الجمعة، 25 مارس 2011

المنشآت الحجريو يجزيرة العرب نظرة وتوثيق لرحال الخبر


بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله واله وصحبه ومن والاه
ثم أما بعد
السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته
من ضمن رحلاتي الكثيرة للمناطق الصحراوية داخل جزيرة العرب وخارجها رأيت العديد من الآثار التي قصر عقل الأنسان الحديث فهمها ووضع التكهنات حولها وهي بلاشك من صنع البشر ولكن في حقب تاريخية لم يكن للتدوين فيها مجال فضلت غامضة تتقلب تفسيراتها حسب نظرة الرائي لها ومن جملة تلك الالآثار المسماة بالمنشآت الحجرية والتي وضع لها هذا الأسم العام ليشمل كل حجر تمت تغيير شكله الطبيعي بفعل أنسان ليكون منشأة لايعرف لها وظيفة فتارة يقول البعض من العلماء المتمكنين أنها علامات ودلالات دينية وهذه صفة عامة لكل شيء تقريبا وتارة يشار على أنها اشارات طرق وتارة أنها قبور ولكن لم يكن هناك كلمة فصل الى يومنا هذا وأغلب الظن ما أراها هو أنها دلالات متعلقة بالتخاطب مع النجوم أو السماء وكأنها لغة أرضية تخط بحجارة لترسم صورة من الخطاب البشري البدائي لتلك الألهة التي يعتقدونها في السماء .

هذه إحدى المنشآت الحجرية وبطول 80 مترا وعلى شكل من الاشكال

وهنا الوجهات تتشكل للمنشآت الحجرية وبأحجام متنوعة


وسيكون طرحي لاستعراض تلك المنشآت داخل جزيرة العرب فقط ..

منشآت في منطقة ثاج بالمنطقة الشرقية ووجد في بعضها قبوراً

عموما هي لغز حيّر العلماء والباحثين وقد سبق لي زيارة تلك المنشآت مع الأخ الكريم ماجد السنيدي وهو متخصص في تلك الأحجيات والتي تسمى أسماً عاماً شاملا للكثير من الأثار بأسم (المنشآت الحجرية)وددت أن أضع هنا ما أعرفه من خلال ملامستي للكثير منها والتي رأيتها سواء في المنطقة الشرقية أو جبال الطويق أو في حرار خيبر والشاقة والرحاة وكشب وغيرها من المناطق في المملكة .
أقول وبالله التوفيق لعل الأختلاف يعود إلى إختلاف التحديد الزمني لتلك المنشآت الحجرية فو تم فرز تلك المنشآت إلى نشأتها وعصورها وتم تقسيم وبسط تكوينها من حيث دلالاتها لتقسم وتدرس فيمكن بذلك أن نضبط التفسيرات ونحددها بطريقة أكثر دقة ولكن نظراً لحجم المنشأت وعددها الكبير جدا وتباعد مناطقها يصعب مثل هذه الدراسة ويحتاج لفهمها هيئة الآثار بما تملكه من تأثير واستجلاب الخبراء عالمياً للمشاركة بهذا البحث .

وهنا لمنشآت وكأنها لعائلة واحدة أو لأشكال تنتمي لمجموعة نجوم أو ما الى ذلك ..

وعموما لايعني بمقدمتي تلك التوقف عن التفكر والبحث فيما بيننا كهواة ومتطلعين لفهم ألغاز الاثار وأحجياتها التي تزيدنا حباً وتعلقاً بها .
ومن نظرتي القاصرة لفهم تلك الأحجيات ومن خلال الصور المرفقة بالتقرير أقول وبالله التوفيق ..
- إن تلك المنشآت الحجرية وبتعدد أشكالها وتبدل أتجاهاتها مرة تتجه للجنوب ومرة للغرب ومرة للشمال ومرة أخرى للشرق بلا ثبات وهو مايخرجها أن كانت قبوراً لحضارة واحدة ودين واحد معين .

وهذه بطول 220متر ودائرة داخلها كومة من الحجر 

- ومارأيناه من تنوع الأشكال من مربع ومثلث ودائري ومستطيل يسلط الضوء إلى تعابير وحدود ذات معنى ودلالة لشيء ما ؟



تنوع وبأشكال غير مفهومة 

- وأما التجاويف التي رأينا داخل بعض منها وهي قد تكون قبوراً وقد تكون شيئاً آخر وأما ما وجد من عظام بالية فهي والله أعلم لاتمت للفترة التي أنشئت بها المنشآت كون العظام جديدة نوعا ما وقد يكون استعمل المكان لأستحداث القبور أو أن العظام جلبت بواسطة الهوام .

صورة لأحد المنشآت وهي على شكل دائرة من الحجر وردمت بالرمال وقد أكتشف في بعضها قبوراً.

