الأربعاء، 29 أغسطس 2018

ذكريات من ديرة بن عوام(الزبير)لرحال الخبر2018

ذكريات من عيشتنا في بيت طيني بالزبير ..عام1966م

ديرة الزبير بن عوام وملتقى تجار نجد وملفى الأجاويد…
كانت ارضا جميلة عشنا فيها على البساطة مع أنني لا أتذكر الا اخرها وقبل النزوح الكبير وعودة اهلها لأصولهم في نجد وذلك في الثمانينات من القرن العشرين .
لكن كانت لنا حياة بديهة نتذكرها بحلوها ومرها الذي هو بطعم الدبس ..
كنا نأكل الشبزي والدولمة،والمحمر والسمك وخيرات البصرة وشط العرب..
وكذلك كانت لنا المدارس النخبوية والحمدلله
أما العابنا فكانت في بحيث الفارس (نقر الماء ) وفي ازقة الحواري نتراشق ونلعب لعبة السيارة  بأخذ عجل واحد للدراجات ونسوقه بالعصا ، أو نركب كرب النخلة وكأننا فرسان ، ونركب السياكل وندوج في القايلة ، وكل هذا ونحن حفاة لانخاف شيئا وليس لنا حساب لشئ.
وقبيل المغرب ندلف للبيوت وعلى تلفزيون اسود وابيض نجتمع في حوش البيت لنرى قناة بغداد والكويت وعشانا رز ابيض وروبه ، أو خبز تنور نغمسه بجاي وحليب ، ثم نرقى الدرج الى فوق السطوح لنسعد بنومة باردة.
ثم من فجر الله نسرح لصيد الطيور بالنباطة ، والوالدة رحمها الله تعالى تتجه للجاخور والى حلب البقرة وم تعلفها من النفيع (فصم وشعير مطبوخ) مع الجت .
أما الافطار فهو قيمر( قشطة جواميس الأهوار) مع دبس تمر الحلاوي وبيض من دجاج الجاخور الملاصق للبيت مع خبز تنور مخمر ريحته تضرب بالراس.
وعند الضحى يركب اخوي السيكل ويردفني( اركب خلفه) لنصل لسوق القصاصيب نشتري لحمة يومنا وبامية صفراء مخضرة يانعة مع طماط مزارع القريطيات اللي ناكل كم حبة ريج (بدون اضافات) وطعمها الحامض المالح اللذيذ لنرجع لبيت الطين لتقوم الوالدة رحمها الله تعالى بطبخ مرق البامية الشهي على لحمة طازجة ورز ابيض تاكل اصابعك منه.
أما العشاء فيكون بعض الأيام من مرق البامية الزائد مع تقطيع اطراف خبز التنور السميكة التي لم تؤكل لنجهز طبخة تسمى (محروق صبعه) والاصبع المقصود هو اطراف الخبز العجين.. ويشبه المرقوق بالنهاية.
وتطول السالفة لكن هذا صورة من حياة تملأ الذكريات من حياة قرب البصرة وشط العرب من مدينة الشام الصغرى الزبير.
أخوكم الرحال وائل الدغفق - رحال الخبر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق