها الموافق لخطة زيارتي. 
انطلقت من الخبر للبحرين صباح الجمعة الساعة9:30 لأواجه تأخرا في الجسر اخذ مني ساعة ونصف مع دفع رسوم الجسر 65 ريال واجر ايقاف السيارة يوم بمطار البحرين100 ريال… يعني لو اخذت الطيران من الدمام كان أفضل لي. 
صليت الجمعة في المحرق وتحركت للمطار وأقلعت في وقتها والحمدلله. 
حضرت المناسبة وبت ليلة لأتحرك بعد اداء صلاة الفجر بعد إفطار سريع لأن صيارتي ستقلع 7:30 صباحا. 
ولوجود نقل من الفندق للمطار فقد ركبته قبل ساعة لأن المطار قريب جدا. 
وأيضا لدي بطاقة صعود الطائرة. 

لكن تفاجأت بأن الباب الأوتماتيك الباص لايعمل وتأخر في التحرك. 
مما اضطرني للنزول بعد 10 دقائق محاولة لإصلاحه.
وخرجت لم أجد تكسي..!! 
مما أضطرني للمشي حتى المطار وأخذ مني 10 دقائق ومشي سريع. 
وصلت للمطار ودخلت بسرعة ولك أجد زحام والحمدلله مع أن الوقت ازف على النهاية.
واتفاجأ بأن لوحة الاعلانات تفيد أن طيارتي عبر الكاثي باسيفيك تأخرت ساعة كاملة وستقلع الساعة8:25 صباحا.. 
عندها جلست في قاعة المطار أنتظر الموعد.. ولكن تأخرها زاد فلم تقلع الا الساعة التاسعة صباح السبت… 
يعني تأخر كثير ولم يتم تعويضنا بشئ ..
والحمدلله أهم شي أنه لايوجد لدي ترانزيت ومواصلة طيران وإلا واجهت مشكلة في المواصلة. 

والسالفة كلها على أساس ان الخطوط السعودية مسكينة ليست الوحيدة في التأخر والظلم شين. 
تحياتي 
#الرحال_وائل_الدغفق