أحد المنشآت وقد نقبت ووجد في وسطها أحجاراً تحمل قبراً في منطقة ثاج بالمنطقة الشرقية

القبر الصغير في تلك الأكوام بالمنطقة وهو قبر لرجل بالغ ولكن يوضع بطريقة القرفصاء .

- ومن يقول كونها علامات طرق فهي وأن قارب ذلك الفهم لبعضها كونها وجدت على طرق ومفارق أودية فهو لايشمل البقية الباقية وهي مقامة على رؤوس الجبال وعلة بطون الأودية وبتعدد لايدل أبدا لعلامة وبشكل متقن البناء يصعب أن نضعه ضمن علامات الطرق .

صورة لعدد كبير من تلك المنشآت وبطريقة تفسد رأي من قال أنها علامات للطرق.

- وحين يقول الغربيين عنها أنها دلالات دينية فهو كلام عائم يشمل القبور والأتصال بالألهة ورموز ذات دلالات دينية ويجب أن يعنى بالعلامات الدينية بأوضح من ذلك لكي نبدا بالنقاش .

صورة للمنشآت الحجرية بمنطقة ثاج بالمنطقة الشرقية

- ومن نقاشي مع الباحث ماجد السنيدي يطرح فكرة من الأفكار ومن باب المداولة التفسيرية لتلك المنشآت فيقول:أنها قد تكون لقبور متنوعة فبعضها لعلية القوم ومنها لبقية الناس ويستدل بكون بعضها لها ذيل يصل لمسافات وهي لعلية القوم ومنها الصغير ولكن مما رأيت أن بعضها بلا ذيل ومنها يكون بلا كومة حجرية داخل الدائرة أو المنشآة وهذا يجعل من كونها قبوراً مشكوك فيه.

تشكيلات كبيرة ورسوم وكأنها تلك المنشآت الحجرية في الصين وتشيلي وهذه من دلالات التحاطب مع السماء والله أعلم 

وتتكرر تلك الرسوم الغريبة وتتصل ببعضها مكونة رسما تعبيريا لايقرأه الا الطائر في السماء لحجمه الكبير ..

وهذه بطول 620مترا وهي متصلة بأخرة ويصل الرسم الكامل لعدة كيلومترات ..

وهذه وكأنها لطائر الهدهد ..


- أن ربط تلك الأكوام الحجرية مع مثيلاتها يعطي إنفراجا لفهمها ولعل الخروج من محيط الجزيرة العربية يعطي ذلك الفهم ولو أن هناك منشأة حجرية في المنطقة الشرقية وفي مدينة ثاج وتشبة تلك المنشآت الحجرية الى درجة كبيرة وهي لقبور دفنت فيها مجموعة من مجتمع حضارة الحميريين والبابليين ومثلها في جزيرة البحرين وجبال الظهران بالشرقية لقبور تشابه المنشآت الحجرية ولكنها قبوراً واضحة جدا وبدليل الكشوفات الأثرية التي كشفت عنها وبينت تاريخها وهي متواجدة بمتحف البحرين ومتحف الدمام .
- لكن ما أوجه الشبة بين تلك القبور بالمنطقة الشرقية والبحرين ومنشآت وسط وغرب الجزيرة العربية مع أن الشبة للتكوين قريب مع أختلاف الذيل الغير متواجد في قبور ثاج والبحرين والظهران؟
- هل من الممكن أن تكون الشواهد التي تدل على القبور بالمنشآت الحجرية قد تعرضت لتخريب أو نبش ؟
- وهل المنشآت الحجرية لحضارة واحدة أم هناك تداخل لعدة حضارات ؟
- كنت أرى وأناقش زميلي السنيدي حول فكرة كونها ذات دلالة فلكية معينة والله أعلم!
- الوحيد من استطاع ادخال فكرة ربط تلك المنشآت بالأحرف هو الباحث السنيدي في كتابه وأجد أنها قريبة من كونها دلالات متعلقة بالفلك أو بالتخاطب مع السماء وما تمثله تلك الحضارات لفهم قريب من حضارات قديمة أخرى وجدت بأمريكا الجنوبية وبالصين ووجدت آثارها الحجرية التي تتكلم مه الالهة بطريقة الرموز الحجرية الضخمة !

وسيظل التفسير قائماً مادام الامر غير مبني على دراسة للأرض وتاريخ الإنشاء والمقارنة بينها وبين مثيلاتها بالعالم كونها منشآت إنسانية الصنع ولتبادل الحضارات المنافع فيما بينها لابد ان يكون هناك مفاتيح لمعرفة كنهها وإيجاد تفسير لها من خلال دراسة المنشآت التي هي خارج حدود الجزيرة العربية .
هذا مالدي والله أعلى وأعلم وهو على كل شيء قدير .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق